المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأربعون النــووية ( 04 - 40 )


بنت الاسلام
06-10-2013, 12:08 AM
الأخت / الملكة نور




(http://www.ataaalkhayer.com/)
الأربعين النووية
(الحديث الرابع : أطوارُ خَلقِ الإِنسان وخَاتِمَتُه)

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24349351%5fAE4aDUwAAA bTUbSUEgAAAGfKigU&pid=5&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)


مفردات الحديث
المعنى العام :
1 - أطوار الجنين في الرحم 2 - نفخ الروح
3 - تحريم إسقاط الجنين
4- علم الله تعالى 5- الاحتجاج بالقدر


عن أبي عبْدِ الرَّحْمن عبدِ الله بنِ مسعودٍ رضي الله عنه قال :
حدَّثَنا رسولُ الله صلى الله عليه و سلم و هُوَ الصَّادقُ المَصْدوق :

( إن أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّه أرْبعينَ يوْماً نُطْفَةً ، ثُمَّ يَكُونُ
عَلَقَةً مِثْلَ ذلك ، ثُمَّ يَكُون مُضْغَةً مِثْلَ ذلك ، ثُمَّ يُرْسَلُ إليه المَلكُ فَيَنْفخُ
فيه الرُّوحَ و يُؤمَرُ بأرْبَعِ كلماتٍ :
بِكَتْبِ رِزْقِهِ و أَجَلِهِ و عَمَلِهِ و شَقيٌّ أو سَعيدٌ ،
فَوَ اللهِ الَّذي لا إله غَيْرُهُ إنَّ أَحَدَكُمْ ليَعْمَلُ بعَمَلِ أهْلِ الجَنَّةِ حتى
ما يكُون بَيْنَهُ وبَيْنَها إلا ذِرَاعُ، فَيَسْبقُ عَليْه الكِتابُ فَيَعْمَلُ بعَملُ أَهْلِ النَّارِ
فَيَدْخُلُها . و إنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهل النَّارِ حتى ما يَكُون بَيْنَهُ وبَيْنَها
إلا ذِرَاعٌ ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكتابُ ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أهل الجنَّةِ فَيَدْخُلُها )

رواه البخاري و مسلم

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24349351%5fAE4aDUwAAA bTUbSUEgAAAGfKigU&pid=6&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

مفردات الحديث :


المصدوق =
فيما أوحي إليه ، لأن الملك جبريل يأتيه بالصدق ،
و الله سبحانه و تعالى يصدقه فيما وعده به .

يُجمع =
يُضَم ويُحفظ ،
وقيل : يُقَدَّر ويُجمع .

في بطن أمه =
في رحمها

نطفة =
أصل النطفة الماء الصافي ، المراد هنا : منياً

علقة =
قطعة دم لم تيبس ، سميت " علقة "

فيسبق عليه الكتاب =
الذي سبق في علم الله تعالى

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24349351%5fAE4aDUwAAA bTUbSUEgAAAGfKigU&pid=7&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

المعنى العام :

1- أطوار الجنين في الرحم

يدل هذا الحديث على أن الجنين يتقلب في مئة وعشرين يوماً في
ثلاثة أطوار ، في كل أربعين يوماً منها يكون في طور ؛
فيكون في الأربعين الأولى نطفة ، ثم في الأربعين الثانية علقة ،
ثم في الأربعين الثالثة مضغة ، ثم بعد المئة وعشرين يوماً ينفخ فيه
الملك الروح ، ويكتب له هذه الكلمات الأربعة .
و الحكمة في خلق الله تعالى للإنسان بهذا الترتيب و وفق هذا التطور
و التدرج من حال إلى حال ، مع قدرته سبحانه و تعالى على إيجاده
كاملاً في أسرع لحظة :
هي انتظام خلق الإنسان مع خلق كون الله الفسيح وفق أسباب
ومسببات ومقدمات و نتائج ، و هذا أبلغ في تبيان قدرة الله ..
كما نلحظ في هذا التدرج تعليم الله تعالى لعباده التأني في أمورهم و
البعد عن التسرع و العجلة ، و فيه إعلام الإنسان بأن حصول الكمال
المعنوي له إنما يكون بطريق التدريج نظير حصول الكمال الظاهر له
بتدرجه في مراتب الخلق و انتقاله من طور إلى طور إلى أن يبلغ
أشده ، فكذلك ينبغي له في مراتب السلوك أن يكون على نظير هذا
المنوال .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24349351%5fAE4aDUwAAA bTUbSUEgAAAGfKigU&pid=8&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

2- نفخ الروح :

اتفق العلماء على أن نفخ الروح في الجنين يكون بعد مضي مئة
وعشرين يوماً على الاجتماع بين الزوجين ، وذلك تمام أربعة أشهر
و دخوله في الخامس ، و هذا موجود بالمشاهدة وعليه يُعوَّل فيما
يُحتاج إليه من الأحكام من الاستلحاق و وجوب النفقات ،
وذلك للثقة بحركة الجنين في الرحم ، و من هنا كانت الحكمة في أن
المرأة المتوفى عنها زوجها تعتد أربعة أشهر وعشرة أيام ؛
لتحقق براءة الرحم ببلوغ هذه المدة دون ظهور أثر الحمل .

و الروح :
ما يحيا به الإنسان ، و هو من أمر الله تعالى ،
كما أخبر في كتابه العزيز



} وَ يَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي
وَ مَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا {

[ الإسراء : 85 ]

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24349351%5fAE4aDUwAAA bTUbSUEgAAAGfKigU&pid=9&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

3- تحريم إسقاط الجنين :

اتفق العلماء على تحريم إسقاط الجنين بعد نفخ الروح فيه ؛
و اعتبروا ذلك جريمة لا يحل للمسلم أن يفعله ،
لأنه جناية على حيٍّ متكامل الخلق ظاهر الحياة .

و إما إسقاط الجنين قبل نفخ الروح فيه حرام أيضاً ،
و إلى ذلك ذهب أغلب الفقهاء ،
و قد رخَّصَ طائفة من الفقهاء للمرأة في إسقاط ما في بطنها
ما لم ينفخ فيه الروح وجعلوه كالعزل .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24349351%5fAE4aDUwAAA bTUbSUEgAAAGfKigU&pid=10&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

4- إن الله تعالى يعلم أحوال الخلق قبل أن يخلقهم :

فما يكون منهم شيء من إيمان وطاعة أو كفر و معصية ، و سعادة
و شقاوة ؛ إلا بعلم الله وإرادته ، و قد تكاثرت النصوص بذكر الكتاب
السابق؛ ففي البخاري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :

( ما من نفس منفوسة إلا و قد كتب الله مكانها من الجنة أو النار ،
و إلا قد كتبت شقية أو سعيدة ،
فقال رجل : يا رسول الله ! أفلا نمكث على كتابنا و ندع العمل ؟
فقال: اعملوا فكلٌّ مَيَسَّرٌ لما خُلِقَ له ،
أما أهل السعادة فيُيَسَّرون لعمل أهل السعادة ،
و أما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ،
ثم قرأ: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَ اتَّقَى * وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنَى
[ الليل: 5 - 6 ] )


وعلى ذلك فإن عِلْمَ الله لا يَرفع عن العبد الاختيار و القصد ؛
لأن العلم صفة غير مؤثرة بل هو صفة كاشفه ،
و قد أمر الله تعالى الخلق بالإيمان و الطاعة ، ونهاهم عن الكفر و
المعصية ، و ذلك برهان على أن للعبد اختياراً وقصداً إلى ما يريد ،
و إلا كان أمر الله تعالى و نهيه عبثاً ، و ذلك محال .

قال الله تعالى :




}وَ نَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا *
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَ قَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا {

[ الشمس : 7-10 ]

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24349351%5fAE4aDUwAAA bTUbSUEgAAAGfKigU&pid=11&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

5- الاحتجاج بالقدر :



لقد أمرنا الله تعالى بالإيمان به و طاعته ، و نهانا عن الكفر به
سبحانه و تعالى و معصيته ، و ذلك ما كلفنا به ، و ما قدره الله لنا أو
علينا مجهول لا علم لنا به و لسنا مسؤولين عنه ،
فلا يحتج صاحب الضلالة و الكفر و الفسق بقدر الله وكتابته و إرادته
قبل وقوع ذلك منه .

قال الله تعالى :


} وَ قُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ {

[ التوبة : 105 ]

أما بعد وقوع المقدور فيكون الاحتجاج بالقدر مأذوناً به ،
لما يجد المؤمن من راحة عند خضوعه لقضاء الله تعالى ،
و قضاء الله تعالى للمؤمن يجري بالخير في صورتي السراء و
الضراء .

قال ابن حجر الهيتمي :
إن خاتمة السوء تكون – و العياذ بالله - بسبب دسيسة باطنية للعبد ،
و لا يطلع عليها الناس ، و كذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار و في
باطنه خصلة خير خفية تغلب عليه آخر عمره فتوجب له حسن الخاتمة .