المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبو العاص بن الربيع ( 02 - 02 )


بنت الاسلام
07-09-2013, 07:44 PM
الأخ / مصطفى آل حمد

الصحابي الجليل / أبو العاص بن الربيع
رضي الله عنه و أرضاه
الجزء الثانى - 2

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f25566526%5fAEoaDUwAAA nGUdwYqwAAAHUoSKg&pid=5&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail (http://www.ataaalkhayer.com/)


لأنك حملت زينب في هودجها جهاراً نهاراً على مرأى من قريش,
وهذا بعد موقعة بدر حيث سالتْ دماء صناديدهم، وبرَزتْ حساسيات بالغة .
فلقد خرجت بزينب علانية على رؤوس الناس ومرأى مِن عيونهم،
وقد عرفت العربُ جميعها أمرَ نكبتها في بدر،
وما أصابها على يد أبيها محمد، فإذا خرجت بابنته علانية كما فعلت ،
رمتنا القبائل بالجبن، ووصفتنا بالهوان والذل، فارجع بها،
واستبقِها في بيت زوجها أياماً، حتى إذا تحدث الناس بأننا رددناها،
فسُلَّها من بين أظهرنا سراً، وألحقها بأبيها، فما لنا بحبسها عنه حاجة
لكن ليس على مشهد مِن الناس، فرضي عمرو بذلك، وأعاد زينب إلى مكة
ثم ما لبث أن أخرجها منها ليلاً بعد أيام معدودات، وأسلمها إلى رسل أبيها
يداً بيد، كما أوصاه أخوه، وفُرِّق بين زوج وزوجته بحكم الله عز وجل .

إليكم قصة إسلام أبا العاص :
أقام أبو العاص بمكة بعد فراق زوجته زمناً حتى إذا كان قبيل الفتح
بقليل خرج إلى الشام في تجارة له، فلما قفل راجعاً إلى مكة ومعه عيره
التي بلغت مئة، ورجاله الذين نيفوا على مئة وسبعين بزرت له سرية
من سرايا الرسول عليه الصلاة والسلام قريباً من المدينة، فأخذت العير،
وأسرت الرجال، لكن أبا العاص أفلَتَ منها فلم تظفر به،
وأُلقِي القبض على مئة وسبعين رجلاً من أتباع أبي العاص أسرى
في يد السرية، وصودرت القوافل، وأصبحت غنائم في أيدي المسلمين،
لكن أبا العاص نجا من الأسر، فلما أرخى الليل سدوله،
استتر أبو العاص بجنح الظلام ، ودخل المدينة خائفاً يترقب،
ومضى حتى وصل إلى زينب، زوجته، واستجار بها، فأجارته .

ولما خرج النبي عليه الصلاة والسلام لصلاة الفجر،
واستوى قائماً في المحراب، وكبّر للإحرام، وكبّر الناس بتكبيره،
صرخت زينب رضى الله عنه وقالت:

[ أيها الناس, أنا زينب بنت محمد، وقد أجرتُ أبا العاص، فأجيروه،
فلما سلم النبي عليه الصلاة والسلام من الصلاة التفت إلى الناس
وقال: هل سمعتم ما سمعت ؟
قالوا: نعم يا رسول الله, قال: والذي نفسي بيده ما علمتُ بشيء
من ذلك حتى سمعت ما سمعتموه ]
-البيان يطرد الشيطان، هكذا علّمنا النبي، قد يظنون أن ثمة
اتفاق بين سيدنا رسول الله وزينب، أنه لما أصلي فقولي:
قد أجرته، فبيَّن النبي وأزال الشبهة، فقد بيَّن الحقيقة من غير لبس .
فإذا كان الإنسان في موقف حرِج يستدعي سؤالاً وجوابًا،
فعليه أنْ يبيِّن، ويوضِّح، هذه قاعدة أساسية، البيان يطرد الشيطان .

ذات مرة زار رجلٌ صاحبًا له في العيد، وضع له طبقًا من الحلويات مليئًا
فأكل قطعة واحدة، وجاء شخص آخر، وكان صاحب البيت مشغولاً،
فهذا الثاني بدأ يأكل ويأكل ويأكل حتى لم يبقِ من الطبق إلا القليل،
فوقع الأول في الحرج، وقد أكل قطعة واحدة، فلما دخل صاحب البيت,
قال الأول: واللهِ إني أشهدُ الله أنه يحبك أضعاف ما أحبك،
لأنه أكل من هذا الطبق أضعاف ما أكلت، فبيَّن، فالمرءُ يضطر أحيانًا
للبيان والتوضيح، وبخاصّة في المواقف التي فيها تهمة،
فإن وضعتَ نفسك موضع التهمة ولامك الناس فهم مُحِقُّون،
فلا تضع نفسك موضع التهمة ثم تلوم الناس إذا اتهموك،
فكم كان النبي عليه الصلاة والسلام حريصًا على سمعته؟
فعَنْ صَفِيَّةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

