المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوبــــــــاء ( 01 - 05 )


adnan
05-06-2013, 09:34 PM
الأخ البروفيسور / زهير السباعى


حصرياً لبيتنا و للمجموعات الشقيقة و الصديقة لنا
لمعرفة من هو بروفيسورنا الحبيب



في ركني
<h2 style="MARGIN:0pt" dir="rtl">الوبــاء</h2> ( 1 - 5 )



https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13e7a42049579bad&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

بقلم البروفيسور / زهير بن أحمد السباعي

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13e7a42049579bad&attid=0.7&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

لا أريد أن أتحدث هنا عن وباء حمى الوادي المتصدع
الذي أصاب جنوب المملكة ، وكُتب عنه الكثير ، بقدر ما أريد أن أشير إلى أمر
قد يعيننا على تفادي مثل هذه المشكلة مستقبلاً .

عدة عوامل تضافرت وأدت إلى انتشار الوباء ،
منها دخول المواشي الحاملة للفيروس إلى جنوب المملكة ،
وتكاثر البعوض الناقل للمرض نتيجة لهطول الأمطار ،
والسلوك البشري الذي أدى إلى انتشار المرض .

زاد من حدة المشكلة أن فيروسات المرض تنتقل من البعوضة المصابة
إلى بويضاتها ، و أن البويضات تقاوم الجفاف لشهور طويلة
إلى أن تهطل الأمطار فتفقس عن بعوض مصاب بالفيروس .
السلوك البشري له دور في انتشار الوباء فالمرض مرض حيوانات ،
ولا يصيب الإنسان إلاّ عرضاً نتيجة لسلوكه .
سواء باتصاله المباشر بدماء الحيوانات المصابة
أو بتعرضه للدغات البعوض بدون ساتر .

والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو :
كيف نتفادى مثل هذا الوباء مستقبلاً ؟
في اعتقادي أن الحل يكمن في ثلاثة أمور
أولها التوعية الصحية التي تتعدى حدود إعطاء المعلومة
إلى مرحلة تغيير السلوك .
ثانيها إصحاح البيئة .
وثالثها تعديل النظام ،
وأعني بالنظام مركزية القرار في ما يتصل بالصحة والبيئة .
أتطلع إلى اليوم الذي توكل فيه مسئولية القرار في التخطيط والتنفيذ
إلى المناطق لتقوم بها في إطار الخطة العامة التي تضعها الوزارات المعنية
في الرياض ، وأن تعطى كل منطقة شؤون صحية الصلاحيات المالية والإدارية
الكافية التي تهيئها لمقابلة مسئولياتها
على أن يكافأ المحسـن ويحاسب المقصر .

وبدون تفويض قدر واف من المسئوليات والصلاحيات للمناطق
سوف تقف النظم الإدارية والمالية المركزية حائلاً
أمام التخطيط والتنفيذ السليمين .
من واجبنا أن نكون على حذر ونحسن التخطيط المسبق
فالعالم أجمع مقبل على تغيرات صحية وبيئية غير مسبوقة ،
نتيجة لانفتاح الحدود وسهولة التنقل بين الدول ،
والتغيرات المناخية المتوقعة (ارتفاع درجة حرارة الأرض)
والتأثير السلبي للمضادات الحيوية و المبيدات الكيميائية ،
والتغيرات في السلوك الإنساني .

ويجب أن لا ننسى أن النجاح في مكافحة وباء لا يكمن في مواجهته في حينه
بقدر ما يكمن في الاستعدادات التي تتخذ قبل حدوثه ،
ذلك أن أسباب الوباء – أي وباء - تضرب جذورها في الماضي .
والإجراءات الصحية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية
التي يجب أن تتخذ لتطوير الرعاية الصحية بعامة و للوقاية من الوباء
قبل حدوثه بخاصة لا تتيسر إلاّ بإعطاء أكبر قدر من الصلاحيات التخطيطية
و التنفيذية للمناطق .