المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبتي عيد الأضحى من المسجد النبوي : عيد الأضحى .. آداب و فضائل و أحكام


adnan
10-17-2013, 09:08 PM
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبد الرحمن الحذيفي - حفظه الله –

خطبتي عيد الأضحى بعنوان :



عيد الأضحى .. آداب وفضائل وأحكام



والتي تحدَّث فيها عن آداب وفضائل وأحكام عيد الأضحَى،

وذكرَ بعضَ معانِي العيد في الإسلام،

ثم نبَّه إلى وجوب الاعتِناء بأركان الإسلام من صلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ وحجٍّ،

وما يتبَعُ ذلك من أعمالٍ صالحة ينبغي الحِرص عليها، ومناهٍ يجبُ اجتنابُها.



https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=141c643bcba29803&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)



الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،

لا إله إلا الله، والله أكبر، ولله الحمد.



الله أكبر كلما تفضَّل الله بالنِّعَم على أهل الأرض والسماوات،

الله أكبر كلما جرَت الأقدارُ على المخلوقات،

الله أكبر كلما توجَّهت القلوبُ إلى بارئِها بالدعوات،

الله أكبر كلما ضجَّت الأصواتُ بأنواع الحاجات إلى الربِّ الرحيم الذي يُنزِلُ الخيرات،

ويدفعُ السيئات،

الله أكبر كلما سكَبَ العابِدون في المشاعر المُقدَّسة من العَبَرات.



الحمد لله العزيز الوهَّاب، مُجرِي السحاب، الذي أنزلَ الكتابَ فأحيا به القلوبَ بعد موتها،

وبصَّر به من العمَى، وأسمعَ به بعد صمَمِ الآذان،

فسبحان ربِّنا القادرِ على كل شيءٍ، سبَقَت رحمتُه غضبَه،

لا إله إلا الله الرحيمُ التوابُ.



دبَّر خلقَه بعلمِه وقُدرته وحكمته، ونفَذَت فيهم مشيئتُه، دعاهم إلى العمل الصالح،

ووعَدهم عليه أعظمَ الثواب، ونهاهم عن الأعمال السيئة، وتوعَّد على ذلك بالعذابِ،

قال الله تعالى:



{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا }

[ النساء: 40 ].



وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أعزَّ جُندَه، ونصرَ عبدَه، وهزَمَ وحده الأحزاب،

وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبده ورسوله بعثَه الله

بمِلَّة إبراهيم - عليه الصلاة والسلام -، فأقامَ به الدينَ، وأتمَّ به الإسلامَ،

وجعلَ الله أمَّتَه خيرَ أمَّةٍ أُخرِجَت للناسِ،

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمدٍ،

وعلى آله وصحبِه صلاةً وسلامًا مُباركًا إلى يوم الحِساب.



https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=141c643bcba29803&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)



فاتقوا الله حقَّ تقواه؛ فمن اتَّقى اللهَ بفعلِ ما أمر، وتركِ ما نهَى، أصلحَ الله دُنياه،

وأحسنَ عاقبتَه في أُخراه، وفازَ بالخيرات في حياته وبعد مماته.



عباد الله :



إن لكل أمةٍ عيدًا يشتملُ على عقيدتها، ويُوحِّدُ كلمتَها، ويربِطُ بين أمَّتها،

ويظهر فيه سُرورُها، وتلبَسُ فيه زينتَها وبهجتَها، قال الله تعالى:



{ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ

فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ }

[ الحج: 67 ].



قال ابن عباس - رضي الله عنهما -:



[ منسَكًا؛ أي: عيدًا ]



والعيدُ ما يعودُ في يومٍ معلومٍ، وقد جعلَ الله تعالى لكلِّ أمةٍ عيدًا؛

إما عيدًا قدَريًّا، وإما عيدًا شرعيًّا. فإن كان العيدُ من أعياد الجاهلية، أو عيدًا مُحرَّفًا،

فهو بقضاء الله وقدَره، وهو يضُرُّ ولا ينفعُ،

وإن كان العيدُ شرعًا من الله تعالى فهو العيدُ الذي يعُمُّ نفعُه، ويكثُرُ خيرُه،

وتتضاعفُ بركاتُه.



