بنت الاسلام
09-13-2013, 09:14 PM
الأخ المهندس / عبدالدائم الكحيل
باحث الإعجازات فى القرآن الكريم
اللعب و اللهو و التجارة ... إعجاز بياني محكم
https://mail.google.com/mail/?ui=2&ik=fa86e51482&view=att&th=14116f2761ca8df5&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
لنتأمل هذه المعجزة البيانية في ترتيب الكلمات واستخدامهافي القرآن الكريم،
عسى أن نتذوق حلاوة الإعجاز......
آيات كثيرة في كتاب الله تعالى نمرّ عليها دون أن ندرك الإعجاز الذي
أودعه الله في كلماتها وعباراتها. إن بلاغة القرآن لا يتذوَّقها إلا من أحب
القرآن وأصبح هذا الكتاب العظيم كل شيء في حياته!
وإنني أقول وبثقة تامة:
في كل آية من آيات القرآن هناك معجزة بيانية رائعة، لا يمكن لبشر أن يأتي بمثلها.
ومن خلال هذه السلسلة من المقالات سوف نرى بلغة"الإحصاء" وبما
لا يقبل الشك أن الإعجاز لا يقتصر على علم الفلك أو الطب أو الأرض
بل هناك إعجاز بلاغي محكم يمكن لأي إنسان أن يراه حتى
ولو لم يكن يفقه شيئاً من اللغة العربية!
وقد تستغرب عزيزي القارئ من هذا الكلام! فكيف يمكن لإنسان ملحد
لا ينطق العربية أن يتذوق بلاغة القرآن وهو لا يؤمن به أصلاً؟
ونقول إنه لن يتذوق حلاوة هذا الإعجاز، ولكن سيراه كما يرى نفسه.
لأن الله تعالى لم ينزل هذا القرآن لجماعة من العرب تعيش قبل
أربعة عشر قرناً! بل أنزله لجميع البشر ولكافة العصور.
والله تعالى يعلم أنه سيأتي زمن على الناس لن يصبح للبلاغة العربية
مكاناً في عقولهم أو قلوبهم، فهل هذا يعني أن المعجزة البلاغية
ستتوقف؟ بالطبع لا، لأن الله أودع أشكالاً أخرى من الإعجاز البلاغي
يمكن لكل ملحد أن يراه ليكون حجة عليه يوم لقاء الله عز وجل.
سوف نتعمَّق قليلاً في كلمات تدل على اللهو واللعب مثلاً وهي أمور
تخص الحياة الدنيا، ونرى كيف تناولها القرآن، وهل يمكن لأكبر أدباء
العالم أن يرتبوا مثل هذه الكلمات بنفس هذا الترتيب لتعطي المعنى الدقيق دائماً؟
اللهو والتجارة
لنتأمل أواخر سورة الجمعة
حيث يقول تعالى:
}وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا
قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ{
[الجمعة:11]
وهنا لو دقّقنا النظر نجد "اللهو" تكرر مرتين ولكن بصيغتين مختلفتين:
- (تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا): التجارة تسبق اللهو.
- (مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ) اللهو يسبق التجارة.
والسؤال: هل هناك حكمة بيانية من هذا الترتيب؟
في بداية الآية نجد أن جماعة من الناس تركوا النبي صلى الله عليه وسلم
يخطب على المنبر، وذهبوا عندما سمعوا بقافلة في الخارج، وأسرعوا
لينظروا ما فيها من بضائع ليشتروا منها. فنزلت هذه الآيات الكريمات
في أواخر سورة الجمعة:
}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ
فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ{
[الجمعة:9]
وهنا تتجلى لطيفة بيانية أخرى في قوله تعالى: (مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ)
لم يقل تعالى: (يوم الجمعة) فقط لأن ذلك سيعني كل أوقات الصلاة
في يوم الجمعة أي الصلوات الخمس
بل قال: (مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ)
أي من بعض يوم الجمعة، وحدَّد بذلك وقت محدداً وهو وقت الظهر.
