المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التَّحذير مِنْ: » سبِّ الصَّحابة رَضِيَ اللهُ تعَالىَّ عَنْهُمْ«


بنت الاسلام
09-05-2013, 12:13 AM
الأخ / الصبر ضياء - الفرج قريب


التَّحذير مِنْ:
» سبِّ الصَّحابة رَضِيَ اللهُ تعَالىَّ عَنْهُمْ«
http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f27793675%5fAE0aDUwAAA 4jUic%2fyAAAAD35Fdw&pid=5&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail (http://www.ataaalkhayer.com/)

قال معالي الشَّيخ الدُّكتور/ صالح بن فوزان الفوزان
(عضو هيئة كبار العُلماء) حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَىٰ :
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين،
وصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَىٰ نَبِيِّنَا مُحمَّدٍ وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين , وبعدُ :
فإنَّ الله فضَّل الصَّحابة علىٰ من جاء بعدهم من قرون الأمَّة،

قالَ تعالىٰ :

{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ
وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً
ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
[ التوبة : 100 ]

وقالَ تعالىٰ :

{ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ
يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ {8} وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ
يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ
وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ }
[ الحشر : 8 – 9 ]

وقالَ سُبْحَانَهُ :

{ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ
تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً
سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ
ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ
كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ
يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }
[ الفتح : 29 ]

وقالَ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( ان خَيْرُكُمْ قَرْنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ )

وقالَ عليه الصَّلاة والسَّلام :

( لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي . لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي. فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ !
لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا , مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ , وَلاَ نَصِيفَهُ )

فلا يجوز سبِّ الصَّحابة عمومًا ولا سبِّ أحد منهم .
ومن سبَّهم أو سبَّ أحد منهم فقد عصى الله ورسوله
وخالف إجماع المسلمين وصار من المنافقين الَّذين قالَ اللهُ فيهم

{ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ {65}
لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ }
[ التوبة : 65 ]

ومَنْ سبَّهم فقد طعن في الإسلام الَّذي تحملوه وبلغوه لمن جاء بعدهم ؛
فهم الواسطة بيننا وبين رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
وهُم الَّذين نشروا الإسلام بالدَّعوة والجهاد .
فحقهم علينا توقيرهم واحترامهم، ومحبَّتهم والاقتداء بهم، والثَّناء عليهم،

قال الله تعالىٰ :

{ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ
يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ
وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }
[ الحشر : 10 ]

وقد ظهر الآن طوائف وأفراد يتنقصون الصَّحابة ويسبونهم؛
أو يتنقصون ويسبون بعضهم في « القنوات » و « المواقع » .
وهذا طعنٌ في الإسلام
وفي حملته ومعصية لله ولرسُوله ومخالفة لإجماع المسلمين .

قال الإمام المزني الشَّافعي في كتابه " شرح السُّنة " صفحة (87) :

[ ويُقال بفضل خليفة رسُول الله أبي بكر الصِّدِّيق رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،
فهو أفضل الخلق وأخيرهم بعد النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
ونُثَنّى بعده بالفاروق عمر بن الخطَّاب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،
فهما وزيرا رسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وضجيعاه في قبره،
ونُثلث بذي النُّورين عثمان بن عفَّان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،
ثمَّ بذي الفضل والتًّقى عليّ بن أبي طالب رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أجمعين ]

بنت الاسلام
09-05-2013, 12:13 AM
ثمَّ الباقين من العشرة الَّذين أوجب لهُم رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجنَّة،

ونخلص لكل رجل منهم من المحبَّة

بقدر الَّذي أوجب لهم رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من التَّفضيل،

ثمَّ لسائر أصْحابه مِنْ بعدهم رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أجمعين .

ويُقال بفضلهم ويذكرون بمحاسن أعمالهم،

وتمسك عن الخوض فيما شجر بينهم، فهم خيار أهل الأرض بعد نبيِّهم،

ارتضاهم الله عزَّ وجلَّ لنبيِّه وجعلهم أنصارًا لدينه،

فهم أئمَّة الدِّين وأعلام المسلمين رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أجمعين . انتهى

وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي في كتابه

" اعتقاد أهل السُّنة " في صفحة (50) وما بعدها :

[ ويثبتون خلافة أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بعد رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

باختيار الصَّحابة إيَّاه .

ثمَّ خلافة عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بعد أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

باستخلاف أبي بكر إيَّاه]

ثمَّ خلافة عثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ باجتماع أهل الشُّورى

وسائر المسلمين عليه عند أمر عمر ،

ثمَّ خلافة علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ببيعة من بايع من البدريين :

عمَّار بن ياسر وسهل بن حنيف، ومن تبعهما من سائر الصَّحابة،

مع سابقته وفضله ،

ويقولون بتفضيل الصَّحابة الَّذين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ لقوله :

{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ }

[ الفتح : 18 ]

وقوله :

{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ

وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ }

[ التوبة : 100 ]

ومن أثبت الله رِضَاهُ عَنْهُ لم يكن منه بعد ذلك ما يوجب سخط الله عزَّ وجلَّ،

ولم يوجب ذلك للتَّابعين إلاَّ بشرط الإحسان،

فمن كان من التَّابعين من بعدهم لم يأت بالإحسان فلا مدخل له في ذلك .

ومن غاظه مكانهم من الله فهو مخوف عليه ما لا شيء أعظم منه،

يعني : الكفر؛

لقوله :

{ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ

تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً

سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ

ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ

فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ }

[ الفتح : 29 ]

فأخبر أنَّهُ جعلهم غيظًا للكافرين ـ انتهى .

وقالَ شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - في "العقيدة الواسطيَّة" :

[ ومن أصول أهل السُّنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم

لأصْحاب رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ]

كما وصفهم الله به في قوله تعالىٰ :

{ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ

يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ

وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }

[ الحشر : 10 ]

وطاعة رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله :

( لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي . لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي . فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ !

لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا , مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ , وَلاَ نَصِيفَهُ )

ويقبلون ما جاء به الكتاب والسُّنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم.

إلىٰ أنْ قالَ : ويحبون أهل بيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

حيث قالَ يوم غدير خم :

( أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي (

إلىٰ أنْ قالَ : ويقولون أزواج النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمّهات المؤمنين .

يؤمنون بأنَّهن أزواجه في الآخرة ،

خصوصًا أمنا خديجة أم أكثر أولاده وأوَّل من آمن به، وعاضده علىٰ أمره ،

وكان لها منه المنزلة العالية .

والصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق رضي الله تعالى عنها و عن أبيها

الَّتي قال فيها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ (

إلىٰ أنْ قالَ : في فضل عموم الصَّحابة :

ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله به عليهم من الفضائل

علم يقينا أنَّهم خير الخلق بعد الأنبياء. لا كان ولا يكون مثلهم

وأنَّهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله

انتهى .

وبهذا يتبين : خطأ وضلال مَنْ يسبَّ الصَّحابة أو يسبَّ بعضهم

خصوصًا في « وسائل الإعلام » إمَّا عن ضلال وكفر، وإمَّا عن جهل .

نسأل الله أنْ يهدي ضالّ المُسلمين إلىٰ الحقِّ والصَّواب.

وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ عَلَىٰ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَىٰ آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعيِنَ.

كتبه

فضيلة الشيخ / صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء

22/10/1434هـ
http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f27793675%5fAE0aDUwAAA 4jUic%2fyAAAAD35Fdw&pid=6&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail