المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الآيات التي ورد فيها عتاب النبي


adnan
04-30-2013, 09:50 PM
الأخت / بنت الحرمين الشريفين







الآيات التي ورد فيها عتاب

النبي صلى الله عليه و سلم

(http://www.ataaalkhayer.com/)



لقد حاول المستشرقون البحث في القرآن والتنقيب عن الآيات

التي ورد فيها عتاب النبي صلى الله عليه وسلم ،

ليتخذوها وسيلة للطعن والتخطيء ,

وإظهار أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن على صواب ،

وأن أخلاقه لم تكن مثالية ، وإلا لما ورد هذا العتاب في القرآن ,

ولكنهم على عكس ذلك أثبتوا بادعائهم أن :

القرآن منزل من عند الله وأنه قد وصل إلينا كما أنزل ،

وأن القرآن لو كان كلام بشر ما كان يحتوي عتابا لرسول الله ،

فالبشر من عاداتهم لا يتقبلون النقد ويدعون الكمال ،

وما من منهج بشري يلوم فيه صاحبه نفسه أو يعاتبها ،

بل كل منهج وضعه بشر يحاول أن يوهم نفسه والناس

بأنه هو الكمال المطلق .

وأن القرآن الكريم لم يحدث فيه تبديل ولا تغيير ،

ولو حدث ذلك لحذفت منه هذه الآيات التي تتضمن العتاب

أو على الأقل حرفت .

(http://www.ataaalkhayer.com/)


فقد عاتب الله نبيه صلى الله عليه وسلم فقال له :



} وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ

وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا }



سورة الكهف



وكان سبب ذلك أَنَّ الْكُفَّارَ سَأَلُوا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –

عَنِ الرُّوحِ ، وَعن أَصْحَابِ الْكَهْفِ ، وعن َذِي الْقَرْنَيْنِ ،

فَقَالَ لَهُمْ :



) سَأُخْبِرُكُمْ غَدًا ، وَلَمْ يَقُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ (

فَعَاتَبَهُ رَبُّهُ بِعَدَمِ تَفْوِيضِ الْأَمْرِ إِلَيْهِ ،

وَعَدَمِ تَعْلِيقِهِ بِمَشِيئَتِهِ - جَلَّ وَعَلَا فَتَأَخَّرَ عَنْهُ الْوَحْيُ ,

ثُمَّ عَلَّمَهُ اللَّهُ فِي الْآيَةِ الْأَدَبَ مَعَهُ ،

فِي قَوْلِهِ :



} وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ {

ثُمَّ قَالَ لِنَبِيِّهِ :



} وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ {



يَعْنِي إِنْ قُلْتَ سَأَفْعَلُ كَذَا غَدًا ، ثُمَّ نَسِيتَ أَنْ تَقُولَ : إِنْ شَاءَ اللَّهُ ،

ثُمَّ تَذَكَّرْتَ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَاذْكُرْ رَبَّكَ ، أَيْ قُلْ : إِنْ شَاءَ اللَّهُ ،

أَيْ لِتَتَدَارَكَ بِذَلِكَ الْأَدَبَ مَعَ اللَّهِ الَّذِي فَاتَكَ عِنْدَ وَقْتِهِ ،

بِسَبَبِ النِّسْيَانِ ، وَتَخْرُجَ مِنْ عُهْدَةِ النَّهْيِ

فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :



} وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ {



وأيضاً عتاب الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم حينما أذن لبعض

المنافقين بالتخلف عن غزوة تبوك ،

فعاتبه ربه بقوله :



}عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ{

(43) سورة التوبة



وكذا عتابه الشديد له حينما قال له :



}يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ

وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ

قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ

وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا

فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ

فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ{

سورة التحريم 1-3



عن ابن عباس قال نزلت سورة التحريم بالمدينة ، ولفظ ابن مردويه

سورة المحرم .

وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير قال :

في سورة النساء



} يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ {

قوله:



} يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ {

(http://www.ataaalkhayer.com/)


اختلف في سبب نزول الآية على أقوال :



( قلتُ لعمرَ بنِ الخطابِ مَنِ المرأتانِ اللتانِ تظاهرتا

قال عائشةُ وحفصةُ وكان بدو الحديثِ في شأنِ ماريةَ القبطيةَ أمِّ إبراهيمَ

أصابها النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في بيتِ حفصةَ في يومها

فوجدت حفصةُ فقالت يا رسولَ اللهِ لقد جئتَ إليَّ بشيٍء ما جئتَه إلى أحدٍ

من أزواجك في يومي وفي دوري على فراشي

قال : ألا ترضيْنَ أن أُحَرِّمَها فلا أقربها أبدًا

قالت : بلى

فحرَّمها وقال لا تذكري ذلك لأحدٍ فذكرتْهُ لعائشةَ

فأظهرَه اللهُ عليهِ فأنزل اللهُ

{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ }

الآياتُ كلها

فبلغنا أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كفَّر عن يمينِه وأصاب ماريةَ )

الراوي: عمر بن الخطاب -المحدث:الشوكاني –

المصدر: فتح القدير - الصفحة أو الرقم: 5/358

خلاصة حكم المحدث: صحيح

فأنزل الله هذه السورة .