ونحن - معشر المسلمين - قد جعلَ الله لنا عيدَيْن مُبارَكَيْن،

وشرعَهما في زمانَيْن فاضِلَيْن تتضاعَفُ فيهما الحسنات، وتُكفَّرُ السيئات؛

فقد شرعَ الله لنا عيدَ الفِطر بعد صيام رمضان وقيام ليالِيه،

فكان بدايةً للتمتُّع بما أحلَّ الله من الطيبات من غير إسرافٍ ولا عُدوانٍ،

فيأخُذُ البدنُ نصيبَه مما أباحَه الله؛ استِعانةً على طاعة الله - عز وجل -،

وقوَّةً على عبادة الربِّ - جل وعلا -.



وعيد الأضحى بعد أعظم رُكنٍ من أركان الحجِّ، وفي يوم أعمال الحجِّ الكثيرة،

عن أنس - رضي الله عنه - قال:

قدِمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ ولهم يومان يلعبون فيهما، قال:



( ما هذان اليومان؟

قالوا: كنا نلعبُ فيهما في الجاهلية،

فقال: قد أبدلَكم الله خيرًا منهما: يوم الأضحى ويوم الفِطر )

رواه أبو داود، والنسائي.



وللعيدَيْن في الإسلام معانٍ عظيمةٌ سامِيةٌ، وحِكَمٌ بالغةٌ قيِّمةٌ، وآثارٌ نافعةٌ،

وبركاتٌ عامَّةٌ، يعرِفُها من تفكَّرَ فيها، أو أُرشِدَ إليها؛ فمن هذه المعاني العظيمة،

والحِكَم البالغة، والبركات النافعة:



تحقيقُ التوحيد لربِّ العالمين؛ فالصلاةُ بالقراءة فيها وأذكارها وأفعالها وأعمال القلوب

في هذه الصلاة؛ من الإخلاص، والخشوع، والطمأنينة، والرغبة، والخوف،

وغير ذلك، كل هذا توحيدٌ لربِّ العزَّة والجلال.

adnan
10-17-2013, 09:09 PM
وتحقيقٌ للاقتِداء بسيِّد البشر نبيِّنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -.



وما يتقدَّمُ صلاةَ العيدَيْن من الذكرِ والتكبير تعظيمٌ لشأن الله،

وإجلالٌ لعظمته وكبريائه وعِزَّته وجبروته، وإخبارٌ بأنَّ الربَّ - جل وعلا –

أكبرُ في قلب المُسلم من كل ما يعُوقُه، أو يُثبِّطُه،

أو يصرِفُه عن عبادة الله وطاعته من لذَّات الدنيا، وطاعة الشيطان،

قال الله تعالى:



{ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)

لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }

[ الأنعام: 162، 163 ].



وكرامةُ الإنسان وعِزُّه في توحيد الله - سبحانه -، وخِذلانُه ومهانتُه

وخُسرانُه في الشِّركِ بربِّ العالمين - تبارك وتعالى -،

قال الله تعالى:



{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا

أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6)

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7)

جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا }

[ البينة: 6- 8 ].



ومن أضلُّ ممن يدعو مخلوقًا ولا يدعُو الخالقَ،

ومن أخسرُ عملاً ممن يتوكَّل على مخلوقٍ، ويرجُوه، وينذُرُ له، ويستغيثُ به،

ولا يتوكَّل على الخالق - سبحانه - ولا يرجُوه، ولا ينذُرُ له، ولا يستعينُ به،

ولا يستغيثُ به، ومن حقَّقَ التوحيدَ لله تعالى دخلَ الجنةَ بغير حسابٍ ولا عذابٍ.



ومن معاني العيدَيْن، والحِكَم فيهما، وعموم منافعِهما: نشرُ شرائع الإسلام،

وإعلانُها في الجُمَع والأعياد وجُموع المُسلمين؛ ليَعِيَها الكبيرُ والصغيرُ، والذكرُ والأنثى،

والعالِمُ وغيرُه، وينقُلَها الجيلُ عن الجيلِ فلا تُغيَّر ولا تُبَدَّل.



الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.



