النفخ في الأكل لتبريده

[adnan]

الأخ / باسم رشاد
النفخ في الأكل لتبريده

بين الحديث النبوي و النتائج العلمية !

(http://www.ataaalkhayer.com/)
انتشرت رسالة إلكترونية بين مستخدمي البريد الإلكتروني،
تتحدث عن الأضرار الصحية التي قد تصيب الإنسان بسبب النفخ في الطعام،
وضرورة تجنب تلك العادة المنهي عنها بحديث نبوي صحيح بحسب الإيميل.

قمنا في تأكد بالبحث في مدى صحة المعلومات التي وردت في الرسالة
الإلكترونية ، وتبين لنا صحة الحديث النبوي الذي ينهى عن النفخ في الطعام
والشراب ، ونسب كبار علماء الحديث هذا النهي إلى أمرين ،
إذ قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" :

[ هذا النهي للتأدب لإرادة المبالغة في النظافة ،
إذ قد يخرج مع النَّفَس بصاق أو مخاط أو بخار ردئ فيكسبه رائحة كريهة
فيتقذر بها هو أو غيره من شربه ]
وفي المقابل قال محمد المناوي في "فيض القدير" :

[ أن النفخ في الطعام الحار يدل على العجلة الدالة على الشَّرَه
وعدم الصبر وقلة المروءة ]
وبالنسبة لما تم وصفه في الرسالة الإلكترونية بالحقائق العلمية ،
وإمكانية الإصابة بأمراض خطيرة كالسكري والسرطان بالإضافة إلى قرحة
المعدة، بسبب النفخ في الطعام ،
فعلى رغم تحذير استشاري سعودي من عادة النفخ في الطعام وما قد تسببه
من أمراض في المعدة خصوصاً بالنسبة للأطفال ،
بالإضافة إلى إمكانية انتقال بعض الأمراض المعدية في بعض الحالات،
إلا أننا حرصنا على البحث بشكل أوسع عن حقيقة البكتيريا الحلزونية
أو Helicobacter pylori التي أكدت الرسالة أنها قادرة على قتل الإنسان.

وفي هذا الصدد أورد موقع Drugs.com الأميركي ، والذي يعتبر مرجعاً
في الأدوية والمعلومات الطبية حول الجراثيم ،
أنه بحسب المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها فإن ثلثي
سكان العالم يحملون بكتيريا Helicobacter pylori ،
إلا أن معظم الناس لا تظهر عليهم أي أعراض مرضية .
وأكد الموقع أن الإنسان غالباً ما يحمل تلك البكتيريا في مرحلة الطفولة ،
ويمكن أن يتعايش الإنسان مع تلك البكتيريا دون الإصابة بأي مرض ،
إلا أن الخطر يكمن في حال تزايد عددها وتزايد قدرتها على إنتاج السموم ،
إذ يقوم الجسم وقتها في محاولة لمكافحة البكتيريا والتعافي من المرض ،
بإنتاج أحماض إضافية ، وهو ما قد ينتج عنه التهاب في بطانة المعدة
والأمعاء الدقيقة ، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى إضعاف الطبقة الواقية
في جدار المعدة ، وبالتالي تسرب الأحماض ، ما يؤدي إلى ظهور تقرحات
أو ثقوب في المعدة ، ويمكن أيضاً الإصابة بسرطان المعدة في بعض الحالات
وهذه البكتيريا معدية ، وعلى رغم عدم إشارة الموقع بشكل مباشر إلى النفخ
في الطعام كأحد طرق انتشار العدوى ، إلا أنه أشار إلى اللعاب كأحد أسباب
انتقال العدوى ، والنفخ في بالونة ، وأخذ عينة من الأنفاس كطريقة تشخيص
الإصابة بالبكتيريا الحلوزنية ، بالإضافة إلى تأكيده على أهمية تسخين الطعام
لدرجة حرارة مناسبة ، لتجنب النفخ على الطعام لتبريده ،
كلها مؤشرات تؤكد إمكانية انتقاله عن طريق النفخ في الطعام.
وأكد موقع Drugs.com أن العلاج من البكتيريا الحلزونية يستغرق بضعة
أسابيع ، إلا أنه لا يوجد مضاد لبكتيريا Helicobacter pylori في الوقت
الحالي ، ويجري الآن العمل على لقاح لذلك ، لكن لازال في مراحله التجريبة الأولى .
ونصح الموقع بضرورة غسل اليدين بالماء الساخن والصابون ،
خصوصاً بعد استخدام الحمام وقبل الأكل ، باعتبار ذلك من الأمور التي
من شأنها الحد من انتقال عدوى البكتيريا الحلزونية