إذاً في بداية الآية هناك حدث وقع وكان سبباً في نزول الآيات
وهو القافلة التجارية وذهاب الناس إليها فبدأت الآية بكلمة(التجارة)
ثم(اللهو)، لأنهم بعد ذهابهم للقافلة سيشترون بعض الأشياء
ومن ثم سيتحادثون ويتلهّون بأشياء دنيوية ويخسرون العلم
الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
والآن عندما نتأمل قوله تعالى:
} قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ{
نجد أن هذا الكلام لم ينزل في طائفة من الناس بل هو موجّه لجميع البشر
إلى يوم القيامة، ولذلك بدأ باللهو لأنه هو الأكثر شيوعاً والأكثر تنوعاً
ويشمل الغناء والأحاديث اليومية والمسلسلات وكل ما لا نفع فيه.
كلمة (اللعب) في القرآن
تكرر اللعب في القرآن 20 مرة مع مشتقاته، وسبحان الله، عندما تتبَّعتُ
هذه الكلمات في كتاب الله وجدتُ شيئاً محيراً، فكل كلمة تختص باستخدام
محدد ودقيق، وكأننا أمام برنامج هندسي متكامل، كل كلمة فيه لا تأتي
إلا مع كلمة أخرى مناسبة لها، وسنشرح ذلك من خلال الأمثلة.
لقد جاءت هذه الكلمة على 8 صيغ (8 أشكال)، وكل صيغة تختص
بالحديث عن شيء محدد، كما يلي:
1- كلمة (نَلْعَبُ) وردت مرة واحدة وجاء استخدامها مع الكفار
في قوله تعالى:
}وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ
قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ{
[التوبة:65].
2- كلمة (يَلْعَبْ) وردت مرة واحدة وجاءت فقط في قصة سيدنا يوسف على لسان إخوته
يقول تعالى:
}أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ{
[يوسف:12].
3- كلمة (يَلْعَبُوا) وردت مرتين، والعجيب أن الآيتين تختصان بالكفار،
يقول تعالى:
-}فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ{
[الزخرف:83].
- } فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ{
[المعارج: 42].
إذاً الآية ذاتها تكررت بنفس الكلمات، ليؤكد لنا الله على ضرورة أن نترك
هؤلاء الملحدين ليخوضوا ضد الدين وليستهزئوا ويلعبوا في أفكارهم
وكلامهم، فهم لابد أن يلاقوا ذلك اليوم الذي سيكون كالصاعقة بالنسبة لهم.
4- كلمة (يَلْعَبُونَ) أيضاً وردت خمس مرات والآيات الخمسة
تتحدث عن الكفار كما يلي:
- }ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ{
[الأنعام:91].
- } أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ{
[الأعراف:98]
- }مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ{
[الأنبياء: 2]
-} بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ{
[الدخان:9]
- }فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ{
[الطور:11-12]
أي أن هذه الكلمة خاصة بالكفار لم ترد إلا معهم، وكأن الله يريد أن يعطينا
إشارة لطيفة إلى أن الكافر من صفته اللهو واللعب والعبث
أما المؤمن فحياته مليئة بالعمل والجد والأهداف، وهذا هو أساس النجاح في الحياة.
وسبحان الله! لقد خصص الله هذه الكلمة لا تأتي إلا في الحديث عن الكفار
والملحدين والمكذبين، لأنه اللعب صفتهم، وسوف يلاقون الله يوم القيامة
ولا أدري ماذا سيكون موقف الملحدين من هذا اللقاء
وماذا سيقولون للخالق عز وجل وهم الذين أنكروا الله فكيف سيقابلونه!
5- كلمة (لَعِبٌ) تكررت أربع مرات في القرآن، وسبحان الله جميع الآيات
جاءت لتتحدث عن الدنيا! لنقرأ هذه الآيات حيث وردت كلمة (لَعِبٌ):
-} وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ{
[الأنعام:32]
-}وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ
لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ{
[العنكبوت:64]
-}إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ
وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ{
[محمد:36]
- }اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ
وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ{
[الحديد:20]
انظروا كيف ارتبط اللعب هنا بالحياة الدنيا في جميع الآيات حيث وردت
هذه الكلمة، ليؤكد لنا الله أن الحياة الدنيا بالفعل هي لعب ولهو.
