بنت الاسلام
08-27-2013, 04:47 PM
الأخت / بنت الحرمين الشريفين
القواعد الذهبية في أدب الخلاف ( 2 - 2 )
http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f27407230%5fAE4aDUwAAB L9UhtbrQAAAJ1E3oc&pid=5&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail (http://www.ataaalkhayer.com/)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه ، وبعد :
فقد ذكرنا في المقال السابق قواعد عامة في الخلاف .
ونتكلم في مقالنا هذا عن الآداب الواجب أتباعها للخروج من الخلاف
وما ينبغي أن يكون بعد الخلاف :
أولا : الآداب التي يجب أتباعها للخروج من الخلاف
هذه جملة من الآداب التي إذا اتبعها المسلمون ـ فيما ينشأ بينهم من خلاف ـ
اهتدوا بحول الله ومشيئته ورحمته إلى الحق .
1- التثبت من قول المخالف :
أول ما يجب على المسلم أن يتثبت في النقل، وأن يعلم حقيقة قول المخالف ،
وذلك بالطرق الممكنة كالسماع من صاحب الرأي نفسه ،
أو قراءة ما ينقل عنه من كتبه لا مما يتناقله الناس شفاها ،
أو سماع كلامه من شريط مسجل أيضا
مع ملاحظة أن الأشرطة الصوتية يمكن أن يدخل عليها القطع والوصل ،
وحذف الكلام عن سياقه ، ولذلك يجب سماع الكلام بكامله
ولو أن أهل العلم يتثبتون فيما ينقل إليهم من أخبار
لزال معظم الخلاف الذي يجري بين المسلمين اليوم ،
وقد أمرنا الله بالتثبت كما قال سبحانه وتعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا
أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }
[ الحجرات : 6 ]
وقال تعالى :
{ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ
إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }
[ الإسراء : 36 ]
وقد وقفت بنفسي - أنا كاتب هذه السطور-
على حالات كثيرة من الخلاف التي كان أساسها التسرع في النقل ،
وعدم التثبت فيه ، وعندما وقع التثبت تبين أن الأمر بخلافه .
2- تحديد محل التنازع والخلاف : كثيرا ما يقع الخلاف بين المخالفين ،
ويستمر النقاش والردود وهم لا يعرفون على التحديد ما نقاط الخلاف بينهم ،
ولذلك يجب أولا : قبل الدخول في نقاش أو جدال
تحديد مواطن الخلاف تحديدا واضحا حتى يتبين أساس الخلاف ،
ولا يتجادلان في شيء قد يكونان هما متفقين عليه ،
وكثيرا ما يكون الخلاف بين المختلفين ليس في المعاني ،
وإنما في الألفاظ فقط فلو استبدل أحد المختلفين لفظة بلفظة أخرى
لزال الإشكال بسنهما . ولذا لزم تحديد محل الخلاف تحديدا واضحا .
3- لا تتهم النيات :
مهما كان مخالفك مخالفا للحق في نظرك فإياك أن تتهم نيته ،
افترض في المسلم الذي يؤمن بالقرآن والسنة ولا يخرج عن إجماع الأمة ،
افترض فيه الإخلاص، ومحبة الله ورسوله، والرغبة في الوصول إلى الحق،
وناظره على هذا الأساس، وكن سليم الصدر نحوه .
لا شك أنك بهذه الطريقة ستجتهد في أن توصله إلى الحق
إن كان الحق في جانبك وأما إذا افترضت فيه من البداية سوء النية ،
وقبح المقصد فإن نقاشك معه سيأخذ منحى آخر وهو إرادة كشفه وإحراجه ،
وإخراج ما تظن أنه خبيئة عنده ، وقد يبادلك مثل هذا الشعور ،
فينقلب النقاش عداوة ، والرغبة في الوصول إلى الحق
رغبة في تحطيم المخالف وبيان ضلاله وانحرافه .
4- أخلص النية لله :
اجعل نيتك في المناظرة هو الوصول إلى الحق وإرضاء الله سبحانه وتعالى ،
وكشف غموض عن مسألة يختلف فيها المسلمون ، ورأب الصدع بينهم ،
وجمع الكلمة وإصلاح ذات البين .
