بنت الاسلام
06-24-2013, 02:16 PM
الأخ / مصطفى آل حمد
الحكمة
الجزء السابع عشر و الأخير
http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24903308%5fAD0bDUwAAA koUccEEwAAAMO6xCA&pid=5&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)
الحمد لله رب العالمين,
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين
أيها الأخوة الكرام :
من ثمرات الحكمة التي يؤتاها الإنسان حينما يستحقها لقوله تعالى:
{ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً }
[سورة البقرة الآية:269]
لعل الحكمة هي العطاء الإلهي للمؤمن، وكما قلت سابقاً:
بالحكمة تنال كل شيء, ومن غير الحكمة تفقد كل شيء,
بالحكمة تعرف الله وتسعد به, ومن غير الحكمة قد تكون هذه العلوم
بين يديك دون أن تسعد بها.
أربعة أدعية ينخلع القلب لها :
أيها الأخوة الكرام, وقع تحت يدي كتاب, صُدّر بأربعة أدعية,
هذه الأدعية دقيقة جداً.
الدعاء الأول :
( اللهم إني أعوذ بك أن يكون أحد أسعد بما علمتني منه )
مصيبة المصائب أن تُعلّم الناس شيئاً, وأن يستفيدوا, وأن يسعدوا بهذا العلم,
و أنت لا تطبق هذا العلم فتشقى به.
الدعاء الثاني:
( اللهم إني أعوذ بك أن أقول قولاً فيه رضاك ألتمس به أحداً سواك )
يمكن أن تتكلم بالحكمة؛ لك ذاكرة قوية, و اطلاع واسع, و ثقافة عميقة,
وتتزين بالحكمة أمام الناس, لكن تلتمس بها غير الله.
الدعاء الثالث:
( اللهم إني أعوذ بك أن أتزين للناس بشيء يشينني عندك )
من ضعف الإخلاص تكون في مظهر أمام الناس, ومظهر آخر فيما بينك
وبين الله؛ إذا كان هناك ازدواجية, ومسافة بين جلوتك وخلوتك,
بين سرك وعلانيتك, بين ما أنت عليه وفيما يبدو للناس, فعليك أن تقول:
اللهم إني أعوذ بك أن أتزين للناس بشيء يشينني عندك.
والدعاء الرابع:
( اللهم إني أعوذ بك أن أكون عبرة لأحد من خلقك )
ألا أكون قصة، أحياناً الإنسان يخطئ فيؤدبه الله,
يصبح قصة يتعظ بها الناس.
للإنسان قلب واحد فإذا امتلأ بحب الآخرة أصبحت الدنيا في يده لا في قلبه :
ومصداقية هذا في قوله تعالى:
{ مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ }
[ سورة الأحزاب الآية:4]
الإنسان له قلب واحد, فإذا امتلأ القلب حباً بالآخرة, وحباً بالله ورسوله,
أصبحت الدنيا في اليد, وفرق كبير بين أن تكون الدنيا في اليد,
وبين أن تكون في القلب, إنها إن كانت في القلب أعمت, وحبك الشيء
يعمي ويصم.
كلنا نرى بعض الناس عمياناً, يرتكبون المعصية, يأخذون ما ليس لهم,
يرتكبون حماقة كبيرة, وقد يكونون على درجة عالية من التحصيل العلمي؛
ولكن حينما ينقطعون عن الله عز وجل يصبحون عمياناً, قال تعالى:
{ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }
[سورة الحج الآية:46]
الهدى أكبر نعمة أنعم الله بها على المؤمن :
أكاد أقول: أكبر نعمة أنعم الله بها على المؤمن الهدى؛ بصيرته صحيحة,
رؤيته صحيحة, هدفه واضح, وسائله مشروعة, يسير على منهج الله,
لا تأخذه في الله لومة لائم, رزقه الله الحكمة, هذا أكبر عطاء,
يأتي بعد هذا العطاء الصحة, وبعد هذه الصحة الهداية، فمن كان مهتدياً,
مقيماً أمر الله عز وجل, لا يشكو من مرض عضال, عنده قوت يومه,
فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها, ويمكن أن تكون من ملوك الدنيا
إن عرفت الله, وإن أقبلت عليه, ويمكن أن تكون من سعداء الدنيا,
حينما تعمل عملاً صالحاً.
وقال بعض العارفين بالله:
[ يخرج العارف من الدنيا, ولم يقض وطره من أربعة أشياء:
استماع الحكمة, والفرح بالله, والتلذذ بقراءة القرآن,
والاستشفاء من البكاء.....]
أخواننا الكرام, لا تستهينوا بسماع تفسير كلام الله, بسماع سيرة رسول الله,
بسماع حديث رسول الله, هذه كلها حكم تتراكم,
ومع التراكم تجد بعد حين أن سيرك مستقيم, القناعات تترسخ,
والأحوال تتألق، فالإنسان حينما يستمر على الشحن الروحي,
وسماع الحكمة, في النهاية قلّما يخطئ، وهذه نقطة مهمة،
أحياناً الإنسان في البدايات يرتكب كل أسبوع خطأ أو أكثر، كلما نصح,
كلما تقرب من الله, كلما حسن صلته بالله عز وجل, يمضي أسبوع,
أسبوعان، ثلاثة أسابيع, لم يخطىء, لم يرتكب خطأ؛ لا باللسان,
ولا بالحواس, ولا بالأجهزة, فالقناعات تترسخ.
أرقى أنواع البكاء أن تبكي شوقاً إلى الله وخشوعاً له وهذا بكاء المتفوقين :
الله عز وجل جعل خطبة الجمعة شحناً أسبوعياً,
الإنسان بحاجة إلى شحن يومي في الصلوات, وشحن أسبوعي
في خطبة الجمعة, وشحن سنوي في صوم رمضان, وشحن نوبي في الحج؛
فالحج شحنة روحية كبيرة جداً, تفرغ كامل, والصيام شحنة روحية,
وخطبة الجمعة, والصلوات الخمس, فهذا الشحن اليومي والشحن الأسبوعي
ينتهي بالحكمة.
البكاء ضروري, الإنسان أحياناً يتأثر تأثراً كبيراً فيبكي,
هذا أرقى أنواع البكاء؛ أن تبكي شوقاً إلى الله, أن تبكي خشوعاً لله,
هذا بكاء المتفوقين.
يقولون: إذا الإنسان بكى في الصلاة على شيء فاته من الدنيا فقد بطلت
صلاته؛ مثلاً احترق محله في الصلاة فبكى, أو طلق زوجته, أو خسر شيئاً,
أو خسر مبلغاً ضخماً, أو جعلوا عليه ضريبة عالية, هذا البكاء يبطل صلاته,
أما حينما تبكي شوقاً لله, وخشوعاً لله, فهذا البكاء بكاء راق جداً.
دقة فهم الآيات من فضل الله عز و جل :
قال بعض المفسرين في معنى قوله تعالى:
{ فَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آَتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً }
[سورة الأنبياء الآية:79]
دقة الفهم من فضل الله عز وجل.
أنت أمام نص قرآني أحياناً قد يفهمه الناس فهماً معكوساً فيشقى، مثلاً:
إذا فهمت قوله تعالى:
{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا }
[سورة الشمس الآية:7]
{ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا }
[سورة الشمس الآية:8]
إذا فهمت أن الله خلق فيها الفجور, وخلق فيها التقوى, آمنت بالجبر,
انشلت حركتك, انتهيت, أما إذا فهمت أن الله جبلك جبلة عالية,
بحيث إذا أخطأت شعرت بخطئك, فهذا فهم راق جداً,
إذا فهمت أن الشيطان ألقى في أمنية النبي, معنى هذا أن النبي
وهو أعلى إنسان, و هو قمة البشر, غير محصن من الشيطان:
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ
إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِه }
[سورة الحج الآية:52]
إذا فهمت الآية بهذا الشكل, فالمشكلة كبيرة جداً, أما إذا فهمتها
أن النبي يريد هداية الخلق, ويتمنى الشيطان في نفسه إضلاله,
لا يوجد مشكلة, وضحت الآية.
