تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تفرق بين الحلم ورؤيا وحديث النفس؟


هيفولا
08-20-2013, 09:27 AM
كيف تفرق بين الحلم ورؤيا وحديث النفس؟


دائماً اقرأ- من تفسر لي حلمي؟؟؟؟؟؟؟-



الحمد لله
نسأل الله أن يحفظنا وإياكم من كل مكروه وسوء ،
وأن يصرف عنا وعنكم كيد شياطين الإنس والإنس ،
إنه هو خير حافظا ، وهو أرحم الراحمين .

وأما ما يراه النائم في نومه فهو ثلاثة أنواع
: رؤيا ، وهي من الله تعالى ، وحلُم وهو من الشيطان ، وحديث النفس .

فالرؤيا : هي مشاهدة النائم أمراً محبوباً ، وهي من الله تعالى ،
وقد يراد بها تبشير بخير ، أو تحذير من شر ، أو مساعدة وإرشاد ،
ويسن حمد الله تعالى عليها ، وأن يحدث بها الأحبة دون غيرهم .

والحلُم : هو ما يراه النائم من مكروه ، وهو من الشيطان ،
ويسن أن يتعوذ بالله منه ويبصق عن يساره ثلاثا ، وأن لا يحدِّث به ،
فمن فعل ذلك لا يضره ، كما يستحب أن يتحول عن جنبه ،
وأن يصلي ركعتين .

وقد يكون ما يراه النائم ليس رؤيا ولا حلما ،
وإنما هو حديث نفس ، ويسمى " أضغاث أحلام " ،
وهو عبارة عن أحداث ومخاوف في الذاكرة والعقل الباطن ،
يعيد تكوينها مرة أخرى في أثناء النوم ،
كمن يعمل في حرفة ويمضي يومه في العمل بها وقبل نومه يفكر فيها ،
فيرى ما يتعلق بها في منامه ، وكمن يفكر في معشوقه فيرى ما يتعلق به ،
ولا تأويل لهذه الأشياء .

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب ، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً ،
ورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة،
والرؤيا ثلاثة فرؤيا الصالحة بشرى من الله ،
ورؤيا تحزين من الشيطان ، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه ... "
رواه مسلم ( 2263 ) .

قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - :
معنى قوله صلى الله عليه وسلم :
" رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة "
: أن رؤيا المؤمن تقع صادقة ؛ لأنها أمثال يضربها الملك للرائي ،
وقد تكون خبراً عن شيء واقع ، أو شيء سيقع فيقع مطابقاً للرؤيا ،
فتكون هذه الرؤيا كوحي النبوة في صدق مدلولها ،
وإن كانت تختلف عنها ، ولهذا كانت جزءاً من ستة وأربعين جزءاً من النبوة .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 1 / 327 )

فرؤيا المؤمن وصفت في الأحاديث بأنها " صادقة " و " صالحة " و " من الله " ،
ومعنى " صادقة " سبق في كلام الشيخ ابن عثيمين أنها تقع صادقة ،
ومعنى " صالحة " أنها تكون بشارة أو تنبيها على غفلة ،
ومعنى كونها " من اللّه " أي : من فضله ورحمته ،
أو من إنذاره وتبشيره ، أو من تنبيهه وإرشاده .

ووصف الحلم بأنه " تحزين " و أنها " من الشيطان " ،
ومعنى " تحزين " أي : لكي يحزنه ويكدِّر عليه حياته ،
ومعنى " من الشيطان " أي : أنه من إلقائه وتخويفه ولعبه بالنائم .

قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – في بيان هذا النوع - :
إفزاع من الشيطان ،
فإن الشيطان يصور للإنسان في منامه ما يفزعه من شيء في نفسه ،
أو ماله ، أو في أهله ، أو في مجتمعه ؛
لأن الشيطان يحب إحزان المؤمنين كما قال الله تعالى :
{ إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله }
، فكل شيء ينكِّد على الإنسان في حياته ويعكِّر صفوه عليه :
فإن الشيطان حريص عليه ،سواء ذلك في اليقظة أو في المنام ؛
لأن الشيطان عدو كما قال الله تعالى
{ إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً } .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 1 / 329 ) .

وقد دلَّنا النبي صلى الله عليه وسلم على ما نفعله
إذا رأى الإنسان في نومه ما يكرهه فقام على إثره ،
وهي : التفل عن اليسار ، والتعوذ من الشيطان ، وتغيير الجنب ،
والصلاة إن شاء وأن لا يحدث بها الناس .

وننبه إلى أمرٍ مهم
وهو أن الإنسانَ إذا كان صالحاً مستقيماً على طاعة الله تعالى ،
فإنه لا يضره أن يرى نفسه أو يُرى على حالةٍ لا تسر ،
وإذا كان سيئاً عاصياً في يقظته فإنه لا ينفعه أن يرى نفسه أو يُرى على أحسن حال .

قال ابن مفلح :
قال هشام بن حسان : كان ابن سيرين يسأل عن مائة رؤيا
فلا يجيب فيها بشيء إلا أن يقول : اتق الله وأحسن في اليقظة ,
فإنه لا يضرك ما رأيت في النوم .
" الآداب الشرعية " ( 3 / 451 ) .

وقال :
قال المروذي : أَدخلت إبراهيم الحميدي على أبي عبد الله
وكان رجلا صالحا فقال : إن أمي رأت لك كذا وكذا وذكرت الجنة ،
فقال : يا أخي إن " سهل بن سلامة " كان الناس يخبرونه بمثل هذا ,
وخرج سهل إلى سفك الدماء
وقال : الرؤيا تسر المؤمن ولا تغره .
" الآداب الشرعية " ( 3 / 453 ) .

والخلاصة :
أنه قد تكون في الرؤيا تحذير للإنسان وتنبيه له أو لغيره من غفلة يعيشها ،
أو معصية يرتكبها ، أو خاتمة سوء إن استمر على ما هو عليه من انحراف وضلال ،
وهذا لا يكون في الحلم الذي هو من تحزين الشيطان وتنكيده ،
بل يكون من الله بفضله ورحمته ،
فيمكن للإنسان إذا رأى في منامه ما يوجب تنبيه وتحذير الآخرين أن يفعل ذلك ،
وكذا لو رأى ما ينبهه ويحذره هو .

ولك أن تحذِّر قريبك من مكيدة محتملة ،
أو سوء متوقع لكن دون أن تخصص له أحداً بعينه ،
فإن كان ما تخشى شره ، فقد أخذتم حذركم ، ولم يضركم شيء ، إن شاء الله ،
وإن تخلف ما تخشون ، ولم تكن الرؤيا على ما خفتم وقوعه ، لم يضركم شيء ،
ما دمتم لم تتكلموا في حق أحد بسوء ، ولم تعتدوا على أحد .
وانظر – للمزيد – حول الرؤى والأحلام جواب السؤال رقم ( 6537 ) .
والله أعلم


هيفولا:o