المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفوائد لابن القيم


بنت الاسلام
07-19-2013, 10:14 PM
الأخ / مصطفى آل حمد



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين

اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم،

اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما

وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه

واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.


http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f25970936%5fADgbDUwAAA v2UelIugAAAFjgodQ&pid=5&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail

الفوائد لابن القيم

بين الهدى والرحمة- والضلال والشقاء

وكما يقرن سبحانه بين الهدى والتقى والضلال والغي, فكذلك يقرن بين

الهدى والرحمة والضلال والشقاء, فمن الأول

قوله



{ أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }


البقرة 5


وقال:



{ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ

وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }


البقرة 157.


وقال عن المؤمنين:



{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا

وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ }

آل عمران 8


وقال عن أهل الكهف:


{ رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا }


الكهف 10


وقال:


{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى

وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ

وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }


يوسف 111,


وقال:


{ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيه

وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }


النحل 64,


وقال:


{ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً

وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }


وقال:


{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ

لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ. }


يونس 57.

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f25970936%5fADgbDUwAAA v2UelIugAAAFjgodQ&pid=6&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail

ثم أعاد سبحانه ذكرهما فقال:


{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا }

يونس 58.

وقد تنوعت عبارات السلف في تفسير الفضل والرحمة, والصحيح أنهما

الهدى والنعمة, ففضله هداه, ورحمته نعمته

وقال أبو سعيد الخدري وابن عباس رضي الله عنهما:


[ فضل الله القرآن ورحمته الاسلام ]

وعنهما أيضا: فضل الله القرآن ورحمته أن جعلكم

من أهله, وعن الحسن, والضحّاك, ومجاهد وقتادة


[ فضل الله:الايمان,ورحمته القرآن ]

ولذلك يقرن بين الهدى والنعمة


كقوله في سورة الفاتحة:



{ اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ }


ومن قوله لنبيه يذكره بنعمته عليه:


{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى، وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى،

وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى }


الضحى 6-8,

فجمع له بين هدايته له وانعامه عليه بايوائه واغنائه.



ومن ذلك قول نوح:


{ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي

وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا }

هود88,

بنت الاسلام
07-19-2013, 10:14 PM
وقال عن الخضر:


{ فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا

وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا }


الكهف 65.


وقال لرسوله صلى الله عليه وسلّم:


{ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً , لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ

وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ

وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً , وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً , }


الفتح1-3,


وقال:


{ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ

وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا }

النساء 113


وقال:


{ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا }

النور21,


ففضله هدايته, ورحمته انعامه واحسانه اليهم وبره بهم.



وقال:


{ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى }

طه 123

والهدى منعه من الضلال, والرحمة منعته من الشقاء, وهذا هو الذي ذكره


في أوّل السورة في قوله:


{ طه. مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى}

طه 1-2
, فجمع له بين انزال القرآن عليه ونفى الشقاء عنه, كما قال في آخرها في حق أتباعه:


{ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى }

طه 123.
فالهدى والفضل والنعمة والرحمة متلازمات لا ينفك بعضها عن بعض,

كما أن الضلال والشقاء متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر


, قال تعالى:


{ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ }

القمر 47

والسعر جمع سعير وهو العذاب الذي في غاية الشقاء


, قال تعالى:


{ إوَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ

لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا

وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا
أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }

الأعراف 179,


وقال تعالى عنهم:


{ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ }

الملك 10

ومن هذا أنه سبحانه يجمع بين الهدى وانشراح الصدر والحياة الطيّبة

وبين الضلال وضيق الصدر والمعيشة الضنك


قال تعالى:


{ فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ

وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً }

الأنعام 125


وقال:

{ أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ }

الزمر22.

وكذلك يجمع بين الهدى والانابة والضلال وقسوة القلب

قال تعالى


{ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ.. }

الشورى13

وقال تعالى


{ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ }

الزمر 22.

الهدى والرحمة وتوابعهما من صفة العطاء

والهدى والرحمة, وتوابعهما من الفضل والانعام, كله من صفة العطاء,

والاضلال والعذاب, وتوابعهما من صفة المنع, وهو سبحانه يصرف خلقه

بين عطائه ومنعه, وذلك كله صادر عن حكمة بالغة, وملك تام, وحمد تام,

فلا اله الا الله.

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f25970936%5fADgbDUwAAA v2UelIugAAAFjgodQ&pid=7&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail

اخوكم بالله مصطفى الحمد




http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f25970936%5fADgbDUwAAA v2UelIugAAAFjgodQ&pid=8&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail