المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غزوة بني النضير وفيها سورة الحشر


بنت الاسلام
08-23-2013, 09:47 PM
الأخ / مصطفى آل حمد


غزوة بني النضير وفيها سورة الحشر



http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f27298399%5fAEl3k0UAAA xZUhdYRgAAAO7zyJc&pid=5&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail (http://www.ataaalkhayer.com/)


في صحيح البخاري عن ابن عباس قال ‏:

(أنه كان يسميها سورة بني النضير)

وحكي البخاري، عن الزهري، عن عروة أنه قال ‏:‏

كانت بنو النضير بعد بدر بستة أشهر قبل أحد،

وقد أسنده ابن أبي حاتم في تفسيره ‏:‏ عن أبيه، عن عبد الله بن صالح،

عن الليث، عن عقيل ، عن الزهري به‏.‏

وهكذا روى حنبل بن إسحاق، عن هلال بن العلاء،

عن عبد الله بن جعفر الرقي، عن مطرف بن مازن اليماني، عن معمر،

عن الزهري، فذكر غزوة بدر في سابع عشر رمضان سنة ثنتين‏.‏

‏(‏ ج/ص ‏:‏ 4/ 86‏ )‏

قال‏ :‏ ثم غزا بني النضير، ثم غزا أحداً في شوال سنة ثلاث،

ثم قاتل يوم الخندق في شوال سنة أربع‏.‏

وقال البيهقي ‏:‏ وقد كان الزهري يقول‏:‏ هي قبل أحد‏.‏

قال ‏:‏ وذهب آخرون إلى أنها بعدها وبعد بئر معونة أيضاً‏.‏

قلت ‏:‏ هكذا ذكر ابن إسحاق كما تقدم، فإنه بعد ذكره بئر معونة،

ورجوع عمرو بن أمية وقتله ذينك الرجلين من بني عامر،

ولم يشعر بعهدهما الذي معهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم،

قال ابن إسحاق‏ :‏ ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير

يستعينهم في دية ذينك القتيلين من بني عامر اللذين قتلهما عمرو بن أمية

للعهد الذي كان صلى الله عليه وسلم أعطاهما،

وكان بين بني النضير وبين بني عامر عهد وحلف،

فلما أتاهم صلى الله عليه وسلم قالوا‏ :‏ نعم يا أبا القاسم نعينك على ما أحببت‏.‏

ثم خلا بعضهم ببعض فقالوا‏ :‏ إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه –

ورسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنب جداًر من بيوتهم قاعد –

فمن رجل يعلو على هذا البيت فيلقي عليه صخرة ويريحنا منه ‏؟‏

فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب،

فقال‏ :‏ أنا لذلك، فصعد ليلقي عليه صخرةكما قال

ورسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه،

فيهم ‏:‏ أبو بكر، وعمر، وعلي ‏.‏

فأتى رسول الله الخبر من السماء بما أراد القوم،

فقام وخرج راجعاً إلى المدينة،

فلما استلبث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه،

قاموا في طلبه فلقوا رجلاً مقبلاً من المدينة فسألوه عنه،

فقال ‏:‏ رأيته داخلاً المدينة،

فأقبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهوا إليه،

فأخبرهم الخبر بما كانت يهود أرادت من الغدر به‏.‏

قال الواقدي‏ :‏ فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم

محمد بن مسلمة يأمرهم بالخروج من جواره وبلده،

فبعث إليهم أهل النفاق يثبتونهم ويحرضونهم على المقام، ويعدونهم النصر،

فقويت عند ذلك نفوسهم، وحمى حيي بن أحطب

وبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم لا يخرجون،

ونابذوه بنقض العهود، فعند ذلك أمر الناس بالخروج إليهم‏.‏

قال الواقدي ‏:‏ فحاصروهم خمس عشرة ليلة‏.‏

وقال ابن إسحاق ‏:

‏ وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتهيؤ لحربهم والمسير إليهم‏.‏

قال ابن هشام ‏:‏

واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم وذلك في شهر ربيع الأول‏.‏

