تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : في موت أبي أمامة أسعد بن زرارة


adnan
05-20-2013, 09:51 PM
الأخ / مصطفى آل حمد




في موت أبي أمامة أسعد بن زرارة

من السنة الأولى للهجرة




البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله

ابن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار أحد النقباء

الاثني عشر ليلة العقبة على قومه بني النجار،

وقد شهد العقبات الثلاث وكان أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم

ليلة العقبة الثانية في قول، وكان شاباً وهو أول من جمع بالمدينة

في نقيع الخضمات في هزم النبيت كما تقدم‏.‏



قال محمد بن إسحاق :



[ هلك في تلك الأشهر أبو أمامة أسعد بن زرارة

والمسجد يبنى أخذته الذبحة - أو الشهقة ]

وقال ابن جرير في ‏(‏التاريخ‏)‏‏:‏ أخبرنا محمد بن عبد الأعلى،

ثنا يزيد بن زريع، عن معمر، عن الزهري،

عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :



( كوى أسعد بن زرارة في الشوكة )

رجاله ثقات‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 3/281‏)‏



وهذا يقتضي أنه أول من مات بعد مقدم النبي صلى الله عليه وسلم،

وقد زعم أبو الحسن بن الأثير في ‏(‏أسد الغابة‏)‏ أنه مات في شوال

بعد مقدم النبي صلى الله عليه وسلم بسبعة أشهر، فالله أعلم‏.‏

فكان من فضل بني النجار الذي يعتدون به على قومهم

أن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نقيبهم‏.‏

قال ابن الأثير‏:‏ وهذا يرد قول أبي نعيم وابن منده في قولهما‏:‏

أن أسعد بن زرارة كان نقيباً على بني ساعدة، إنما كان على بني النجار،

وصدق ابن الأثير فيما قال‏.‏



وقد قال أبو جعفر بن جرير في ‏(‏التاريخ‏)‏‏:



‏ [ كان أول من توفي بعد مقدمه عليه السلام المدينة من المسلمين

فيما ذكر - صاحب منزله كلثوم بن الهدم، لم يلبث بعد مقدمه إلا يسيراً

حتى مات، ثم توفي بعده أسعد بن زرارة وكانت وفاته في سنة مقدمه

قبل أن يفرغ بناء المسجد بالذبحة - أو الشهقة

قلت‏:‏ وكلثوم بن الهدم بن امرئ القيس بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد

بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي

وهو من بني عمرو بن عوف وكان شيخاً كبيراً أسلم قبل مقدم

رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة،

ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ونزل بقباء نزل

في منزل هذا في الليل؛ وكان يتحدث بالنهار مع أصحابه في منزل

سعد بن الربيع رضي الله عنهما إلى أن ارتحل إلى دار بني النجار كما تقدم‏.‏

قال ابن الأثير‏:‏ وقد قيل‏:‏ إنه أول من مات من المسلمين

بعد مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم بعده أسعد بن زرارة ]

ذكره الطبري‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 3/282‏)‏



فصل في ميلاد عبد الله بن الزبير في شوال سنة الهجرة



فكان أول مولود ولد في الإسلام من المهاجرين كما أن النعمان بن بشير

أول مولود ولد للأنصار بعد الهجرة رضي الله عنهما‏.‏

وقد زعم بعضهم أن ابن الزبير ولد بعد الهجرة بعشرين شهراً

قاله أبو الأسود‏.‏

ورواه الواقدي‏:‏ عن محمد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة،

عن أبيه عن جده، وزعموا أن النعمان ولد قبل الزبير بستة أشهر

على رأس أربعة عشر شهراً من الهجرة، والصحيح ما قدمنا‏.‏



فقال البخاري‏:‏ حدثنا زكريا بن يحيى، ثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة،

عن أبيه، عن أسماء أنها حملت بعبد الله بن الزبير قالت‏:

فخرجت وأنا متم فأتيت المدينة فنزلت بقباء فولدته بقباء،

ثم أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره

، ثم دعا بتمرة فمضغها، ثم تفل في فيه فكان أول شيء دخل جوفه

ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حنكه بتمرة، ثم دعا له وبرك عليه‏.‏

فكان أول مولود ولد في الإسلام‏.‏



تابعه خالد بن مخلد عن علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن أسماء

أنها هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهي حبلى‏.‏

حدثنا قتيبة عن أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت‏:‏



( أول مولود ولد في الإسلام عبد الله بن الزبير،

أتوا به النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم

ثمرة فلاكها، ثم أدخلها في فيه فأول ما دخل بطنه ريق

النبي صلى الله عليه وسلم‏ )



فهذا حجة على الواقدي وغيره لأنه ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم

بعث مع عبد الله بن أريقط لما رجع إلى مكة زيد بن حارثة وأبا رافع

ليأتوا بعياله وعيال أبي بكر فقدموا بهم أثر هجرة النبي صلى الله عليه وسلم

وأسماء حامل متم‏:‏ أي مقرب قد دنا وضعها لولدها،

فلما ولدته كــَّبر المسلمون تكبيرة عظيمة فرحاً بمولده لأنه كان قد بلغهم

عن اليهود أنهم سحروهم حتى لا يولد لهم بعد هجرتهم ولد،

فأكذب الله اليهود فيما زعموا‏.‏





فصل بناؤه صلى الله عليه وسلم بعائشة‏.‏



وبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة في شوال من هذه السنة

قال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا وكيع، ثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية،

عن عبد الله بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت‏:‏



( تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال، وبنى بي في شوال،

فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أخطى عنده مني ‏؟‏

وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساءها في شوال )

ورواه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه

فعلى هذا يكون دخوله بها عليه السلام بعد الهجرة بسبعة أشهر

أو ثمانية أشهر ‏.‏

وقد حكى القولين ابن جرير، وقد تقدم في تزويجه عليه السلام بسودة

كيفية تزويجه ودخوله بعائشة بعد ما قدموا المدينة وأن دخوله بها

كان بالسنح نهاراً وهذا خلاف ما يعتاده الناس اليوم،

وفي دخوله عليه السلام بها في شوال رداً لما يتوهمه بعض الناس

من كراهية الدخول بين العيدين خشية المفارقة بين الزوجين

وهذا ليس بشيء لما قالته عائشة رادة على من توهمه من الناس

في ذلك الوقت‏:‏



( تزوجني في شوال، وبنى بي في شوال - أي دخل بي –

في شوال، فأي نسائه كان أحظى عنده مني ‏؟‏ )

فدلَّ هذا على أنها فهمت منه عليه السلام أنها أحب نسائه إليه،

وهذا الفهم منها صحيح لما دل على ذلك من الدلائل الواضحة،

ولو لم يكن إلا الحديث الثابت في ‏(‏صحيح البخاري‏)‏ عن عمرو بن العاص‏:‏



( قلت‏:‏ يا رسول الله أي الناس أحب إليك‏ ؟‏

قال‏:‏ ‏‏عائشة‏

قلت‏:‏ من الرجال ‏؟‏

قال‏:‏ ‏‏‏‏أبوها‏ )



فصل الزيادة في صلاة الحضر في السنة الأولى من الهجرة

قال ابن جرير‏:‏ وفي هذه السنة - يعني‏:‏ السنة الأولى من الهجرة –

زيد في صلاة الحضر - فيما قيل - ركعتان، وكانت صلاة الحضر

والسفر ركعتين، وذلك بعد مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة

بشهر في ربيع الآخر لمضي ثنتي عشرة ليلة مضت، وقال‏:‏

وزعم الواقدي أنه لا خلاف بين أهل الحجاز فيه‏.‏

قلت‏:‏ قد تقدم الحديث الذي رواه البخاري‏:‏ من طريق معمر،

عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت‏:‏



( الصلاةُ أوَّلَ ما فُرِضَتْ ركعَتَينِ ، فأُقِرَّت صلاةُ السفرِ ،

وأُتِمَّتْ صلاةُ الحضَرِ )

وروي من طريق الشعبي عن مسروق عنها‏.‏

وقد حكى البيهقي عن الحسن البصري أن صلاة الحضر

أول ما فرضت فرضت أربعاً والله أعلم‏.‏

وقد تكلمنا على ذلك في تفسير سورة النساء عند قوله تعالى‏:‏



‏{ ‏وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ‏ }‏

الآية ‏[ ‏النساء‏:‏ 101‏]‏‏.‏ ‏



والله جل جلاله اعلم
في الله اخوكم مصطفى الحمد