المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طرح رؤوس الكفر في بئر يوم بدر


بنت الاسلام
06-10-2013, 12:18 AM
الأخ / مصطفى آل حمد


طرح رؤوس الكفر في بئر يوم بدر
لأبن كثير رحمه الله

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24360509%5fAE4aDUwAAA YHUbSWVQAAAFaUzN0&pid=5&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

قال ابن إسحاق‏:‏ وحدثني يزيد بن رومان، عن عروة،

عن عائشة قالت‏:‏

[ لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقتلى أن يطرحوا في القليب،

طرحوا فيه إلا ما كان من أمية بن خلف، فإنه انتفخ في درعه

فملأها فذهبوا ليخرجوه فتزايل لحمه، فأقروه وألقوا عليه ما غيبه

من التراب والحجارة‏ ]

فلما ألقاهم في القليب، وقف عليهم فقال‏:‏

( ‏يا وقف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على أهلِ القليبِ

فقال يا أهلَ القليبِ هل وجدتم ما وعد ربُّكم حقًّا

فإني وجدت ما وعدَني ربِّي حقًّا

قالوا يا رسولَ اللهِ هل يسمعونَ ما تقولُ

قال ما أنتم بأسمعَ لما أقولُ منهم ولكنهم اليومَ لا يجيبونَ )

قلت‏:‏ وهذا مما كانت عائشة رضي الله عنها تتأوله من الأحاديث،

كما قد جمع ما كانت تتأوله من الأحاديث في جزء،

وتعتقد أنه معارض لبعض الآيات، وهذا المقام مما كانت تعارض فيه قوله‏:‏

‏{ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ‏ }

‏[ ‏فاطر‏:‏ 22‏]‏‏.‏

وليس هو بمعارض له، والصواب قول الجمهور من الصحابة

ومن بعدهم للأحاديث الدالة نصاً، على خلاف ما ذهبت إليه

رضي الله عنها وأرضاها‏.‏

وقال البخاري‏:‏ حدثنا عبيد بن إسماعيل، حدثنا أبو أسامة،

عن هشام بن عروة، عن أبيه قال‏:‏

( ذُكر عندَ عائشةَ رضي اللهُ عنها أنَّ ابنَ عمرَ

رفع إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أنَّ الميتَ ليعذبُ في قبره ببكاءِ أهلِه

فقالتْ : وهِلَ ابنُ عمرَ رحمه اللهُ،

إنما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أنه ليعذَّب بخطيئته وذنبهِ،

وإنَّ أهلَه ليبكون عليه الآنَ

قالت : وذاك مثل قوله : إن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قام على القليبِ

وفيه قتلى بدرٍ من المشركينَ، فقال لهم مثلَ ما قال :

أنهم ليسمعون ما أقولُ . أنما قال :

إنهم الآنَ ليعلمون أن ما كنتُ أقول لهم حقٌّ . ثم قرأتُ :

{ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الموْتَى }

{ وَمَا أَنتِ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي القُبُورِ }

تقول حين تبوؤوا مقاعدَهم من النارِ )

وعن أنس رضى الله عنه :

( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر ببضعة وعشرين رجلا

فألقوا في طوى من أطواء بدر خبيث مخبث قال:

وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال قال فلما ظهر على أهل بدر

أقام ثلاث ليال حتى إذا كان اليوم الثالث أمر براحلته فشدت برحلها

ثم مشى واتبعه أصحابه قال: فما نراه ينطلق إلا ليقضي حاجته

قال: حتى قام على شقة الطوى قال: فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم:

يا فلان بن فلان أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله هل وجدتم ما وعدكم ربكم

حقا ؟

قال عمر : يا نبي الله ما تكلم من أجساد لا أرواح فيها.

قال: والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم.

قال قتادة: أحياهم الله له حتى سمعوا كلامه توبيخا وتصغيرا )

وقال ابن إسحاق

وقال حسان بن ثابت‏:‏

عــرفــت ديـــار زيــنـــب بـالـكــثــيــب كـخـط الـوحـي فـي الـورق الـقـشـيـب

تــداولــهــا الـــريـــاح وكـــــل جـــــون مـــن الـوســمــي مـنـهــمــرٌ ســكــوب

فـأمـســى رسـمـهــا خـلـقــاً وأمـســت يـبــابــاً بــعــد سـاكــنــهــا الـحــبــيــب

فــــدع عــنـــك الــتــذكــر كــــل يـــــوم ورد حـــــرارة الــقـــلـــب الــكــئــيـــب

وخـــبّـــر بـــالـــذي لا عـــيـــب فـــيـــه بــصـــدق غــيـــر إخــبـــار الــكـــذوب

بــمــا صــنــع الـمـلــيــك غـــداة بــــدر لـنـا فـي الـمـشـركـيـن مـن الـنـصـيـب

غـــــداة كــــــأن جــمــعــهـــم حــــــراءٌ بــــدت أركـــانـــه جـــنـــح الـــغـــروب

فــلاقــيــنـــاهـــم مــــنـــــا بـــجــــمــــعٍ كــأســـد الــغـــاب مـــــردانٍ وشـــيـــب