( أَنَّهَـا جَـاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللـَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزُورُهُ فِي اعْتِكَافِهِ
فِي الْمَسْجِدِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً,
ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهَا يَقْلِبُهَا,
حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ الْمَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ مَرَّ رَجُلَانِ مِنْ الْأَنْصَارِ
فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلـَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ,
فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ,
فَقَالَا: سُبْحــَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ, وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا,
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ يَبْلُغُ مِنْ الْإِنْسَانِ مَبْلَغَ الدَّمِ,
وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا )
[ متفق عليه, أخرجهما البخاري ومسلم عن صفية في صحيحهما ]

هي القصة تنسحب على آلاف الحالات، كنتَ مع صديقك في نزهة،
والمصروف مشترك، يقول أحدكما للآخر: ليس لك ولا عليّ شيء،
فالحساب كان مناصفة بيني وبينك، بَيِّنْ له المدفوعات والمقبوضات كلها،
لكن من دون بيان، يجري في القلب شيءٌ، فوضِّح الحساب،
وإنْ تأخرتَ فَبَيِّن السبب، البيان يطرد الشيطان، في التعامل،
في العلاقات الاجتماعية، في الشراكة، في الزواج،
بيِّنْ ما الذي دفعك إلى هذا الموقف، فإنْ لم تبيِّن أساء الناسُ الظنَّ بك،
فوقعتْ العداوة والبغضاء- .

ثم انصرف إلى بيته، ولم يقل ابنتي أشرفُ بنتٍ على الأرض، بل قال:
وإنه يجير من المسلمين أدناهم، -فلم يرفعها إلى أعلى درجة،
لأنها ابنته فقط، وعبارتُه تفيد أنّه عدَّها من أدنى المسلمين،
وأدنى المسلمين يجير أعلاهم، انتبهوا إلى نصيحة النبي-
قال: يا بنيتي، أكرمي مثوى أبي العاص، واعلمي أنك لا تحلِّين له،
ثم دعا رجال السرية التي أخذت العير، وأسرت الرجال وقال لهم:
إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم، وقد أخذتم ماله، فإن تحسنوا وتردوا عليه
الذي له كان ما نحب, -أيْ أنا يسرني أن تعيدوا له البضاعة
والأحمال والرجال، وإن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاء عليكم،
وأنتم به أحق، هكذا يكون الموقف الصحيح، انظُرْ إلى أسلوبِ
التعليم في أحسن صوره .

أحياناً قد تطلب من شخص أنْ يبيع حاجة بلا ثمن لصاحبك، هذا تطاول،
ولكن قل له: إذا راعيته أكون لك من الشاكرين،
فالنبي عليه الصلاة والسلام خبير بحقائق النفس البشرية،
والصحابة طابت نفوسهم بهذا التواضع، وهذه الاستشارة- فقالوا جميعاً:
بل نرد عليه ماله يا رسول الله
كما تريد، وكما تحب، هنا الموقف الأخلاقي, قالوا:

[ يا أبا العاص, إنك في شرف من قريش،
وأنت ابن عم رسول الله وصهره، فهل لك أن تُسْلِم،
ونحن ننزل لك عن هذا المال كله، فتنعم به، وبما معك من أموال أهل مكة،
وتبقى معنا في المدينة؟ وهذا حكمٌ شرعي، إليكم بيانُه.
فالحكم الشرعي أنّ هذا الرجلَ إذا أسلم ومعه أموال الكفار،
انقلبت هذه الأموالُ فجأة إلى غنائم، ونحن نسامحك في نصيبنا،
خذها كلها، وانْعَمْ بها، وعش في بحبوحة-،
فقال: بئسما دعوتموني إليه، أنْ أبدأ إسلامي الجديد بغدرٍ،
معاذ الله أنْ أبدا الإسلام بهذا الغدر- ومضى أبو العاص بالعير
وما عليها إلى مكة ]

بنت الاسلام
07-09-2013, 07:45 PM
يا أخي هذا شيء عجيب! هؤلاء مشركون، ولديهم هذه الأخلاق والقيم،
وفي أيامنا والمجتمع مسلم يبيع أباه بمئة ليرة، واللهِ حدثني ضابط بالجمارك،
قال: واللهِ جاءتني تقارير مِن آباء على أولادهم، ومِن أبناء على آبائهم
شيء عجيب- .