وإذا كانت هذه نيتك فإنك تثاب على ما تبذله من جهد في هذا الصدد ؛
قال تعالى :
{ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ }
[ الزمر : 2 ]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى )
[ متفق عليه ]
5- ادخل إلى المناظرة وفي نيتك أن تتبع الحق
وإن كان مع خصمك ومناظرك :
يجب على المسلم الذي يخالف أخاه في مسألة ويناظره فيها
ألا يدخل نقاشا معه إلا إذا نوى أن يتبع الحق أنى وجده ،
وأنه إن تبين له أن الحق مع مخالفه اتبعه ،
وشكر لأخيه الذي كان ظهور الحق على يده ؛
لأنه لا يشكر الله من لا يشكر الناس .
6- اتهم رأيك : يجب على المسلم المناظر ،
وإن كان متأكدا من رأيه أنه صواب أن يتهم رأيه ،
ويضع في الاحتمال أن الحق يمكن أن يكون مع مخالفه ،
وبهذا الشعور يسهل عليه تقبل الحق عندما يظهر ، ويلوح له .
7- قبول الحق من المخالف حق وفضيلة :
إن قبول الحق من مخالفك حق وفضيلة ،
فالمؤمن يجب أن يذعن للحق عندما يتبينه ، ولا يجوز له رد الحق ؛
لأن رد الحق قد يؤدي إلى الكفر
كما قال صلى الله عليه وسلم :
( فلا تماروا في القرآن , فإن مراء في القرآن كفر )
[ رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع ]
والمماراة هنا معناها : المجادلة ،
ودفع دلالته بالباطل لأن هذا يكون تكذيبا لله وردًّا لحكمه ،
وليس تكذيبا للمخالف . ورد الحق كبرا من العظائم ،
وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الكبر فقال صلى الله عليه وسلم :
( الكبر بطر الحق وغمط الناس )
[ رواه مسلم ]
وبطر الحق رده.
8- اسمع قبل أن تُجيب :
من آداب البحث والمناظرة أن تسمع من مخالفك قبل أن ترد ،
وأن تحدد محل الخلاف قبل أن تخوض في الموضوع .
9- اجعل لمخالفك فرصة مكافئة لفرصتك : يجب على كل مختلفين
أن يعطي كل منهما للآخر عند النقاش فرصة مكافئة لفرصته
فإن هذا أولى درجات الإنصاف .
القواعد الذهبية في أدب الخلاف ( 2 - 2 )
http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f27407230%5fAE4aDUwAAB L9UhtbrQAAAJ1E3oc&pid=5&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail (http://www.ataaalkhayer.com/)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه ، وبعد :
فقد ذكرنا في المقال السابق قواعد عامة في الخلاف .
ونتكلم في مقالنا هذا عن الآداب الواجب أتباعها للخروج من الخلاف
وما ينبغي أن يكون بعد الخلاف :
أولا : الآداب التي يجب أتباعها للخروج من الخلاف
هذه جملة من الآداب التي إذا اتبعها المسلمون ـ فيما ينشأ بينهم من خلاف ـ
اهتدوا بحول الله ومشيئته ورحمته إلى الحق .
1- التثبت من قول المخالف :
أول ما يجب على المسلم أن يتثبت في النقل، وأن يعلم حقيقة قول المخالف ،
وذلك بالطرق الممكنة كالسماع من صاحب الرأي نفسه ،
أو قراءة ما ينقل عنه من كتبه لا مما يتناقله الناس شفاها ،
أو سماع كلامه من شريط مسجل أيضا
مع ملاحظة أن الأشرطة الصوتية يمكن أن يدخل عليها القطع والوصل ،
وحذف الكلام عن سياقه ، ولذلك يجب سماع الكلام بكامله
ولو أن أهل العلم يتثبتون فيما ينقل إليهم من أخبار
لزال معظم الخلاف الذي يجري بين المسلمين اليوم ،
وقد أمرنا الله بالتثبت كما قال سبحانه وتعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا
أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }
[ الحجرات : 6 ]
وقال تعالى :
{ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ
إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }
[ الإسراء : 36 ]
وقد وقفت بنفسي - أنا كاتب هذه السطور-
على حالات كثيرة من الخلاف التي كان أساسها التسرع في النقل ،
وعدم التثبت فيه ، وعندما وقع التثبت تبين أن الأمر بخلافه .
