adnan
11-23-2013, 09:16 PM
الأخ / مصطفى آل حمد
الحسن بن علي رضي الله عنهما
شعاع من شمس الاسلام
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14284bf658d643a4&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
مقدمة
هو أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي،
المدني الشهيد، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته
من الدنيا، وهو سيد شباب أهل الجنة، فهو ابن السيدة فاطمة
بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبوه أمير المؤمنين
علي رضي الله عنه...
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
لم يكن في ولد علي أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم من الحسن،
وقد سمّاه أبوه حربًا لكن النبي صلى الله عليه وسلم غيّر اسمه إلى "الحسن"
ويقال: إن الحسن و الحسين اسمان من أسماء أهل الجنة ما سمت العرب
بهما في الجاهلية، وقد ولد الحسن رضي الله عنه في نصف رمضان سنة 3 هـ.
أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته
ظل الحسن بن علي رضي الله عنه يتربى على يد المصطفي صلى
الله عليه وسلم ما يقرب ثمان سنوات، أفاض عليها النبي صلى
الله عليه وسلم عليه فيها الخير الكثير، ورباه على عينه، وكان النبي
صلى الله عليه وسلم يحبه حبًا جمًا، وقد تولّى النبي صلى الله عليه وسلم
تربيته منذ اليوم الأول لولادته، فاختار له هذا الاسم الحسن"الحسن"
وقد أذّن النبي صلى الله عليه وسلم في أذنه ليرسّخ في قلبه معاني عظمة
الله عز وجل، وليطرد عنه الشيطان
كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان
وله ضراط حتى لا يسمع التأذين...)
فالنبي صلى الله عليه وسلم يبدأ حياة الحسن رضي الله عنه بذكر الله
عز وجل لتظل هذه الكلمات راسخة في قلبه وعقله، كما برّك النبي
صلى الله عليه وسلم الحسن أي دعا له بالبركة، وحنّكه –
والتحنيك أن يُمضغ التمر أو نحوه ثم يُدلك به حنك الصغير -.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يداعب الحسن كثيرًا ويقبله ويعانقه حبًا
له وعطفًا عليه مما يشعره بالارتباط الوثيق بينه وبين
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يؤصّل في الحسن رضي الله عنه منذ
الصغر حب الإصلاح بين المسلمين ويربط هذا الأمر بالسيادة،
فقد روى البخاري بسنده عن أبي بكرة رضي الله عنه
أخرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم الحسن
فصعد به على المنبر فقال:
( ابني هذا سيّد ولعل الله أن يصلح
به بين فئتين من المسلمين )
وقد تحققت هذه النبوءة التي تنبّأ بها
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك
أهم ملامح شخصيته
الحرص الشديد على وحدة الكلمة
بين المسلمين وحقن الدماء:
جوانب العظمة والسمو البشري والأخلاقي في شخصية الحسن بن علي
بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه من الكثرة بمكان، لكن أهم ما يميّزه،
وأبرز ما يظهر في معاملاته وسلوكياته، هو هذا الملمح العظيم
في شخصيته، وهو الحرص الواضح والدائم على حقن دماء المسلمين
ووحدتهم، ويكسو هذا الحرص حياة الحسن رضي الله عنه طولًا وعرضًا،
ويؤكد ذلك المواقف الكثيرة التي عاشها الحسن رضي الله عنه
وتعايش معها انطلاقًا من هذا المبدأ العظيم.
وهذا مشهد من معركة الجمل:
رُويَ عن محمد بن حاطب أنه قال:
لما فرغنا من القتال يوم الجمل قام علي بن أبي طالب والحسن
وعمّار بن ياسر وصعصعة بن صوحان والأشتر ومحمد بن أبي بكر
يطوفون في القتلى فأبصر الحسن بن علي قتيلا مكبوبا على وجهه
فرده على قفاه وقال: "إنا لله وإنا إليه راجعون" هذا فرع قريش والله!
فقال أبوه : من هو يا بني قال : محمد بن طلحة!
قال : "إنا لله وإنا إليه راجعون" إن كان من علمته لشابا صالحا.
ثم قعد كئيبا حزينا فقال الحسن يا أبت كنت أنهاك عن هذا المسير
فغلبك على رأيك فلان وفلان!
قال: قد كان ذلك يا بني ولوددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة.
فهذا الموقف يدل على أن الحسن رضي الله عنه كان قد أشار على أبيه
بعدم الخروج إلى هذه الموقعة حقنًا لدماء المسلمين.
