المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التَّكلُّم و أَثَرُهُ في مِحْنةِ الأُمَّة


بنت الاسلام
06-08-2013, 11:56 PM
الأخ / الصبر ضياء - الفرج قريب


التَّكلُّم و أَثَرُهُ في مِحْنةِ الأُمَّة

بقلم : الشَّيخ سمير سمراد - حفظه الله

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24315931%5fAEoaDUwAAA dbUbNIvAAAAFdbvi0&pid=5&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

فُضِّلَ بنو الإنسان على سائر الحيوان بمنطِقِ اللِّسان وبالتّكلُّم والإيضاح

والبيان، قال تعالى:

{ أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ }

والتّكلُّمُ كما يكون نِعمةً وخيرًا، فإنّه كثيرًا ما يكون نِقمةً وشرًّا،

فقد ورَّثَ أقوامًا ندامةً وحسراتٍ، وأنزلهم دركاتِ النّار ومنازلَ الفُجّار.

قال صلى الله عليه وسلم :

( إنّ الرّجل ليتكلَّمُ بالكلمة من سخط الله لا يُلقي لها بالاً

فيهوي بها في نار جهنّم سبعين خريفًا )

وفي لفظٍ :

( لا يرى بها بأسًا )

[«الصّحيحة» ( رقم: 540 )]

ولمّا قال معاذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم:

( وإنّا لمؤاخذون بما نتكلَّمُ به؟!

قال له: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذ! وهَلْ يكبُّ النَّاسَ في النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ

أو قال: على مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ )

وفي روايةٍ:

( وهل يكبُّ النّاسَ عَلى مَنَاخِرِهِمْ في جَهَنَّمَ إلاّ ما نَطَقَتْ بِهِ أَلْسِنَتُهُمْ )

[«الصّحيحة» (رقم:412)].

والتَّكلُّمُ كما يُضرِّ بدين النّاس وبآخرتِهم، فإنّه يُضِرُّ أيضًا بدنياهم

ويُفسِدُ عليهم معيشتهم، فكم كان هذا التّكلُّمُ سَبَبًا لإشعال فتنٍ مستمرّة،

وإيقادِ حروبٍ مدمِّرة، وكم جَنَى على أُمَمٍ وتَعَنَّتْ منه قرون،

لم يُبْقِ لهم إلاّ على التّحسُّرات والنّدامة على ما سبق منهُ وفَات،

ونَدْب القتلى والضّحايا من الأموات، وفي تاريخ العرب من هذا نماذجُ

غيرُ قليلة ! وفي تاريخ الإسلام كان أوّلُ الفتنة ومُفْتَتَحُ باب الشّرّ،

في زمان الخليفة الرّاشد عثمان رضي الله عنه، وسَبَبُهَا ومُوَسِّعُ فَجْوَتِهَا:

الكلامُ والخوضُ في الباطل باللّسان؛ حيث جعلوا يتكلَّمُون في خليفتهم

وينشرون من معايِبِهِ، إلى أن أبغض النَّاسُ وَلِيَّ أَمْرِهِم،

وأكثروا من الطّعن عليه، فوقعت الفتنة وقُتِل عثمان مظلومًا بأسباب ذلك،

واحْتَلَبَتِ الأُمّةُ من بعدِهِ دَمًا، ولا يزال آثار ذلك إلى يوم النّاس هذا.

[ قال بعض النّاس لأسامة بن زيد رضي الله عنه: ألا تُكلِّمُ عثمان؟

فقال: إنّكم تَرَوْنَ أَنِّي لا أُكَلِّمُهُ إلاّ َأسمعتُكُم؟!

إنِّي لأُكَلِّمُهُ فيما بَيْنِي وبَيْنَهُ، دون أن أَفْتَحَ أَمْرًا لا أُحبُّ أن أكون أوّل

من افتتحه ]

[ رواه الخطيب البغدادي في «اقتضاء العلم العمل» (رقم:74)].

هكذا كان فقه السّلف رضي الله عنهم، لكن جاء من يُريد الشّرَّ لهذه الأمّة

فافتتح هذا الباب؛ جاء اليهوديّ عبد الله بن سبأ الّذي أسلم نفاقًا

فأَوْقَدَ نار الفتنة باسم الإسلام، والتّباكي عليه وعلى المظلومين،

والتّباكي على أموال المسلمين، وعلى ظلم آل البيت كما يدّعي،

وأَثَارَ الرَّعَاع وهَيَّج الجُهّال والأعراب وغيرَهم من أهل المطامع والمتكالِبِين

على الدّنيا، وطاف بالأمصار يَبُثُّ كلام الفتنة والتّحريض والتّأليب،

فثاروا على خليفة المسلمين عثمان حتّى قُتِل رضي الله عنه،

وقد نَدِمَ بعضُ السّلف أنْ كان تكلّمَ زمانَ عثمان، فقال:

لا أُعِينُ على واحدٍ بعد عثمان،

لا أُعين على قتل خليفة بعد عثمان أبدًا

فقيل له: وَأَعَنْتَ على دَمِهِ؟!