قال القرطبي : أكثر المفسرين على أن الآية نزلت في حفصة ،

وذكر القصة .

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13e5617643facb61&attid=0.7&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

وقيل السبب :



( أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كان يَمْكُثُ عندَ زينبَ بنتِ جحشٍ ،

ويشربُ عندَهَا عسَلا ، فتَوَاصَيْتُ أنا وحفصةُ ،

أنَّ أيَّتُنَا دخلَ عليهَا النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فَلْتَقُلْ :

إنِّي أجِدُ فيكَ ريحَ مغَافِيرَ ، أكلتَ مغافيرَ ،

فدخَلَ على إحداهُمَا فقالتْ له ذلكَ ،

فقالَ : بلْ شربْتُ عسَلا عندَ زينبَ بنتِ جحْشٍ ، ولنْ أعودَ لهُ

فنزلتْ : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ }

إلى { إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ } لعائشةَ وحفصةَ :

{ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ } . لقولِهِ : بلْ شربْتُ عسَلا )



الراوي: عائشة أم المؤمنين - المحدث:البخاري

المصدر:صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:5267

خلاصة حكم المحدث:[صحيح] 

فأنزل الله هذه الآيات .

تفسير ابن كثير 8/ 161, تفسير القرطبي 10/312 ,

فتح القديرللشوكاني 5/348

فلو كان القرآن قد حرف أو بدل – وحاشاه لما بقيت فيه هذه الآيات

البينات الناصعات ,التي تؤكد صدق نبوته صلى الله عليه وسلم .

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13e5617643facb61&attid=0.8&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

adnan
04-30-2013, 09:51 PM
2- أثبتوا صدق أمانة الرسول صلى الله عليه وسلم

في إبلاغ الرسالة ، وإلا لأخفى هذه الآيات

وما استطاع أحد من البشر أن يعرف إذا كانت أنزلت أم لا .



فالله تعالى قال في محكم تنزيله :



}إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ

وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا

وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا

يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ

وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا

هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ

يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ

ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا

وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا

وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا

وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ

وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ

وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ

وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا {

سورة النساء .



قال ابنُ عبَّاس :



[ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَار يُقالُ لَهُ طُعْمَةُ بْنُ أبَيْرِق ؛

سَرَقَ دِرْعاً مِنْ جَارٍ لَهُ يقالُ لَهُ : قتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ ،

وَكَانَتِ الدِّرْعِ فِي غِرَارَةٍ وَجِرَابٍ فِيْهِ دَقِيْقٌ ، فَانْتَثَرَ الدَّقِيْقُ مِنَ الْمَكَانِ

الّذِي سَرَقَهُ إلَى بَاب مَنْزِلِهِ ، فَفُطِنَ بهِ أنَّهُ هُوَ السَّارِقُ ؛

فَمَضَى بالدِّرْعِ إلَى يَهُودِيٍّ يُقَالُ لَهُ زَيْدُ بْنُ السَّمِينِ فَأَوْدَعَهُ إيَّاهَا ،

فَالْتُمِسَتِ الدَّرْعُ عِنْدَ طُعْمَةَ فَلَمْ تُوجَدْ عِنْدَهُ ، فَحَلَفَ لَهُمْ مَا أخَذهَا وَلاَ لَهُ عِلْمٌ

فَقَالَ أصْحَابُ الدِّرْعِ : لَقَدْ أدْلَجَ عَلَيْنَا وَأخَذهَا ،وَطَلَبْنَا أثَرَهُ حَتَّى دَخَلْنَا دَارَهُ

وَلَقِيْنَا الدَّقِيْقَ مُنْتَثِراً ، فَلَمَّا حَلَفَ تَرَكُوهُ وَاتَّبَعُواْ أثَرَ الدَّقِيْقِ حَتَّى انْتَهَوا

إلَى مَنْزِلِ الْيَهُودِيِّ وَطَلَبُوهُ ، فَقَالَ : دَفَعَهَا إلَيَّ طُعْمَةُ بْنُ أبَيْرِق ،

وَشَهِدَ لَهُ نَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى ذلِكَ ،

فَقَالَ قَوْمُ طُعْمَةَ :

انْطَلِقُواْ إلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَنُكَلِّمُهُ فِي صَاحِبنَا نُعذُرُهُ

وَنَتَجَاوَزُ عَنْهُ ، فَإنَّ صَاحِبَنَا بَرِيْءٌ مَعْذُور ٌ.

فَأَتَواْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانُواْ أهْلَ لِسَانٍ وَبَيَانٍ ،

فَسَأَلُوهُ أنْ يَعْذُرَهُ عِنْدَ النَّاسِ ؛ فَهَمَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

أنْ يَعْذُرَهُ وَيُعَاقِبَ الْيَهُودِيَّ ، فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَةَ ]

انظر : تفسير الطبري 9/182 ,

تفسير الرازي 5/369 ,

تفسير ابن كثير 2/405 .



فلو كان النبي صلى الله عليه وسلم غير أمين على الوحي

– وحاشاه – لأخفي هذه الآيات التي فيها لوم شديد له .



https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13e5617643facb61&attid=0.9&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)



ومثاله أيضاً ما روى أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم كان قد أوحى إليه

أن زيدا يطلق زينب وأنه يتزوجها بتزويج اللّه إياها ،

فلما تشكى زيد للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم من خلق زينب وأنها لا تطيعه ،

وأعلمه أنه يريد طلاقها قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على

جهة الأدب والوصية :



) اتقِ اللهَ، وأمسِكْ عليك زوجَك (

وقد كان الله عز وجل قد أعلم نبيه صلى الله عليه وسلم أن زيداً سيطلق

زينب ، وأنه ستكون زوجة له ، و أنه صلى الله عليه وسلم كان يخفي

هذا ويخشى من مقولة الناس ، أنه تزوج مطلقة من كان يدعى إليه ،

فعاتبه ربه على ذلك في قول الله تعالى :



} وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ

وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ

وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا

لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ

إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا {

(37) سورة الأحزاب

انظر : جامع البيان للطبري (22/11)

و تفسير القرآن العظيم لابن كثير (3/489) ،

و انظر البخاري ( برقم 4787)

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13e5617643facb61&attid=0.10&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)



3- كما أنهم لم يفهموا أن العتاب أو العتب دليل وجود الود بينك

وبين الشخص الذي تلومه , وعلى قدر الود يكون اللوم ،

فان كان اللوم عظيما كان هناك مكان للوم ولو على شيء صغير،

وإذا كان الود بسيطا لا يكون اللوم إلا على أشياء كبيرة .

وأن العتاب جاء ليوجه النبي صلى الله عليه وسلم

إلى الأمثل والأوفق والأرفق والأحسن من السياسات والقرارات ،

عندما يفعل النبي صلى الله عليه وسلم ما يكون خلاف الأولى .



قال سبحانه :



} عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3)

أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6)

وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9)

فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) {



سورة عبس

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13e5617643facb61&attid=0.11&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)



فهذه الحادثة نزلت في عبد الله بن أم مكتوم الأعمى الفقير؛

الذي أعرض عنه الرسول عليه الصلاة و السلام لانشغاله مع كبراء قريش

لعلهم يسلمون ويسلم معهم من يتبعهم ، وهذا الفعل لم يقصد به

النبي صلى الله عليه وسلم أي انحياز طبقي بين الغني أو الفقير ،

ولكنه ظن أن الغني سيكون مؤثرا في الدعوة إن أسلم أكثر

من الأعمى الفقير ،ونزلت الآية تعاتب الرسول عليه الصلاة و السلام

عتابا رقيقا حتى أن الله تعالى لم يوجه الخطاب مباشرة

لرسوله الكريم تلطفا ورحمة وإنما جاء بصيغة المجهول



} عَبَسَ وَتَوَلَّى{

ثم بعدها جاء ضمير المخاطب



} وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى{



وهذا من حب الله تعالى لرسوله ولطفه به ، لأنه يعلم أنه لم يعرض

عن الأعمى تكبرا، وإنما حرصه الشديد على إسلام صناديد قريش

وزعمائها ما هو إلا عزة للإسلام و المسلمين .

فعاتب الله تعالى رسوله قائلا يا محمد لما تترك السهل وتدخل الصعب

إن الله غني عن هؤلاء جميعا فلا تضيق على نفسك وتحملها المشقة

لتهدي من يرفض قلبه الهداية ,



قال تعالى :



} فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا {

(6) سورة الكهف



وقوله تعالى :



} فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8) {

سورة فاطر



والرسول عليه الصلاة والسلام كان يحرص على أن يؤدي ما يجب

على أمته أن تقتدي به ، حتى ولو كان هذا العمل قد أعفاه الله منه ،

والله تعالى قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر , ولكنه مع ذلك كان

يستغفر الله في اليوم مائة مرة



( كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يصلِّي حتى تَرِمَ، أو تنتَفِخَ، قدَماه،

فيُقالُ له، فيقولُ : أفلا أكونُ عبدًا شَكورًا )

الراوي: المغيرة بن شعبة -المحدث:البخاري

المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6471

خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

فهذه الآيات التي وردت في عتاب النبي صلى الله عليه وسلم

هي دليل أكد على صدق النبي صلى الله عليه وسلم ,

وبرهان صادق على أن هذا القرآن نزل من عند الله تعالى .