adnan
04-15-2013, 10:01 PM
الأخت الزميلة / جنان الورد
الشيخ السعدي رحمه الله يصف حالنا
جزاك الله خيرا ونفع بك
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13e0e32e27db543b&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
يقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله معلقاً وشارحاً
حديث النبي عليه الصلاة والسلام:
( يأتي على الناس زمانٌ ؛ القابض على دينه كالقابض على الجمر )
يقول رحمه الله :
وما أشبه زماننا هذا بهذا الوصف الذي ذكره صلى الله عليه وسلم ،
فإنه ما بقي من الإسلام إلا اسمه , ولا من القرآن إلا رسمه ، إيمانٌ ضعيف ,
وقلوبٌ متفرّقة , وحكوماتٌ متشتتة , وعداوات وبغضاء باعدت
بين المسلمين ، وأعداءٌ ظاهرون وباطنون , يعملون سرّاً للقضاء على الدين
وإلحاد وماديّات , جرفت بخبيث تيّارها وأمواجها المتلاطمة الشيوخ والشبّان
ودعايات إلى فساد الأخلاق والقضاء على بقيّة الرَّمَق ،
ثم إقبالُ الناس على زخارف الدنيا ؛ بحيث أصبحت هي مبلغ علمهم وأكبر
همهم , ولها يرضون ويغضبون ، ودعاية خبيثة للتزهيد في الآخرة ,
والإقبال بالكليّة على تعمير الدنيا , وتدمير الدين , واحتقاره والاستهزاء
بأهله , وبكل ما يُنسب إليه , وفخرٌ وفخفخة ، واستكبار بالمدنيات المبنية
على الإلحاد التي آثارها وشرورها قد شاهده العباد ،
فمع هذه الشرور المتراكمة والأمواج المتلاطمة , والمزعجات الملمة ,
والفتن الحاضرة والمستقبلة المدلهمة - مع هذه الأمور وغيرها
تجد مصداق هذا الحديث ، ولكن مع ذلك ؛ فإن المؤمن لا يقنط من رحمة الله
ولا ييأس من روح الله , ولا يكون نظره مقصوراً على الأسباب الظاهرة ,
بل يكون ملتفتاً في قلبه كل وقت إلى مسبب الأسباب , الكريم الوهاب ,
ويكون الفرج بين عينيه , ووعده الذي لا يُخلفه ،
بأنه سبحانه سيجعل بعد عسرٍ يسراً , وأن الفرج مع الكرب ,
وأن تفريج الكربات مع شدة الكربات وحلول المفظعات ،
فالمؤمن من يقول في هذه الأحوال : لا حول ولا قوة إلا بالله ,
وحسبنا الله ونعم الوكيل , على الله توكلنا , اللهم لك الحمد ,
وإليك المشتكى , أنت المستعان وبك المستغاث ,
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ويقوم بما يقدر عليه من الإيمان والنصح والدعوة ,
ويقنع باليسير إذا لم يمكن الكثير , وبزوال بعض الشرّ وتخفيفه
إذا تعذّر غير ذلك .
{ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا }
{ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا }
انتهى كلامه رحمه الله .
نقلاً من كتاب : [ بهجة قلوب الأبرار ] للشيخ ابن سعدي رحمه الله
ص 201 , 202 .
الشيخ السعدي رحمه الله يصف حالنا
جزاك الله خيرا ونفع بك
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13e0e32e27db543b&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
يقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله معلقاً وشارحاً
حديث النبي عليه الصلاة والسلام:
( يأتي على الناس زمانٌ ؛ القابض على دينه كالقابض على الجمر )
يقول رحمه الله :
وما أشبه زماننا هذا بهذا الوصف الذي ذكره صلى الله عليه وسلم ،
فإنه ما بقي من الإسلام إلا اسمه , ولا من القرآن إلا رسمه ، إيمانٌ ضعيف ,
وقلوبٌ متفرّقة , وحكوماتٌ متشتتة , وعداوات وبغضاء باعدت
بين المسلمين ، وأعداءٌ ظاهرون وباطنون , يعملون سرّاً للقضاء على الدين
وإلحاد وماديّات , جرفت بخبيث تيّارها وأمواجها المتلاطمة الشيوخ والشبّان
ودعايات إلى فساد الأخلاق والقضاء على بقيّة الرَّمَق ،
ثم إقبالُ الناس على زخارف الدنيا ؛ بحيث أصبحت هي مبلغ علمهم وأكبر
همهم , ولها يرضون ويغضبون ، ودعاية خبيثة للتزهيد في الآخرة ,
والإقبال بالكليّة على تعمير الدنيا , وتدمير الدين , واحتقاره والاستهزاء
بأهله , وبكل ما يُنسب إليه , وفخرٌ وفخفخة ، واستكبار بالمدنيات المبنية
على الإلحاد التي آثارها وشرورها قد شاهده العباد ،
فمع هذه الشرور المتراكمة والأمواج المتلاطمة , والمزعجات الملمة ,
والفتن الحاضرة والمستقبلة المدلهمة - مع هذه الأمور وغيرها
تجد مصداق هذا الحديث ، ولكن مع ذلك ؛ فإن المؤمن لا يقنط من رحمة الله
ولا ييأس من روح الله , ولا يكون نظره مقصوراً على الأسباب الظاهرة ,
بل يكون ملتفتاً في قلبه كل وقت إلى مسبب الأسباب , الكريم الوهاب ,
ويكون الفرج بين عينيه , ووعده الذي لا يُخلفه ،
بأنه سبحانه سيجعل بعد عسرٍ يسراً , وأن الفرج مع الكرب ,
وأن تفريج الكربات مع شدة الكربات وحلول المفظعات ،
فالمؤمن من يقول في هذه الأحوال : لا حول ولا قوة إلا بالله ,
وحسبنا الله ونعم الوكيل , على الله توكلنا , اللهم لك الحمد ,
وإليك المشتكى , أنت المستعان وبك المستغاث ,
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ويقوم بما يقدر عليه من الإيمان والنصح والدعوة ,
ويقنع باليسير إذا لم يمكن الكثير , وبزوال بعض الشرّ وتخفيفه
إذا تعذّر غير ذلك .
{ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا }
{ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا }
انتهى كلامه رحمه الله .
نقلاً من كتاب : [ بهجة قلوب الأبرار ] للشيخ ابن سعدي رحمه الله
ص 201 , 202 .