المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رخصة القيادة للحياة الزوجية السعيدة الجزء الثالث – 7


adnan
04-17-2013, 09:31 PM
الأخت / غـــرام الغـــرام
حصرياً لبيتكم و للمجموعات الشقيقة و الصديقة


رخصة القيادة للحياةالزوجية السعيدة
الجزء الثالث – 7

الإعداد التربوي
( أ )

أجمعت الدراسات العلمية في ميدان التّربية على أنّ هذه الأخيرة عملية
مستمرّة ، تعيش مع الإنسان ، لكنّها اختلفت في التحديدات الزّمنية للبدء
في تحديد بداية تشكيل مقوّمات الشخصية ،

كما اختلفت في تحديد واضح لشخصية الطّفل ، بين قائل إنّه صفحة بيضاء
نطبع أو نخطّ عليها ما نشاء ، وبين من ينظر إلى الطّفل على أنّه كتلة
من الاستعدادات التي قد تتقبل تدخّلاتنا وقد تقاومها وهو السلوك الذي يسمّيه
البعض عادة العناد والمشاكسة وهو الأمر الذي يرفضه بعض الآباء
والأمّهات فيعاقبون أبناءهم على سلوك ليسوا مسؤولين عنه لأنّنا ننطلق
غالبا في تعاملنا مع أولادنا من منطلق المفهوم التّربوي القائم على مبدأ
التّرويض، الذي تكون فيه التربية مجالا للضغط لتشكيل الولد على صورة
أبيه والبنت على صورة أمّها .

وننسى أو نتناسى أنّ هذه الجهود الضّخمة لتشكيل شخصية نمطية
وفق تصوّراتنا وأعراف مجتمعاتنا ، قد تحدث تشوّهات ، تحملها الفتاة معها
إلى عالمها الجديد ،وربّما تعيد إنتاجها مع أبنائها وبناتها ،
وتستمر الدائرة المفرغة من عوامل الفشل التربوي .

وليست الأسرة وحدها مسؤولة عن التّنشئة وإعداد أفراد المجتمع لتحمّل
المسؤولية ، بل هناك المدرسة التي ينبغي أن يكون لها دور في تأهيل البنات
لتحمّل مسؤولية بناء أسرة وتدبير شؤونها .

فهل فضاءات مدارسنا توفّر هذه الإمكانيات ؟
تغيب في كثير من الأحيان أيّة إشارة إيجابية إلى كيفية بناء الأسرة باستثناء
مادة التّربية الإسلامية ،والتربية الأسرية في بعض المؤسسّات التعليمية
التي تقدّم بعض المبادئ الأوّلية في الحياة العملية للأسرة
مثل التغذية والأمومة والأشغال اليدوية . ويبقى عليها التّفكير في تعديل
برامجها حتّى تؤهّل النشء تأهيلا علميا وعمليا متكاملا يساعده
على مواجهة تجارب وإكراهات الحياة بشكل إيجابي .

أمّا وسائل الإعلام فمسؤوليتها عظيمة وخطيرة ، لأنّ الحصّة الزّمنية
التي يقضيها الأبناء أمام شاشتي التلفاز والحاسوب ليس هيّنة ،
يتلقى خلالها سيلا من المعلومات والنماذج التربوية والأخلاقية ما بين بنّاءة
وهادمة لما أسّسته الأسرة والمدرسة .
ولهذا وجب الانتباه إلى هذا المتغيّر أثناء حديثنا عن التربية ؛وإذا كنّا نحمّل
القنوات التلفزية والنّت مسؤولية تخريب أخلاق النّشء ،
فما الذي قدّمناه لأبنائنا من وسائل التّحصين والتّمنيع ضدّ الإغراءات ؟

وأود التّذكير قبل الحديث عن الفتاة المقبلة على الزّواج بتصوّراتنا
التّقليدية لتربية وتأهيل الأبناء،التي تركّز على البنت وتنسى الولد ،
معتمدين في تتبيثها على أمثال خاطئة ومتخلّفة نجعلها ترقى إلى مستوى
القوانين وبذلك نخلق أسراً عرجاء :
ننصح البنت ونعلّمها ونهمل تأهيل الولد ،وكأنّه يعرف كلّ شيء ،

والزّوجة من المفروض أن تقوم له بما كانت تقوم به الأم فيدخل عالم
الزّوجية وهولا يعرف منها سوى توفير المصاريف وانتزاع حقوقه الشرعية
وغير الشّرعية أحيانا ؛ وهو ما تترتّب عليه الكثير من المشاكل التي تعجّ
بنماذج منها النّافذة الاجتماعية ، وهذا أيضا من المطالب التي ينبغي الدّفاع
عنها وتطويرها :
علينا أن نؤهّل أولادنا للزواج مثلما نسعى لتأهيل بناتنا .