المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوم لا يدري القاتل فيما قتل


adnan
10-07-2013, 08:11 PM
الأخ / مصطفى آل حمد


حديث لا تذهب الدنيا حتى يأتي

على الناس يوم لا يدري القاتل فيما قتل

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1419320f409affeb&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1

السؤال :

سمعت حديثا عن يوم القيامة ولا أعرف نصه بالتحديد ، ولكنني سوف

أكتب لكم معنى الحديث ، وأرجو أن تصححوه إذا احتاج لذلك

وأن تشرحوا الحديث لي . يقول الحديث فيما معناه :

( يكثر القتل يوم القيامة ولا يعرف من قتل فيما قتل ،

ولا يعرف القاتل لماذا قتل ، ويكون القاتل والمقتول في النار )

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث من فتن آخر الزمان التي حدثنا عنها رسول الله صلى الله

عليه وسلم مما هو كائن قبل يوم القيامة لا أثناءه ، وذلك حين يكثر الجهل

ويرفع العلم ، ويقل الصالحون ، ويكثر المفسدون ، وتقع الأحداث العظام

، فحينها يكثر القتل بين الناس ، وينتشر الهرج بينهم ، ويكون ذلك

في فتن عظيمة يحار فيها الناس ، ولا يميزون – لجهلهم ولشدة الفتن

يومئذ – الحق من الباطل ، والصواب من الخطأ ، وإنما يتحزبون لأطماع

الدنيا ، وأهواء النفس وشهواتها ، فيقع القتل ، ولا يدري القاتل

لماذا قَتَل ، ولا يدري المقتول عن سبب قتله .

عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ

عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ

فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ )

رواه مسلم (2908)

وعنه رضي الله عنه قَالَ :

قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ ، وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ

وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ

وَهُوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ ، حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ )

رواه البخاري (1036) ومسلم (157)

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال :

( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنَا

أَنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ الْهَرْجَ . قِيلَ : وَمَا الْهَرْجُ ؟

قَال :الْكَذِبُ وَالْقَتْلُ . قَالُوا : أَكْثَرَ مِمَّا نَقْتُلُ الْآنَ ؟

قَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمْ الْكُفَّارَ ، وَلَكِنَّهُ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا

حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ ، وَيَقْتُلَ أَخَاهُ ، وَيَقْتُلَ عَمَّهُ ، وَيَقْتُلَ ابْنَ عَمِّهِ .

قَالُوا : سُبْحَانَ اللَّهِ ! وَمَعَنَا عُقُولُنَا ؟ قالَ : لَا

إِلَّا أَنَّهُ يَنْزِعُ عُقُولَ أَهْلِ ذَاكَ الزَّمَانِ ، حَتَّى يَحْسَبَ أَحَدُكُمْ

أَنَّهُ عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسَ عَلَى شَيْءٍ )

رواه أحمد في " المسند " (32/409) وصححه المحققون في طبعة

مؤسسة الرسالة، وصححه الشيخ الألباني

في " السلسلة الصحيحة " (رقم/1682)

يقول القرطبي رحمه الله :

" بيَّنَ هذا الحديث أن القتال إذا كان على جهل من طلب دنيا

أو اتباع هوى ، فهو الذي أريد بقوله : ( القاتل والمقتول في النار ) "

انتهى." فتح الباري " (13/34)

ويقول الإمام النووي رحمه الله :

" وأما كون القاتل والمقتول من أهل النار فمحمول على من لا تأويل له ،

ويكون قتالهما عصبية ونحوها "

انتهى." شرح مسلم " (18/15)

والذي يتحصل من هذه الأحاديث أن القتل يكثر في آخر الزمان

ولا يكون مبرَّرًا معروف الأسباب ،

وذلك يمكن أن يقع في الحالات الآتية :

1-في حالات قتال الفتنة التي يشتبه فيها الحق بالباطل ، فلا يظهر للناس

وجه الصواب فيها، ويقع القتال بينهم ، فلا يدري حينئذ القاتل فيم قَتَل ،

ولا المقتول لماذا قُتِل ، ومعنى : ( لا يدري ) الواردة في الحديث – بناء

على هذا الوجه - أنهم لا يعرفون الحق من الباطل في الفتنة التي أدت

إلى القتل ، وإلا فهم يعرفون وقوع الفتنة نفسها .

2-وقد يقع مثل هذا القتل أيام الحروب العصبية ، التي يقع فيها القتل

بسبب التعصب للقبيلة أو الطائفة ، ويكون المقاتل جاهلا أهوجَ ،

إنما شارك في القتال لاستغاثة أهل قبيلته أو طائفته به ،

وهو لا يدري عن سبب وقوع القتال شيئا .

3-ويمكن أن يكون في حالة وقوع القتل العشوائي العام ، كالقتل بأسلحة

الدمار الشامل ، فيصاب بهذه الأسلحة كثير من الأبرياء ،

فلا يعرف المقتول لماذا قتل ، ولا يعرف القاتل لماذا قتل هؤلاء الأبرياء ،

فجملة ( لا يدري ) في الحديث على حقيقتها ، فلا القاتل ولا المقتول

يعرفان سبب القتل ، لأنه قتل عشوائي .

4-ومنه أيضا : ما يحصل من السفهاء من التحرش بالناس بالقتل

لسفاهته وحمقه والتذاذه، فيقتل الآخرين ، فيصدق عليهما الحديث .

5-ومنه أيضاً : أن المعنى ( لا يدري ) أي : الوجه الشرعي في القتل ،

كما جاء في " مرقاة المفاتيح

شرح مشكاة المصابيح " (15/352) ترقيم الشاملة: "

( لا يدري القاتل فيم قَتل )

أي : المقتول هل يجوز قتله أم لا ،

( ولا المقتول )

أي : نفسه أو أهله ( فيم قُتل ) هل بسبب شرعي أو بغيره

كما كثر النوعان في زماننا" انتهى.

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1419320f409affeb&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1

وعلى كلٍّ : نسأل الله تعالى السلامة والعافية

وأن يحفظنا والمسلمين من هذه الأحوال .

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب