المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأسرة في الإسلام


adnan
04-22-2013, 10:37 PM
الأخت / بنت الحرمين الشريفين




الأسرة في الإسلام

(http://www.ataaalkhayer.com/)


لقد اعتنى الإسلام بالأسرة منذ بدء تكوينها فوضع الأسس والقواعد

التي يعتلي عليها البناء الشامخ القوي الذي لا يهتز أمام رياح المشاكل

وعواصف الأزمات .

فجعل الدين هو الأساس الأول في اختيار شريك وشريكة الحياة .

قال صلى الله عليه وسلم :



( تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ :

لمالِها ولحَسَبِها وجَمالِها ولدينها، فاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ )

خلاصة حكم المحدث: [صحيح]



وعلى الطرف الآخر قال لأهل الفتاة في الحديث الشريف

قال الرسول عليه الصلاة والسلام :



( إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه ،

إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض )

خلاصة حكم المحدث: صحيح



ونذكر أيضًا في هذا المقام ما أشار به الحسن بن علي ،

على أحد المسلمين عندما جاء يسأله قائلاً :

خطب ابنتي جماعة ، فمن أُزوجها ؟

قال زوجها من التقيّ ، فإنه إن أحبها أكرمها ،

وإن أبغضها لم يظلمها .

فلو اتفق الطرفان على أن الدين أساس الاختيار واتفقت منابع الفكر

وتوحدت مساقي الآراء وانبعثت من الشريعة صار الفهم واحدًا

والتفاهم بينهما تامًا .

أما الطبائع فمن السهل تغييرها بالتعود والإصرار وما يصعب تغييره

فلنتغاضى عنه .

فلو أن هناك ما لا يعجب من صفات فهناك مئات من الخصال الأخرى

تعجب ، وليس المطلوب من الزوج والزوجة أن يكونا صورة طبق الأصل

من بعضهما



تكامل وتراحم

وأولاً وأخيرًا نحن لسنا ملائكة ولكننا بشر نخطىء ونصيب .

فالإسلام جعل العلاقة بين الزوجين علاقة

تكامل لا تنافس ، قوامها المودة والرحمة ،

قال تعالى :



} وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا

وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {

(الروم : 21)

وهذا التكامل أو الاندماج نتيجة أنهما من نفس واحدة ومن أصل واحد .

قال تعالى :



} يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ

وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ

وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا {

(النساء : 1)

وقوله تعالى في وصف العلاقة بين الزوج وزوجه :



} هُنَّ لباس لكم وأنتم لباسُ لهن {

(البقرة: 187)

وفي آية أخرى :



} نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ {

( البقرة: 223)

فلا يوجد كلام أبلغ من هذا وأدق وأعمق في وصف العلاقة الزوجية ،

فاللباس ساتر وواق .والسكن راحة وطمأنينة واستقرار ،

وداخلهما المودة والرحمة

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13e323b4ac13ba90&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

واجبات وحقوق

ولاستمرار العلاقة كما بينتها الآيات ، حدد الإسلام دورًا ووظيفة لكل

من الرجل والمرأة في الحياة الزوجية ، وذكر لكل منهما حقوقًا وواجبات

إذا أدى كل منهما ما عليه سارت بهما السفينة إلى بر الأمان .

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13e323b4ac13ba90&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)



فمن واجبات الزوج الإنفاق على زوجه قدر استطاعته ،

ومن الخطأ الاعتقاد أن المال الكثير هو سبب السعادة الزوجية ،

ومن الخطأ أن يقال : إذا دخل الفقر من النافذة خرج الحب من الباب ،

فالسعادة يهبها الله عز وجل لمن اتبع تعاليمه وسار على نهجه

الذي جاء في كتابه الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم

ومن واجبات الزوج أن يحسن معاملة زوجه ويعلمها تعاليم دينها ،

ويشاورها في شؤونهما ويرجح رأي الزوج



) سأل رجلٌ النبيَّ فقال : يا رسولَ اللهِ ما حقُّ زوجةِ أحدنا عليه ؟

قال : أن تُطعِمَها إذا طَعِمت وتكسوها إذا اكتسيت

ولا تضربُ الوجهَ ولا تُقَبحِّ ولا تهجرُ إلا في البيتِ (

خلاصة حكم المحدث: صحيح

وأن يغض الزوج طرفه عن بعض نقائص زوجه ، ولا سيما إن كان

لها محاسن ومكارم تغطي هذا النقص ؛

لقوله صلى الله عليه وسلم :



) لا يفرَك مؤمنٌ مؤمنةً

إن سخِطَ منْها خُلقًا رضِيَ منْها آخرَ (

خلاصة حكم المحدث: صحيح



وقال صلى الله عليه وسلم :



) أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا ،

و خيارُكم خيارُكم لنسائِهم (

خلاصة حكم المحدث: صحيح



أما واجبات الزوجة فهي أهم وأكبر

من أن تُكتب في بعض السطور والأوراق ، ثم يفرغ من قراءتها ،

فبيدها يتحول المنزل من قطعة من رياض الجنة إلى قطعة من نار جهنم ،

أو العكس ، وأي تضحية من جانب الزوجة سيقابلها رد فعل أقوى وأكبر

من جانب الزوج ، وسينعكس تأثير هذا على الأسرة كلها .

ومن المفروض أن تأتي كل المعنويات التي تعتبر من مقومات السعادة

الزوجية ، من الزوجة أولاً ، وليس هذا من باب التحيز للرجل أو غيره ،

وإنما هو من باب الفطرة السوية التي فطرت عليها المرأة .

فأول من تحتضن الطفل وترعاه هي الأم ،

وعلى قدر حبها ورعايتها ينشأ الطفل .

وما الزوج إلا طفل كبير والزوجة الناجحة هي التي ترعى زوجها ،

كما ترعى الأم أصغر أبنائها وأحبهم إلى قلبها ،

والآية الكريمة عندما ذكرت :



} هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ {



بدأت بوصف واجب المرأة ودورها ولما كان اللباس هو الساتر والواقي ،

ويأتي من صاحب المال والقوة وهو الرجل ، كان من باب أولى

أن يبدأ بوصف دور الرجل ووظيفته ، ولكنه لعظم دور المرأة وأهميته

الذي يفوق دور المال والقوة بدأ بهن ولِعظم حق الزوج

قال صلى الله عليه وسلم :



( لَو كُنتُ آمِرًا أحدًا أن يسجُدَ لأحدٍ، لأمَرتُ النِّساءَ أن يَسجُدنَ لأزواجِهِنَّ،

لِمَا جَعلَ اللَّهُ لَهم عليهِنَّ مِنَ الحقِّ )
خلاصة حكم المحدث: صحيح