المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرفق خلق الإسلام ( 2 – 2 )


adnan
11-01-2013, 08:54 PM
الأخ / عبدالعزيز محمد - الفقير إلي الله


الرفق خلق الإسلام ( 2 – 2 )

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:

( إن الله رفيق يحب الرفق ويرضاه
ويعين عليه ما لا يعين على العنف )

وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:

( إن الله تعالى رفيق يحب الرفق
ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف )

فقوله صلى الله عليه و سلم:

( إن تعالى اللّه رفيق )

أي لطيف بعباده يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر
فيكلفهم فوق طاقتهم بل يسامحهم ويلطف بهم

( يحب الرفق )

لين الجانب بالقول والفعل والأخذ بالأسهل
أي يحب أن يرفق بعضكم ببعض

( ويعطي عليه )

في الدنيا من الثناء الجميل ونيل المطالب
وتسهيل المقاصد وفي العقبى من الثواب الجزيل

( مالا يعطي على العنف )

وكل ما في الرفق من الخير ففي العنف من الشر مثله .
وقد نبه به على وطاءة الأخلاق وحسن المعاملة وكمال المجاملة
ووصف اللّه سبحانه وتعالى بالرفق إرشاداً وحثاً لنا على تحري
الرفق في كل أمر.

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
للسيدة عائشة رضى الله تعالى عنها و عن أبيها:

( عليك بالرفق إن الرفق لا يكون في شيء
إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه )

لأن به تسهل الأمور وبه يتصل بعضها ببعض وبه يجتمع ما تشتت
ويأتلف ما تنافر وتبدد ويرجع إلى المأوى ما شذ وهو مؤلف للجماعات
جامع للطاعات ومنه أخذ أنه ينبغي للعالم إذا رأى من يخل بواجب
أو يفعل محرماً أن يترفق في إرشاده ويتلطف به .

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم

( ما أعطي أهل بيت الرفق إلا نفعهم )

و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:

( إذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق )

وذلك بأن يرفق بعضهم ببعض والرفق لين الجانب
واللطف والأخذ بالأسهل وحسن الصنيع.

قال الغزالي:
الرفق محمود وضده العنف والحدة والعنف ينتجه الغضب والفظاظة
والرفق واللين ينتجهما حسن الخلق والسلامة والرفق ثمرة لا يثمرها
إلا حسن الخلق ولا يحسن الخلق إلا بضبط قوة الغضب وقوة الشهوة
وحفظهما على حد الاعتدال ولذلك أثنى المصطفى صلى الله عليه وسلم
على الرفق وبالغ فيه .

وقال ابن عمر:
العلم زين والتقوى كرم والصبر خير مركب وزين الإيمان العلم
وزين العلم الرفق وخير القول ما صدقه الفعل .

وعن حبيب بن حجر القيسي قال:
كان يقال ما أحسن الإيمان يزينه العلم وما أحسن العلم يزينه العمل
وما أحسن العمل يزينه الرفق وما أضيف شيء إلى شيء
أزين من حلم إلى علم .

وعن جابر رضي الله عنه قال:
الرفق رأس الحكمة .

وعن ابن عباس قال:
لو كان الرفق رجلاَ كان اسمه ميموناَ
ولو كان الخرق رجلاَ كان اسمه مشؤوماَ .

وقال جرير:
الرفق في المعيشة خير من كثير التجارة .

وعن إبراهيم بن سعيد الجوهري قال:
وقف رجل بين يدي المأمون قد جنى جناية فقال له والله لأقتلنك
فقال الرجل يا أمير المؤمنين تأن على فإن الرفق نصف العفو.
قال: فكيف وقد حلفت لأقتلنك؟
قال: يا أمير المؤمنين لان تلقى الله حانثا خير لك
من أن تلقاه قاتلا فخلى سبيله.

وعن نصر بن علي قال:
دخلت على المتوكل فإذا هو يمدح الرفق فأكثر فقلت:
يا أمير المؤمنين أنشدني الأصمعي:

ولم أرى مثل الرفق في لينه أخـرج العـذراء مـن iiخدرهـا
من يستعن بالرفق في أمـره يستخرج الحية من iiجحرهـا

فقال يا غلام الدواة والقرطاس فكتبهما.

وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد
وآله وصحبه أجمعين.

الفقير إلي الله عبد العزيز