فقال: إنّي أَعُدُّ ذِكْرَ مساوئِه عَوْنًا على دَمِهِ

[رواه ابن أبي شيبة في «المصنّف» (رقم:32706)]،

فسبحان الله !

فَقِهَ السَّلفُ أنّ الكلامَ في الفتنة ولو كان شيئًا قليلاً يُعَدُّ مشاركةً فيها،

يُحمِّلُ المتكلِّمَ من أوزارها، ويُغرِّمُ الخائضَ من تَبِعَاتِها.

وإذا كان النّاسُ يعلمون أنّ خروج بعضهم على الأُمّة كان بإشْهَارِ السّيف

على المسلمين، والإسراع بالقتل فيهم، حيث باشروا ذلك بأنفسهم،

وهم قومٌ قَعَدُوا في النّاس وأطلقوا ألسنتهم بالتّأليب والتّحريض،

وقاموا يُزيِّنُونَ للعامّة التّمرُّدَ على وُلاة الأمر والخلفاء بالكلام،

يَدْعُونهم إلى منازعتهم ويُحسِّنُون الخروج عليهم،

فلم يكن خروجٌ بالسِّنان إلاّ على إثر خروجٍ باللّسان !

من فقه السّلف في الفتنة :

أنّهم كانوا في أثناء غليانها وانبعاث دُخَانها يُمْسِكُون ألسنتهم ولا يخوضون

بالكلام فيها، بل كانوا يتطلَّبُون إخمادَها بالسّكوت عنها،

وعدم المشاركة فيها ولو بالتَّكلُّم، فضلاً عن المشاركة بالسّيف أو باليد.

هذا هو صنيع الفقهاء الحُكَماء العقلاء، هذا تصرُّفُ العلماء الرّبّانِيِّين،

فهُمْ أَسْرَعُ النّاس تَفَهُّمًا للفتن إذا أقبلت، وأَبْطَأُ النّاس تكلُّمًا فيها،

أمّا العامّة الغوغاء؛ حَطَبُ كلِّ فتنة، فإنّهم على الضّدِّ من ذلك؛

أبطأُ تفهُّمًا لها وأسرعُ تكلُّمًا فيها.

والحُكْمُ هنا وهو في الأصل المنعُ معناهُ: العلمُ والفقْهُ،

فالصّمتُ لا سيَّما عند الفتن هو العلم، والصَّامتُ هو الفقيه،

ثمّ انقلبت الموازينُ فصار من يخوضُ بلسانه أيّام الفتن ويفغَرُ فَاهُ هو العالمُ

ومن يصمتُ هو العَيِيُّ، فسبحان الله!

إنّ من أظهر مظاهر الخوض في الفتن أنّك ترى عموم النّاس يتكلّمون،

ولا يدرون للكلام وجهًا، ولا يعقلون له معنًى!فتراهم يَخْبِطُون خَبْطَ العشْو،

بل خَبْطَ العُمْي، وللخوضِ بالكلام شُؤمٌ في الدّنيا وشُؤمٌ في الآخرة:

أمّا الأوّل، فقال ابن مسعود رضي الله عنه:

[ أكثرُ النّاس خطايا يوم القيامةِ أكثرُهم خوضًا في الباطل ]

وأمّا الآخر، فقال يزيد بن أبي حبيب رحمه الله:

[ المتكلِّمُ ينتظرُ الفتنة، والصَّامِتُ ينتظرُ الرّحمة ]

ومن فقه السّلف في التّصرّف عند الفتن: أنّهم يُغفلون ذكرها،

ويُعرضون عنها ولا يهتمّون بها، وإنّما يشتغلون بالعلم والعمل به،

فروى الإمام أحمد بن حنبل في «فضائل الصّحابة» (رقم: 880)

وفي «الزّهد»(رقم:693)،

ووكيع في «الزّهد»(رقم:270)،

والدّارميّ في «السّنن»(رقم:259)

وابن وضّاح في «كتاب البدع»(رقم:176) :

عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال:

[ تعلَّمُوا العلم تُعْرَفُوا بِهِ، واعْمَلُوا به تكونوا من أهلِهِ،

فإنّه سيأتي من بعدكم زمانٌ يُنكِرُ فيه الحقَّ تسعةُ أعشارهم،

لا ينجو منه إلاَّ كُلُّ نُوَمَة، أولئك أئمّةُ الهدى ومصابيح العلم،

لَيْسُوا بالعُجُل المَذَايِيعِ البُذْر ]

ورُويت أوائلُ هذه الكلمات وأواخرها عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه.