قال ابن إسحاق‏ :‏ فسار حتى نزل بهم فحاصرهم ست ليال،

ونزل تحريم الخمر حينئذ، وتحصنوا في الحصون،

فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع النخيل والتحريق فيها،

فنادوه ‏:‏ أن يا محمد قد كنت تنهى عن الفساد وتعيب من صنعه،

فما بال قطع النخيل وتحريقها ‏؟‏

قال ‏:‏ وقد كان رهط من بني عوف بن الخزرج منهم‏ :

عبد الله بن أبي، ووديعة، ومالك بن أبي قوقل، وسويد، وداعس

قد بعثوا إلى بني النضير أن اثبتوا وتمنعوا، فإنا لن نسلمكم،

إن قوتلتم قاتلنا معكم، وإن أخرجتم خرجنا معكم،

فتربصوا ذلك من نصرهم فلم يفعلوا، وقذف الله في قلوبهم الرعب،

فسألوا رسول الله : أن يجليهم

ويكف عن دمائهم على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلا الحلقة‏.‏

‏( ‏ج/ص ‏:‏ 4/ 87‏ )‏

وقال العوفي، عن ابن عباس ‏:‏

( أعطى كل ثلاثة بعيراً يتعقبونه وسقا )

[ رواه البيهقي ]

وروي من طريق يعقوب بن محمد، عن الزهري،

عن إبراهيم بن جعفر بن محمود بن محمد بن مسلمة، عن أبيه، عن جده،

عن محمد بن مسلمة‏ :‏

( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى بني النضير

وأمره أن يؤجلهم في الجلاء ثلاث ليال )

وروى البيهقي وغيره ‏:‏

( أنه كانت لهم ديون مؤجلة )

قال ابن إسحاق ‏:‏ فاحتملوا من أموالهم ما استقلت به الإبل،

فكان الرجل منهم يهدم بيته عن نجاف بابه،

فيضعه على ظهر بعيره فينطلق به، فخرجوا إلى خيبر،

ومنهم من سار إلى الشام‏.‏

فكان من أشراف من ذهب منهم إلى خيبر‏ :‏ سلام بن أبي الحقيق،

وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق، وحيي بن أخطب،

فلما نزلوها دان لهم أهلها‏.



فحدثني عبد الله بن أبي بكر

أنه حدث أنهم استقبلوا بالنساء والأبناء والأموال،

معهم الدفوف والمزامير والقيان،

يعزفن خلفهم بزهاء وفخر ما رؤي مثله لحي من الناس في زمانهم‏.‏

قال ‏:‏ وخلوا الأموال لرسول الله صلى الله عليه وسلم –

يعني : النخيل والمزارع - فكانت له خاصة يضعها حيث شاء،

فقسمها على المهاجرين الأولين دون الأنصار،

إلا أن سهل بن حنيف وأبا دجانة ذكرا فقراً فأعطاهما،

وأضاف بعضهم إليهما الحارث بن الصمة‏.‏ حكاه السهيلي‏.‏

قال ابن إسحاق ‏:‏ ولم يسلم من بني النضير إلا رجلان وهما ‏:‏

يامين بن عمير بن كعب بن عم عمرو بن جحاش، وأبو سعد بن وهب،

فأحرزا أموالهما‏.‏

قال ابن إسحاق ‏:‏ فأنزل الله فيهم سورة الحشر بكمالها،

يذكر فيها ما أصابهم به من نقمته، وما سلط عليهم به رسوله،

وما عمل به فيهم ‏.‏ ثم شرع ابن إسحاق يفسرها،

وقد تكلمنا عليها بطولها مبسوطة في كتابنا التفسير، ولله الحمد‏.‏

قال الله تعالى ‏:‏

‏{ ‏سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ

مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ

فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ

يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ

وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا

وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ

ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ

مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍأَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ ‏}‏

‏[‏ الحشر‏ :‏ 1 - 5 ‏]‏‏.‏ ‏( ‏ج/ص‏ :‏ 4/ 88‏ )‏

بنت الاسلام
08-23-2013, 09:49 PM
سبح سبحانه وتعالى نفسه الكريمة،
وأخبر أنه يسبح له جميع مخلوقاته العلوية والسفلية،
وأنه العزيز وهو منيع الجناب، فلا ترام عظمته وكبرياؤه،
وأنه الحكيم في جميع ما خلق وجميع ما قدر وشرع،
فمن ذلك تقديره وتدبيره وتيسيره لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وعباده المؤمنين في ظفرهم بأعدائهم اليهود الذين شاقوا الله ورسوله،
وجانبوا رسوله وشرعه، وما كان من السبب المفضي لقتالهم كما تقدم،
حتى حاصرهم المؤيد بالرعب والرهب مسيرة شهر‏.‏
ومع هذا فأسرهم بالمحاصرة بجنوده ونفسه الشريفة ست ليال،
فذهب بهم الرعب كل مذهب، حتى صانعوا وصالحوا على حقن دمائهم،
وأن يأخذوا من أموالهم ما استقلت به ركابهم،
على أنهم لا يصحبون شيئاً من السلاح إهانة لهم واحتقارا،
فجعلوا يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار‏ .‏

ثم ذكر تعالى أنه لو لم يصبهم الجلاء ‏:‏
وهو التسيير والنفي من جوار الرسول من المدينة
لأصابهم ما هو أشد منه من العذاب الدنيوي وهو القتل،
مع ما ادخر لهم في الآخرة من العذاب الأليم المقدر لهم‏.‏
ثم ذكر تعالى : حكمة ما وقع من تحريق نخلهم، وترك ما بقي لهم،
وإن ذلك كله سائغ فقال ‏:‏ ما قطعتم من لينة - وهو جيد الثمر –
أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله،
إن الجميع قد أذن فيه شرعاً وقدراً فلا حرج عليكم فيه،
ولنعم ما رأيتم من ذلك،
وليس هو بفساد كما قاله شرار العباد إنما هو إظهار للقوة،
وإخزاء للكفرة الفجرة‏ .‏

وقد روى البخاري ومسلم جميعاً، عن قتيبة، عن الليث،
عن نافع ، عن ابن عمر ‏:‏

( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق نخل بني النضير،
وقطع وهي بالبويرة )

فأنزل الله‏ :‏

{ ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله
وليجزي الفاسقين‏ }‏
[ الحشر : 5 ]

وعند البخاري، من طريق جويرية بن أسماء، عن نافع، عن ابن عمر :

( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق نخل بني النضير
وقطع وهي البويرة )

ولها يقول حسان بن ثابت‏ :‏

وهان على سراة بني لؤي حريـق بالبويـرة

‏( ‏ج/ص‏ :‏ 4/ 89‏ )‏

فأجابه أبو سفيان بن الحارث يقول‏ :‏

أدام الله ذلـك مــن صنـيـع وحرق في نواحيها السعير
ستعلـم أينـا منـهـا بسـتـر وتعـلـم أي أرضيـنـا نضـيـر

قال ابن إسحاق‏ :‏ وقال كعب بن مالك يذكر إجلاء بني النضير،
وقتل كعب بن الأشرف ، فالله أعلم‏