الحكمة
الجزء السابع عشر و الأخير
http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24903308%5fAD0bDUwAAA koUccEEwAAAMO6xCA&pid=5&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)
الحمد لله رب العالمين,
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين
أيها الأخوة الكرام :
من ثمرات الحكمة التي يؤتاها الإنسان حينما يستحقها لقوله تعالى:
{ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً }
[سورة البقرة الآية:269]
لعل الحكمة هي العطاء الإلهي للمؤمن، وكما قلت سابقاً:
بالحكمة تنال كل شيء, ومن غير الحكمة تفقد كل شيء,
بالحكمة تعرف الله وتسعد به, ومن غير الحكمة قد تكون هذه العلوم
بين يديك دون أن تسعد بها.
أربعة أدعية ينخلع القلب لها :
أيها الأخوة الكرام, وقع تحت يدي كتاب, صُدّر بأربعة أدعية,
هذه الأدعية دقيقة جداً.
الدعاء الأول :
( اللهم إني أعوذ بك أن يكون أحد أسعد بما علمتني منه )
مصيبة المصائب أن تُعلّم الناس شيئاً, وأن يستفيدوا, وأن يسعدوا بهذا العلم,
و أنت لا تطبق هذا العلم فتشقى به.
الدعاء الثاني:
( اللهم إني أعوذ بك أن أقول قولاً فيه رضاك ألتمس به أحداً سواك )
يمكن أن تتكلم بالحكمة؛ لك ذاكرة قوية, و اطلاع واسع, و ثقافة عميقة,
وتتزين بالحكمة أمام الناس, لكن تلتمس بها غير الله.
الدعاء الثالث:
( اللهم إني أعوذ بك أن أتزين للناس بشيء يشينني عندك )
من ضعف الإخلاص تكون في مظهر أمام الناس, ومظهر آخر فيما بينك
وبين الله؛ إذا كان هناك ازدواجية, ومسافة بين جلوتك وخلوتك,
بين سرك وعلانيتك, بين ما أنت عليه وفيما يبدو للناس, فعليك أن تقول:
اللهم إني أعوذ بك أن أتزين للناس بشيء يشينني عندك.
والدعاء الرابع:
( اللهم إني أعوذ بك أن أكون عبرة لأحد من خلقك )
ألا أكون قصة، أحياناً الإنسان يخطئ فيؤدبه الله,
يصبح قصة يتعظ بها الناس.
للإنسان قلب واحد فإذا امتلأ بحب الآخرة أصبحت الدنيا في يده لا في قلبه :
ومصداقية هذا في قوله تعالى:
{ مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ }
[ سورة الأحزاب الآية:4]
الإنسان له قلب واحد, فإذا امتلأ القلب حباً بالآخرة, وحباً بالله ورسوله,
أصبحت الدنيا في اليد, وفرق كبير بين أن تكون الدنيا في اليد,
وبين أن تكون في القلب, إنها إن كانت في القلب أعمت, وحبك الشيء
يعمي ويصم.
كلنا نرى بعض الناس عمياناً, يرتكبون المعصية, يأخذون ما ليس لهم,
يرتكبون حماقة كبيرة, وقد يكونون على درجة عالية من التحصيل العلمي؛
ولكن حينما ينقطعون عن الله عز وجل يصبحون عمياناً, قال تعالى:
{ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }
[سورة الحج الآية:46]
الهدى أكبر نعمة أنعم الله بها على المؤمن :
أكاد أقول: أكبر نعمة أنعم الله بها على المؤمن الهدى؛ بصيرته صحيحة,
رؤيته صحيحة, هدفه واضح, وسائله مشروعة, يسير على منهج الله,
لا تأخذه في الله لومة لائم, رزقه الله الحكمة, هذا أكبر عطاء,
يأتي بعد هذا العطاء الصحة, وبعد هذه الصحة الهداية، فمن كان مهتدياً,
مقيماً أمر الله عز وجل, لا يشكو من مرض عضال, عنده قوت يومه,
فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها, ويمكن أن تكون من ملوك الدنيا
إن عرفت الله, وإن أقبلت عليه, ويمكن أن تكون من سعداء الدنيا,
حينما تعمل عملاً صالحاً.
