المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً ( 08 - 30) / عبد الدائم الكحيل


adnan
10-14-2013, 10:11 PM
الأخ المهندس / عبدالدائم الكحيل

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

باحث الإعجازات فى القرآن الكريم


يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً


لنتأمل هذا الكون الرائع وكيف تتألق أرضنا في هذا الفضاء ؟

وكيف تسبح هذه الأرض في ظلام دامس

يشهد على عظمة الخالق تبارك وتعالى ؟

ندما نذهب في رحلة إلى أغوار الكون فإننا نجد الظلام يلف أرجاءه

ونجد أن الليل هو الأساس الذي يشغل النسبة العظمى من هذا الكون .

والذي يجلس في مركبته الفضائية خارج الأرض

ويراقب هذه الكرة الرائعة ( الكرة الأرضية ) يجد الظلام من حولها

والليل يغشاها من كل جانب ما عدا طبقة رقيقة هي طبقة النهار !


وعندما نلتقط صوراً للكرة الأرضية وهي تدور حول نفسها

ونُسرع هذه الصور

فإننا نرى بوضوح التلاحق والتعاقب المتتالي للظلام والضوء .

وكأن الظلام يلحق بهذه الطبقة الرقيقة من الضوء دون أن يسبقها !

إن فيلماً كهذا عن حركة الأرض

وتداخل النهار في الليل وتداخل الليل في النهار ،

يتطلب جهوداً وأموالاً ومراكب فضائية وأجهزة ... ومئات من الباحثين ...

من عظمة القرآن : أنه يصور لنا هذا الفيلم بدقة تامة وبكلمات قليلة !

وتفكر معي في هذا المشهد القرآني عن الليل والنهار .



وكيف أن الليل هو الذي يغشى النهار ويلحقه باستمرار حثيثاً ؟



قال تعالى :



{ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا }

[ الأعراف :54 ]



ثم نجد في آية أخرى تصويراً رائعاً لسباق الليل والنهار:



{ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ }

[ يس : 40 ]

أما عن تداخل الليل في النهار والعكس :

فيخبرنا البيان الإلهي عن هذه العملية بقوله تعالى :

{ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ }

[ الحديد : 6 ]

ولو تعمقنا أكثر في آيات الرحمن

نجد أن الله تعالى قد حدثنا عن أن الليل فوق النهار !

فطبقة النهار المضيئة : هي طبقة رقيقة على وجه الأرض

ولكن يحيط بها الظلام من فوقها بشكل مُحكم .



لذلك يقول تعالى عن هذا المشهد :



{ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ }

[ الزمر : 5 ]

إذن هنالك تكوير ودوران دائم لليل على النهار والعكس بالعكس .

ومعنى التكوير : الالتفاف والإحاطة

ولاحظ معي أن جميع هذه الآيات تبدأ بالليل ثم النهار

للدلالة على أن الظلمة هي الأساس في الكون !

فعندما يتحدث سبحانه وتعالى

عن الخلق يبدأ بالليل فيقول :

{ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَ النَّهَارَ}

[ الأنبياء : 33 ]

وعندما يتحدث سبحانه وتعالى

عن تقلب الليل والنهار أيضاً يبدأ بالليل :

{ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ }

[ النور : 44 ]

حتى صورة الاختلاف بين الليل والنهار أيضاً

يبدؤها الله بالليل فيقول :

{ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ }

[ آل عمران : 190 ]

حتى إنه في القرآن سورة اسمها سورة الليل ،

رقم هذه السورة في المصحف هو ( 92 ) ،

والعجيب أن كلمة ( الليل ) ومشتقاتها في القرآن

تكررت بالضبط ( 92 ) مرة بنفس رقم سورة الليل .

فتأمل هذا التوافق : هل جاء بالصدفة ؟

أم أن الله تعالى أراد لكتابه الكريم أن يكون محكماً كيفما نظرنا إليه ،

لغوياً أو علمياً أو عددياً !!

يقول تعالى :

{ كتاب أُحكمت آياته ثم فصّلت من لدن حكيم خبير }

[ هود : 1 ]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم / عبد الدائم الكحيل