تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أهمية القلب ( 1 )


بنت الاسلام
09-13-2013, 01:33 AM
الأخت / بنت الحرمين الشريفين


أهمية القلب ( 1 - 3 )


https://mail.google.com/mail/?ui=2&ik=fa86e51482&view=att&th=1411264dcf21337b&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1








1- إنه الملك





القلب أمير الجسد وملك الأعضاء ، فهو راعيها الوحيد وقائدها ،





وإنما الجوارح والحواس تبع له وآلات تصدع بما تؤمر ، ‏فلا تصدر





أفعالها إلا عن أمره ، ولا يستعملها في غير ما يريد ، فهي تحت سيطرته





وقهره ، ومنه تكتسب الاستقامة أو الزيغ ، وبين القلب والاعضاء صلة





عجيبة وتوافق غريب بحيث تسري مخالفة كل منهما فورا إلى الآخر ،





فإذا زاغ البصر فلأنه مأمور ، وإذا كذب اللسان فما هو غير عبد مقهور





وإذا سعت القدم إلى الحرام فسعي القلب أسبق






لهذا قال صلى الله عليه وسلم





لمن يؤم من المصلين :






( استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم )






فأعمال الجوارح ثمرة لأعمال القلب






والخلاصة :





القلب هو خط الدفاع الأول والأخير ، فإذا ضعف القلب أو فسد





أو استسلم انهارت الجوارح!!





وفي المقابل إذا ذكر العبد ربه فلأن القلب ذَكَر ، وإذا أطلق يده بالصدقة





فلأن القلب أذِن ، وإذا بكت العين فلأن القلب أمر ، فالقلب مملي الكلام





على اللسان إذا نطق ، وعلى اليد إذا كتبت ، وعلى الأقدام إذا مشت ،






وقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم





للقلب حقه ومكانته حتى وصفه بأنه :






https://mail.google.com/mail/?ui=2&ik=fa86e51482&view=att&th=1411264dcf21337b&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1






وتوجه أول ما توجَّه إليه ليربّيه ويهتم به ويزكِّيه.فكل الأفعال مردها





إلى القلب وانبعاثها من القلب ، وكل الأفعال تعني كل الأفعال ولو كانت





لبس ثيابك وزينة بدنك!!






وهذا ما أدركه مستودع القرآن الصحابي الجليل





عبدالله بن مسعود رضي الله عنه فقال :





" لا يشبه الزي الزي حتى تشبه القلوب القلوب " .






هدف الحبيب الأول





قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :






( إنما نزل أول ما نزل منه (القرآن) سورة من ‏ ‏الُمفصّل





‏ ‏فيها ذكر الجنة والنار ، حتى إذا ‏ثاب ‏ ‏الناس إلى الإسلام





نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء : لا تشربوا الخمر





لقالوا لا ندع الخمر أبدا





ولو نزل : لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنا أبدا )






فقد حرَّم الله الخمر في العام الثاني من الهجرة أي بعد البعثة بخمسة عشر سنة





وفرض الزكاة في العام الثاني من الهجرة كذلك ، وفرض الحجاب





في العام السادس من الهجرة بعد تسع عشرة سنة من بعثة النبي





صلى الله عليه وسلم ، وهي كلها تكليفات تأخَّر نزولها حتى زكى القلب





ولان وتمكَّن منه الحق واستبان.





ولشرف القلب جعله الله أداة التعرف عليه ووسيلة الاهتداء إليه ، بل إذا





غضب الله على عبد كان أقصى عقوبة يُنزلها به أن يحول بينه وبين قلبه





وحيلولته هي أن يحرمه من معرفته وقربه ، لذا كان الاهتمام به تعبير





عن الاهتمام بالأهم عن المهم وبالأصل عن الفرع.






https://mail.google.com/mail/?ui=2&ik=fa86e51482&view=att&th=1411264dcf21337b&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1





2- الهدف المشترك





وقد أدرك الشيطان دور القلب ومكانه فلم يضيِّع وقته في معارك جانبية





أو مناوشات هامشية ، بل صوَّب جهده نحو هدف واحد وغاية ثابتة.






قال ابن القيِّم :





" ولما علم عدو الله إبليس أن المدار على القلب والاعتماد عليه ؛





أجلب عليه بالوساوس ، وأقبل بوجوه الشهوات إليه ، وزيَّن له





من الأقوال والأعمال ما يصده عن الطريق ، وأمدَّه من أسباب الغي





بما يقطعه عن أسباب التوفيق ، ونصب له من المصايد والحبائل





ما إن سلم من الوقوع فيها لم يسلم من أن يحصل له بها التعويق " .






فالقلب هو الهدف المشترك بين الملك والشيطان ، كلاهما يستهدفه ،





فهو موضع الصراع ، والنقطة الملتهبة ، وساحة القتال ،





وأرض المعركة





ونتيجة هذه المعركة : إما هداية القلب وحياته ، وإما قساوته





وموته وهلاكه ، فواعجبا ممن أخذ نصيحة العدو ، وردّ وصية الحبيب





واشترى صداقة الشيطان بعداوة الملائكة ، وأعلن الحرب على ما تبقى





من إيمانه بالتعاون مع عدوه اللدود






وهي صيحة التعجب التي سبق





وأن أطلقها ابن الجوزي حين قال :





" كيف طابت نفسك أن تكون ظهيرا لفئة النفس على فئة القلب





وفئة القلب مؤمنة وفئة النفس كافرة؟! " .






https://mail.google.com/mail/?ui=2&ik=fa86e51482&view=att&th=1411264dcf21337b&attid=0.7&disp=emb&zw&atsh=1





3- عن الجوارح مختلف





وقد يقول قائل : لكن الأعضاء والجوارح كذلك مستهدفة من قبل الملائكة





والشياطين ، فما الفارق بينها وبين القلب؟!






وأقول على لسان أبي حامد الغزالي





الذي بيَّن الفارق الجلي في قوله :





" العوارض له أكثر ، فإن الخواطر له كالسهام ، لا تزال تقع فيه ،





وكالمطر ؛ لا تزال تُمطر عليه ليلا ونهارا لا تنقطع ، ولا أنت تقدر على





منعها فتمنع ، وليس بمنزلة العين التي بين الجفنين ، تغمض وتستريح





أو تكون في موضع خال ، أو ليل مظلم فتُكفى رؤيتها ، أو اللسان الذي





هو وراء الحجابين : الأسنان والشفتين ، وأنت قادر على منعه وتسكينه





بل القلب غرض للخواطر ، لا تقدر على منعها والتحفظ عليها بحال





ولا هي تنقطع عنك بوقت " .






منقول






https://mail.google.com/mail/?ui=2&ik=fa86e51482&view=att&th=1411264dcf21337b&attid=0.8&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)








https://mail.google.com/mail/?ui=2&ik=fa86e51482&view=att&th=1411264dcf21337b&attid=0.9&disp=emb&zw&atsh=1