وقال بعض العارفين بالله:
[ يخرج العارف من الدنيا, ولم يقض وطره من أربعة أشياء:
استماع الحكمة, والفرح بالله, والتلذذ بقراءة القرآن,
والاستشفاء من البكاء.....]
أخواننا الكرام, لا تستهينوا بسماع تفسير كلام الله, بسماع سيرة رسول الله,
بسماع حديث رسول الله, هذه كلها حكم تتراكم,
ومع التراكم تجد بعد حين أن سيرك مستقيم, القناعات تترسخ,
والأحوال تتألق، فالإنسان حينما يستمر على الشحن الروحي,
وسماع الحكمة, في النهاية قلّما يخطئ، وهذه نقطة مهمة،
أحياناً الإنسان في البدايات يرتكب كل أسبوع خطأ أو أكثر، كلما نصح,
كلما تقرب من الله, كلما حسن صلته بالله عز وجل, يمضي أسبوع,
أسبوعان، ثلاثة أسابيع, لم يخطىء, لم يرتكب خطأ؛ لا باللسان,
ولا بالحواس, ولا بالأجهزة, فالقناعات تترسخ.
أرقى أنواع البكاء أن تبكي شوقاً إلى الله وخشوعاً له وهذا بكاء المتفوقين :
الله عز وجل جعل خطبة الجمعة شحناً أسبوعياً,
الإنسان بحاجة إلى شحن يومي في الصلوات, وشحن أسبوعي
في خطبة الجمعة, وشحن سنوي في صوم رمضان, وشحن نوبي في الحج؛
فالحج شحنة روحية كبيرة جداً, تفرغ كامل, والصيام شحنة روحية,
وخطبة الجمعة, والصلوات الخمس, فهذا الشحن اليومي والشحن الأسبوعي
ينتهي بالحكمة.
البكاء ضروري, الإنسان أحياناً يتأثر تأثراً كبيراً فيبكي,
هذا أرقى أنواع البكاء؛ أن تبكي شوقاً إلى الله, أن تبكي خشوعاً لله,
هذا بكاء المتفوقين.
يقولون: إذا الإنسان بكى في الصلاة على شيء فاته من الدنيا فقد بطلت
صلاته؛ مثلاً احترق محله في الصلاة فبكى, أو طلق زوجته, أو خسر شيئاً,
أو خسر مبلغاً ضخماً, أو جعلوا عليه ضريبة عالية, هذا البكاء يبطل صلاته,
أما حينما تبكي شوقاً لله, وخشوعاً لله, فهذا البكاء بكاء راق جداً.
دقة فهم الآيات من فضل الله عز و جل :
قال بعض المفسرين في معنى قوله تعالى:
{ فَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آَتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً }
[سورة الأنبياء الآية:79]
دقة الفهم من فضل الله عز وجل.
أنت أمام نص قرآني أحياناً قد يفهمه الناس فهماً معكوساً فيشقى، مثلاً:
إذا فهمت قوله تعالى:
{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا }
[سورة الشمس الآية:7]
{ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا }
[سورة الشمس الآية:8]
إذا فهمت أن الله خلق فيها الفجور, وخلق فيها التقوى, آمنت بالجبر,
انشلت حركتك, انتهيت, أما إذا فهمت أن الله جبلك جبلة عالية,
بحيث إذا أخطأت شعرت بخطئك, فهذا فهم راق جداً,
إذا فهمت أن الشيطان ألقى في أمنية النبي, معنى هذا أن النبي
وهو أعلى إنسان, و هو قمة البشر, غير محصن من الشيطان:
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ
إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِه }
[سورة الحج الآية:52]
إذا فهمت الآية بهذا الشكل, فالمشكلة كبيرة جداً, أما إذا فهمتها
أن النبي يريد هداية الخلق, ويتمنى الشيطان في نفسه إضلاله,
لا يوجد مشكلة, وضحت الآية.