المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الهم .. و الإهتمام


adnan
04-27-2013, 10:51 PM
في ركني
الهم .. و الإهتمام



بقلم البروفيسور / زهير بن أحمد السباعي




https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13e46daabff0c649&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)



https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13e46daabff0c649&attid=0.7&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)



كان الأستاذ الدكتور ياسين عبد الغفار رحمه الله أحد أساطين الطب

في العالم العربي تتلمذت على يديه وأنا أدرس الطب في مصر .

وحظيت بأن أعمل طبيب امتياز تحت إشرافه .



تعلمت منه الكثير ، ومما تعلمته منه أن أفرق بين الهم والاهتمام .

قال لي فيما قال:



[ يا بني إن انشغال المرء بنفسه وتركيزه على ذاته قد يجره إلى صنوف

من القلق والهم لا قبل له بها ، في حين أن انشغاله بقضايا الآخرين

وبالحياة من حوله يثريه نفساً وعقلاً ]



وقبل سنوات قرأت للفيلسوف البريطاني برتراندرسل في كتابه القيم

( انتصار السعادة ) أنه في مقتبل حياته كان مثقلاً بالهموم إلى الحد

الذي كان فيه على شفا الانتحار ، ومع تقدم العمر أصبح أكثر اهتماماً

بقضايا المجتمع وأقل تركيزاَ على متطلباته ورغباته مما أورثه قدراً

أكبر من الرضا والسعادة .



ويضرب ديل كارينجي في كتابه "دع القلق وأبدأ الحياة "على نفس الوتر

فيذكر نماذج ثلاثة لأناس يستبد بهم القلق وتعتصرهم الهموم ذلك

لأنهم شُغلوا بأنفسهم وقضاياهم الشخصية عن الآخرين والحياة

من حولهم .

ذلك الذي يحاول أن يجمع اللبن المراق

( أي الذي يعيش في مشاكل الأمس ويدور معها في دوامة لا تنتهي )

والذي يحاول اجتياز الجسر قبل أن يصله

( أي الذي يعيش بكيانه في المشكلة قبل أن تقع )

والذي يشتري الصفارة بأكثر مما تستحق

( أي الذي يعطي للمشكلة حجماً أكبر مما تستحق ) .

في العقيدة الإسلامية وفي تراثنا الكثير من المواقف والصور والأحداث

التي تحث الإنسان على البذل ، والإيثار ، والتضحية ،

والانشغال بالخدمة العامة ، وهي جميعها تؤدي إلى رقي الإنسان

ونقله من ربقة الهم إلى رحابة الاهتمام ،

أتمنى أن تبرز هذه الصور والأحداث والمواقف بقدر كاف ومؤثر

في وسائل الأعلام وفي مناهجنا المدرسية والجامعية ، بالكلمة والصورة ،

وأن تطرح للمناقشة وإبداء الرأي والرأي الآخر في المنتديات
والتجمعات الثقافية بما يسهم في تربية أنفسنا والنشأ .