مضى أبو العاص بالعير وما عليها إلى مكة، فلما بلغها أدَّى لكل ذي حقٍ
حقَّه، ثم قال: يا معشر قريش، هل بقي لأحدٍ منكم عندي مال لم يأخذه؟
قالوا: لا، وجزاك الله عنا خيراً، فقد وجدناك وفياً كريماً،
قال: أما وإني قد وفّيتُ لكم حقوقكم،
فأنا الآن أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله .
-هذا إسلام في الوقت المناسب، بعدما أدى ما عليه،
فالإنسان لا يستغل الدين لمصالحه الشخصية، فلو أسلم لانطبق عليه الحكم
الشرعي، أسلم ومعه أموال الكفار،
إذاً: هي غنائم يأخذها ، لكن يا ترى لو فعل هذا لعَدُّوا هذا غدراً،
ومؤامرة، وشوَّه بذلك سمعة المسلمين بين القبائل-,
ثم قال: واللهِ ما منعي من الإسلام عند محمد صلى الله عليه وسلم
إلا خوفي أن تظنوا أني إنما أردتُ أن آكل أموالكم, ثم خرج حتى قدم
على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكرم وفادته ورد إليه زوجته
وكان النبي صلى الله عليه وسلم, يقول عنه:

( أبو العاص حدثني فصدقني، ووعدني فوفَّاني )

الاستنباطات التي يمكن أن نستفيدها من قصة أبي العاص :
قبل أن ينتهي الدرس هناك سؤال، ما هي الاستنباطات التي يمكن
أن تفيدنا في حياتنا اليوم من هذه القصة:

1- لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له، هذا استنباط .

2- المشاورة تجعل قلوب الناس تهفو إليك، أمّا التفرد بالرأي
فينفِّر الناس عنك .

3- البيان يبيِّن الملابسات، مرة حدثني أخ يسافر للمحافظات في عمله
التجاري، فنسي وثيقة في المحل، تذكرها الساعة الثانية عشرة ليلاً ،
فركب مركبته، وانطلق إلى محله التجاري، وكان ضمن سوق مغلق،
وله حارس، رأى هذا الحارس رجلاً يأتي في منتصف الليل ليفتح محله
التجاري، الذي يشاركه فيه تاجر،
قال له: أيها الأخ, أنا نسيت ورقة أساسية، وجئتُ لآخذها، حتى لا يظن شيئًا،
بيِّن للحارس، فإذا بينت ينتهي الأمر دون ظنون أو شكوك،
فلو لم يبيِّن للحارس فقد يتّهمه شريكه، ويقع في مشاكل،
فالبيان يطرد الشيطان .

4- أيضاً السيدة زينب أجارت أبا العاص، لكن النبي بيّن الحكمَ الشرعي،
لم يرفض العمل الصالح، لكن نبهَّها إلى أن هذا الرجل لا يحل لك،
أكرميه، لكنه لا يحل لك .
أنا أعرف أناسًا كثيرين قاربوا أن يطلقوا زوجاتهم لخصومة وقعت بينه
وبين أهل زوجته، هذا عمل غير أخلاقي، القاعدة الأساسية:
ولا تزر وازرة وزر أخرى، نشأت خصومة مع والدها، مع أمها، مع أخيها،
من أجل هذه الخصومة تطلقها أو تسيء إليها .

5- وهذه فقرة فيها إيضاح لغوي لا بد منه, كلمة ( قُمّة ) صوابها ( قِمّة )،
القُمة هي القُمامة، والفرق كبير جداً بين القُمة وبين القِمة،
فإياك أن تغلط هذه الغلطة، الأخ الكريم, يقول: إن قِمة العفو مع قِمة القوة .

6- أمّا موقفه الأخلاقي لأبا العاص، حينما ردّ الأموال عُرف أنّ المسلم
إنسان صادق، وكذلك أنه رَفَض أنْ يطلق زوجته، فأحبَّه النبي،
وكان موقف النبي متعاطفًا معه, فما السبب؟ لأنه وقف موقفًا أخلاقيًّا
يُسجَّل له، لا عليه .
أنت قد تتعامل مع ناس ليس فيهم دين فكُنْ ذكيًّا، إذا وقفت موقفًا أخلاقيًّا
منهم، هو لا يصلي، هو لا يصوم، وربما يشرب الخمر،
لكنّه يبقى إنسانًا، فإذا أخذت موقفًا أخلاقيًّا فقد تكسبه.

