المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العقل الصحيح يوصل صاحبَه إلى الإيمان الصحيح


adnan
04-18-2013, 09:40 PM
الأخت الزميلة / أمانى صلاح الدين


الشيخ محمد نجيب بنان
العقل الصحيح يوصل صاحبَه إلى الإيمان الصحيح،
فالإيمانُ الذي يُبنى على العقل والنظر والتفكير،
يكون أقوى من الإيمان الذي يبنى على التقليد؛

( ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه،
أو ينصرانه، أو يمجسانه )
رواه البخاري.
يولد المولود صفحة بيضاء، ويأتي دور الأبوين في توجيه هذا الولد،
فإما أن يدفعاه باتِّجاه الدين الصحيح، أو يحيدا به عنه،
فإن قلنا بأنهما قاداه ووجَّهاه إلى الخير، فغدا مؤمنًا، ثم مضى في حياته
دون نظر، فإنه في خطر، ويوشك أن يقع أمام أصغر عاصفة،
أما الإيمان الذي يتأتى من النظر والتفكير، فإنه أقوى،
كثيرٌ من العلماء نطقوا الشهادة وهم في مخابرهم يُجرون أبحاثهم،
رأوا الله في أبحاثهم، فنطقتْ ألسنتُهم بالشهادة،
لعلكم تعرفون قصة ذلك العالم الغربي الذي جلس على مقعد التدريس
في كلية الطب في إحدى الجامعات؛ ليقرِّر حقيقة،
ظنَّ أنه لم يصل إليها أحدٌ قبله، جلس ليقول بأن الإنسان يبدأ تكوينه
من تلك النطفة التي تمكث أربعين يومًا، ثم تتحول إلى نقطة دم،
ثم إلى قطعة لحم،
ثم تدبُّ الحياة في ذلك الجسد بعد أن يمضي عليه مائة وعشرون يومًا.

وما أن أنهى كلامه، حتى قام أحد الطلبة المسلمين رافعًا يده؛
ليقول: ما ذكرتَه يا سيدي، قد وصل إليه الإسلام قبل قرون من الزمان،
وقرأ عليه حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

( إنَّ أحدَكمْ يُجمعُ خلقُهُ في بطنِ أمِّهِ أربعينَ يومًا نطفةً،
ثمَّ يكونُ علقةً مثلَ ذلكَ، ثمَّ يكونُ مضغةً مثلَ ذلكَ، ثمَّ يبعثُ اللهُ إليهِ ملكًا،
ويؤمرُ بأربعِ كلماتٍ، ويقالُ لهُ : اكتبْ عملَهُ، ورزْقَهُ، وأَجَلَهُ،
وشقيٌّ أو سعيدٌ ؛ ثمَّ ينفخُ فيهِ الروحُ...)
الحديث.
لم يملك المحاضِر نفسَه بعد أن تأكَّد من صحة الكلام
إلا أن نطق بالشهادة،
إيمان هذا الرجل ربما يكون أقوى من إيمان كثير
من المسلمين الذي لم يُعمِلوا عقولهم،
وآمنوا إيمانًا تقليديًّا كآبائهم وأمهاتهم.

كثير من الناس - ولست بمبالغ - لا يستعملون عقولهم فيما ينفعهم؛
بل يستعملون عقولهم فيما يضرهم، هي إن حققت لهم النفع في الدنيا،
فلن تنفعهم هناك
لماذا لم يخلق الله - عز وجل - كل اثنين بعقل؟
لكي يحاسب كلاًّ بمفرده، خلقك فوهبك عقلاً، وأرسل لك نبيًّا، ثم كلفك؛
لينظر أعمالك، مع أنه يعلمها قبل أن يخلقك؛

{ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }
إنَّ الذي لا يستعمل عقله إنما يشبِّه نفسَه بالحيوانات،
فما الفائدة من تملُّكك شيئًا لا تستعمله؟!
إذا لم تُعمل عقلك، فقد شبهتَ نفسك بتلك الحيوانات العجماوات.