المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصص رواها النبي (9) -القصة 44


adnan
11-09-2013, 08:01 PM
الأخت / الملكة نـــور
قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم (9)
الدكتور/ عثمان قدري مكانسي
القصة الرابعة والأربعون : كن مع الله ترَ الله معك
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1423cf011620a52a&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه
أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم المواقف التالية .
ولكن نتعرف - قبل الدخول في القصة –
هذا الصحابي الذي أسلم يوم فتح مكة وكان اسمه " عبد الكعبة "
فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم " عبد الرحمن " ،
سكن البصرة وفتح سجستان مرتين ، مرة على عهد عثمان ،
والثانية على عهد معاوية ، وصحبه في الفتح الثاني الحسن البصري
والمهلب بن أبي صفرة وقطريّ بن الفجاءة ،
ومات في البصرة سنة إحدى وخمسين للهجرة .

يقول الصحابي عبد الرحمن بن سمرة :
إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه بعد صلاة فجر
أحد الأيام من بيته ، فوقف على الصفة – بمسجد المدينة –

يقول لهم :

( إني رأيت البارحة عجباً )

وهذا أسلوب رائع من أساليب التربية ،
حيث يطلق المعلم جملة تستقطب الانتباه ،
وتجلب الاهتمام قبل الشروع في الحديث كي لا يضيع منه شيء ،
ولتكون حواس الجميع متوثبة لتلقي الحرف الأول تلقياً واعيا ..

فتوجهت الأنظار إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
ينتظرون حديثه الشائق ، وتوجيهاته السامقة ، فقال :

1- ( رأيت رجلا من أمتي أتاه ملك الموت ليقبض روحه ،
فجاءه بره بوالديه فرد ملك الموت عنه )

ويقول العلماء : هذا لا يعني أن الأجل انتهى ،
ولم يستطع ملك الموت أن يقبض روح الإنسان لأن بر الوالدين منعه من ذلك
فالأجل محتوم ، ولا يظل الإنسان حياً إلى ما شاء أن يحيا ،

فالله تعالى يقول :

{ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }
[ الرعد : 38 ]

إن المقصود من ذلك : أن البر بالوالدين يجعل حياة الإنسان سعيدة رغيدة ,
فيها خير وبركة .

مصداقاً لقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :

( من أحب أن يُبسط له له في رزقه ،
ويُنسأ له في أثَره , فليَصِلْ رَحِمه )

ويقول بعضهم الآخر : قد يطول العمر بسبب بر الوالدين ،
فالله تعالى هو المتحكم بكل شيء .

ألم يقل سبحانه وتعالى :

{ يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ }
[ الرعد : 39 ]

ويبقى الأجل المكتوب بأمر الله تعالى ،
لا يقدره إلا هو سبحانه يفعل ما يشاء ويقدر .

2- ( ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته ( أحاطت به ) الشياطين ،
فجاء ذكر الله فطيّر الشياطين عنه )

وذكر الله تعالى يطرد الشياطين عن الإنسان كما يطرد الدواءُ الناجعُ الداءَ ،
فيبرأ صاحبه ، وراحة القلوب بذكر الله تعالى .

{ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }
[ الرعد : 28 ]

وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة المعوذتين ،
وآية الكرسي لطرد الوسواس الخناس ،
كما أن قراءة الزهراوين تبعد الشياطين على الدار ثلاثة أيام
كما ورد في الأثر .

3- ( ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته ملائكة العذاب ،
( تريد أخذه إلى النار بسبب كثرة ذنوبه وسوء عمله )
فجاءته صلاته فاستنقذته من أيديهم )

فمن وقف متذللاً بين يدي الله خاشعاً , يرجو رحمته ،
ويخاف عذابه آمنه الله تعالى ، وأمر ملائكة الرحمة أن تحمله إلى الجنة ،
وقصة الرجل التائب الذي قتل مئة، ثم تاب توبة نصوحاً خير دليل على ذلك .
فلا ييأسنّ المسلم من رحمة الله تعالى .
إن صلاة المسلم الخالصة لوجه الله – مهما قلـّتْ- ثقيلة في ميزان الله تعالى
والله تعالى لا يضيّع مثقال ذرة .

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ
وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا }
[ النساء : 40 ]

adnan
11-09-2013, 08:02 PM
4- ( ورأيت رجلا من أمتي يلهث عطشا ،

كلما دنا من حوض ( منع وطرد ) ،

فجاءه صيام شهر رمضان فأسقاه , وأرواه )



وهذا دليل على شدة الموقف يوم القيامة ،

وقد تكون أعمال ذلك الرجل ضعيفة ، يضيّع كثيراً من الحقوق ،

فلم يؤهله رصيده الأخروي للدنوّ من الحياض إلا بشفاعة أو إذن ،

فلما وصله الدعم الإلهي والرحمة الربّانيّة –

وقلْ : وصلته بطاقة السماح ، وهي الصيام ،



كما قال تعالى : في الحديث القدسي :



( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به )



لما للصيام من ثواب كبير وأجر عظيم – جاءه الفرج فروى ظمأه ،

نسأل الله تعالى أن يروينا بيد الحبيب المصطفى شربة لا نظمأ بعدها أبداً .