لقـد خزيـت بغدرتهـا الحـبـور كذاك الدهـر ذو صـرف يـدور
وذلــك أنـهـم كـفـروا بـــرب عظـيـم أمـــره أمـــر كـبـيـر
وقد أوتـوا معـاً فهمـا وعلمـاً وجـاءهـم مـــن الله الـنـذيـر
نـذيــر صـــادق أدى كـتـابــاً وآيـــــات مـبـيــنــة تــنــيــر
فقالوا مـا أتيـت بأمـر صـدق وأنــت بمنـكـر مـنــا جـديــر
فقـال بلـى لقـد أديـت حقـاً يصدقنـي بـه الفهـم الخبيـر
فمن يتبعـه يهـد لكـل رشـد ومـن يكفـر بـه يخـزَ الكفـور
فلمـا أشربـوا غــدرا وكـفـراً وجد بهم عـن الحـق النفـور
أرى الله النبي بـرأي صـدق وكــان الله يحـكـم لا يـجــور
فـأيــده وسـلـطـه علـيـهـم وكـان نصيـره نـعـم النصـيـر
فغـودر منهـم كعـب صريـعـاً فذلت بعـد مصرعـه النضيـر
على الكفين ثـم وقـد علتـه بأيـديـنـا مـشـهــرة ذكــــور
بـأمـر محـمـد إذ دس لـيــلاً إلى كعـب أخـا كعـب يسيـر
فـمـاكـره فـأنـزلــه بـمـكــر ومحمـود أخـو ثقـة جـسـور
فتلك بنو النضيـر بـدار سـوء أبارهـم بمـا اجترمـوا المبيـر
غداة أتاهم في الزحف رهواً رسول الله وهـو بهـم بصيـر
وغـسـان الحـمـاة مــؤازروه على الأعداء وهو لهـم وزيـر
فقال السلم ويحكم فصـدوا وخالـف أمـرهـم كــذب وزور
فذاقـوا غــب أمـرهـم وبــالاً لـكـل ثـلاثــة مـنـهـم بـعـيـر
وأجـلـوا عامـديـن لقيـنـقـاع وغــودر منـهـم نـخــل ودور
‏(‏ ج/ص‏ :‏ 4/ 90‏ )‏

وقد ذكر ابن إسحاق جوابها لسمال اليهودي فتركناها قصداً‏.‏
قال ابن إسحاق ‏:‏ وكان مما قيل في بني النضير قول ابن لقيم العبسي،

ويقال‏ :‏ قالها قيس بن بحر بن طريف الأشجعي‏ :‏

أهلـي فــداء لامــرئ غـيـر هـالـك أحــل اليـهـود بالحـسـي الـمـزنـم
يقيلـون فـي خمـر العضـاه وبدلـوا أهيضـب عــودا بـالـودي المكـمـم
فـإن يــك ظـنـي صـادقـا ًبمحـمـد تـروا خيـلـه بـيـن الـضـلا ويـرمـرم
يـؤم بهـا عـمـرو بــن بهـثـة إنـهـم عـدو ومـا حــي صـديـق كمـجـرم
عليهن أبطال مساعير في الوغى يهـزون أطـراف الوشـيـج المـقـوم
وكــل رقـيـق الشفـرتـيـن مـهـنـد توورثـن مـن أزمـان عـاد وجـرهـم
فمـن مبلـغ عنـي قريشـا رسالـة فهل بعدهم في المجد من متكرم
بــأن أخـاهــم فاعـلـمـن مـحـمـداً تليـد النـدى بيـن الحجـون وزمــزم
فدينوا لـه بالحـق تجسـم أموركـم وتسمو من الدنيا إلى كـل معظـم
نـبــي تـلافـتـه مـــن الله رحـمــة ولا تسـألـوه أمــر غـيــب مـرجــم
فقـد كـان فـي بـدر لعمـري عبـرة لكـم يـا قريـش والقلـيـب الملـمـم
غـداة أتـى فـي الخزرجيـة عامـدا إليـكـم مطيـعـاً للعظـيـم المـكـرم
معانـاً بـروح القـدس ينكـى عـدوه رسـولاً مـن الرحمـن حقـا بمعلـم
رسـولاً مـن الرحمـن يتـلـو كتـابـه فلـمـا أنــار الـحــق لـــم يتلـعـثـم
أرى أمـره يـزداد فـي كـل موطـن عـلــواً لأمـــر جـعــل الله مـحـكـم

بنت الاسلام
08-23-2013, 09:51 PM
قال ابن إسحاق ‏:‏ وقال علي بن أبي طالب،
وقال ابن هشام ‏:‏ قالها رجل من المسلمين، ولم أر أحداً يعرفها لعلي‏