باحث الإعجازات فى القرآن الكريم
اللعب و اللهو و التجارة ... إعجاز بياني محكم
https://mail.google.com/mail/?ui=2&ik=fa86e51482&view=att&th=14116f2761ca8df5&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
لنتأمل هذه المعجزة البيانية في ترتيب الكلمات واستخدامهافي القرآن الكريم،
عسى أن نتذوق حلاوة الإعجاز......
آيات كثيرة في كتاب الله تعالى نمرّ عليها دون أن ندرك الإعجاز الذي
أودعه الله في كلماتها وعباراتها. إن بلاغة القرآن لا يتذوَّقها إلا من أحب
القرآن وأصبح هذا الكتاب العظيم كل شيء في حياته!
وإنني أقول وبثقة تامة:
في كل آية من آيات القرآن هناك معجزة بيانية رائعة، لا يمكن لبشر أن يأتي بمثلها.
ومن خلال هذه السلسلة من المقالات سوف نرى بلغة"الإحصاء" وبما
لا يقبل الشك أن الإعجاز لا يقتصر على علم الفلك أو الطب أو الأرض
بل هناك إعجاز بلاغي محكم يمكن لأي إنسان أن يراه حتى
ولو لم يكن يفقه شيئاً من اللغة العربية!
وقد تستغرب عزيزي القارئ من هذا الكلام! فكيف يمكن لإنسان ملحد
لا ينطق العربية أن يتذوق بلاغة القرآن وهو لا يؤمن به أصلاً؟
ونقول إنه لن يتذوق حلاوة هذا الإعجاز، ولكن سيراه كما يرى نفسه.
لأن الله تعالى لم ينزل هذا القرآن لجماعة من العرب تعيش قبل
أربعة عشر قرناً! بل أنزله لجميع البشر ولكافة العصور.
والله تعالى يعلم أنه سيأتي زمن على الناس لن يصبح للبلاغة العربية
مكاناً في عقولهم أو قلوبهم، فهل هذا يعني أن المعجزة البلاغية
ستتوقف؟ بالطبع لا، لأن الله أودع أشكالاً أخرى من الإعجاز البلاغي
يمكن لكل ملحد أن يراه ليكون حجة عليه يوم لقاء الله عز وجل.
سوف نتعمَّق قليلاً في كلمات تدل على اللهو واللعب مثلاً وهي أمور
تخص الحياة الدنيا، ونرى كيف تناولها القرآن، وهل يمكن لأكبر أدباء
العالم أن يرتبوا مثل هذه الكلمات بنفس هذا الترتيب لتعطي المعنى الدقيق دائماً؟
اللهو والتجارة
لنتأمل أواخر سورة الجمعة
حيث يقول تعالى:
}وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا
قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ{
[الجمعة:11]
وهنا لو دقّقنا النظر نجد "اللهو" تكرر مرتين ولكن بصيغتين مختلفتين:
- (تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا): التجارة تسبق اللهو.
- (مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ) اللهو يسبق التجارة.
والسؤال: هل هناك حكمة بيانية من هذا الترتيب؟
في بداية الآية نجد أن جماعة من الناس تركوا النبي صلى الله عليه وسلم
يخطب على المنبر، وذهبوا عندما سمعوا بقافلة في الخارج، وأسرعوا
لينظروا ما فيها من بضائع ليشتروا منها. فنزلت هذه الآيات الكريمات
في أواخر سورة الجمعة:
}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ
فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ{
[الجمعة:9]
وهنا تتجلى لطيفة بيانية أخرى في قوله تعالى: (مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ)
لم يقل تعالى: (يوم الجمعة) فقط لأن ذلك سيعني كل أوقات الصلاة
في يوم الجمعة أي الصلوات الخمس
بل قال: (مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ)
أي من بعض يوم الجمعة، وحدَّد بذلك وقت محدداً وهو وقت الظهر.
