تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الرفق خلق الإسلام ( 1 – 2 )


adnan
10-30-2013, 08:11 PM
الأخ / عبدالعزيز - الفقير إلي الله

الرفق خلق الإسلام ( 1 – 2 )
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=142097cba301ccfe&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1

الحمد لله يعطي على الرفق ما لا يعطي على غيره والصلاة والسلام
على رسول الله البر الرفيق بأمته وعلى آله وصحبه ومن اهتدى
بهديه واتبع سنته وبعد:

عن أبي الدرداء رضي الله عنه
عن النبي -صلى الله عليه وسلم قال:

( من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير
ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير )

لا تكاد ساحة من ساحات الإسلام إلا وللرفق فيها النصيب الأكبر
والحظ الأوفر سواء على مستوى التشريع الفقهي أو في جانب
العلاقات الاجتماعية أو في المعاملة حتى مع الخصوم والأعداء
أو في غيرها من المواطن هذا فضلا عن أنه تعالى عرف نفسه لعباده
بأنه الرفيق الذي يحب الرفق، وكان رسوله صلى الله عليه وسلم
نبراسا في هذا الشأن ما لم تنتهك حرمة من حرمات الله.

كل هذا الارتباط الوثيق بين الإسلام والرفق جعل منه بحق دين الرحمة
والسماحة مهما تعسف المغرضون في وصمه بالعنف والإرهاب.

إن الرفق ضد العنف وهو
لين الجانب واللطف في أخذ الأمر بأحسن الوجوه وأيسرها
قال تعالى:

{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ
فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }
آل عمران: 159

فالناس في حاجة إلى كنف رحيم وإلى رعاية فائقة وإلى بشاشة سمحة
وإلى ود يسعهم وحلم لا يضيق بجهلهم وضعفهم ونقصهم في حاجة
إلى قلب كبير يعطيهم ولا يحتاج منهم إلى عطاء ويحمل همومهم
ولا يعنيهم بهمه ويجدون عنده دائما الاهتمام والرعاية والعطف
والسماحة والود والرضاء وهكذا كان قلب رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهكذا كانت حياته مع الناس.
وقال عز وجل:

{ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }
الشعراء:21

فالرفق هو
اللين والتواضع والرفق في صورة حسية مجسمة صورة خفض الجناح
كما يخفض الطائر جناحيه حين يهم بالهبوط وكذلك
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المؤمنين طوال حياته
وقال الله تعالى أيضا:

{ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً
وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً }
الفرقان:63

الهون:
مصدر الهين وهو من السكينة والوقار أي:
يمشون حلماء متواضعين وقيل لا يتكبرون على الناس.

وقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث:

( من أعطي حظه من الرفق )

" أي نصيبه منه"

" فقد أعطي حظه من الخير ومن حرم حظه من الرفق
فقد حرم حظه من الخير"

إذ به تنال المطالب الأخروية والدنيوية وبفوته يفوتان

وقال في اللمعات:
يعني أن نصيب الرجل من الخير على قدر نصيبه من الرفق وحرمانه منه
على قدر حرمانه منه ولهذا قال نسطور لما بعث صاحبيه ليدعوا الملك
إلى دين عيسى وأمرهما بالرفق فخالفا وأغلظا عليه فحبسهما وآذاهما
فقال لهما نسطور: مثلكما كالمرأة التي لم تلد قط فولدت بعد ما كبرت
فأحبت أن تعجل شبابه لتنتفع به فحملت على معدته ما لا يطيق فقتلته .

والنصوص النبوية عديدة ومتنوعة في تأكيد هذا المعنى
فقد قال صلى الله عليه وسلم:

( من يحرم الرفق يحرم الخير كله )

‌وفيه فضل الرفق وشرفه

ومن ثم قيل:
الرفق في الأمور كالمسك في العطور.

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:

( إن الله تعالى يحب الرفق في الأمر كله )

أي لين الجانب بالقول والفعل والأخذ بالأسهل والدفع بالأخف
وقوله صلى الله عليه وسلم:

( في الأمر كله )

في أمر الدين وأمر الدنيا حتى في معاملة المرء نفسه ويتأكد ذلك
في معاشرة من لا بد للإنسان من معاشرته كزوجته وخادمه وولده فالرفق
محبوب مطلوب مرغوب وكل ما في الرفق من الخير ففي العنف مثله من الشر.

الفقير إلى الله عبد العزيز