المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : للمتزوجين ؛, الوردة التي تبقى


vip_vip
07-31-2010, 11:33 PM
كم هي الوردة جميلة في منظرها ، ساحرة في لونها ، أخّاذة في
عطرها ، تشدك إليها في صمت ، وتأخذ بلباب عقلك في حياء ،
حتى تغدو أمام غيرك شاردًا ، وادعًا ، وما هي إلا لحظات وتجد
نفسك هادئ النفس ، واسع الصدر ، تتمنى حينها أن تبقى هذه
الوردة ، لتدوم هذه النظرة ، لتستمر هذه السعادة .

ولكن .. أنّى لهذه الوردة الفاتنة كل هذه العطاء .. إن لم تسق
بالماء !! وهي مع هذا آيلة إلى الذبول والفناء .
غير أني أدعوك أن تقترب من وردة تعطيك عطاء أبلغ من عطاء
هذه الوردة التي انشرح صدرك لها ، وأنِسْت بالنظر إليها ، وهي
مع هذا لا تعرف الفناء ، بل تتسم بالخلود والبقاء !!

وكما احتاجت تلك إلى الماء لتبقى .. ثم لتفنى ، فإن هذه الوردة
تحتاج إلى أمر آخر لتبقى ولا تفنى .
لعلك أدركت المقصود .. فإن مثل هذه الوردة كمَثَلِ الحياة الزوجية
السعيدة ،
المملوءة بالمودة والصفاء ،
الممزوجة بالمحبة والوفاء (http://www.ataaalkhayer.com/)،
ألا يتمنى الزوجان فيها أن تبقى حياتهما كذلك ،
لا في الدنيا فحسب ، .. بل في الآخرة أيضًا ؟
قل : نعم ..
إذاً ... فإنها تحتاج إلى أن تسقى بالإيمان ،
وترعى بالخشية من الرحمن ،
وتصفو بمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ،
وتتآلف على القرآن ،
وتتعاهد على نبذ المعاصي ، وتتعاون على البر والتقوى ،
وتنذر نفسها للدعوة إلى الله .. في نفسها ، وبين الذرية والأهل والإخوان ،
وتتراحم بقيام الليل ، وتتزكى بصيام النهار ، وتسمو بالجود
والكرم ، وتجتمع قلوبها على النصح بالحكمة والموعظة الحسنة
، وتتحد صفوفها أمام إغراءات المنكر ، وتسارع في الخيرات
وتقنع برزقها ، وتصبر في شدائدها ، وتهفو نفوسها إلى إعداد
جيل صادق مع ربه ، باذل لدينه ، عامل لوطنه

كم تشدني تلك الصورة الزوجية الحانية التي يقول
الرسول صلى الله عليه وسلم فيها :
( رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى ، ثُمَّ أَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّتْ ، (http://www.ataaalkhayer.com/)
فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ ، وَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ (http://www.ataaalkhayer.com/)
فَصَلَّتْ ، ثُمَّ أَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَصَلَّى ، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ ) (http://www.ataaalkhayer.com/)
رواه النسائي
ألا ما أسعدها من ساعة إيمان ، وما أرقه من نضح وفيّ ،
وما أعذبه من ماء مخلص .
ألا تستحق حياة هذين الزوجين أن تبقى ولا تفنى ،
ولم لا تبقى ، والله تعالى يقول
: { جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ
وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ .
سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ }
.وهو القائل سبحانه : (http://www.ataaalkhayer.com/)
{ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ .
هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ }.
فما أرخص حياتنا إن كانت وسيلة إلى شقوة الآخرة ،
وما أغلاها إذا كانت وسيلة إلى سعادتها