ومن منافع العيد وعموم خيراته وبركاته: ما يُصيبُ المُسلمين في اجتماعهم،

وما ينالُون من خير الدعاء، وتنزُّل الخير والرحمة والرِّضوان على جمعهم المُبارك،

وتفكَّروا في جلالة هذا الحديث وقدرِه:

عن أم عطية - رضي الله عنها - قالت:



[ أمَرَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن نُخرِج في الفِطرِ والأضحى العواتِقَ،

والحُيَّضَ، وذوات الخُدور، فأما الحُيَّض فيعتزِلن الصلاة،

ويشهَدن الخيرَ ودعوة المُسلمين، ويُكبِّرنَ بتكبيرهم، ويدعُون بدُعائهم،

يرجُون بركةَ ذلك اليوم وطُهرتَه ]

رواه البخاري ومسلم.



الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.



أيها المسلمون :



وإن من حِكَم العيد ومنافعه الظاهرة: تطهيرَ القلوب وإصلاحها،

وتقويةَ رواطب الأُخوَّة بين المُسلمين، والدعوةَ إلى التراحُم والتعاطُف،

واستِلال الحقد والحسد والغش والبغضاء من القلوب؛

ليكون المُجتمعُ المُسلمُ مُتعاونًا قويًّا، فاجتماعُ المُسلمين في العيد

يُقبِلُ بعضُهم على بعضٍ، ويُبادِرُ كلُّ مُسلمٍ أخاه بالسلام، ويتزاوَرون،

ويُطعِمون ويَطعَمون، ويعطِفُ الأرحام والجيران بعضُهم على بعضٍ، فتصفُو القلوب،

وتستقيمُ الأخلاق، ويتمُّ التسامُح والعفوُ عن الزلاَّت.



وهذه المعاني العظيمة من مقاصد الإسلام السامِيَة، وما أسعدَ الحياةَ بسلامة الصدور،

وما أشقاها بالحسد والعداوة بين المُسلمين، والغلِّ، وخُبث الخُلق، والغش، والمكر؛

ففي الحديث:



( مَثَلُ المسلمين في توادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم كمَثَلِ الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعَى له سائر الجسد بالسهر والحُمَّى )

رواه البخاري ومسلم.



وفي الحديث:



( ما من شيءٍ أثقلَ في الميزانِ المُؤمن يوم القيامة من خُلُقٍ حسنٍ،

وإن الله يُبغِضُ الفاحِشَ البَذِيءَ )

رواه الترمذي. وقال: "حديثٌ حسنٌ صحيحٌ".



وفي الحديث:



( ألا أُخبِركم بأهل الجنة ؟ رجلٌ رحيمٌ بذوي القُربى والمساكين،

وفقيرٌ ذو عيالٍ مُتعفِّف، ورجلٌ مخمومُ القلب - أي: لا غلَّ فيه ولا حسد )

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

adnan
10-17-2013, 09:14 PM
أيها المسلمون :



إن عيدَكم عيدٌ مُباركٌ جليلٌ، شرعَه الله في هذا اليوم الفَضيل،

وسمَّى الله هذا اليومَ يومَ الحجِّ الأكبر؛ لكثرة أعمال الحجِّ فيه،

عن عبد الله بن قُرطٍ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:



( إن أعظمَ الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القَرّ )

يعني: اليوم الذي بعده -؛ رواه أبو داود.



عباد الله :



الصلاةَ الصلاةَ؛ فإنها عمودُ الإسلام، وناهيةٌ عن الفحشاء والآثام،

حافِظوا عليها جماعةً في المساجد، ومُرُوا أهلَكم بها؛ فمن حفِظَها حفِظَ دينَه،

وضمِنَ الله له الجنة، ومن ضيَّعَها أفسدَ دُنياه، وأضاعَ نصيبَه في الآخرة،

وأُدخِل النار، قال الله تعالى:



{ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ }

[ المدثر: 42، 43 ].



وفي الحديث:



( بين الرجلِ والشركِ تركُ الصلاة )

رواه مسلم.



