المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما قدروا الله حق قدره


هيفولا
10-03-2013, 06:26 AM
ما قدروا الله حق قدره

د. فوز بنت عبد اللطيف كردي (https://www.facebook.com/pages/%D8%AF-%D9%81%D9%88%D8%B2-%D8%A8%D9%86%D8%AA-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%B7%D9%8A%D9%81-%D9%83%D8%B1%D8%AF%D9%8A/210385950813?ref=stream&hc_location=timeline)


تتطلع النفس السوية للتعرف على معبودها الحق وتشتاق إلى ذلك ،
ولما كان غيبا لا تراه ؛
فلا سبيل لها إلى معرفته إلا بأسمائه وصفاته
التي عرّف بها نفسه في كتابه ،
أو عرّفه بها نبيه محمد ، أو دل عليها بديع خلقه ،
وعظيم نعمائه ،وجزيل عطائه سبحانه وتعالى.


ومن عرف أسماء الله وصفاته ؛ عرف إلهًا حقًا ، خالقًا رازقًا ،
ربًا منعمًا متفضلاً ، ملكًا قيومًا فوق سماواته على عرشه يدبر أمر عباده ،
يأمر وينهى ، يرسل الرسل مبشرين ومنذرين ؛
وينـزل الكتب هداية ونور ،
يرضى ويغضب ؛ ويثيب ويعاقب ،
يعطي ويمنع ؛ ويعز ويذل ؛ ويخفض ويرفع ،
يرى عباده من فوق سبع سموات
ويسمع كلامهم ولا يخفى عليه شيئ من أمرهم ،
يعلم السر والعلانية ، فعّال لما يريد ،
موصوف بكل كمال ، منـزه عن المثال ،
لا تتحرك ذرة فما فوقها إلا بإذنه ،
ولا تسقط ورقة إلا بعلمه ، ولا يشفع أحد عنده إلا بإذنه ،
ومن هنا كانت جناية من يعطلون صفات الله جناية عظيمة ؛
بقطعهم الطريق إلى معرفة الله عزوجل بنفي صفاته وتعطيل كماله
سواء كان هذا تعطيلاً كاملاً ظاهرًا أو تعطيلاً مبطنًا بالقول أنها رمزية
ولكل إنسان أن يفهمها كما يشاء لا أنها أخبار عن حقائق غيبية ،
فكيف يكون إيمان ؟ وكيف يكون توحيد عند هؤلاء ؟!،

(وكيف تأله القلوب من لا يسمع كلامها ولا يرى مكانها ،
ولا يحب ولا يحب ،ولا يقوم به فعل ألبته ،
ولا يتكلم ولا يكلم ولا يقرب من شيء ولا يقرب منه شيء ،
ولا يقوم به رأفة ولا رحمة ولا حنان ،
ولا له حكم ولا غاية يفعل ويأمر لأجلها )
، فلا يتصور الإيمان بمجهول ،
فكيف بمعدوم تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا .

فمعرفة الأسماء والصفات هي الطريق لمعرفة الله ،
ومعرفته طريق عبادته كما يحب ويرضى ،
والعبد يحب أن يتعرف على كل من يتعامل معه
و( الله الذي خلقنا ورزقنا ، ونحن نرجو رحمته ،
ونخاف من سخطه أولى أن نعرف أسماءه ونعرف تفسيرها ).


فلنتواصى بأن نبذل جهدًا من أجل تحصيل هذه المعرفة
بقراءة متدبرة لكلام الله فالمعرفة صفة العبد
والتعريف فعل الرب تبارك وتعالى .

ولنحذر طريق أهل البدع والفلسفة
الذين ضلوا عن معرفته ضلالاً بعيدًا وما قدروه حق قدره سبحانه .


هيفولا:o