المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل البشر مختلفون وراثيا ً؟


adnan
05-25-2013, 09:43 PM
الأخ البروفيسور / زهير السباعى
حصرياً لبيتنا و للمجموعات الشقيقة و الصديقة لنا
لمعرفة من هو بروفيسورنا الحبيب

في ركني
هل البشر مختلفون وراثيا ً
بقلم البروفيسور / زهير بن أحمد السباعي
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13ed1bdc18b4f1d0&attid=0.7&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

عندما ألقى الرئيس المنتخب في جنوب أفريقيا السيد مومنبيكي كلمته

في احتفالات انتقال الرئاسة من نيلسون مانديلا إليه .

قال جملة بليغة أعجبتني وأشدت بها عندما أستقبل وفد المملكة في بيته

في ضواحي جوهنسبرج .

قال ما معناه :

" أرجو أن لا يقيّم الناس في جنوب أفريقيا بحجم أنوفهم"

وهو يرمز بذلك إلى الإعتقاد السائد بين الكثيرين من عامة الناس

بوجود فروق وراثية بين البيض والسود ،

وأن الشعوب البيضاء تتفوق وراثياً على الشعوب الصفراء أو السوداء .

هذه المقولة سيطرت ردحاً من الزمن على عقول بعض العلماء والباحثين

وغذتها نزعة استعمارية تنحو إلى الاعتقاد بتفوق الرجل الأبيض .

هتلر نفسه أصيب بصدمة نفسية وعصبية شديدة عندما فاز متسابق أسود

على أقرانه البيض في مباريات الأولمبياد التي عقدت في ألمانيا

في الثلاثينيات الميلادية .

فقد كانت العقيدة الراسخة لديه ولدى المحيطين به هي سيادة الشعب

الألماني على شعوب العالم ، وأن الأفارقة يأتون في آخر القائمة

من حيث الملكات والمواهب .

ومع بداية اختراع اختبارات الذكاء وجدت هناك فوارق بين الأطفال

البيض والأطفال السود.

ولكن سرعان ما أدرك الباحثون أن هذه الفوارق نجمت عن تأثير البيئية وليس الوراثة .

فالطفل الأفريقي الذي لم ير دمية بلاستيكية في حياته

يتعذر عليه أن يستدل عليها أو يعرفها .

وفي نهاية الستينات الميلادية ، كنت في مرحلة الدراسة في أمريكا .

وكان الحوار يومها على أشده بين مدرستين إحداهما تؤكد الفوارق

الوراثية بين الأجناس ، والأخرى تذهب إلى أنه إذا كانت هناك

فوارق فهي ترجع إلى العوامل البيئية بما في ذلك المناخ والغذاء والسكن

ومستوى المعيشة .

والآن يأتي القول الفصل بعد أن إكتملت خريطة الجينات البشرية أو تكاد .

وأتضح أن الخلية البشرية تحتوي على نحو مائة ألف مورث ( جينات )

تحدد فيما بينها خصائص الإنسان الوراثية .

ووجد من دراسة هذه المورثات أن لا علاقة بين الاستعدادات الفطرية

والمواهب والذكاء وبين كمية الميلانين التي تحدد لون البشرة والعينين

أو حجم الأنوف .

أقول هذا بمناسبة النزعات المتطرفة التي ترفع رأسها بين وقت وآخر ،

ويعلن فيها الإنسان لأخيه الإنسان ..

" أنا أفضل منك ، لأني أملك بشرة أو عينين أو لساناً أو هوية

غير التي تملك . ومن ثم فلي في هذه الحياة حقوقاً ليست لك .

أستطيع أن آخذها بالقوة والغلبة والقهر " .