المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم 10.12.1434


adnan
10-14-2013, 10:03 PM
حديث اليوم


( ممَا جَاءَ فِي : كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُعَالِجُ مِنْ التَّنْزِيلِ شِدَّةً )

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ‏:‏
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ
رضى الله تعالى عنهم أجمعين

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله تعالى عنه فِي قَوْلِهِ تَعَالَى‏:‏

}‏لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ‏ {

( قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُعَالِجُ مِنْ التَّنْزِيلِ شِدَّةً وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ‏. )

فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏ رضى الله تعالى عنهما:‏

( فَأَنَا أُحَرِّكُهُمَا لَكُمْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
–صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -يُحَرِّكُهُمَا‏.‏

وَقَالَ سَعِيدٌ‏:‏

( أَنَا أُحَرِّكُهُمَا كَمَا رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ
يُحَرِّكُهُمَا -فَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ- )

فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى‏:‏

‏ } ‏لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ
إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ‏ {

‏ ( قَالَ‏:‏ جَمْعُهُ لَكَ فِي صَدْرِكَ وَتَقْرَأَهُ‏. )

‏ }‏فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ {

‏ ( قَالَ‏:‏ فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ‏.)

‏ }‏ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ {

( ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ‏ )‏

فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمَعَ
فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -كَمَا قَرَأَهُ‏.‏

الشــــــــــــــــــروح

قوله‏:‏ ‏( ‏حدثنا موسى بن إسماعيل ‏)‏

هو أبو سلمة التبوذكي، وكان من حفاظ المصريين‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ حدثنا أبو عوانة ‏)‏

هو الوضاح بن عبد الله اليشكري مولاهم البصري
كان كتابه في غاية الإتقان‏.‏

وموسى بن أبي عائشة لا يعرف اسم أبيه،
وقد تابعه على بعضه عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير‏.‏

قوله‏:‏ ‏( ‏كان مما يعالج‏ )‏

المعالجة محاولة الشيء بمشقة، أي‏:‏ كان العلاج ناشئا من تحريك
الشفتين، أي‏:‏ مبدأ العلاج منه، أو ‏"‏ ما ‏"‏ موصولة وأطلقت على
من يعقل مجازا، هكذا قرره الكرماني، وفيه نظر لأن الشدة حاصلة
له قبل التحرك، والصواب ما قاله ثابت السرقسطي أن المراد
كان كثيرا ما يفعل ذلك

قوله‏:‏ ‏( ‏فقال ابن عباس رضى الله تعالى عنهما فأنا أحركهما‏ )‏

جملة معترضة بالفاء، وفائدة هذا زيادة البيان في الوصف على القول،
وعبر في الأول بقوله ‏"‏ كان يحركهما ‏"‏ وفي الثاني برأيت،
لأن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما لم ير النبي -صلى الله عليه وسلم –
في تلك الحالة، لأن سورة القيامة مكية باتفاق، بل الظاهر أن نزول
هذه الآيات كان في أول الأمر، وإلى هذا جنح البخاري في إيراده هذا
الحديث في بدء الوحي، ولم يكن ابن عباس إذ ذاك ولد، لأنه ولد قبل
الهجرة بثلاث سنين، لكن يجوز أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم –
أخبره بذلك بعد، أو بعض الصحابة أخبره أنه شاهد النبي -صلى الله عليه وسلم –
الأول هو الصواب، فقد ثبت ذلك صريحا في مسند
أبي داود الطيالسي قال‏:‏ حدثنا أبو عوانة بسنده‏.‏

قوله‏:‏ ‏( ‏فحرك شفتيه ‏)‏
وقوله‏:‏ فأنزل الله ‏( ‏لا تحرك به لسانك ‏)‏

لا تنافي بينهما، لأن تحريك الشفتين، بالكلام المشتمل على الحروف
التي لا ينطق بها إلا اللسان يلزم منه تحريك اللسان

قوله‏:‏ ‏( ‏جمعه لك صدرك ‏)

‏ كذا في أكثر الروايات وفيه إسناد الجمع إلى الصدر بالمجاز، كقوله‏:
‏ أنبت الربيع البقل، أي‏:‏ أنبت الله في الربيع البقل، واللام في ‏"‏ لك ‏"‏
للتبيين أو للتعليل‏.‏