إليكم هذه القصص عن رجال ونساء اعتنقوا الإسلام
من خلال حسن سلوك أبنائه :

حدثني أخ كان في بلد عربي، وفيه حركة هداية للإسلام،
منها توبة بعض الفنانات، وقد وجدتُ في معرَض مكتبة الأسد كتيبًا
عن الفنانات المحجَّبات، امرأة كانت راقصة، ثم تتوب، وتتحجب حتى الوجه،
فقرأت الكتاب، لفت نظري أن واحدة سئلت, ما الذي دفعك إلى أن تتوبي؟
فقالت: أنا حينما زرت صديقاتي اللواتي سبقنني إلى التوبة،
وجدت مجتمعهن مجتمعاً مثاليًّا، فيه الصدق، وفيه الحب، وفيه التناصح،
وفيه السعادة، وبينما أعيش في مجتمعٍ يسوده الكذب، والطعن ، والريبة،
والشقاء، وفي بالقصة مغزى عميق فمَن يكشفه لنا؟ لماذا أسلمت؟
لأنها وجدت مجتمع زميلاتِها التائباتِ أرقى بكثير من مجتمعها هي،
ومغزى آخر لم أُشِرْ إليه، فلو أن هؤلاء المسلمات التائبات رفضنها
وطردنها لما عرفت الحقيقة، ولمَا تمادتْ في الضلال .

فأنت كمسلم، لا تعادِ شخصًا بلا دين، ادعُ الله أن يعافيه،
وخاصّة إذا لم يكن معاديًا لك ، فكنْ أخلاقيًّا أمامه، ليرى مَن هو المسلم؟
الإنسان الصادق، الأمين، الأخلاقي، المتواضع، الذكي، المتفوق بعمله،
فلعل هذا يبصِّره بحقيقة الإسلام .

يقولون: إن روجي جارودي، هذا زعيم الحزب الشيوعي بفرنسا،
أسلم ، فهل تصدقون أن سبب إسلامه يعود إلى أربعين سنة سابقة؟
هذا وقع أسيراً في الحرب العالمية الثانية، وجاء أمرٌ بقتله،
الأمر جاء لجندي مغربي مسلم، هذا الجندي المغربي المسلم,
قال له: أنا مسلم، وديني يمنعني أن أقتل الأسير، فاهرب،
ما الذي أنجاه من الموت؟ الذي أنجاه من الموت المحقَّق
أنّ هذا الجندي المغربي أبلغه أن الإسلام يمنعنه مِن قتل الأسير،
وهذا الموقف الأخلاقي تفاعل مع هذا الإنسان أربعين عاماً،
حتى حمله على أن يصبح مسلماً، وجاء إلى الشام، وله كتب كثيرة
وأنت يمكن أن تنقذَ أيَّ إنسان حولك ليس فيه دين إطلاقاً، فكنْ معه صادقًا،
وفيًّا، مخلصًا، كن معه متقنًا لعلمك، فبذلك كلِّه يمكنك أنْ تُلفِت نظره .

في أثناء أداء فريضة الحج العام الماضي ذكروا لي أن حاجًّا ألمانيًّا
سألوه عن سبب إسلامه, فقال:
طالب سوري كان عنده في البيت، ولهذا الرجل الألماني فتاة جميلة،
وليس عنده مانع أنْ تكون صديقة لهذا الطالب السوري،
والأمور عندهم سهلة جداً، من غير تكلُّف، فلذلك لفت نظره أن هذا الطالب
ما نظر إلى ابنته أبداً، تمنَّى أن ينظر إليها فيعنِّفه، وأخيرًا سأله:
ألست من بني البشر؟
فقال: ديني يمنعني أن أنظر إليها .
المغزى الأساسي أن النبي الكريم يعرفه أنه مشرك، ويعرف أنّه جاء ليقاتله،
رغم ذلك أعلمه أنني لا أنسى موقفك الأخلاقي السابق، قال:

( واللهِ ما ذممناه صهراً )
فلما وقع أسيراً أحسن إليه، فَمَلَكَه بهذا الإحسان، إن رأيتم أن تردوا له
ماله فافعلوا، هذا مما أحبَّ أنْ يفعله أصحابه، المواقف الأخلاقية
تفاعلت إلى أن حملته على الإسلام، الآن بالعكس، تتعامل مع مسلم فيسبِّب
لك مشكلة، ويكذب عليك، ويغشك، فيبدو من خلال أفعالِه هذه أنّ الدين باطل،
وأن الدين كله خلط، فأنت على ثغرة من ثغر الإسلام فلا يؤتين من قبلك،
أنت سفير تمثل المسلمين، فكن ملتزمًا بدينك تكنْ داعيةً للإسلام،
وأنت ساكت


والحمد لله رب العالمين
لفضيلة الشيخ محمد النابلسي
جزاه الله عنا كل خير
اخوكم بالله مصطفى الحمد

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f25566526%5fAEoaDUwAAA nGUdwYqwAAAHUoSKg&pid=6&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail