vip_vip
07-14-2010, 12:39 AM
ملتقى الوقف و الابتداء
الوقف والابتداء في القرآن الكريم
الوقفوالابتداء فيالقرآن الكريم
روىالإمام البيهقي في "سننه" و الحاكم في "مستدركه" عن
القاسم بن عوف قال: سمعت عبدالله بن عمر رضي الله عنهما
، يقول: ( لقد عشنا برهة من دهرنا وأحدنا يؤتى الإيمانقبل
القرآن، وتنـزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم، فنتعلم
حلالها وحرامهاوآمرها وزاجرها، وما ينبغي أن يقف عنده منها،
كما تعلمون أنتم اليوم القرآن؛ ثم لقدرأيت اليوم رجالاً يؤتى
أحدهمالقرآن قبل الإيمان، فيقرأ مابين فاتحته إلى خاتمته، ما
يدري ما آمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يقف عنده،فينثره نثر
الدقل ) قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي
؛ و"الدقل" رديء التمر ويابسه .
هذا الأثر المروي عن ابن عمر رضي الله عنهما يحملدلالات عدة،
نقتصر منها هنا على الحديث عن أهمية معرفةالوقف والابتداء
في قراءة القرآن،وهو إحدى الدلالات المستفادة من هذا الأثر .
ووجه الدلالة فيما ذكرنا أنالصحابة رضي الله عنهم أجمعين،
كانوا يتعلمونالوقف والابتداء كما يتعلمونالقرآن، هذا أولاً؛
وأيضًا فإن في قول ابن عمر رضي الله عنهما: (.. لقد عشنا
برهة.. ) ما يفيد على أن ذلك كان إجماعًا من الصحابة
رضي الله عنهم .
ويؤكد ما نحنبصدد الحديث عنه ما روي عن علي رضي الله عنه
في قوله تعالى: { ورتلالقرآن ترتيلا } (المزمل:4) قال: الترتيل:
تجويد الحروف ومعرفة الوقوف. وقال بعض أهل العلم في هذا
المعنى: منتمام معرفةالقرآن معرفةالوقف والابتداء به .
وقدتواتر عن سلف هذه الأمة وخلفها تعلُّم هذا الفن، والاعتناء به
أشد العناية، إذ مندونه لا يُفهمالقرآن الفهم الصحيح، وبغيره لا
يمكن استنباط الأحكام والمقاصد على وجه معتبر؛ ومنثَمَّ اشترط
أهل العلم على المجيز لقراءةالقرآن ألاَّ يُجيز أحداً إلابعد
معرفتهالوقف والابتداء؛ وذلك لأهمية ما ذكرنا، واعتبارًا لما
قررنا. وصح عن الشعبي أنه قال: إذا قرأت قوله تعالى:
{ كل من عليها فان } (الرحمن:26) فلا تسكت حتى تقرأ:
{ ويبقىوجه ربك ذو الجلال والإكرام } (الرحمن:27) ووجه
النهي واضح، لما يترتب على ما ذُكرمن فساد في المعنى،
وهو ما ينبغي أن يُجلَّالقرآن عنه .
ومن هذاالقبيل أيضًا،الوقف علىقوله تعالى:
{ ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله
من ولي ولانصير } (البقرة:120) ومن ثَمَّ الابتداء من قوله:
{ ما لك من الله من ولي ولا نصير } (البقرة:120) ووجه فساد
المعنى في حالةالوقف واضح، كما لا يخفيبأدنى تأمل .
ثم إن لأئمة هذا الشأن اصطلاحات خاصة فيالوقف والابتداء،
حاصلها أنالوقف على ثلاثة أوجه، وإنشئت قل: على ثلاثة
أنواع: وقف تام، ووقف حسن، ووقف قبيح، وهاك شيئًا من
التفصيل فيذلك:
فالوقف التام: هوالوقف الذي يحسن الوقوف عليهوالابتداء بما
بعده، ويكونما بعده غير متعلق بما قبله، ويُمثل لذلك بقوله
تعالى: { وأولئك هم المفلحون } (البقرة:5) وقوله تعالى:
{ الله أعلم حيث يجعل رسالته } (الأنعام:124) وهذاالوقف أكثر
ما يكون عند رؤوسالآيات، وانتهاء القصص .
والوقف الحسن: هوالوقف الذي يحسن الوقوف عليه،ولا يحسن
الابتداء بما بعده، ويُمثل له بقوله تعالى: { الحمد لله }
(الفاتحة:
2) فالوقف عليه حسن ومقبول، لأن المراد من ذلك يفهم؛ إلا أن
الابتداء بما بعده، وهوقوله تعالى: { رب العالمين } (الفاتحة:2)
لا يحسن، لكونه صفة لما قبله، فهو متعلقبه، لتعلق الصفة
بالموصوف؛ وكذلكالوقف على قوله تعالى: { وإنكم لتمرون
عليهم مصبحين } (الصافات:137) ثم الابتداء بقوله تعالى:
{ وبالليلأفلا تعقلون } (الصافات:138) لارتباط المعنى في الآية
الثانية بما قبله .
