المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدعوة و الرد على شبهات المخالفين


بنت الاسلام
07-09-2013, 07:40 PM
الأخ / الصبر ضياء - الفرج قريب


الدعوة والرد على شبهات المخالفين
http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f25567915%5fAE4aDUwAAA iRUdwZHgAAAFWFGvs&pid=5&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail (http://www.ataaalkhayer.com/)

إنّ إزالة وكشف الشبهات من أصول هذا الدين؛
لأن الله جل وعلا رد على المشركين في القرآن ودحض شبهاتِهم وأقوالَهم،
قال جل وعلا :

{ وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ
حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ }
الشورى:16

وكل من يجادل بالباطل ليست له حجة أو علم، لكن يحتج بأمور يظنها
علماً ًفحجته داحضة.

الرد على أهل الباطل باب من أبواب الجهاد:

والذب عن الإسلام و باب الرد على أهل البدع والباطل،
باب من أبواب الجهاد؛ وقد سمى الله عزوجل الرد على الكافرين
في العهد المكي جهاداً، قال تعالى:

{ فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيرا }
الفرقان:52

ويقول ابن تيمية رحمه الله:

[ والمناظرة تارة تكون بين الحق والباطل ]

وتارة بين القولين الباطلين لتبين بطلانهما أو بطلان أحدهما
أو كون أحدهما أشد بطلانا من الآخر؛ فإن هذا ينتفع به كثيرا
في أقوال أهل الكلام والفلسفة وأمثالهم، ممن يقول أحدهم القول الفاسد،
وينكر على منازعه ما هو أقرب منه إلى الصواب؛
فيبين أن قول منازعه أحق بالصحة إن كان قوله صحيحا.
وأن قوله أحق بالفساد إن كان قول منازعه فاسدا، لتنقطع بذلك حجة الباطل،
فإن هذا أمر مهم إذ كان المبطلون يعارضون نصوص الكتاب
والسنة بأقوالهم؛ فإن بيان فسادها أحد ركني الحق وأحد المطلوبين،
فإن هؤلاء لو تركوا نصوص الأنبياء لهدت وكفت،
ولكن صالوا عليها صول المحاربين لله ولرسوله،
فإذا دفع صيالهم وبين ضلالهم كان ذلك من أعظم الجهاد في سبيل الله .

و قال ابن قيم الجوزية:

[ أما جهاد الشيطان فمرتبتان :
إحداهما : جهاده على دفع ما يلقى إلى العبد من الشبهات
والشكوك القادحة في الإيمان.
الثانية : جهاده على دفع ما يلقي إليه من الإرادات الفاسدة والشهوات
فالجهاد الأول يكون بعده اليقين والثاني يكون بعده الصبر قال تعالى :
{ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ }
السجدة:24
فأخبر أن إمامة الدين إنما تنال بالصبر واليقين فالصبر
يدفع الشهوات والإرادات الفاسدة واليقين يدفع الشكوك الشبهات ]

ومن جهاد أهل الباطل ودفع صيالهم على أهل الحق: أهل السنة،
أن يرد على شبهاتهم، وما يظنونه أدلة لهم على باطلهم،
حتى يحذرها المسلم.

حكم كشف الشبهات :

وإزالة الشبه التي شبه بها أعداء الملة وأعداء الدين فرض
من فروض الكفايات في هذه الشريعة وواجب من الواجبات،
لا بد أن يوجد من يقوم به وإلا أثم الجميع.
ومن أهم الموارد لهذا الموضوع كتب الردود، ولذا نجد أنها
من أوائل المصنفات، بل لا يكاد يوجد كتاب حديثي مبوب
إلا وتضمن في أبوابه تراجم فيها الرد على المخالفين.

الجهات التي تقع منها الشبهة:

والإحداث في الشريعة إنما يقع من الجهات التالية:
إمّا من جهة الجهل.
وإمّا من جهة تحسين الظن بالعقل.
وإمّا من جهة اتباع الهوى، في طلب الحق.
وهذا الحصر بحسب الاستقراء، من الكتاب والسنة، إلا أن الجهات الثلاث،
قد تنفرد وقد تجتمع، فإذا اجتمعت فتارة تجتمع منها اثنتان،
وتارة تجتمع الثلاث.

فأمّا من جهة الجهل : فتارة تتعلق بالأدوات التي بها تفهم المقاصد،
وتارة تتعلق بالمقاصد.
وأمّا من جهة تحسين الظن : فتارة يشرك في التشريع مع الشرع،
وتارة يقدِّم عليها، وهذان النوعان يرجعان إلى نوع واحد.
وأمّا من جهة اتباع الهوى: فمن شأنه أن يغلب الفهم حتى يقلب
صاحبه الأدلة، ويلوي أعناق النصوص، أو يستند إلى غير دليل،
وهذان النوعان يرجعان إلى نوع واحد.

فالجميع أربعة أنواع، وهي:

1- الجهل بأدوات الفهم.
2- والجهل بالمقاصد.
3- وتحسين الظن بالعقل.
4- واتباع الهوى

ومنه تعلم أن الشبه على نوعين :
الأول : ما كان منها من باب التباس الأمور بسبب الجهل،
وتحسين الظن بالعقل، وهذا لا يسلم منه حتى بعض طلاب الحق،
فقد تلتبس على المسلم أمور غامضة بالنسبة إليه،
لا يعلمها كثير من الناس،
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :

( وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس )
فأفاد حصول أمور تلتبس على كثير من الناس.
وأفاد أن بعض الناس وهم العلماء يعلمونها ويميزونها، فلا تشتبه عليهم.
وأفاد تجويز حصول ذلك من جهة مقدار علم الناس وفهمهم.
الثاني : ما كان من باب إتباع الهوى والبدعة والإمعان فيه،
حيث ترى بعض الناس يريد الاعتراض على ما يقرره العلماء
لأنه لا يعجبه و لا يرضيه، أو لا يوافق ما يعتقد أنه الحق،
فبشغب بالاعتراض وإلقاء الشبه، إمعاناً في الباطل، غياً وعدوناً.
وهذا مسلك أهل الضلال وأهل الباطل.

والغرض من بيان جهات الاشتباه أن لا يظن أن كل من وقع في هذه الشبه
هو من أهل الأهواء، بل قد يقع المسلم الذي لا يتبع هواه فيها جهلاً،
والواجب عليه إذا بلغه البيان أن يستفيد ويرجع عن الباطل الذي كان عليه،
فإن الحق هو طلبة المسلم، وليس بين أحد والحق عداء إن شاء الله تعالى !