المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ألم يأن ، أما آن الآوان ؟


بنت الاسلام
08-15-2013, 07:17 PM
الأخت / بنت الحرمين الشريفين


ألم يأن ، أما آن الآوان ؟



http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f26990565%5fAEl3k0UAAB fcUgzWZAAAAGu0ErY&pid=5&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail (http://www.ataaalkhayer.com/)



نعيش اليوم مع أسلوب فريد من أساليب العتاب ،

وخطاب جذاب من أساليب الخطاب ،

نعيش مع آية من آيات الله - عز وجل - التي أنزلها على محمد –

صلى الله عليه وسلم – في كتابه الكريم الذي يهدي للتي هي أقوم

{ الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ

رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ }

وكلما ذهب الناس يمنة أو يسرة، أو أخطأوا الطريق السوي ؛

قوَّمهم الله - تعالى -، وهداهم بآياته ، وأرشدهم ببيناته

{ لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }



http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f26990565%5fAEl3k0UAAB fcUgzWZAAAAGu0ErY&pid=6&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail (http://www.ataaalkhayer.com/)



معنا اليوم آية يعاتب الله - عز وجل - بها أحبابه من أهل الإيمان ،

ويخاطب بها عبيده ،

آية من سورة الحديد ، وذلك بعد مقاطع مترابطة في السورة ،

هذا الشوط امتداد لموضوع السورة الرئيسي :

تحقيق حقيقة الإيمان في النفس ، حتى ينبثق عنها البذل الخالص

في سبيل الله ، وفيه من موحيات الإيمان ، ومن الإيقاعات المؤثرة ؛

قريب مما اشتمل عليه الشوط الأول ،

بعد ذلك المطلع العميق المثير وهو يبدأ برنة عتاب من الله

- سبحانه - للمؤمنين الذين لم يصلوا إلى تلك المرتبة التي يريدها الله

لهم ؛ وتلويح لهم بما كان من أهل الكتاب قبلهم من قسوة في القلوب

وفسق في الأعمال ،

وتحذير من هذا المآل الذي انتهى إليه أهل الكتاب بطول الأمد عليهم

إنها آية لا يقرأها مقصرٌ إلا ويراجع حساباته ،

ولا يسمعها غافل إلا ويستيقظ من غفلته ،

ولا يتدبرها مذنبٌ إلا ويترك ذنبه

إنها قول الله - تعالى -:

{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ

وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ

فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }

وقد تكلم العلماء في معاني هذه الآية فذكروا كلاماً ،

وجعل صاحب أضواء البيان المعنى على وجهين :

الوجه الأول :

}أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ {

أي:

آن للذين آمنوا،

والوجه الثاني:

أن الاستفهام في جميع ذلك للتقرير، وهو حملالمخاطب على أن

يقرَّ فيقول : بلى ،

وقوله : يأن هو مضارع أنى ،

يأنى إذا جاء إناه أي : وقته

فقوله : أنى لك أن تناهي طائعاً ؛

أي :

جاء الإناه : الذي هو الوقت الذي تتناهى فيه طائعاً ،

أي :

حضر وقت تناهيك ،

ويقال في العربية :

آن ، يئين ، كباع يبيع ،

وأنى يأني ، كرمى يرمي ،



http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f26990565%5fAEl3k0UAAB fcUgzWZAAAAGu0ErY&pid=7&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail (http://www.ataaalkhayer.com/)



والمعنى على كلا القولين :

أنه حان للمؤمنين ، وأنى لهم أن تخشع قلوبهم لذكر الله ،

أي: جاء الحين والأوان لذلك ؛

لكثرة ما تردد عليهم من زواجر القرآن ومواعظه

التأويل يكون الذين آمنوا في العلانية باللسان ،

قال السدي وغيره :

{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا }

بالظاهر وأسروا الكفر ،

{ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ }

وقيل : نزلت في المؤمنين ،

إن هذه الآية دعوة من الله - تعالى - أن ننظر إلى قلوبنا ،

ونفتش عن حالها مع الخشوع ، لنسألها :

أين الخشوع عند تلاوة القرآن ؟

أين الخشوع عند ذكر الله - عز وجل - ،

أين الخشوع الذي يولد الانقياد الكامل لله رب العالمين .

قال الإمام السعدي - رحمه الله تعالى -:

لما ذكر حال المؤمنين والمؤمنات والمنافقين والمنافقات

في الدار الآخرة ؛ كان ذلك مما يدعو القلوب إلى الخشوع لربها ،

والاستكانة لعظمته ،

فعاتب الله المؤمنين على عدم ذلك ،

فقال :

{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ }

أي :

ألم يأت الوقت الذي به تلين قلوبهم ، وتخشع لذكر الله الذي هو

القرآن ، وتنقاد لأوامره وزواجره ، وما نزل من الحق الذي

جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم –

وهذا فيه الحث على الاجتهاد على خشوع القلب لله - تعالى –

ولما أنزله من الكتاب والحكمة ،

وأن يتذكر المؤمنون المواعظ الإلهية ، والأحكام الشرعية كل وقت،

ويحاسبوا أنفسهم على ذلك

{ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ }

أي :

ولا يكونوا كالذين أنزل الله عليهم الكتاب الموجب لخشوع القلب ،

والانقياد التام ، ثم لم يدوموا عليه ، ولم يثبتوا ؛ بل طال عليهم

الزمان ، واستمرت بهم الغفلة ؛ فاضمحل إيمانهم ، وزال إيقانهم ،

بنت الاسلام
08-15-2013, 07:18 PM
{ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }

فالقلوب تحتاج في كل وقت إلى أن تُذَكَّر بما أنزل الله ،

وتُنَاطَق بالحكمة ، ولا ينبغي الغفلة عن ذلك فإنه سبب لقسوة

القلب ، وجمود العين .

