المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وصف الجنه


vip_vip
05-11-2010, 12:12 AM
العضو بريد طريق الإسلام
==================











الامام ابن القيم في وصف الجنة :


وما ذاك إلا غيرة أن ينالها *** سوى كفئها والرب بالخلق أعلم

وإن حجبت عنا بكل كريهة *** وحفت بما يؤذي النفوس ويؤلم

فلله ما في حشوها من مسرة *** وأصناف لذات بها يتنعم

ولله برد العيش بين خيامها *** وروضاتها والثغر في الروض يبسم

ولله واديها الذى هوموعدال *** مزيد لوفد الحب لو كنت منهم

بذيالك الوادى يهيم صبابة *** محب يرى ان الصبابة مغنم

ولله أفراح المحبين عندما *** يخاطبهم من فوقهم ويسلم

ولله ابصار تري الله جهرة *** فلا الضيم يغشاها ولا هى تسأم

فيا نظرة اهدت الي الوجه نضرة *** أمن بعدها يسلو المحب المتيم

ولله كم من خيرة إن تبسمت *** أضاء لها نور من الفجر أعظم

فيا لذة الأبصار ان هى اقبلت *** ويالذة الأسماع حين تكلم

ويا خجلة الغصن الرطيب اذا انثنت *** ويا خجلة الفجرين حين تبسم

فان كنت ذا قلب عليل بحبها *** فلم يبق الا وصلها لك مرهم

ولا سيما فى لثمها عند ضمها *** وقد صارمنها تحت جيدك معصم

تراه إذا أبدت له حسن وجهها *** يلذ به قبل الوصال وينعم

تفكه منها العين عند اجتلائها *** فواكه شتى طلعها ليس يعدم

عناقيد من كرم وتفاح جنة *** ورمان اغصان به القلب مغرم

وللورد ما قد البسته خدودها *** وللخمر ما قد ضمه الريق والفم

تقسم منها الحسن فى جمع واحد *** فيا عجبا من واحد يتقسم

لها فرق شتى من الحسن أجمعت *** بجملتها إن السلو محرم

تذكر بالرحمن من هو ناظر *** فينطق بالتسبيح لا يتلعثم

إذا قابلت جيش الهموم بوجهها *** تولى على أعقابه الجيش يهزم

فيا خاطب الحسناء إن كنت راغبا *** فهذا زمان المهر فهو المقدم

ولما جرى ماء الشباب بغصنها *** تيقن حقا أنه ليس يهرم

وكن مبغضا للخائنات لحبها *** فتحظى بها من دونهن وتنعم

وكن أيما ممن سواها فإنها *** لمثلك فى جنات عدن تايم

وصم يومك الأدنى لعلك فى غد *** تفوز بعيد الفطر والناس صوم

وأقدم ولا تقنع بعيش منغص *** فما فاز باللذات من ليس يقدم


وإن ضاقت الدنيا عليك بأسرها *** ولم يك فيها منزل لك يعلم

فحى على جنات عدن فإنها *** منازلنا الأولى وفيها المخيم


ولكننا سبى العدو فهل ترى *** نعود إلى أوطاننا ونسلم

وقد زعموا أن العدو إذا نأى *** وشطت به أوطانه فهو مغرم

وأى اغتراب فوق غربتنا التى *** لها أضحت الأعداء فينا تحكم

وحى على السوق الذى فيه يلتقىال *** محبون ذاك السوق للقوم يعلم

فما شئت خذ منه بلا ثمن له *** فقد أسلف التجار فيه وأسلموا

وحى على يوم المزيد الذى به *** زيارة رب العرش فاليوم موسم

وحى على واد هنالك أفيح *** وتربته من إذفر المسك أعظم


منابر من نور هناك وفضة *** ومن خالص القيان لا تتقصم

وكثبان مسك قد جعلن مقاعدا *** لمن دون أصحاب المنابر يعلم

فبينا همو فى عيشهم وسرورهم *** وأرزاقهم تجرى عليهم وتقسم

إذا هم بنور ساطع أشرقت له *** بأقطارها الجنات لا يتوهم

تجلى لهم رب السماوات جهرة *** فيضحك فوق العرش ثم يكلم

سلام عليكم يسمعون جميعهم *** بآذانهم تسليمه إذ يسلم

يقول سلونى ما اشتهيتم فكل ما *** تريدون عندى أننى أنا أرحم

فقالوا جميعا نحن نسألك الرضا *** فأنت الذى تولى الجميل وترحم

فيعطيهمو هذا ويشهد جمعهم *** عليه تعالى الله فالله أكرم

فيا بائعا هذا ببخس معجل *** شلا تدرى ؛ بلى سوف تعلم

فإن كنت لا تدرى فتلك مصيبة *** وإن كنت تدرى فالمصيبة أعظم