المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بل أستطيع / عبدالعزيز محمد / تنمية بشرية


adnan
11-04-2013, 07:32 PM
الأخ / عبدالعزيز محمد - الفقير إلي الله
بل أستطيع https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1422348b6b9435ad&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1 يقول ابن القيم رحمه الله: لو أن رجلاً وقف أمام جبل وعزم على إزالته لأزاله . لقد توصلت بعد بحث و الدراسة والبحث والتأمل إلى : أنه لا مستحيل في الحياة سوى أمرين فقط !. الأول : ما كانت استحالته كونية } فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ { البقرة: من الآية258 الثاني : ما كانت استحالته شرعية مما هو قطعي الدلالة والثبوت فلا يمكن أن تجعل صلاة المغرب ركعتين ولا أن يؤخر شهر الحج عن موعده } الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَات { البقرة: من الآية197 ولا أن يباح زواج الرجل من امرأة أبيه } إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً { النساء: من الآية22 وما عدا هذين الأمرين وما يندرج تحتهما من فروع فليس بمستحيل . قد تكون هناك استحالة نسبية لا كلية وهو ما يدخل تحت قاعدة عدم الاستطاعة فقد يعجز فرد عن أمرٍ ولكن يستطيعه آخرون وقد لا يتحقق هدف في زمن ولكن يمكن تحقيقه في زمن آخر وقد لا يتأتى إقامة مشروع في مكان ويسهل في مكان ثان وهكذا . إن الخطورة: تحويل الاستحالة الفردية والجزئية والنسبية إلى استحالة كلية شاملة عامة إن عدم الاستطاعة هو تعبير عن قدرة الفرد ذاته أما الاستحالة فهو وصف للأمر المراد تحقيقه وقد حدث خلط كبير بينهما عند كثير من الناس فأطلقوا الأول على الثاني . إن من الخطأ أن نحول عجزنا الفردي إلى استحالة عامة تكون سبباً في تثبيط الآخرين ووأد قدراتهم وإمكاناتهم في مهدها إن أول عوامل النجاح وتحقيق الأهداف الكبرى هو: التخلص من وهم ( لا أستطيع – مستحيل ) وهو بعبارة أخرى: التخلص من العجز الذهني وقصور العقل الباطن ووهن القوى العقلية . إن الأخذ بالأسباب الشرعية والمادية يجعل ما هو بعيد المنال حقيقة واقعة . إن كثيراً مـن الـذين يكررون عبـارة : لا أستطيـع لا يشخصون حقيقة واقعـة يعذرون بها شرعاً وإنما هو انعكاس لهزيمـة داخلية للتخلص من المسئولية . إن من الخطوات العملية لتحقيق الأهداف الكبرى هو: الإيمان بالله وبما وهبك من إمكانات هائلة تستحق الشكر. ومن شكرها : استثمارها لتحقيق تلك الأهداف التي خلقت من أجله . أي عذر لإنسان وهبه الله جميع القوى التي تؤهله للزواج ثم هو يعرض عن ذلك دون مبرر شرعي .إن هذا من كفر النعمة لا من شكرها وهو تعطيل لضرورة من الضرورات الخمس التي أجمعت جميع الديانات السماوية على وجوب المحافظة عليها وهو النسل وحري بمن فعل ذلك أن تسلب منه هذه النعمة الكبرى

adnan
11-04-2013, 07:32 PM
} وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ
وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ {
إبراهيم:7

وقل مثل ذلك :
في كل نعمة وموهبة وهبها الله الإنسان .

إنني لست بصدد بيان عوامل النجاح ومرتكزات القيادة والريادة ولكنني
أحاول أن أزيل هذا الوهم الذي سيطر على عقول كثير من رجال الأمة
وشبابها فأوصلنا إلى الحالة التي سرّت العدو وأحزنت الصديق .

إن الأمة تمر بحالة تاريخية ذهبية من العودة إلى الله
وتلمس طريق النجاة والنجاح والسعادة والرقي .

وإذا لم تستثمر تلك الإمكانات والطاقات الهائلة والأمة في حال إقبالها فإنه
سيكون الأمر أشد وأعسر في حال فتورها .إن من الأخطاء التي تحول بين
الكثيرين وبين تحقيق أعظم الأهداف وأعلاها ثمناً تصور أنه لا يحقق
ذلك إلا الأذكياء .

إن الدراسات أثبتت أن عدداً من عظماء التاريخ كانوا أناساً عاديين
بل إن بعضهم قد يكون فشل في كثير من المجالات كالدراسة مثلاً .

لا شك أن الأغبياء لا يصنعون التاريخ ولكن الذكاء أمر نسبي يختلف فيه
الناس ويتفاوتون وحكم الناس غالباً على الذكاء الظاهر بينما هناك قدرات
خفية خارقة لا يراها الناس بل قد لا يدركها صاحبها إلا صدفة أو عندما
يصرعلى تحقيق هدف ما فسرعان ما تتفجر تلك المواهب مخلفة
وراءها أعظم الانتصارات والأمجاد .إن كل الناس يعيشون أحلام اليقظة

ولكن الفرق بين العظماء وغيرهم :
أن أولئك العظماء لديهم القدرة وقوة الإرادة والتصميم على تحويل تلك
الأحلام إلى واقع ملموس وحقيقة قائمة وإبراز ما في العقل الباطن إلى شيء
يراه الناس ويتفيئون في ظلاله .

إن من أهم معوقات صناعة الحياة :
الخوف من الفشل وهذا بلاء يجب التخلص منه حيث إن الفشل أمر طبيعي
في حياة الأمم والقادة فهل رأيت دولة خاضت حروبها دون أي هزيمة تذكر !
وهل رأيت قائداً لم يهزم في معركة قط ؟
والشذوذ يؤكد القاعدة ويؤصلها ولا ينقضها.

إن من أعظم قادة الجيوش في تاريخ أمتنا خالد بن الوليد سيف الله المسلول
وقد خاض معارك هزم فيها في الجاهلية والإسلام ولم يمنعه ذلك من المضي
قدماً في تحقيق أعظم الانتصارات وأروعها .

ومن أعظم المخترعين في التاريخ الحديث مخترع الكهرباء ( أديسون )
وقد فشل في قرابة ألف محاولة حتى توصل إلى اختراعه العظيم الذي
أكتب لكم هذه الكلمات في ضوء اختراعه الخالد .

وقد ذكر أحد الكتاب الغربيين أنه لا يمكن أن يحقق المرء نجاحاً باهراً
حتى يتخطى عقبات كبرى في حياته .إن الذين يخافون من الفشل النسبي
قد وقعوا في الفشل الكلي الذريع

} أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا {
التوبة: من الآية49
ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
إن البيئة شديدة التأثير على أفرادها حيث تصوغهم ولا يصوغونها

} إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ
وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ {
الزخرف: من الآية23

ولذلك فهي من أهم الركائز في التقدم أو التخلف والرجال الذين ملكوا ناصية
القيادة والريادة لم يستسلموا للبيئة الفاسدة ولم تمنعهم من نقل تلك البيئة
إلى مجتمع يتسم بالمجد والرقي والتقدم ولذلك أصبح المجدد