2- تحديد محل التنازع والخلاف : كثيرا ما يقع الخلاف بين المخالفين ،
ويستمر النقاش والردود وهم لا يعرفون على التحديد ما نقاط الخلاف بينهم ،
ولذلك يجب أولا : قبل الدخول في نقاش أو جدال
تحديد مواطن الخلاف تحديدا واضحا حتى يتبين أساس الخلاف ،
ولا يتجادلان في شيء قد يكونان هما متفقين عليه ،
وكثيرا ما يكون الخلاف بين المختلفين ليس في المعاني ،
وإنما في الألفاظ فقط فلو استبدل أحد المختلفين لفظة بلفظة أخرى
لزال الإشكال بسنهما . ولذا لزم تحديد محل الخلاف تحديدا واضحا .
3- لا تتهم النيات :
مهما كان مخالفك مخالفا للحق في نظرك فإياك أن تتهم نيته ،
افترض في المسلم الذي يؤمن بالقرآن والسنة ولا يخرج عن إجماع الأمة ،
افترض فيه الإخلاص، ومحبة الله ورسوله، والرغبة في الوصول إلى الحق،
وناظره على هذا الأساس، وكن سليم الصدر نحوه .
لا شك أنك بهذه الطريقة ستجتهد في أن توصله إلى الحق
إن كان الحق في جانبك وأما إذا افترضت فيه من البداية سوء النية ،
وقبح المقصد فإن نقاشك معه سيأخذ منحى آخر وهو إرادة كشفه وإحراجه ،
وإخراج ما تظن أنه خبيئة عنده ، وقد يبادلك مثل هذا الشعور ،
فينقلب النقاش عداوة ، والرغبة في الوصول إلى الحق
رغبة في تحطيم المخالف وبيان ضلاله وانحرافه .
4- أخلص النية لله :
اجعل نيتك في المناظرة هو الوصول إلى الحق وإرضاء الله سبحانه وتعالى ،
وكشف غموض عن مسألة يختلف فيها المسلمون ، ورأب الصدع بينهم ،
وجمع الكلمة وإصلاح ذات البين .
وإذا كانت هذه نيتك فإنك تثاب على ما تبذله من جهد في هذا الصدد ؛
قال تعالى :
{ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ }
[ الزمر : 2 ]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى )
[ متفق عليه ]
5- ادخل إلى المناظرة وفي نيتك أن تتبع الحق
وإن كان مع خصمك ومناظرك :
يجب على المسلم الذي يخالف أخاه في مسألة ويناظره فيها
ألا يدخل نقاشا معه إلا إذا نوى أن يتبع الحق أنى وجده ،
وأنه إن تبين له أن الحق مع مخالفه اتبعه ،
وشكر لأخيه الذي كان ظهور الحق على يده ؛
لأنه لا يشكر الله من لا يشكر الناس .
6- اتهم رأيك : يجب على المسلم المناظر ،
وإن كان متأكدا من رأيه أنه صواب أن يتهم رأيه ،
ويضع في الاحتمال أن الحق يمكن أن يكون مع مخالفه ،
وبهذا الشعور يسهل عليه تقبل الحق عندما يظهر ، ويلوح له .
7- قبول الحق من المخالف حق وفضيلة :
إن قبول الحق من مخالفك حق وفضيلة ،
فالمؤمن يجب أن يذعن للحق عندما يتبينه ، ولا يجوز له رد الحق ؛
لأن رد الحق قد يؤدي إلى الكفر
كما قال صلى الله عليه وسلم :
( فلا تماروا في القرآن , فإن مراء في القرآن كفر )
[ رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع ]
والمماراة هنا معناها : المجادلة ،
ودفع دلالته بالباطل لأن هذا يكون تكذيبا لله وردًّا لحكمه ،
وليس تكذيبا للمخالف . ورد الحق كبرا من العظائم ،
وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الكبر فقال صلى الله عليه وسلم :
( الكبر بطر الحق وغمط الناس )
[ رواه مسلم ]
وبطر الحق رده.
8- اسمع قبل أن تُجيب :
من آداب البحث والمناظرة أن تسمع من مخالفك قبل أن ترد ،
وأن تحدد محل الخلاف قبل أن تخوض في الموضوع .
9- اجعل لمخالفك فرصة مكافئة لفرصتك : يجب على كل مختلفين
أن يعطي كل منهما للآخر عند النقاش فرصة مكافئة لفرصته
فإن هذا أولى درجات الإنصاف .