وفي الحديث:



( أولُ ما يُحاسَبُ عليه العبدُ الصلاةُ؛ فإن قُبِلَت قُبِلَت وسائرُ العمل،

وإن رُدَّت رُدَّت وسائرُ العمل )



فأقِيمُوا صلاتَكم بشروطها وأركانها وواجباتها وسُننها؛

لتكون شافعةً لكم عند ربِّكم، وليُصلِّ المُسلمُ صلاةَ مُودِّعٍ.



وأدُّوا زكاةَ أموالكم؛ فقد أعطاكم الله الكثيرَ، وفرضَ عليكم اليسير؛

فالزكاةُ بركةٌ في المال، وحفظٌ له من الآفات، وحقٌّ لله تُصرَفُ في الفقراء وأصنافها،

وما خالطَت مالاً إلا محقَت بركتَه، وعرَّضَته للهلاك،

وباءَ مانِعُها بغضب الله - تبارك وتعالى -،

عن عائشة - رضي الله عنها :

عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:



( ما خالطَت الصدقة - أو قال: الزكاةُ - مالاً إلا أفسَدَته )

رواه البزَّار.

وفي الحديث:



( من آتاه الله مالاً فلم يُؤدِّ زكاتَه مُثِّلَ له يوم القيامة شُجاعًا أقرع - أي: ثُعبان –

له زبيبتان، يُطوِّقُه يوم القيامة، يأخذ بلهزَمَته - يعني: شِدقَيْه -،

ثم يقول: أنا مالُك، أنا كنزُك )

رواه البخاري ومسلم.



ولو أدَّى الأغنياءُ زكاةَ أموالهم ما بقِيَ فقيرٌ، وسيخصمُونهم عند الله،

عن أنس - رضي الله عنه :

عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:



ويلٌ للأغنياء من الفقراء يوم القيامة،

يقولون: ربَّنا ! ظلَمونا حقوقَنا التي فرَضتَ لنا عليهم )

رواه الطبراني.



ومالُك - يا ابن آدم - هو ما تُقدِّم لا ما تُؤخِّرُ للوارث.

وأكثِرُوا من الصدقاتِ تنالُوا كلَّ خيرٍ، ويُصرَف عنكم كلُّ شهرٍ.

وصُوموا شهرَكم ففيه رِضوانُ ربِّكم.



ومن لم يُؤدِّ فريضةَ الحجِّ فليُعجِّل بالحجِّ، فما يدري ماذا يعرِضُ له إذا فاتَت الفرصةُ،

لا ينفعُ ندمٌ ولا يُدرَك زمانٌ مضى. فأقيمُوا أركان الإسلام؛

فإن الأعمال الصالحات تَبَعٌ لها.



الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.



عباد الله:



عليكم ببرِّ الوالدَين وصِلة الأرحام، والإحسان إلى المساكين والأيتام؛

فإنَّ ذلك من أفضل أعمال الإسلام،

وفي الحديث:



( ابغُوني في الضعفاء؛ فإنما تُنصَرون وتُرزَقون بضُعفائكم )

وفي الحديث:



( رِضا الله في رِضا الوالدَين، وسخَطُ الله في سخَطِ الوالدَين )

ومُروا بالمعروف، وانهَوا عن المنكر؛ فهما حارِسا الإسلام، وصلاحُ المُجتمع،

والأمانُ من العقوبات،

وفي الحديث:



( والذي نفسي بيده؛ لتأمُرنُّ بالمعروف، ولتنهوُنُّ عن المُنكر،

أو ليُوشِكَنَّ الله أن يبعثَ عليكم عقابًا منه، ثم تدعونه فلا يستجيبُ لكم )

رواه الترمذي.



وأوفوا بالعقود والشروط التي تتراضَون عليها، وليلتزِم كلُّ طرفٍ بما أوجبَه على نفسه

للطرفِ الآخر في الصُّلح، والمُعاملات، والمقاولات، قال الله تعالى:



{ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ }

[ الأعراف: 85 ]

وقال - عز وجل -:

adnan
10-17-2013, 09:15 PM
{ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ }

[ البقرة: 188 ]

وفي الحديث:



( من غشَّ فليس منَّا ).

وإياكم والشركَ بالله تعالى؛ فإنه أعظمُ الذنوب والآثام،

قال الله تعالى:



{ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ }

[ المائدة: 72 ].