أماالوقف القبيح: فهوالوقف الذي ليس بتام ولا حسن، ولا يفيد
المعنى المقصود؛ ويُمثل لهذا النوع منالوقف بقوله تعالى:
{ فويلللمصلين } (الماعون:4) وقوله تعالى: { لا تقربوا
الصلاة } (النساء:43) لما في ذلكمن فساد في المعنى، ومخالفة
لما هو من معهود الشرع الحنيف.
على أن للعلماءتقسيمات أُخر في هذا المجال، أعرضنا عنها،
ونحيل طالبها إلى مكانها من كتب هذاالعلم، إذ ليس هذا المقام
مقاماً لها.
لكن من المفيد الإشارة هنا إلى مصطلحيُطلق عليه "الوقف
الاضطراري" وهو مقابل لمصطلح "الوقف الاختياري"
والمقصود من هذاالمصطلح، أنَّ القارئ للقرآنالكريم إذا اضطر
إلى أن يقفعلى موضع غير مناسب؛ لِضِيْقٍ في نَفَسه، أو انقطاع
فيه، فإن له ذلك، لكن عليه أنيعاود الاستئناف من موضع يصح
الابتداء به، ليستقيم المعنى، ويرتبط أول الكلام بآخره .
على أن الضابط في هذا الفن لَحْظُ المعنى، فهو المبتدأ وإليه
المنتهى،فحيثما كان المعنى مستقيماً جازالوقف أو الابتداء،
وحيثماأدىالوقف أو الابتداء إلىفساد في المعنى وجب المنع
من ذلك .
أما الابتداء فلا يكون إلا اختياريًا؛لأنه ليس كالوقف تدعو إليه
ضرورة، فلا يجوز إلا بمستقل بالمعنى، وافٍ بالمقصود، وهوفي
أقسامه كأقسامالوقف المتقدمة.
ومن أهم الكتب التي كتبت في هذا الفن، كتاب "الاهتداء
إلىمعرفةالوقف والابتداء" لمؤلفه ابن الجزري ، المتوفى
(833هـ) رحمه الله .
ومن المناسب هنا، التنبيهإلى أن فنالوقف والابتداء لا ينبغي
الاقتصارفي تحصيله على ما جاء في مؤلفات أهل العلم، بل لابد
- وهو الأهم - من تلقي هذا الفنعن أهل هذه الصناعة وأربابها، إذ
عليهم التعويل في هذا الشأن أولاً وآخراً، وإليهمالمرجع في ضبط وإتقان هذا الفن .
المصدرالملتقى المغربي للقرآن الكريم -
الوقف والابتداء في القرآن الكريم
الوقفوالابتداء فيالقرآن الكريم
روىالإمام البيهقي في "سننه" و الحاكم في "مستدركه" عن
القاسم بن عوف قال: سمعت عبدالله بن عمر رضي الله عنهما
، يقول: ( لقد عشنا برهة من دهرنا وأحدنا يؤتى الإيمانقبل
القرآن، وتنـزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم، فنتعلم
حلالها وحرامهاوآمرها وزاجرها، وما ينبغي أن يقف عنده منها،
كما تعلمون أنتم اليوم القرآن؛ ثم لقدرأيت اليوم رجالاً يؤتى
أحدهمالقرآن قبل الإيمان، فيقرأ مابين فاتحته إلى خاتمته، ما
يدري ما آمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يقف عنده،فينثره نثر
الدقل ) قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي
؛ و"الدقل" رديء التمر ويابسه .
هذا الأثر المروي عن ابن عمر رضي الله عنهما يحملدلالات عدة،
نقتصر منها هنا على الحديث عن أهمية معرفةالوقف والابتداء
في قراءة القرآن،وهو إحدى الدلالات المستفادة من هذا الأثر .
ووجه الدلالة فيما ذكرنا أنالصحابة رضي الله عنهم أجمعين،
كانوا يتعلمونالوقف والابتداء كما يتعلمونالقرآن، هذا أولاً؛
وأيضًا فإن في قول ابن عمر رضي الله عنهما: (.. لقد عشنا
برهة.. ) ما يفيد على أن ذلك كان إجماعًا من الصحابة
رضي الله عنهم .
ويؤكد ما نحنبصدد الحديث عنه ما روي عن علي رضي الله عنه
في قوله تعالى: { ورتلالقرآن ترتيلا } (المزمل:4) قال: الترتيل:
تجويد الحروف ومعرفة الوقوف. وقال بعض أهل العلم في هذا
المعنى: منتمام معرفةالقرآن معرفةالوقف والابتداء به .
