المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مـــكــة المكرمة


بنت الاسلام
06-04-2013, 01:42 PM
الأخت/ المـلــكــة نــــــــــور


مـــكــة المكرمة
http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24096009%5fAO%2fsHkgA ATGoUaytrAOxF0TXylQ&pid=5&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

كانت مكة عندما أتي إليها سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام

مع ابنه إسماعيل وأمه هاجر ،أرضا قاحلة لا ماء فيها ولا زرع ،

حيث ترك إبراهيم عليه السلامزوجته هاجر مع وليدها إسماعيل

في تلك الأرض القاحلة ،استجابة لأمر الله عز و جل ،

و فارقهما و دموع الحزن تذرف من عينه ،حيث التجأ إلى مكان لا يرونه فيه

قائلا :

{ رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ

رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ

وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ }

[ إبراهيم : 37 ]

جلست هاجر مع وليدها إسماعيل ،ترضعه و تشرب مما بقي من الماء ،

حتى إذا نفد ،عطشت و عطش ابنها ،فجعلت تسعى بين الصفا والمروة

علها تجد أحداوفعلت ذلك سبع مرات عادت بعدها يائسة حزينة كئيبة ،

وهي ترى ابنها يذوي كوردة ندية لكن الله عز و جل أغاثها وأغاث ابنها ،

عندما انفجر نبع ماء بالقرب منها ،فجعلت تزم الماء

و تحوضه ،فشربت و شرب ابنها ،و أرسل الله عز وجل قوما

يأنسون إليها وتأنس إليهم ،إلى أن شب إسماعيل عليه السلام ،

و تزوج من هؤلاء القوم بامرأتين ،

الأولى : كانت عاقة ،فأمره أبوه إبراهيم عليه السلام

أن يطلقها بعد أن زراه و أطمأن على أحواله ،

و الثانية : كانت بارة وفية مخلصة ،

فأمره أبوه أن يحافظ عليها و بوحي من الله عز و جل ،

بنى إبراهيم عليه السلام و إسماعيل البيت العتيق

فكان أول مسجد وضع للناس ببكة ،

يعبدون الله عز و جل فيه ،و يطوفون حوله ،و يسعون بين الصفا و المروة ،

و وقف إبراهيم عليه السلام ،بعد أن تم بناء البيت ،

يدعو ربه قائلا :

{ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ

رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ

وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَاإِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ

رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْيَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ

وَيُزَكِّيهِمْإِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ}

[ البقرة : 127- 129 ]

واستجاب الله عز و جل لدعاء إبراهيم عليه السلام ،

فبعث في أهل مكة نبيه محمداَ صلى الله عليه وآله و سلم ،

رسول الرحمة ،ختم به أنبياءه ورسله ،

وأكمل له الدين ما لم يؤت أحدا قبله وعمت دعوته أهل الأرض ،

على اختلاف أجناسهم ولغاتهم ،وكان هذا لفضله عليه الصلاة والسلام ،

ولشرفه في نفسه وقومه ،وشرف أرضه التي بعث بها ،

وفصاحة لغته ولطفه ورحمته ،و كريم أصله وعظيم مولده وقدره .