تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سكينة النفس المؤمنة أمام براكين الأنفعال


adnan
05-19-2013, 12:58 AM
الأخت / بنت الحرمين الشريفين







سكينة النفس المؤمنة أمام براكين الأنفعال (http://www.ataaalkhayer.com/)









ربّما يتظاهر المرء بالهدوء وفي أعماقه براكين من الانفعالات والغضب الذي يوشك أن ينفجر !
حين يتعرض الإنسان لشيء من الإثارة ، ثمّ يحافظ على هدوئه فهو
يتصف بالسيطرة على النفس أي أنه يملك نفسه عند الغضب .
أن يكون تعبيره عن انفعالاته ومشاعره متوازناً معتدلاً ، في حالة
الرضا والغضب، والحب والبغض ، والعداوة والصداقة .

قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم :

( ليس الشَّديدُ بالصَّرْعةِ إنَّما الشَّديدُ الَّذي يملِكُ نفسَه عند الغضبِ )

الراوي : أبو هريرة – المحدث : مسلم
المصدر : صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم : 2609
خلاصة حكم المحدث : صحيح


https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13eb7fa9c49ed593&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)


والهدوء الروحاني ليس استعلاء على الآخرين ولا فوقية ، ولا
استئثاراً بالخلق الأسمى ، وإنما هو سلوك يستلهم منه الآخرون
مواقفهم ، ويشجعهم على الاستجابة .

هدوء الكلمة واللغة ، وهدوء القلب ، وهدوء الملامح والقسمات
والجسد .


https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13eb7fa9c49ed593&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)


ليست الصلاة وحدها ولا الصيام أو الحج ، بل الحياة كلها هي
"معبد" يربي المسلم على الانضباط حتى مع النفس ،
وفي الحديث قال رجلٌ :

( قالوا يا رسول الله فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وتؤذي جيرانها
قال : هي في النار . قالوا : يا رسول الله !
فلانة تصلي المكتوبات ، وتصدق بالأثوار من الإقط ،
ولا تؤذي جيرانها . قال : هي في الجنة )

الراوي : أبو هريرة – المحدث : الألباني
المصدر : صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم : 2560
خلاصة حكم المحدث : صحيح


https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13eb7fa9c49ed593&attid=0.7&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)


من الطبيعي أن تمر بالمرء حالات اندفاع وحالات ضعف ، والهدوء
يكمن في جزء من الثانية ما بين المثير الذي صنع الاستفزاز وما بين
الاستجابة ورد الفعل .
الصبرُ عند الصدمةِ الأولى :

( مرَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بامرأةٍ تبكي عند قبرٍ ،
فقال : اتَّقي اللهَ واصبري .
قالت : إليكَ عَنِّي ، فإنكَ لم تُصَبْ بمصيبتي ، ولم تعرفْهُ ،
فقيل لها : إنَّهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ،
فأتت باب النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فلم تجد عندَهْ بوَّابِينَ ،
فقالت : لم أعرفْكَ ،
فقال : إنما الصبرُ عند الصدمةِ الأولى .)

الراوي : أنس بن مالك – المحدث : البخاري –
المصدر : صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم : 1283
خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]


حين تتعامل مع أي استفزاز على أنّه " كاميرا خفية " وضعت
لتسجيل نوع استجابتك ، ثمّ تعرضها عليك وعلى الجمهور ، هنا
ستكون أكثر إحكاماً للنفس وسيطرة عليها ، ومعنى هذا أن أي إنسان
يدري أنّ السكينة والسيطرة على النفس هي فضيلة إنسانية ونبل
كبير ، وأنّ الطيش والانفعال السريع فعل مذموم .



حين يمر المرء بتجارب الحياة سيدرك أن من السهل أن يقول ومن
الصعب أن يعمل ويمتثل ..

سيكون مدافعاً بحرارة عن موقف انفعالي مرّ به ، لأنّه لا يجدر به أن
يستسلم أو يفوّت الأمر !

الذين حصلوا على قدر من الهدوء لم يدركوه خلال فترة يسيرة ،
ولكن عبر تراكم ممتد من المحاولات والفشل والخجل والتردد
والإحباط ، ومع كل المعوقات قرروا ألا تسقط الراية من أيديهم ،
وأن يكرروا المحاولة تلو الأخرى

مسترشدين بقول الحق عزّ وجل :

} وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ{

(العنكبوت/ 69)

وألجموا أنفسهم عن البغي والعدوان والظلم متذكرين وصمة النفاق
لمن :

( إذا خاصَمَ فَجَرَ )

فهنا مواطن التقوى الصادقة ، وامتحان النفوس ،

وحين عبر الله تعالى بقول :

{ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى }



( الحجرات/ 3 )





كان ذلك في سورة الحجرات التي اشتملت على النهي عن رفع

الأصوات فوق صوت النبي ، والنهي عن ترديد الشائعات ، وعن

الوقوع في الأعراض ، وعن التعيير والتحقير، وعن السخرية ،

وعن سوء الظن ، وعن الاختلاف والتقاتل ، وعن العنصرية

والانتساب ..



وختمت بالآية الكريمة :



} قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا{

(الحجرات/ 14)



فالإيمان الحق هو ممارسة أخلاقية على أعلى المستويات ،

وانضباط في الحقوق والعلاقات .





https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13eb7fa9c49ed593&attid=0.8&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)





النظرة الإيجابية للأشياء والحوادث من منطلق الإيمان بحكمة الخالق

الذي لا يقع شيء إلا بإذنه ؛ تعطي بعداً لقراءة النتائج البعيدة وحسن

الظن بالله ، والهدوء في معالجة المواقف الغامضة والجديدة مع

كمال الحرص على الإفادة من الفرص واقتناصها وحسن توظيفها ،

وتوقع الأفضل .



كل ما هنالك أن يقال :

أضف إلى العناوين الجميلة الموجودة لديك عنواناً اسمه "السكينة"،

تحاول استحضاره كلما ألمت بك مشكلة أو دهمتك نازلة ، أو واجهت

موقفاً مستفزاً أو مثيراً .



تذكر فوراً أنّ هذا الموقف " مصمم " خصيصاً لاختبار صبرك

وقدرتك على الانضباط ، نعم إنّه " القدر المقدور ".





https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13eb7fa9c49ed593&attid=0.9&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)





فشكراً لك يا رب وحمداً على نعمائك وحسن تأديبك ،
وزدنا من فضلك ثواب الشاكرين .