المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحلقة ( 442 ) من دين و حكمة - أحكام الزواج 71


adnan
05-20-2013, 12:11 AM
( الحلقة رقم : 442 )
{ الموضوع الـعاشر الفقرة 71 }
( أحكــام الـزواج )
أخى المسلم
نواصل معكم اليوم الموضوع الـعاشر من مواضيع دين و حكمة




الحمد لله رب العالمين


و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين

سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين .
قال أبن مسعود



لو لم يبق من أجلى إلا عشرة أيام

و أعلم أنى أموت فى آخرها

و لى طول النكاح فيهن لتزوجت مخافة الفتنة

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13ebd379d0e2f189&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1


أخى المسلم



حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى سيكون عن

هل يحق للمرأه إشتراط عدم التزوج عليها



نعم أخى المسلم


كما إن الإسلام قيد التعدد بالقدرة على العدل و قصره على أربع

جعل من حق المرأة أو وليها أن يشترط ألا يتزوج الرجل عليها

فلو شرطت الزوجة فى عقد الزواج على زواجها ألا يتزوج عليها

صح الشرط و لزم

و كان لها حق فسخ الزواج إذا لم يف لها بالشرط

و لا يسقط حقها فى الفسخ إلا إذا أسقطته هي و رضيت بمخالفته



ذهب الإمام أحمد و رجحه أبن تيمية و أبن القيم

إذ الشروط فى الزواج أكبر خطراً منها فى البيع و الإجارة و نحوها

فلهذا يكون الوفاء بما ألتزم منها أوجب و أؤكد



روى البخارى و مسلم

ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال




( إن أحق الشروط أن توفوا ما أستحللتم به الفروج )



روى عن عبد الله بن أبى مليكة

أن المسور بن مخرمة حدثه أنه سمع

رسول الله صلى الله عليه و سلم على المنبر يقول



إن بنى هشام بن المغيرة

أستأذنونى أن ينكحوا أبنتهم من على بن أبى طالب

فلا آذن ثم لا آذن ثم لا آذن

إلا أن يريد أبن أبى طالب أن يطلق أبنتى و ينكح أبنتهم

فإنما أبنتى بضعة منى يريبنى ما أرابها ويؤذينى ما آذاها )


و فى رواية


( إن فاطمة منى و أنا أتخوف أن تفتن فى دينها )


ثم ذكر صهراً له من بنى عبد شمس

فأثنى عليه فى مصاهرته إياه فأحسن

فقال عليه الصلاة و السلام


( حدثنى فصدقنى و وعدنى فوفى لى و إنى لست أحرم حلالاً
و لا أحل حراما و لكن و الله لا تجتمع
بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم و بنت عدو الله فى مكان واحد أبداً )

adnan
05-20-2013, 12:12 AM
قال أبن القيم



تضمن هذا الحكم أموراً



إن الرجل إذا أشترط لزوجته أن لا يتزوج عليها

لزمه الوفاء بالشرط و متى تزوج عليها فلها الفسخ



و وجه تضمن الحديث لذلك

أنه صلى الله عليه و سلم

أخبر أن ذلك يؤذى فاطمة رضى الله عنها و يريبها

و أنه يؤذيه صلى الله عليه و سلم و يريبه

و معلوم قطعاً أنه صلى الله عليه و سلم

أنه زوجه فاطمة رضى الله عنها على ألا يؤذيها و لا يربيها

و لا يؤذى أباها صلى الله عليه و سلم و لا يربيه

و إن لم يكن هذا مشروطا فى صلب العقد

فإنه من المعلوم بالضرورة إنه إنما دخل عليه



و فى ذكره صلى الله عليه و سلم

صهره الآخر و ثنائه عليه بأنه حدثه فصدقه و وعده فوفى له

تعريض بعلى رضى الله تعالى عنه و تهييج له على الإقتداء به

و هذا يشعر بأنه قد جرى منه وعد له بأنه لا يريبها و لا يؤذيها

فهيجه على الوفاء له كما وفى له صهره الآخر



فيؤخذ من هذا أن المشروط عرفا كالمشروط لفظا

و إن عدمه يملك الفسخ لمشترطه

فلو فرض من عادة قوم إنهم لا يخرجون نساءهم من ديارهم

و لا يمكنون الزوج من ذلك البتة و أستمرت عادتهم بذلك

كان للمشروط لفظا و هو مطرد على قواعد أهل المدينة



و قواعد أحمد رحمه الله



إن الشرط العرفى كا اللفظى سواء

و لهذا أوجبوا الأجرة على من دفع ثوبه إلى غسال أو قصار

أو عجينه إلى خباز

أو طعامه إلى طباخ يعملون بالأجرة

أو دخل الحمام و أستخدم من يغسله

ممن عادته أن يغسل بالأجرة ، إنه يلزمه أجرة المثل



أخى المسلم و على هذا


فلو فرض أن المرأة من بيت لا يتزوج الرجل على نسائهم ضرة
و لا يمكنونه من ذلك

و عادتهم مستمرة بذلك كان كالمشروط لفظا



و كذلك لو كانت ممن يعلم إنها لا يمكن إدخال الضرة عليها

عادة لشرفها و حسبها و جلالتها

كان ترك التزوج عليها كالمشروط لفظا



و على هذا فسيدة نساء العالمين و أبنة سيد ولد آدم اجمعين
أحق النساء بهذا



فلو شرطه على فى صلب العقد كان تأكيداً لا تأسيساً

و فى منع على رضى الله تعالى عنه
من الجمع بين فاطمة رضى الله تعالى عنها
و بين بنت أبى جهل حكم بديعة

و هى أن المرأة مع زوجها فى درجة تبع له

فإن كانت فى نفسها ذات درجة عالية و زوجها كذلك

كانت فى درجة عالية بنفسها و بزوجها

و هذا شأن فاطمة و على رضى الله تعالى عنهما



و لم يكن الله عز و جل ليجعل أبنة أبى جهل

مع فاطمة رضى الله تعالى عنها فى درجة واحدة

لا بنفسها و لا تبعا

و بينهما من الفرق ما بينهما

فلم يكن نكاحها علي سيدة نساء العالمين مستحسنا
لا شرعاً و لا قدراً




و قد أشار صلى الله عليه و سلم إلى هذا بقوله


( والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم

و بنت عدو الله فى مكان واحد أبداً )



أخى المسلم هل تعلم


ما هى حكمة تعدد الأزواج ؟؟



فهذا ما سنعرفه إن شاء الله تعالى فى الحلقة القادمة

فأنتظرونا و لا تنسونا من صالح الدعوات