إنه ليس عتاباً فقط بل تحذير ألا يقع المؤمن في التقاعس عن

الاستجابة لله ورسوله ، وفي الآية بيان أن ما يحصل من قسوة

القلوب ، وعدم استجابتها لعلام الغيوب ؛ هو الفسوق والتمرد عن

طاعة الله - جل وعلا ،



http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f26990565%5fAEl3k0UAAB fcUgzWZAAAAGu0ErY&pid=8&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail (http://www.ataaalkhayer.com/)



إنه عتاب مؤثر من المولى الكريم الرحيم ؛ واستبطاء للاستجابة

الكاملة من تلك القلوب التي أفاض عليها من فضله ؛

فبعث فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - يدعوها إلى الإيمان

بربها ، ونزّل عليه الآيات البينات ليخرجها من الظلمات إلى النور؛

وأراها من الآيات في الكون والخلق ما يبصّر ويحذّر .

عتاب فيه الود ، وفيه الحض ، وفيه الاستجاشة إلى الشعور

بجلال الله ، والخشوع لذكره ، وتلقي ما نزل من الحق بما يليق

بجلال الحق من الروعة والخشية ، والطاعة والاستسلام ،

مع رائحة التنديد والاستبطاء في السؤال :

{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ }

وإلى جانب التحضيض والاستبطاء تحذير من عاقبة التباطؤ

والتقاعس عن الاستجابة ، وبيان لما يغشى القلوب من الصدأ حين

يمتد بها الزمن بدون جلاء ، وما تنتهي إليه من القسوة بعد اللين

حين تغفل عن ذكر الله ، وحين لا تخشع للحق :

{ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ

فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }

وليس وراء قسوة القلوب إلا الفسق والخروج .

إن هذا القلب البشري سريع التقلب ، سريع النسيان ، وهو يشف

ويشرق فيفيض بالنور ، ويرف كالشعاع ؛ فإذا طال عليه الأمد بلا

تذكير ولا تذكر تبلد وقساً ، وانطمست إشراقته ، وأظلم وأعتم ،

فلا بد من تذكير هذا القلب حتى يذكر ويخشع ، ولا بد من الطرق

عليه حتى يرق ويشف ؛ ولا بد من اليقظة الدائمة

كي لا يصيبه التبلد والقساوة .



http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f26990565%5fAEl3k0UAAB fcUgzWZAAAAGu0ErY&pid=9&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail (http://www.ataaalkhayer.com/)



ولكن لا يأس من قلب خمد وجمد ، وقسا وتبلد ، فإنه يمكن أن تدب

فيه الحياة ، وأن يشرق فيه النور ، وأن يخشع لذكر الله ،

فالله يحيي الأرض بعد موتها ، فتنبض بالحياة ، وتزخر بالنبت

والزهر ، وتمنح الأكل والثمار ، كذلك القلوب حين يشاء الله .

نعم لا يئس ما مدام ماء الحياة جارٍ ، وما دام كتاب الله موجود

تستشفي به القلوب ، وتحيا به الأفئدة ، فالأرض الميتة التي قد يأس

منها صاحبها يحيها الله - عز وجل - وهي جماد ،

ويبعث الحياة فيها بالغيث المبارك الذي ينزله الله - تعالى –

من السماء

{ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ }

يرسل الله - جل جلاله - الماء إلى الأرض اليابسة فتحيا بعد موتها ،

وهذا المثل جاء في القرآن بعد ذكر قسوة القلوب ليذهب اليأس من

القلوب حتى تلجأ إلى الله - تعالى - ،

يقول سبحانه بعد آية :

} أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ {

ذكر الآية الكريمة :

{ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا

قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }

يقول الإمام الشوكاني - رحمه الله -:

{ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا }

فهو قادر على أن يبعث الأجسام بعد موتها ،

ويلين القلوب بعد قسوتها ،

{ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ }

التي من جملتها هذه الآيات ؛

{ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }

أي:

كي تعقلوا ما تضمنته من المواعظ، وتعملوا بموجب ذلك .

أسأل الله بمنه وكرمه أن يصلح فساد قلوبنا ، وأن يرزقنا الخشوع ،

وأن يجعلنا من عباده الأتقياء الأنقياء الأخفياء ،

وصلي اللهم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه وسلم .



http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f26990565%5fAEl3k0UAAB fcUgzWZAAAAGu0ErY&pid=10&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail (http://www.ataaalkhayer.com/)