عرفت ومـن يعتـدل يعـرف وأيقنـت حقـاً ولــم أصــدف
عن الكلم المحكم اللاء من لدى الله ذي الرأفـة الأراف
‏(‏ ج/ص ‏:‏ 4/ 91‏ )‏

رسائل تـدرسُ فـي المؤمنيـن بهن اصطفى أحمد المصطفى
فأصـبـح أحـمــد فـيـنـا عـزيــزاً عـزيــز الـمـقـامـة والـمـوقــف
فـيـا أيـهـا المـوعـدوه سفـاهـاً ولــم يــأت جــوراً ولــم يعـنـف
ألستـم تخافـون أدنـى العـذاب ومــــا أمــــن الله كــالأخـــوف
وإن تصـرعـوا تـحـت أسـيـافـه كمصـرع كعـب أبـي الأشــرف
غــــــداة رأى الله طـغــيــانــه وأعـــرض كالـجـمـل الأجـنــف
فـأنـزل جـبـريـل فـــي قـتـلـه بـوحـي إلــى عـبـده مـلـطـف
فــدس الـرسـول رســولاً لــه بـأبـيـض ذي هــبــة مــرهــف
فبـاتـت عـيـون لـــه مـعــولات مـتـى يـنـع كـعـب لـهـا تــذرف
وقـلــن لأحـمــد ذرنـــا قـلـيـلاً فـإنـا مــن الـنـوح لــم نشـتـف
فخـلاهـم ثـــم قـــال اظـعـنـوا دحــوراً عـلــى رغـــم الأنـــف
وأجـلـى النضـيـر إلــى غـربــة وكــانــوا بــــدار ذوي زخــــرف
إلــى أذرعـــات ردافـــاً وهـــم عـلـى كــل ذي دبــر أعـجــف

وتركنا جوابها أيضاً من سماك اليهودي قصداً‏ .‏

ثم ذكر تعالى حكم الفيء :
وأنه حكم بأموال بني النضير لرسول الله صلى الله عليه وسلم وملكها له،
فوضعها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أراه الله تعالى،

كما ثبت في الصحيحين عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أنه قال ‏:‏

( كانت أموالُ بَني النَّضيرِ ممَّا أفاءَ اللَّهُ على رسولِهِ،
مِمَّا لم يوجفِ المسلمونَ علَيهِ بِخَيلٍ، ولا رِكابٍ،
كانَت لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ خالصًا،
ينفقُ على أَهْلِ بيتِهِ قالَ ابنُ عبدةَ: ينفقُ على أَهْلِهِ قوتَ سنةٍ،
فما بقيَ جُعِلَ في الكِراعِ،
وعدَّةً في سبيلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ قالَ ابنُ عبدة َ: في الكِراعِ والسِّلاحِ )

ثم بين تعالى حكم الفيء
وأنه للمهاجرين، والأنصار، والتابعين لهم بإحسان على منوالهم وطريقتهم،
ولذي القربى، واليتامى، والمساكين، وابن السبيل،
كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم، وما آتاكم الرسول فخذوه،
وما نهاكم عنه فانتهوا، واتقوا الله إن الله شديد العقاب‏ .
‏ ‏(‏ ج/ص ‏:‏ 4/ 92‏ )‏

ثم قال تعالى
ذاماً للمنافقين الذين مالوا إلى بني النضير في الباطن،
كما تقدم ووعدوهم النصر فلم يكن من ذلك شيء،
بل خذلوهم أحوج ما كانوا إليهم، وغروهم من أنفسهم

فقال ‏:‏

‏{ ‏أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً
وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ
وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ ‏}‏
‏[‏ الحشر ‏:‏ 11 - 12‏ ]‏

ثم ذمهم تعالى على جبنهم، وقلة علمهم، وخفة عقلهم النافع،
ثم ضرب لهم مثلاً قبيحاً شنيعاً بالشيطان حين قال للإنسان اكفر،
فلما كفر قال إني بريء منك، إني أخاف الله رب العالمين،
فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها، وذلك جزاء الظالمين ‏.‏

البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله
في الله أخوكم / مصطفى الحمد