وإياكم وقتلَ النفس التي حرَّم الله؛ فإن الله - تبارك وتعالى –

قد وعدَ على ذلك العذابَ العظيم،

وفي الحديث:



( قتلُ المؤمنِ أعظم عند الله من زوال الدنيا )

رواه النسائي من حديث بُرَيدة.



وإياكم والزنا؛ فإنه عارٌ وخسارٌ ونارٌ، قال تعالى:



{ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا }

[ الإسراء: 32 ]

عن الهيثم بن مالك الطائيِّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:



( ما من ذنبٍ بعد الشركِ أعظمَ عند الله من نُطفةٍ وضعَها رجلٌ في رحِمٍ لا يحِلُّ له )

رواه ابنُ أبي الدنيا.



وإياكم والربا؛ فإنه نارٌ وشنارٌ، ومحقٌ للمال وذهابٌ لبرَكَته، قال الله تعالى:



{ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا }

[ البقرة: 276 ].

وإياكم والعدوان على أموال الناس، واقتِطاع حقوقِهم،

ولاسيَّما الضعفاء واليتامى والأرامل؛

ففي الحديث:



( من اقتطعَ شبرًا من الأرض طوَّقَه الله إياه من سبع أرضين يوم القيامة )

رواه البخاري ومسلم.



واحذَروا الغِيبةَ والنميمةَ؛ فما أسوأَ أثَرَها، وما أعظمَ ضررَها.

وإياكم والمُسكِرات والمُخدِّرات؛ ففيها غضبُ الربِّ - سبحانه -،

وفي الحديث:



( من مات وهو يشربُ الخمرَ فلم يتُب سقاه الله من طينة الخَبَال )

( عُصارة أهل النار )



والمُخدِّرات تُفسِدُ العقل، وتمسخُ الإنسانَ، وينعدِمُ معها الرُّشدُ والتدبير،

وتُغيِّرُ الفِطرة. والدخانُ من أخبث المُخدِّرات، وهو بابُ شرٍّ لكل مُسكِر ومخدِّر،

وشرٌّ كلُّه، وضررٌ لا نفعَ فيه.



وإياكم والإسبالَ في الثياب، والكِبرياءَ والتفاخُرَ؛

ففي الحديث:



( لا يدخلُ الجنةَ من كان في قلبه مِثقالُ ذرَّةٍ من كِبر )

رواه مسلم.



معشر النساء :



اتَّقينَ اللهَ تعالى، وتمسَّكنَ بشرائع الدين،

واحفَظنَ وصايا النبي - صلى الله عليه وسلم - لَكُنَّ في العيد،

عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال:



( أقبلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يشُقُّ صفوفَ الرجال،

حتى أتى النساءَ في العيد مع بلالٍ، فقرأَ قولَه تعالى:



{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا

وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ

وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ

وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }

[الممتحنة: 12]،

ثم قال: أنتُنَّ على ذلك؟

فقالت امرأةٌ: نعم يا رسول الله )



وقال لامرأةٍ المُبايَعة:



( ولا تنُوحِي ولا تبرَّجِي تبرُّج الجاهليَّة الأولى )

رواه أحمد.



أيتها المرأة المسلمة !



كوني خيرَ أمٍّ في بناء الأسرة على تقوى الله، وإعداد الأطفال،

وعلى إعداد الشباب على كل فضيلةٍ، وإبعادهم من كلِّ رذيلةٍ،

وتربيتهم على حبِّ الله ورسوله، والاقتِداء بالسلف الصالح،

وكوني خيرَ مُساعدٍ للزوج إلى بلوغ هذه الغاية النبيلة.



قال الله تعالى:



وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ

الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ

وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }

[ آل عمران: 133، 134 ].



بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

adnan
10-17-2013, 09:27 PM
الله أكبر عدد من أمَّ البيتَ الحرامَ من إنسٍ وجانٍّ،

الله أكبر عدد ما تقرَّب به الطائِعون لله من قُربان،

الله أكبر عدد ما أحصاه الكتابُ من بيان،

الله أكبر عظيمُ السلطان، شديدُ البرهان، قويُّ الأركان،

ما لم يشأ الله لم يكن وما شاء كان.