إذاً في بداية الآية هناك حدث وقع وكان سبباً في نزول الآيات
وهو القافلة التجارية وذهاب الناس إليها فبدأت الآية بكلمة(التجارة)
ثم(اللهو)، لأنهم بعد ذهابهم للقافلة سيشترون بعض الأشياء
ومن ثم سيتحادثون ويتلهّون بأشياء دنيوية ويخسرون العلم
الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
والآن عندما نتأمل قوله تعالى:
} قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ{
نجد أن هذا الكلام لم ينزل في طائفة من الناس بل هو موجّه لجميع البشر
إلى يوم القيامة، ولذلك بدأ باللهو لأنه هو الأكثر شيوعاً والأكثر تنوعاً
ويشمل الغناء والأحاديث اليومية والمسلسلات وكل ما لا نفع فيه.
كلمة (اللعب) في القرآن
تكرر اللعب في القرآن 20 مرة مع مشتقاته، وسبحان الله، عندما تتبَّعتُ
هذه الكلمات في كتاب الله وجدتُ شيئاً محيراً، فكل كلمة تختص باستخدام
محدد ودقيق، وكأننا أمام برنامج هندسي متكامل، كل كلمة فيه لا تأتي
إلا مع كلمة أخرى مناسبة لها، وسنشرح ذلك من خلال الأمثلة.
لقد جاءت هذه الكلمة على 8 صيغ (8 أشكال)، وكل صيغة تختص
بالحديث عن شيء محدد، كما يلي:
1- كلمة (نَلْعَبُ) وردت مرة واحدة وجاء استخدامها مع الكفار
في قوله تعالى:
}وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ
قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ{
[التوبة:65].
2- كلمة (يَلْعَبْ) وردت مرة واحدة وجاءت فقط في قصة سيدنا يوسف على لسان إخوته
يقول تعالى:
}أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ{
[يوسف:12].
3- كلمة (يَلْعَبُوا) وردت مرتين، والعجيب أن الآيتين تختصان بالكفار،
يقول تعالى:
-}فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ{
[الزخرف:83].
- } فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ{
[المعارج: 42].
إذاً الآية ذاتها تكررت بنفس الكلمات، ليؤكد لنا الله على ضرورة أن نترك
هؤلاء الملحدين ليخوضوا ضد الدين وليستهزئوا ويلعبوا في أفكارهم
وكلامهم، فهم لابد أن يلاقوا ذلك اليوم الذي سيكون كالصاعقة بالنسبة لهم.
4- كلمة (يَلْعَبُونَ) أيضاً وردت خمس مرات والآيات الخمسة
تتحدث عن الكفار كما يلي:
- }ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ{
[الأنعام:91].
- } أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ{
[الأعراف:98]
- }مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ{
[الأنبياء: 2]
-} بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ{
[الدخان:9]
- }فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ{
[الطور:11-12]
أي أن هذه الكلمة خاصة بالكفار لم ترد إلا معهم، وكأن الله يريد أن يعطينا
إشارة لطيفة إلى أن الكافر من صفته اللهو واللعب والعبث
أما المؤمن فحياته مليئة بالعمل والجد والأهداف، وهذا هو أساس النجاح في الحياة.
وسبحان الله! لقد خصص الله هذه الكلمة لا تأتي إلا في الحديث عن الكفار
والملحدين والمكذبين، لأنه اللعب صفتهم، وسوف يلاقون الله يوم القيامة
ولا أدري ماذا سيكون موقف الملحدين من هذا اللقاء
وماذا سيقولون للخالق عز وجل وهم الذين أنكروا الله فكيف سيقابلونه!
5- كلمة (لَعِبٌ) تكررت أربع مرات في القرآن، وسبحان الله جميع الآيات
جاءت لتتحدث عن الدنيا! لنقرأ هذه الآيات حيث وردت كلمة (لَعِبٌ):
-} وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ{
[الأنعام:32]
-}وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ
لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ{
[العنكبوت:64]
-}إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ
وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ{
[محمد:36]
- }اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ
وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ{
[الحديد:20]
انظروا كيف ارتبط اللعب هنا بالحياة الدنيا في جميع الآيات حيث وردت
هذه الكلمة، ليؤكد لنا الله أن الحياة الدنيا بالفعل هي لعب ولهو.