أمـــــــــام مـــحــــمــــدٍ قـــــــــد وازروه عـلــى الأعــداء فــي لـفــح الـحــروب

بــأيــديــهـــم صــــــوارمٌ مــرهـــفـــاتٌ وكـــل مــجـــرّب خــاطـــي الــكــعــوب

بــنــو الأوس الـغــطــارف وآزرتــهـــا بـنـو الـنّـجـار فــي الـدِّيــن الـصـلـيــب

فــغــادرنـــا أبـــــا جـــهـــل صــريــعـــاً وعـتــبــة قــــد تــركــنــا بـالــجــبــوب

وشـيــبــةً قـــد تـركــنــا فــــي رجــــالٍ ذوي حــســب إذا نـســبــوا حــســيــب

يــنـــاديـــهـــم رســــــــول الله لــــمّـــــا قـذفـنــاهــم كـبــاكــب فـــي الـقــلــيــب

ألـــم تــجـــدوا كــلامـــي كــــان حــقـــاً وأمـــــــر الله يــــأخـــــذ بــالـــقـــلـــوب

فـمـا نـطـقـوا ولــو نـطـقــوا لـقـالــوا ‏ صــدقـــت وكــنـــت ذا رأيٍ مــصــيــب

قال ابن إسحاق

وقال حسان بن ثابت‏:



قــومـــي الــذيـــن هــــم آووا نــبــيّــهــم وصـــدّقــــوه وأهــــــل الأرض كــــفــــار

إلا خــصــائــص أقــــوام هــــم ســـلـــفٌ لـلـصـالـحـيــن مــن الأنـصــار أنــصــار

مـسـتـبـشــريــن بــقــســم الله قــولــهــم لـمــا أتــاهــم كــريــم الأصـــل مـخــتــار

أهـلاً وسـهـلاً فـفــي أمــنٍ وفــي سـعــةٍ نـعــم الـنـبــيُّ ونـعــم الـقـســم والـجــار

فــأنــزلـــوه بـــــدار لا يـــخـــاف بـــهــــا مــن كــان جــارهــم داراً هـــي الـــدار ‏؟‏

وقـاسـمـوهـم بـهــا الأمــوال إذ قـدمــوا مـهـاجـريــن وقـســم الـجــاهــل الــنــار

سـرنــا وســاروا إلــى بــدر لـحـيـنــهــم لـو يـعـلـمـون يـقـيـن الـعـلـم مـا سـاروا

والاهـــــم بـــغـــرور ثــــــم أســلــمــهـــم إن الــخــبــيـــث لـــمــــن والاه غــــــرّار

وقـــال‏:‏ إنـــي لــكـــم جــــار فــأوردهـــم شــرَّ الـمــوارد فـيــه الـخــزي والــعــار

ثــم الـتـقـيـنــا فـولّــوا عـــن سـراتــهــم مـن مـنـجـديـن ومـنـهـم فـرقــة غــاروا

وقال تعالى‏:‏ ‏

{ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ

وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ

وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ‏ }‏‏

[‏ التوبة‏:‏ 14-15‏]‏ الآية‏.‏

فكان قتل أبي جهل على يدي شاب من الأنصار،

ثم بعد ذلك يوقف عليه عبد الله بن مسعود ومسك بلحيته،

وصعد على صدره حتى قال له‏:‏ لقد رقيت مرتقى صعباً يا رويعي الغنم‏.‏

ثم بعد هذا حز رأسه واحتمله حتى وضعه بين يدي رسول الله، فشفى الله به قلوب المؤمنين،

كان هذا أبلغ من أن تأتيه صاعقة أو أن يسقط عليه سقف منزله أو يموت حتف أنفه،

والله أعلم‏.‏

وقد ذكر ابن إسحاق فيمن قتل يوم بدر مع المشركين ممن كان مسلماً،

ولكنه خرج معهم تقية منهم، لأنه كان فيهم مضطهداً قد فتنوه عن إسلامه

جماعة، منهم‏:‏ الحارث بن زمعة بن الأسود، وأبو قيس بن الفاكه،

وأبو قيس بن الوليد بن المغيرة، وعلي بن أمية بن خلف،

والعاص بن منبه بن الحجاج‏.‏

قال‏:‏ وفيهم نزل قوله تعالى‏:‏ ‏

{ ‏إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ

قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً

فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً‏ }

‏[‏النساء‏:‏ 79‏]‏‏.‏

وكان جملة الأسارى يومئذٍ سبعين أسيراً، كما سيأتي الكلام عليهم

فيما بعد إن شاء الله‏.‏

منهم‏:‏ من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه العباس بن عبد المطلب،

وابن عمه عقيل بن أبي طالب، ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب،

وقد استدل الشافعي والبخاري وغيرهما بذلك على أنه ليس كل من ملك

ذا رحم محرم يعتق عليه،

وعارضوا به حديث الحسن عن ابن سمرة في ذلك، فالله أعلم‏.‏

وكان فيهم أبو العاص بن الربيع بن عبد شمس بن أمية،

زوج زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

والله جل جلاله اعلم

في الله اخوكم مصطفى الحمد