أوّلُ الوصيّة: دعوةٌ إلى العلم والتّعلّم، حتّى يكون شعارًا لصاحبه

لا يُعرفُ إلاّ به، وحضٌّ على العمل بالعلم، فإنّ المرءَ لا يكونُ عالمًا

حتّى يعمل بما عَلِم،

بنت الاسلام
06-08-2013, 11:57 PM
وقد روى الخطيب :
بسنده إلى عليٍّ، قال:

[ يا حَمَلَةَ العلم! اعْمَلُوا بِهِ، فَإِنَّمَا العَالِمُ مَنْ عَمِلَ... ]
ويليها ذِكْرُ غُرْبَةِ أصحاب الحقّ في النّاس؛ إذ يكون تسعةُ أعشارهم
من يُنكِرُ الحقَّ ويَتَنَكَّرُ له إذا سمعه، ويَصِمُّ عنه إذا أُبلِغَهُ!
ولا يُذعِنُ للحقِّ وينقادُ له ويقفُ عندهُ إلاّ القليل،
وهذا تصديقُ قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم:

( طُوبَى للغرباء. قيل: ومن الغرباء يا رسول الله ؟
قال: ناسٌ صالحون قليلٌ في ناسِ سوءٍ كثير،
من يَعصيهم أكثرُ ممّن يُطيعهم )
[«الصّحيحة»(رقم:1619)]،
وقد جاء في إحدى نسخ «الزّهد» لوكيع قوله:

[ يُنكرُ العلم تسعة أعشارهم ]
وجاء عند الدّارمي:

[ لا يعرفُ فيه تسعة عشرائهم المعروف ]
فأولئك الكثيرُ جَمَعُوا جهلاً وهوىً، فهُم يقولون ما لا يعملون،
وتُخالفُ أقوالُهم أعمالَهم،
ولذا أَوْرَدَهُ وكيعٌ في:

[ باب من يُخالفُ قولُهُ عَمَلَهُ ]
وكفى ذلك الزّمان شرًّا أن يكون هذا حال أكثرِ أهلِهِ،
روى ابن وضّاح في «كتاب البدع»(رقم:210) بإسنادٍ صحيح
عن بعض السّلف قولُهُ:

[ أدركتُ النّاسَ وهم يعملونَ ولا يقولون، فهم اليومَ يقولون ولا يعملون ]
فكيف لو أدركَ زماننا !
ثمّ ذَكَرَ عليٌّ سبيلَ النّجاة من شرِّ ذلك الزّمان وشَرَرِ فِتَنِه، فقال:
« لا ينجو منه إلاّ كلّ نُوَمَةٍ »،
وعند ابن وضّاح:
« إلاّ كلُّ مؤمنٍ نُوَمة »،
والمعنى: الإرشادُ إلى الصّمت، فإنّ من يصمُت لا يُعرَف في الفتنة،
بخلافِ من رفع عقيرتَهُ وطارَ بكلِّ مَطَارٍ كلامُهُ، ولأنّه لم يخُض فيها
فهو خاملُ الذِّكر، قيلَ عنهُ كأنّه مرَّتْ عليهِ وهو نائمٌ عنها،
زاد ابنُ وضّاح:
قال: قيلَ لعليّ بن أبي طالب: ما النُّوَمة؟
قال: الرّجلُ يسكتُ في الفتنةِ فلا يبْدُو منهُ شيءٌ .
أمّا من يحظى بهذه المنقبة، ويظفر بهذه المَحْمَدَة، منقبةِ النّجاة
ومحمدةِ السّلامة، فهم المُسْتَمْسِكُونَ بالعلم والهدى الّذي
جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند الله عزَّوجلَّ،
أنار طريقهم وثَبَّتَ خطاهم،
قال: أولئك أئمّةُ الهدى ومصابيحُ العلم
وقد نفى عليٌّ عن هؤلاء النّاجين ثلاثةً من الأوصاف، وبرَّأَ هؤلاء السّالمين
من الفتن بعد اعتصامهم بالعلم والعمل من معائبَ ثلاثة ومزالق:
الأولى: ليسوا بعُجُل، والعُجُل جمع عجول، مأخوذٌ من العَجَلة،
والإسراع في الأمور من غير تثبُّتٍ ولا رَوِيّةٍ ولا أناة،
والّذي يهدي إليه العلم، ويُثبِّتُهُ العملُ به، ويُثمِرُهُ في صاحبِه: خُلُقُ التَّأَنِّي،
وقد امتدحه النّبيُّ صلى الله عليه وسلم وعابَ ضدّهُ بقوله:

( التّأنِّي من الله والعجلةُ من الشّيطان )
[«الصّحيحة»(رقم:1795)]
وقال صلى الله عليه وسلم لأشجِّ بن عبد القيس:

( إنّ فيك خصلتين يُحبُّهما اللهُ ورسولُه: الحِلْمُ والأناةُ )
[رواه مسلم]
وفي معنى التّأنِّي التُّؤَدَةُ، وهي التّمهُّل والتَّرَزُّن والتّثبُّت وعدمُ الاندفاع
في الأمور عند اشتباهها،
روى ابن وضّاح في «كتاب البدع» (رقم:247) بإسنادٍ صحيح
عن ابن مسعود، قال:

[ إنّها ستكونُ أمورٌ مشتبهةٌ، فعليكم بالتُّؤَدَة،
فإن يكنِ الرّجلُ تابعًا بالخير خيرٌ من أن يكون رأسًا في الشّرّ ]
والثّانية من الأوصاف غيرِ المرغوب فيها أيّامَ الفتن،
بل وقبلها ممّا يكونُ بين يديها: ألاّ يكونوا مَذَايِيع، والمذاييع جَمْعُ مِذْيَاع،
وهو المرءُ إذا أذاعَ الشّيءَ، أي: أَفْشَاهُ ونَشَرَهُ، ولا ينبغي لمسلمٍ
أن يُذيع كلّ ما يسمعُهُ وينشُرَ كلَّ ما يُخبَرُ به أو يُخبَرُ عنه،
وأين النّاس من أدب النّبيّ صلى الله عليه وسلم لأمّته:

( كفى بالمَرْءِ إِثْمًا أو قال: كذبًاـ أن يُحدِّثَ بكلِّ ما سمع )
[رواه مسلم في مقدّمة «الصّحيح» وأبو داود].
والثّالثة:ألاّ يكونوا بُذُرًا، يُقال قومٌ بُذْرٌ، والواحِدُ بَذُور،
وهو الّذي يُظهِرُ ما يسمعُه، ويُقال: بذَرْتُ الكلامَ بين النّاس كما تُبْذَرُ الحُبُوب،
أي: أَفْشَيْتُهُ وفرَّقْتُهُ، قال أبو محمّد الدّارمي بعد روايته الأثر:
« المذَايِيع البُذْر: كثيرُ الكلام »، وجاء عنده:
« ليسوا المَسَايِيح »
وهم الّذين يمشون بالشّرّ، وهو في المعنى قريبٌ ممّا مضى.
وقد صحَّ هذا الأثرُ عن عليٍّ عند البخاريّ في «الأدب المفرد»(رقم:327)،
بلفظٍ مقاربٍ وفي آخره زيادة، قال:

« لا تكونوا عُجُلاً مذاييعَ بُذْرًا، فإنَّ من ورائكم بَلاَءً مُبَرِّحًا مُبْلِحًا،
وأُمُورًا مُتَمَاحِلَةً رُدُحًا ».
وقوله: « مُبَرِّحًا »، أي: بلاءً شاقًّا شديدًا، وقوله « مُبْلِحًا »،
أي: مُعْيِيًا، يُعْيِي النّاس، ومنه بلح الجملُ إذا أعْيَا وانقطع وأبلحَهُ السَّير،
وفي بعض الطّرق: « مُكْلِحًا »، أي: يُكلِحُ النّاسَ لشدّتِهِ، وقوله:
« أُمُورًا مُتماحلةً »، أي: فتنًا طويلةَ المدّة، وقوله « رُدُحًا »،
أي: ثقيلةً عظيمة، ويقال الجمل الرَّداح: الثّقيل الحِمْل.
ويُستفادُ من هذا الأثر: أنّ تلكم المنهيّات التّي ترجعُ إلى التَّكَلُّم ونشر الكلام
وتفريقه وإذاعته، هي من مُسبِّبات الفتن ومن مُمَهِّداتِها
وممّا يكونُ بين يديها ويُقرِّب منها ويُوصِّلُ إليها،
فكان من نُصْحِ عليّ رضي الله عنه ما مُحصِّلُهُ:
لا تستعجلُوا في إذاعة الأشياء وإفشائها وإظهارها وتفريقها في النّاس،
فهُناكَ بلاءٌ شديدٌ ينتظِرُكُم، وفتنٌ ثقيلةٌ تَتَرَقَّبُكُم، فلا تُسْهِمُوا في صُنع الفتن
والرّزايا، فإنّه لا طاقةَ لكم بحملها؛ إذ تنقطع ظهوركم،
بل تنقطع أعناقكم دُونَها، ومن اسْتَشْرَفَهَا اسْتَشْرَفَتْهُ،
واللهُ خيرٌ حافظًا وهو أرحمُ الرّاحمين.

شبكة الآجري