المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا


adnan
10-20-2013, 10:53 PM
الأخت / المـلكــة نــور





{ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا }

بقلم : محمد إسماعيل عتوك

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=141d5b34193d9743&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)



قال الله تعالى في أهل النار:



{ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا

حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ

يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى

وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ }

[ الزمر : 71 ]



ثم قال تعالى في أهل الجنة :



{ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا

حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا

وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }

[ الزمر : 73 ]



فأدخل واو الجمع على جواب { حَتَّى إِذَا } في آية أهل الجنة ،

ونزعها منه في آية أهل النار .



والسؤال الذي يتردد كثيرًا :

لمَ أدخلت هذه الواو في الآية الثانية على ؟

الجواب : و نزعت منه في الآية الأولى ، والكلام في الموضعين واحد .



ولعلماء النحو والتفسير في الإجابة عن ذلك أقوال :

أذكر بعضها ، وأبدأ بقول الفرَّاء - شيخ الكوفيين :

وكان قد علل لدخول هذه اللام في الآية الثانية ، و سقوطها من الآية الأولى ،

فقال :” العرب تدخل الواو في جواب { لَمَّا } ، و{ حَتَّى إِذَا } ، وتلقيها ؛



فمن ذلك قول الله :



{ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا }

[ الزمر : 73 ]



وفي موضع آخر : { وَفُتِحَتْ } ، وكلٌّ صواب .

وعلى هذا القول جمهور الكوفيين .



أما سيبويه - شيخ البصريين :

فقد حكى لنا رأيَ أستاذه الخليل بن أحمد في الآية الثانية ،



فقال : سألت الخليل عن قوله جل ذكره :



{ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا }

[ الزمر : 73 ]



أين جوابها ؟



وعن قوله جل وعلا :



{ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ }

[ البقرة : 165 ]



فقال : إن العرب قد تترك في مثل هذا الخبر الجواب في كلامهم ،

لعلم المخبَر لأي شيء وُضِع هذا الكلام .



أما الأخفش فحكى عن الحسن - رضي الله عنه :



أنه فسر الآية الثانية على إلقاء الواو من قوله تعالى :



{ وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا }

[ الزمر : 73 ]



ثم قال : " فالواو في مثل هذا زائدة " .

وقال في موضع آخر : " وإضمار الخبر أحسن في الآية " .

ومراده بإضمار الخبر : حذف

الجواب : وهو مذهب الخليل و سيبويه وجمهور البصريين .



فعلى قول الفراء وجمهور الكوفيين يكون جواب : { حَتَّى إِذَا }



في الآيتين قوله تعالى :



{ فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا }

[ الزمر : 73 ]



وجوَّزه الإمام الطبري في أحد قوليه .



وعلى قول الخليل وسيبويه وجمهور البصريين يكون الجواب :

في الآية الثانية محذوفًا لعلم المخاطب .



وعلى قول الحسن - رضي الله عنه - يكون الجواب : مذكورًا



وهو قوله تعالى :



{ وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا }

[ الزمر : 73 ]

adnan
10-20-2013, 10:53 PM
وفُسِّر قول الفراء على زيادة الواو ، ونسِب ذلك إلى الكوفيين ،

وفُسِّر قول الخليل وسيبويه على أن الواو عاطفة على ما قبلها ،

والجواب محذوف ونسِب ذلك إلى البصريين .



وإلى ذلك أشار النحاس بقوله :

" فالكوفيون يقولون : زائدة . وهذا خطأ عند البصريين ؛

لأنها تفيد معنى ، وهي للعطف ههنا ، والجواب محذوف " .



ثم اختلفوا في موضع هذا الجواب المزعوم حذفه على قولين :

أحدهما : قبل الواو . والثاني : بعد الواو .



واختلفوا أيضًا في تقديره على أقوال ؛ أشهرها قول الزجاج ،

ونصه الآتي :



والذي قلته أنا – و هو القول إن شاء الله - أن المعنى :



{ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا

وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }

[ الزمر : 73 ]



دخلوها .. وحذف ؛ لأن في الكلام دليلاً عليه .

واختار الطبري قول الزجاج على أنه أولى الأقوال بالصواب ،

مع تجويزه لقول الفراء .

وقال الزركشي : ويحتمل أن يكون التقدير : { حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا }

أذن لهم في دخولها – { وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } .

ثم اختلفوا في معنى الواو على هذا القول على قولين :

أحدهما : أنها واو العطف . والثاني : أنها واو الحال ،

وإليه ذهب الزجاج ، والزمخشري، وأبو حيان ، وأجاز الزركشي القولين معًا

وحكى القرطبي عن أبي بكر بن عياش أنها واو الثمانية ،

وذكر أن من عادة قريش إذا عدوا، قالوا : خمسة ، ستة ، سبعة ، ثمانية .

ولما كانت أبواب الجنة ثمانية وأبواب النار سبعة ،

أدخلت الواو في آية أهل الجنة ، ولم تدخل في آية أهل النار .

وقد ضعِّف هذا القول من قبل الكثيرين..

وأخيرًا استقرَّ رأي جمهور المتأخرين على أنها واو الحال ،



وأن المعنى :



{ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا }

[ الزمر : 73 ]



دخلوها . أو ما شابه ذلك .

وعدُّوا حذف الجواب من بلاغة القرآن و إعجازه .

وعن الحكمة في إثبات الواو في الثاني قال بعضهم :



لمّا قال الله عز وجل في أهل النار :



{ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا }

[ الزمر : 73 ]



دل على أنها كانت مغلقة ..



ولمّا قال في أهل الجنة :



{ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا }

[ الزمر : 73 ]



دل على أنها كانت مفتحة قبل أن يجيئوها .

وقد وقع هذا القول موقع الإعجاب في نفوس الكثير من الدارسين ،

والباحثين المعاصرين ، من علماء اللغة والنحو والتفسير ،

أذكر منهم : الدكتور/ فضل حسن عباس ،

صاحب كتاب ( لطائف المنان و روائع البيان في دعوى الزيادة في القرآن ) .

لقد تحدث الدكتور/ فضل عن هذه الواو ، فصال وجال ،

وأتى بالعجب العجاب ، فكان كالمعري ،



الذي وصف نفسه بقوله :



وإني و إن كنت الأخير زمانه *** لآت بما لم تستطعه الأوائل



وبدأ حديثه عن هذه الواو بهجومه العنيف على الفراء ،

واتهمه بسوء النظر و الفكر معًا .. ثم زعم أن هذه الواو صاحبة رسالة ،



مستشهدًا على ذلك بقوله تعالى :



{ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ }

[ الأنعام : 124 ]



ثم ذكر مدَّعيًا أن حذف الجواب في الآية من دقائق الإعجاز ،

وأن حذف جواب{ إِذَا } مستفيض في القرآن ، وكلام العرب ؛



ولهذا قال في معنى الآية الكريمة :



{ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا }

[ الزمر : 73 ]



كان لهم من إكرام الله ما لا يمكن حصره .. أو ما يشابهه .

ولم يتوقف الدكتور/ فضل عند هذا الحد ؛

بل زعم أن الجواب في آية أهل النار محذوف أيضًا ،

وأن جملة { فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } استئنافية ،



وأن المعنى :



{ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا }

[ الزمر : 73 ]



وجدوا من الهول والحسرة والندامة والأسى ما يعجز عنه الوصف ،

وقال لهم خزنتها : كذا و كذا .


وانتهى من ذلك إلى القول :