المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتاة الأمل النابض


adnan
10-05-2013, 10:00 PM
قصة: فتاة الأمل النابض



بقلم: سيرين مجدي عبد القادر


منذ زمن بعيد .. وفي يوم ربيعي دافئ .. ولدت فتاة صغيرة سُميت سوسن .. وفرح بها جميع أهل القرية .. ولكن للأسف هذه الفتاة مات والدها عندما بلغت السادسة .. وأما والدتها فقد ماتت عندما كان عمرها احدى عشر عاماً .. وبعدها قامت عمتها على تربيتها .. وبدأت بكتابة الشعر المليئ بـ الأمل .. وبعد ذلك بخمس سنوات .. تُوفيت عمتها .. وكان عمرها آنذاك ستة عشر عاماً .. ولم يتبقى لها سوى شِعْرِهَا وأهل هذه القرية الصغيرة .. وكانت تنشر الأمل في القرية رغم حزنها وألمها .. وكانت تواجه هذا الألم عن طريق كتاباتها .. وبعدها أصبح أهل القرية يلقبونها بـ "فتاة الأمل النابض" .. لأنها كانت تعطي الأمل رغم حزنها وألمها .. وبعد عدة سنوات .. جاء إلى هذه القرية شاعر مشهور ومعروف في المدينة .. ولكنه أخفى هويته عن هذه القرية .. وكان في ذلك الوقت حالة وفاة لوالدة إحدى فتيات أهل القرية .. وكانت تبكي بكاءً جمّاً .. فجائت بطلتنا وقالت لها: لا تبكي .. فهذه أقدار مكتوبة .. هيا ابتسمي .. واطبعي في قلبك الأمل .. لأن الأعمار محسومة .. وجميعنا في النهاية ميتون .. فتبسمت تلك الفتاة .. وقالت لها: لا بأس .. فأنت لم تبكين مثل بكائي عندما مات والديك .. بل حاربت الحزن واليأس .. فأنت قدوتنا الحسنة التي نهتدي بها .. فتعجب شاعرنا وقال: من هذه الفتاة التي جعلت الأخرى تبتسم؟ فقال أحد رجال أهل القرية: إنها فتاة الأمل النابض .. فنظر بتعجب .. وقال: هل إسمها فتاة الأمل النابض؟ قال الرجل: لا .. إن إسمها سوسن .. ونحن نلقبها في القرية بإسم "فتاة الأمل النابض" .. لأن هذه الفتاة مات والدها وكان عمرها في السادسة بسبب حريق .. أنقذ فيه والدها أهل القرية .. وأما والدتها فقد توفيت عندما كانت والدتها طبيبة .. وفي ذلك الوقت أصيب أهل القرية بمرض وبائي قاتل .. فانتقل المرض إليها .. ولم يكن الدواء يكفي لها وماتت .. وبعدها اكملت عمتها تربيتها .. ثم عندما بلغت سوسن في السادس عشر من العمر .. توفيت عمتها .. وبعد كل هذه الأحداث .. كانت سوسن تنشر الأمل في هذه القرية .. وتحارب الحزن والألم بمفردها .. ولذلك لقبناها بـ "فتاة الأمل النابض" .. ابتسم شاعرنا وقال للرجل: هلا أريتني أين منزلها؟ ووافق الرجل وأراه منزلها .. ثم دق الشاعر جرس منزل سوسن .. وقال لها: أنا الشاعر فارس .. سمعت قصتك وأريد أن أرى ما كتبت .. فقالت له: إذا كنت الشاعر فارس حقاً .. قل لي بعضاً من أشعارك .. وفي أي عمر بدأت كتابة الشعر .. فأخبرها وكانت أجوبته صحيحة .. فقالت: تفضل .. لقد كتبت في هذا الدفتر جميع خواطري وأشعاري وجميع كتاباتي .. فقال لها: هلا سمحت لي أن آخذ دفترك هذا لكي أكمل فيه القرائة .. قالت: نعم .. ولكن أرجوك أن لا تنشرها في المدينة .. قال: لا تقلقي .. فأنا سوف أبقى اليوم في القرية .. وغداً سوف أغادر هذه القرية صباحاً .. وسوف أعيد لك دفترك في البريد .. فقالت له: حسناً .. لا بأس .. وفي اليوم الثاني .. جاء لـ سوسن بريد من الشاعر فارس .. فكانت تعتقد أن في هذا البريد دفترها الذي تكتب فيه أشعارها .. ولكن كانت المفاجئة أنها رسالة كتب فيها: "لقد أخذت دفترك معي إلى المدينة .. لأني أريد أن أنشر لك قصتك وقصائدك وأشعارك في الصحيفة .. وعنوان منزلي ستجدينه على خلف مغلف هذه الرسالة" .. فذهبت سوسن مسرعة إلى المدينة .. لكي تعيد دفترها .. وتمنع الشاعر فارس من نشر قصائدها .. لأن كان اعتقادها أن كل ما تكتبه لا يفيد الغير بشيء .. ولكن عندما وصلت كان قد فات الأوان .. وكانت قصتها وأشعارها منشورة في الصحيفة الخاصة للشاعر فارس .. وعندما وصلت إلى منزل الشاعر .. دقت عليه الجرس .. وقالت له: لماذا نشرت قصتي وأشعاري وأنت تعلم أنني لا أريد ذلك؟ فقال لها: هيا لأريك ما هو السبب .. فأخذها إلى خشبة المسرح .. وقال للجمهور: هذه هي فتاة الأمل النابض التي نشرت قصتها وأشعارها في صحيفتي الخاصة .. فصفق لها الجميع .. وهتفوا بصوتٍ عالٍ مراراً وتكراراً: فلتحيا فتاة الأمل النابض .. وبعد ذلك تزوج الشاعر فارس من فتاة الأمل النابض .. وعاش الجميع بسعادة وهناء .. بسبب حُسن وروعة قصائد الزوجين.