المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قال الزركشي


adnan
10-21-2013, 10:18 PM
الأخ / عصام الطحان


قال الزركشي
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=141daf731d42e035&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1

يقول الزركشي رحمه الله :
" اعلم أنه لا يحصل للناظر فهم معاني الوحي ، وفي قلبه بدعة ،
أو كبر، أو هوى ، أو حب الدنيا ، أو هو مصر على ذنب ،
أو غير متحقق بالإيمان ، فهذه كلها حجب
وموانع بعضها آكد من بعض" .

قال السيوطي رحمه الله معقبا :
" وفي هذا المعنى قوله تعالى :

{ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ
فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ } . والمعنى : أنزع عنهم فهم القرآن ،

كما قال سفيان بن عينية:
فعلى قدر صلاح سريرتك ، وطهارة قلبك
، يكون فهمك لكتاب الله ،

يقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالي –
في تفسير قوله تعالى :

{ لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ }

( في الآية إشارة على أن من طهر قلبه من المعاصي كان أفهم للقرآن ،
وأن من تنجس قلبه بالمعاصي كان أبعد فهما للقرآن ؛ لأنه إذا كانت
الصحف التي في أيدي الملائكة لم يمكّن الله مسها إلا هؤلاء المطهرين،
فكذلك معاني القرآن ) .

وفي هذا المعنى أيضا يقول شيخ اﻹسلام
ابن تيمية رحمه الله تعالي :
" القلب لا تدخله حقائق الإيمان إذا كان فيه
ما ينجسه من الكبر والحسد ،
قال تعالى :

{ أولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ } ،

وقال :

{ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ
وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا
وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ }

فتطهر من أدران المعاصي ؛ واستقبل
مواسم الطاعه بأسباب المغفرة ،

قال ابن رجب رحمه الله :
أسباب المغفرة ثلاثة :
أحدها : *الدعاء : فإن الدعاء مأمور به ،
وموعود عليه بالإجابة
؛ قال تعالى :

{ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }

الثاني : *الاستغفار :ولو عظمت الذنوب ،
وبلغت في الكثرة عنان السماء .
الثالث : *التوحيد : فهو أقوى أسباب المغفرة ، فالتوحيد هو السبب
الأعظم ؛ فمن فقده ، فقد المغفرة ، ومن جاء به ، فقد أتى بأعظم أسباب المغفرة .

وقفة :
ما قطع أعناق الصالحين مثل الخوف من عدم القبول ، فانظر إلى إبراهيم
وإسماعيل - عليهما السلام - قد شغلهم هم القبول عن عناء العمل ،
فانصرفوا يسألون الله أن يتقبل منهم ويغفر تقصيرهم ،
قال الله تعالي :

{ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *
رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ
وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } .

فاللهم ليس لنا إلا فضلك وواسع رحمتك .