الحمد لله ذي العِزَّة والجلال والإكرام، ذي المُلك الذي لا يُرام، والجبروت الذي لا يُضام،

أحمدُ ربي وأشكره على كثير الإنعام،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،

له المُلك وله الحمدُ الملكُ القدوسُ السلامُ،

وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسوله المُفضَّلُ على الأنام،

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه الكرام.



https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=141c643bcba29803&attid=0.8&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)



فاتقوا الله وأطيعوه؛ يُصلِح لكم أعمالَكم، ويغفِر لكم ذنوبَكم.



عباد الله :



إن يومَكم هذا يومٌ عظيمٌ، يومٌ يتقرَّبُ فيه الحُجَّاجُ لربِّهم بالقرابين

وأعمال الحج ابتِغاءَ مرضاة الله،

ويتقرَّبُ فيه من لم يحُجَّ من المُسلمين بذبح الأَضحية للربِّ - عز وجل –

اقتِداءً بالخليل أبِينا إبراهيم - عليه الصلاة والسلام -،

واقتِداءً بسيد البشر نبيِّنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم –

الذي بعثَه الله بمِلَّة إبراهيم - عليه الصلاة والسلام -.



ومن تكريم الله لهذه الأمة أن ربَطَها بتاريخها المجيد، تاريخ الهداية والتوحيد،

تاريخ الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام -،

قال الله تعالى:



{ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }

[ الأنبياء: 92 ].



عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال:



( قالوا: يا رسول الله ! ما هذه الأضاحي ؟

قال : سُنَّةُ أبيكم إبراهيم

قالوا: ما لَنا فيها ؟

قال: بكلِّ شعرةٍ حسنةٌ )

رواه أحمد، وابن ماجه.



وذلك أن أبانا إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - أمَرَه الله بذبحِ ابنِه إسماعيل

في رُؤيا نومٍ ليمتحِنَ محبَّتَه لربِّه، فبادرَ إلى ذبح ابنه مُسارِعًا،

واستسلَم الابنُ طائعًا، فأضجَعَه وأمرَّ السكين على حلقِه بقوَّةٍ،

فحالَ الله بقُدرته بين السكِّين وبين النُّفُوذ بحَلْقِه، قال الله تعالى:



{ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ

(105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ }

[ الصافات: 104- 107 ].



وفازَ أبونا إبراهيم بهذه المكْرُمة ومقام الخُلَّة فلم يعدِل بها ولدًا

ولا وطنًا ولا مالاً ولا أهلاً ولا عشيرةً، وحتى نفسُه جادَ بها للنار في محبَّة الله تعالى،

فكانت بردًا وسلامًا عليه.



ولم ينَل الخُلَّة إلا إبراهيم - عليه الصلاة والسلام -، ونبيُّنا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم



والأُضحيةُ من أعظم الطاعات،

عن عائشة - رضي الله عنها :

أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:



( ما عمِلَ ابنُ آدم يوم النحر عملاً أحبَّ إلى الله من إهراق دمٍ،

وإنها لتأتي يوم القيامة بقُرونها وأظلافِها وأشعارها،

وإن الدمَ ليقَعُ من الله بمكانٍ قبل أن يقعَ من الأرض، فطِيبُوا بها نفسًا )

رواه ابن ماجه، والترمذي.



واعلموا أنه لا يُجزِئُ في الأُضحِية المريضَة البَيِّنُ مرضُها، ولا العَجفَاء البَيِّنُ ضعفُها.



ولا يُجزِئُ من الإبل إلا ما تمَّ له خمسُ سنين، ولا من البقر إلا ما تمَّ له سنَتَان،

ولا من المَعْزِ إلا ما تمَّ له سنةٌ، ولا من الضأن إلا ما تمَّ له ستةُ أشهر،

وتُجزِئُ الشاةُ عن الرجل وأهل بيته، وتُجزئُ الناقةُ عن سبعة، والبقرة عن سبعة.



والسُّنَّةُ نحرُ الإبلِ معقولةَ اليد اليُسرى قائمةً مُستقبِلةً القِبلَة،

والبقرُ والغنمُ للقِبلَة على جنبِها الأيسرَ مُضطجِعةً على الأرض،

ويجبُ أن يقول عند الذبحِ:

"بسم الله"،

ويُستحبُّ أن يزيدَ:

"والله أكبر، اللهم هذا منك ولك".



ويَذبحُ بعد صلاة العيد، ولا تُجزِئُ قبلَه،

ويُستحبُّ أن يأكلَ ثُلُثًا ويُهدِي ثُلُثًا ويتصدَّقُ بثُلُثٍ، ولا يُعطِي الجزَّارَ أجرتَه منها.

ووقتُ الذبح يوم النحر وثلاثة أيامٍ بعده.



الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.



عباد الله :



تذكَّروا ما أنتم قادِمون عليه من الموت وما بعده من الأهوال العِظام،

والأمور الجِسام، والحساب والعذاب،

وتفكَّروا في الأُمم الماضية الذين مُتِّعوا بهذه الدنيا ثم زالُوا وقدِموا على أعمالِهم.



واعلموا أنه ليس السعيدُ من أدركَ العيد، ولا من أُوتِيَ اللِّباسَ والمركَبَ والمتاعَ الجديد،

ولا من أتَتْه الدنيا على ما يُريد؛ لكن السعيدُ من اتَّقَى اللهَ العزيزَ الحميد،

وفازَ بجنَّة الخُلد التي لا تَبيد، ونجا من عذابِ النارِ الشديد.



عباد الله :



اشكُروا اللهَ واحمَدوه على نِعَمه التي لا تُعدُّ ولا تُحصَى يزِدكم من فضلِه،

اشكُروا ربَّكم على الإيمان، وعلى نِعمة الأمن في الأوطان، وعلى العافية في الأبدان،

وعلى تيسُّر الأرزاق، وتوفُّر المصالِح، وتحقُّق الآمال،

وعلى دفعِ الفتن والضلال، وعلى اجتِماع الكلمة، وصلاح الأحوال.



أيها المسلمون :



ومع السرور ببركة العيد تذكَّرُوا المُسلمين الذين نزَلَت بهم المصائِب،

والذين شُرِّدوا من ديارِهم، وهُدِّمَت عليهم دُورُهم فشُرِّدوا.

فادعُوا الله - تبارك وتعالى - لهم، واسأَلوا الله - تبارك وتعالى - أن يُفرِّجَ عنهم،

وأن يحقِنَ دماءَهم، ويحفظَ دينَهم وأعراضَهم.



عباد الله :



{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }

[ الأحزاب: 56 ]

وقد قال - صلى الله عليه وسلم -:



( من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليها بها عشرًا )



اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،

اللهم وارضَ عن الخلفاء الراشدين،

وعلى الأئمة المهديين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ،

وعن سائر أصحاب نبيِّك أجمعين، وعن التابعين ومن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين.



اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،

اللهم انصُر دينَك وكتابَك وسُنَّة نبيِّك يا رب العالمين.



اللهم احقِن دماءَ المسلمين،

اللهم احفَظ المسلمين في كل مكان، واحقِن دماءَهم،

واحفَظ أعراضَهم وأموالَهم يا رب العالمين،

واكفِهم شُرورَ أنفسهم وشُرورَ أعدائِهم، إنك على كل شيء قدير.



اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلِح اللهم وُلاةَ أمورنا.



اللهم وفِّق خادمَ الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضى،

ولما فيه الخيرُ يا رب العالمين لهذه الأمة إنك على كل شيءٍ قدير،

اللهم وفِّق وليَّ عهده لما تُحبُّ وترضى، ولما فيه الخيرُ للإسلام والمُسلمين،

اللهم وفِّق نائِبَه الثاني لما تحبُّ وترضَى يا رب العالمين.



اللهم إنا نسألُك أن تغفِر لموتانا وموتى المسلمين يا رب العالمين،

اللهم اغفر لهم وارحمهم.



اللهم أعِذنا من شُرور أنفُسنا وسيِّئات أعمالنا.



الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

أعادَ الله عليَّ وعليكم من برَكَة هذا العيد، وأمَّنَنا وإياكم يوم الخوف في يوم الوعيد.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.