5- ( ورأيت رجلا من أمتي ورأيت النبيين جلوسا حلقا حلقا ،

كلما دنا إلى حلقة طرد ومنع ،

فجاءه غسله من الجنابة فأخذ بيده فأقعده إلى جنبي )



وهذا موقف يدل على مكانة الطهارة المادية والمعنوية في الإسلام ،

والنبيون الكرام رمز تلك الطهارة ،

فهم أنبياء الله تعالى والمخلـَصون من خلقه لا يجلس معهم ولا يدنو منهم –

في ذلك الموقف - إلا الطهور قلباً وبدناً ، وهذه لفتة كريمة إلى الطهارة

ألا ترى معي كيف علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ندعو للميت ؟



( اللهم اغسله بالماء والثلج والبرَد ،

ونقـّه من الخطايا كما يُنّقـّى الثوب الأبيض من الدنس ) .



فإذا بالطاهر من أمة النبي صلى الله عليه وسلم يكرمه الله تعالى

أن ينال حظوة ما بعدها حظوة

وهي الجلوس قرب الحبيب صلى الله عليه وسلم ونيل شرف التقرب إليه .

( اللهم ارزقنا تلك الحظوة واحشرنا في زمرته صلى الله عليه وسلم ) .



6- ( ورأيت رجلا من أمتي من بين يديه ظلمة ،

ومن خلفه ظلمة ،وعن يمينه ظلمة ، وعن يساره ظلمة ،

ومن فوقه ظلمة ،وهو متحير فيه ،

فجاءه حجه وعمرته فاستخرجاه من الظلمة وأدخلاه في النور )



تصوير مخيف ، مخيف لرجل يحيط به من كل مكان ظلام دامس ،

لا يستطيع عنه فكاكاً ، ولا منه خلاصاً ، إنه موقف رهيب ،

فقد يتحرك خطوة تودي به في حفرة من حفر النار – والعياذ بالله - ،

فما المخرج ، وإلى أين الملجأ ؟

يدعو الله تعالى أن يبصّره ليمضي إلى حيث الأمان والنجاة ..

وإذا بالحج والعمرة ينقذانه مما هو فيه .

إنه تحمّل مشاق الحج وصعوبة العمرة من بذل للمال، وتحمل لمشاق السفر،

يرجو بذلك رضوان الله تعالى والنجاة من النار والفوز بالجنة ،



والله تعالى :



{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ

وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا }

[ النساء : 40 ]



فإذا بركن الإسلام الخامس ينقل العبد إلى حيث النور ،

ومن كان في النور فقد وصل بر الأمان ولندعُ



كما كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يدعو :



( اللهم اجعل في قلبي نورا ، وفي بصري نورا ، وفي سمعي نورا ،

وعن يميني نورا ، وعن يساري نورا ، وفوقي نورا ، وتحتي نورا ،

وأمامي نورا ، وخلفي نورا ، واجعل لي نورا )



7- ( ورأيت رجلا من أمتي يتقي وهج النار وشررها ،

فجاءته صدقته فصارت سترا بينه وبين النار وظلا على رأسه )



في ذلك اليوم يشتد غضب الله تعالى على الكافرين والفاسقين الظالمين ،

وتدنو الشمس من الخلائق جداً .

وتظهر النار بمنظرها المخيف الرهيب ترمي شواظها على المجرمين ،

أما من تقرب إلى الله عز وجل يرجو رحمته ويخشى عذابه ،

فإن الله تعالى يبعده عن الشرر ، ويقيه المخاطر بفضله وكرمه ،

فقد كان المسلم محسناً متصدّقاً ، والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً .



ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم :



( ان صدقة السر تطفئ غضب الرب )



ألم يدلنا على المكان الذي يسترنا عن شدة الحر والظمأ يوم القيامة ؟



ألم يقل في حديث السبعة :



( سبعة يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله )



ومن هؤلاء السبعة قوله صلى الله عليه وسلم :



( ورجل تصدق بصدقة فأخفاها

حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه )



ألم يقل الحبيب المصطفى منبهاً ومعلماً :



( فاتقوا النار ، ولو بشق تمرة )


فمن كثرت صدقاته فقد عمل لآخرته ، واتخذ عن النار ستارا ً