adnan
11-19-2013, 10:11 PM
الأخ / مصطفى آل حمد
عمرة القضاء
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=142701dff9108b72&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
ويقال:
القِصاص. ورجحه السهيلي.
ويقال:
عمرة القضية.
فالأولى قضاء عما كان أحصر عام الحديبية.
والثاني من قوله تعالى:
{ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ }.
والثالث من المقاضاة التي كان قاضاهم عليها على أن يرجع عنهم عامه
هذا، ثم يأتي في العام القابل، ولا يدخل مكة إلا في جلبان السلاح، وأن لا يقيم أكثر من ثلاثة أيام. وهذه العمرة هي المذكورة
في قوله تعالى في سورة الفتح المباركة:
{ لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ
إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ..}
الآية.
وقد تكلمنا عليها مستقصى في كتابنا التفسير بما فيه كفاية وهي الموعود
بها في قوله عليه الصلاة والسلام لعمر بن الخطاب حين قال له:
ألم تكن تحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟
قال:
( بلى أفأخبرتك أنك تأتيه عامك هذا ).
قال: لا.
قال:
( فإنك آتيه ومطوف به ).
وهي المشار إليها في قول عبد الله بن رواحة، حين دخل بين يدي
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة يوم عمرة القضاء وهو يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله اليوم نضربكم على تأويلـه
كما ضربناكم علـى تنزيلـه
أي: هذا تأويل الرؤيا التي كان رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم
جاءت مثل فلق الصبح.
قال ابن إسحاق:
فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر إلى المدينة أقام بها
شهري ربيع وجماديين ورجباً وشعبان، وشهر رمضان وشوالاً يبعث فيما
بين ذلك سراياه، ثم خرج من ذي القعدة في الشهر الذي صده فيه المشركون،
معتمراً عمرة القضاء مكان عمرته التي صدوه عنها.
قال ابن هشام:
واستعمل على المدينة عويف بن الأضبط الدئلي. ويقال لها عمرة
القصاص: لأنهم صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة
في الشهر الحرام من سنة ست، فاقتص رسول الله صلى الله عليه وسلم
منهم، فدخل مكة في ذي القعدة في الشهر الحرام الذي صدوه فيه من سنة
سبع، بلغنا عن ابن عباس أنه قال:
فأنزل الله تعالى في ذلك:
{ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ }.
وقال معتمر بن سليمان، عن أبيه في (مغازيه):
لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر أقام بالمدينة،
وبعث سراياه حتى استهل ذي القعدة، فنادى في الناس أن تجهزوا
للعمرة فتجهزوا، وخرجوا إلى مكة.
وقال ابن إسحاق:
وخرج معه المسلمون ممن كان صد معه في عمرته تلك، وهي سنة سبع
فلما سمع به أهل مكة خرجوا عنه، وتحدثت قريش بينها أن محمداً
في عسرة وجهد وشدة.
وقال البخاري:
ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد - هو ابن زيد –عن أيوب، عن سعيد بن جبير،
عن ابن عباس قال:
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال المشركون:
إنه يقدم عليكم وقد وهنهم حمى يثرب، فأمرهم النبي صلى الله عليه
وسلم أن يرملوا الأشواط الثلاث، وأن يمشوا ما بين الركنين، ولم يمنعه
أن يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلها إلا الإبقاء عليهم.
قال أبو عبد الله:
ورواه أبو سلمة - يعني حماد بن سلمة - عن أيوب، عن سعيد،
عن ابن عباس قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم لعامهم
الذي استأمن قال:
( ارملوا ليرى المشركون قوتكم )
والمشركون من قبل قعيقعان. ورواه مسلم، عن أبي الربيع الزهراني
، عن حماد بن زيد.وأسند البيهقي من طريق حماد بن سلمة.
وقال البخاري:
ثنا علي بن عبد الله، ثنا سفيان، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، سمع ابن أبي
أوفى يقول: لما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سترناه من غلمان
المشركين ومنهم أن يؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيأتي بقية
الكلام على هذا المقام.
قال ابن إسحاق:
وحدثني عبد الله بن أبي بكر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
دخل مكة في تلك العمرة دخلها وعبد الله بن رواحة آخذ بخطام ناقته
يقول:
خلوا بني الكفار عن iiسبيله خلوا فكل الخير في رسولـه
يـا رب إنـي مـؤمـن iiبقيـلـه أعـرف حـق الله فـي iiقبولـه
نحـن قتلناكـم علـى iiتأويلـه كمـا قتلناكـم عـلـى iiتنزيـلـه
ضرباً يزيل الهام عن مقيله ويذهـل الخليـل عـن iiخليلـه
قال ابن هشام:
نحن قتلناكم على تأويله إلى آخر الأبيات لعمار بن ياسر في غير
هذا اليوم - يعني يوم صفين - قاله السهيلي.
قال ابن هشام:
والدليل على ذلك أن ابن رواحة إنما أراد المشركين، والمشركون لم
يقروا بالتنزيل، وإنما يقاتل على التأويل من أقر بالتنزيل.وفيما قاله
ابن هشام نظر، فإن الحافظ البيهقي روى من غير وجه عن عبد الرزاق،
عن معمر، عن الزهري، عن أنس قال: لما دخل النبي صلى الله عليه
وسلم مكة في عمرة القضاء مشى عبد الله بن رواحة بين يديه،
وفي رواية وهو آخذ بغرزه وهو يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله قد نزل الرحمن فـي تنزيلـه
بأن خير القتـل فـي iiسبيلـه نحـن قتلناكـم علـى iiتأويلـه
وفي رواية بهذا الإسناد بعينه:
خلوا بني الكفار عن سبيله اليوم نضربكم على نزيلـه
ضرباً يزيل الهام عن مقيله ويذهـل الخليـل عـن خليلـه
يـا رب إنـي مـؤمـن بقيـلـه
وقال يونس بن بكير، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم: أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم دخل عام القضية مكة فطاف بالبيت على ناقته،
واستلم الركن بمحجنه.
قال ابن هشام:
من غير علة، والمسلمون يشتدون حوله وعبد الله بن رواحة يقول:
بسم الـذي لا ديـن إلا دينـه بسـم الـذي محمـد رسـولـه
خلوا بني الكفار عن سبيله
قال موسى بن عقبة، عن الزهري: ثم خرج رسول الله صلى الله
عليه وسلم من العام المقبل من عام الحديبية معتمراً في ذي القعدة سنة
سبع، وهو الشهر الذي صده المشركون عن المسجد الحرام، حتى إذا بلغ
يأجج وضع الأداة كلها الحجف والمجان، والرماح، والنبل، ودخلوا بسلاح
الراكب السيوف.
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه جعفر بن أبي طالب إلى
ميمونة بنت الحارث العامرية، فخطبها عليه فجعلت أمرها إلى العباس،
وكان تحته أختها أم الفضل بنت الحارث،
فزوجها العباس رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه قال:
( اكشفوا عن المناكب واسعوا في الطواف )
فاستكف أهل مكة الرجال والنساء والصبيان ينظرون إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهو يطوفون بالبيت، وعبد الله بن رواحة
يرتجز بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم متوشحاً بالسيف
وهو يقول:
خلوا بني الكفار عـن سبيلـه أنــا الشهـيـد أنـــه رسـولــه
قد أنزل الرحمـن فـي تنزيلـه في صحف تتلى على رسوله
فاليوم نضربكم على iiتأويلـه كمـا ضربناكـم علـى iiتنزيلـه
ضرباً يزيل الهام عن iiمقيلـه ويذهـل الخليـل عــن خليـلـه
عمرة القضاء
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=142701dff9108b72&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
ويقال:
القِصاص. ورجحه السهيلي.
ويقال:
عمرة القضية.
فالأولى قضاء عما كان أحصر عام الحديبية.
والثاني من قوله تعالى:
{ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ }.
والثالث من المقاضاة التي كان قاضاهم عليها على أن يرجع عنهم عامه
هذا، ثم يأتي في العام القابل، ولا يدخل مكة إلا في جلبان السلاح، وأن لا يقيم أكثر من ثلاثة أيام. وهذه العمرة هي المذكورة
في قوله تعالى في سورة الفتح المباركة:
{ لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ
إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ..}
الآية.
وقد تكلمنا عليها مستقصى في كتابنا التفسير بما فيه كفاية وهي الموعود
بها في قوله عليه الصلاة والسلام لعمر بن الخطاب حين قال له:
ألم تكن تحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟
قال:
( بلى أفأخبرتك أنك تأتيه عامك هذا ).
قال: لا.
قال:
( فإنك آتيه ومطوف به ).
وهي المشار إليها في قول عبد الله بن رواحة، حين دخل بين يدي
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة يوم عمرة القضاء وهو يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله اليوم نضربكم على تأويلـه
كما ضربناكم علـى تنزيلـه
أي: هذا تأويل الرؤيا التي كان رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم
جاءت مثل فلق الصبح.
قال ابن إسحاق:
فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر إلى المدينة أقام بها
شهري ربيع وجماديين ورجباً وشعبان، وشهر رمضان وشوالاً يبعث فيما
بين ذلك سراياه، ثم خرج من ذي القعدة في الشهر الذي صده فيه المشركون،
معتمراً عمرة القضاء مكان عمرته التي صدوه عنها.
قال ابن هشام:
واستعمل على المدينة عويف بن الأضبط الدئلي. ويقال لها عمرة
القصاص: لأنهم صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة
في الشهر الحرام من سنة ست، فاقتص رسول الله صلى الله عليه وسلم
منهم، فدخل مكة في ذي القعدة في الشهر الحرام الذي صدوه فيه من سنة
سبع، بلغنا عن ابن عباس أنه قال:
فأنزل الله تعالى في ذلك:
{ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ }.
وقال معتمر بن سليمان، عن أبيه في (مغازيه):
لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر أقام بالمدينة،
وبعث سراياه حتى استهل ذي القعدة، فنادى في الناس أن تجهزوا
للعمرة فتجهزوا، وخرجوا إلى مكة.
وقال ابن إسحاق:
وخرج معه المسلمون ممن كان صد معه في عمرته تلك، وهي سنة سبع
فلما سمع به أهل مكة خرجوا عنه، وتحدثت قريش بينها أن محمداً
في عسرة وجهد وشدة.
وقال البخاري:
ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد - هو ابن زيد –عن أيوب، عن سعيد بن جبير،
عن ابن عباس قال:
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال المشركون:
إنه يقدم عليكم وقد وهنهم حمى يثرب، فأمرهم النبي صلى الله عليه
وسلم أن يرملوا الأشواط الثلاث، وأن يمشوا ما بين الركنين، ولم يمنعه
أن يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلها إلا الإبقاء عليهم.
قال أبو عبد الله:
ورواه أبو سلمة - يعني حماد بن سلمة - عن أيوب، عن سعيد،
عن ابن عباس قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم لعامهم
الذي استأمن قال:
( ارملوا ليرى المشركون قوتكم )
والمشركون من قبل قعيقعان. ورواه مسلم، عن أبي الربيع الزهراني
، عن حماد بن زيد.وأسند البيهقي من طريق حماد بن سلمة.
وقال البخاري:
ثنا علي بن عبد الله، ثنا سفيان، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، سمع ابن أبي
أوفى يقول: لما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سترناه من غلمان
المشركين ومنهم أن يؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيأتي بقية
الكلام على هذا المقام.
قال ابن إسحاق:
وحدثني عبد الله بن أبي بكر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
دخل مكة في تلك العمرة دخلها وعبد الله بن رواحة آخذ بخطام ناقته
يقول:
خلوا بني الكفار عن iiسبيله خلوا فكل الخير في رسولـه
يـا رب إنـي مـؤمـن iiبقيـلـه أعـرف حـق الله فـي iiقبولـه
نحـن قتلناكـم علـى iiتأويلـه كمـا قتلناكـم عـلـى iiتنزيـلـه
ضرباً يزيل الهام عن مقيله ويذهـل الخليـل عـن iiخليلـه
قال ابن هشام:
نحن قتلناكم على تأويله إلى آخر الأبيات لعمار بن ياسر في غير
هذا اليوم - يعني يوم صفين - قاله السهيلي.
قال ابن هشام:
والدليل على ذلك أن ابن رواحة إنما أراد المشركين، والمشركون لم
يقروا بالتنزيل، وإنما يقاتل على التأويل من أقر بالتنزيل.وفيما قاله
ابن هشام نظر، فإن الحافظ البيهقي روى من غير وجه عن عبد الرزاق،
عن معمر، عن الزهري، عن أنس قال: لما دخل النبي صلى الله عليه
وسلم مكة في عمرة القضاء مشى عبد الله بن رواحة بين يديه،
وفي رواية وهو آخذ بغرزه وهو يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله قد نزل الرحمن فـي تنزيلـه
بأن خير القتـل فـي iiسبيلـه نحـن قتلناكـم علـى iiتأويلـه
وفي رواية بهذا الإسناد بعينه:
خلوا بني الكفار عن سبيله اليوم نضربكم على نزيلـه
ضرباً يزيل الهام عن مقيله ويذهـل الخليـل عـن خليلـه
يـا رب إنـي مـؤمـن بقيـلـه
وقال يونس بن بكير، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم: أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم دخل عام القضية مكة فطاف بالبيت على ناقته،
واستلم الركن بمحجنه.
قال ابن هشام:
من غير علة، والمسلمون يشتدون حوله وعبد الله بن رواحة يقول:
بسم الـذي لا ديـن إلا دينـه بسـم الـذي محمـد رسـولـه
خلوا بني الكفار عن سبيله
قال موسى بن عقبة، عن الزهري: ثم خرج رسول الله صلى الله
عليه وسلم من العام المقبل من عام الحديبية معتمراً في ذي القعدة سنة
سبع، وهو الشهر الذي صده المشركون عن المسجد الحرام، حتى إذا بلغ
يأجج وضع الأداة كلها الحجف والمجان، والرماح، والنبل، ودخلوا بسلاح
الراكب السيوف.
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه جعفر بن أبي طالب إلى
ميمونة بنت الحارث العامرية، فخطبها عليه فجعلت أمرها إلى العباس،
وكان تحته أختها أم الفضل بنت الحارث،
فزوجها العباس رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه قال:
( اكشفوا عن المناكب واسعوا في الطواف )
فاستكف أهل مكة الرجال والنساء والصبيان ينظرون إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهو يطوفون بالبيت، وعبد الله بن رواحة
يرتجز بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم متوشحاً بالسيف
وهو يقول:
خلوا بني الكفار عـن سبيلـه أنــا الشهـيـد أنـــه رسـولــه
قد أنزل الرحمـن فـي تنزيلـه في صحف تتلى على رسوله
فاليوم نضربكم على iiتأويلـه كمـا ضربناكـم علـى iiتنزيلـه
ضرباً يزيل الهام عن iiمقيلـه ويذهـل الخليـل عــن خليـلـه