وقدتواتر عن سلف هذه الأمة وخلفها تعلُّم هذا الفن، والاعتناء به
أشد العناية، إذ مندونه لا يُفهمالقرآن الفهم الصحيح، وبغيره لا
يمكن استنباط الأحكام والمقاصد على وجه معتبر؛ ومنثَمَّ اشترط
أهل العلم على المجيز لقراءةالقرآن ألاَّ يُجيز أحداً إلابعد
معرفتهالوقف والابتداء؛ وذلك لأهمية ما ذكرنا، واعتبارًا لما
قررنا. وصح عن الشعبي أنه قال: إذا قرأت قوله تعالى:
{ كل من عليها فان } (الرحمن:26) فلا تسكت حتى تقرأ:
{ ويبقىوجه ربك ذو الجلال والإكرام } (الرحمن:27) ووجه
النهي واضح، لما يترتب على ما ذُكرمن فساد في المعنى،
وهو ما ينبغي أن يُجلَّالقرآن عنه .
ومن هذاالقبيل أيضًا،الوقف علىقوله تعالى:
{ ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله
من ولي ولانصير } (البقرة:120) ومن ثَمَّ الابتداء من قوله:
{ ما لك من الله من ولي ولا نصير } (البقرة:120) ووجه فساد
المعنى في حالةالوقف واضح، كما لا يخفيبأدنى تأمل .
ثم إن لأئمة هذا الشأن اصطلاحات خاصة فيالوقف والابتداء،
حاصلها أنالوقف على ثلاثة أوجه، وإنشئت قل: على ثلاثة
أنواع: وقف تام، ووقف حسن، ووقف قبيح، وهاك شيئًا من
التفصيل فيذلك:
فالوقف التام: هوالوقف الذي يحسن الوقوف عليهوالابتداء بما
بعده، ويكونما بعده غير متعلق بما قبله، ويُمثل لذلك بقوله
تعالى: { وأولئك هم المفلحون } (البقرة:5) وقوله تعالى:
{ الله أعلم حيث يجعل رسالته } (الأنعام:124) وهذاالوقف أكثر
ما يكون عند رؤوسالآيات، وانتهاء القصص .
والوقف الحسن: هوالوقف الذي يحسن الوقوف عليه،ولا يحسن
الابتداء بما بعده، ويُمثل له بقوله تعالى: { الحمد لله }
(الفاتحة:
2) فالوقف عليه حسن ومقبول، لأن المراد من ذلك يفهم؛ إلا أن
الابتداء بما بعده، وهوقوله تعالى: { رب العالمين } (الفاتحة:2)
لا يحسن، لكونه صفة لما قبله، فهو متعلقبه، لتعلق الصفة
بالموصوف؛ وكذلكالوقف على قوله تعالى: { وإنكم لتمرون
عليهم مصبحين } (الصافات:137) ثم الابتداء بقوله تعالى:
{ وبالليلأفلا تعقلون } (الصافات:138) لارتباط المعنى في الآية
الثانية بما قبله .
أماالوقف القبيح: فهوالوقف الذي ليس بتام ولا حسن، ولا يفيد
المعنى المقصود؛ ويُمثل لهذا النوع منالوقف بقوله تعالى:
{ فويلللمصلين } (الماعون:4) وقوله تعالى: { لا تقربوا
الصلاة } (النساء:43) لما في ذلكمن فساد في المعنى، ومخالفة
لما هو من معهود الشرع الحنيف.
على أن للعلماءتقسيمات أُخر في هذا المجال، أعرضنا عنها،
ونحيل طالبها إلى مكانها من كتب هذاالعلم، إذ ليس هذا المقام
مقاماً لها.
لكن من المفيد الإشارة هنا إلى مصطلحيُطلق عليه "الوقف
الاضطراري" وهو مقابل لمصطلح "الوقف الاختياري"
والمقصود من هذاالمصطلح، أنَّ القارئ للقرآنالكريم إذا اضطر
إلى أن يقفعلى موضع غير مناسب؛ لِضِيْقٍ في نَفَسه، أو انقطاع
فيه، فإن له ذلك، لكن عليه أنيعاود الاستئناف من موضع يصح
الابتداء به، ليستقيم المعنى، ويرتبط أول الكلام بآخره .
على أن الضابط في هذا الفن لَحْظُ المعنى، فهو المبتدأ وإليه
المنتهى،فحيثما كان المعنى مستقيماً جازالوقف أو الابتداء،
وحيثماأدىالوقف أو الابتداء إلىفساد في المعنى وجب المنع
من ذلك .
أما الابتداء فلا يكون إلا اختياريًا؛لأنه ليس كالوقف تدعو إليه
ضرورة، فلا يجوز إلا بمستقل بالمعنى، وافٍ بالمقصود، وهوفي
أقسامه كأقسامالوقف المتقدمة.
ومن أهم الكتب التي كتبت في هذا الفن، كتاب "الاهتداء
إلىمعرفةالوقف والابتداء" لمؤلفه ابن الجزري ، المتوفى
(833هـ) رحمه الله .
ومن المناسب هنا، التنبيهإلى أن فنالوقف والابتداء لا ينبغي
الاقتصارفي تحصيله على ما جاء في مؤلفات أهل العلم، بل لابد
- وهو الأهم - من تلقي هذا الفنعن أهل هذه الصناعة وأربابها، إذ
عليهم التعويل في هذا الشأن أولاً وآخراً، وإليهمالمرجع في ضبط وإتقان هذا الفن .
المصدرالملتقى المغربي للقرآن الكريم -