ولما اجتمع الناس إلى الحسن بن علي بالمدائن بعد قتل علي عليه السلام
فخطبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال
أما بعد أن كل ما هو آت قريب وإن أمر الله واقع أذلا له، وإن كره الناس،
وإني والله ما أحببت أن ألي من أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم
بما يزن مثقال حبة خردل يهراق فيها محجمة من دم منذ عقلت
ما ينفعني مما يضرني، فالحقوا بمطيتكم.
وتنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان
رضي الله عنه حقنًا لدماء المسلمين:
وعن مجالد بن سعيد عن الشعبي قال: خطبنا الحسن بن علي بالنخلة
حين صالح معاوية فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال
إن أكيس الكيس التقي وإن أعجز العجز الفجور وإن هذا الأمر الذي
اختلفت فيه أنا ومعاوية حق لامرئ وكان أحق بحقه مني أو حق لي
فتركته لمعاوية إرادة استضلاع المسلمين وحقن دمائهم وإن أدري لعله
فتنة لكم ومتاع إلى حين أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
لقد كان تنازل الحسن رضي الله عنه عن الخلافة وإبرامه الصلح
مع معاوية رضي الله عنه بعد بضعة أشهر من مبايعته ـ أي الحسن ـ
فاتحة خير على المسلمين إذ توحدت جهودهم، وسمي ذلك العام 41 هـ
عام الجماعة، وعاد المسلمون للجهاد والفتوحات...
فهذه المواقف من حياته رضي الله عنه تدل دلالة واضحة على عمق
هذا الأمر في نفسه، وتضحيته رضي الله عنه بكل ما يستطيع بُغية
حقن الدماء ووحدة الكلمة بين المسلمين.
الحسن بن علي رضي الله عنهما
شعاع من شمس الاسلام
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14284bf658d643a4&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
مقدمة
هو أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي،
المدني الشهيد، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته
من الدنيا، وهو سيد شباب أهل الجنة، فهو ابن السيدة فاطمة
بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبوه أمير المؤمنين
علي رضي الله عنه...
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
لم يكن في ولد علي أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم من الحسن،
وقد سمّاه أبوه حربًا لكن النبي صلى الله عليه وسلم غيّر اسمه إلى "الحسن"
ويقال: إن الحسن و الحسين اسمان من أسماء أهل الجنة ما سمت العرب
بهما في الجاهلية، وقد ولد الحسن رضي الله عنه في نصف رمضان سنة 3 هـ.
أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته
ظل الحسن بن علي رضي الله عنه يتربى على يد المصطفي صلى
الله عليه وسلم ما يقرب ثمان سنوات، أفاض عليها النبي صلى
الله عليه وسلم عليه فيها الخير الكثير، ورباه على عينه، وكان النبي
صلى الله عليه وسلم يحبه حبًا جمًا، وقد تولّى النبي صلى الله عليه وسلم
تربيته منذ اليوم الأول لولادته، فاختار له هذا الاسم الحسن"الحسن"
وقد أذّن النبي صلى الله عليه وسلم في أذنه ليرسّخ في قلبه معاني عظمة
الله عز وجل، وليطرد عنه الشيطان
كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان
وله ضراط حتى لا يسمع التأذين...)
فالنبي صلى الله عليه وسلم يبدأ حياة الحسن رضي الله عنه بذكر الله
عز وجل لتظل هذه الكلمات راسخة في قلبه وعقله، كما برّك النبي
صلى الله عليه وسلم الحسن أي دعا له بالبركة، وحنّكه –
والتحنيك أن يُمضغ التمر أو نحوه ثم يُدلك به حنك الصغير -.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يداعب الحسن كثيرًا ويقبله ويعانقه حبًا
له وعطفًا عليه مما يشعره بالارتباط الوثيق بينه وبين
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يؤصّل في الحسن رضي الله عنه منذ
الصغر حب الإصلاح بين المسلمين ويربط هذا الأمر بالسيادة،
فقد روى البخاري بسنده عن أبي بكرة رضي الله عنه
أخرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم الحسن
فصعد به على المنبر فقال:
( ابني هذا سيّد ولعل الله أن يصلح
به بين فئتين من المسلمين )
وقد تحققت هذه النبوءة التي تنبّأ بها
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك
أهم ملامح شخصيته
الحرص الشديد على وحدة الكلمة
بين المسلمين وحقن الدماء:
جوانب العظمة والسمو البشري والأخلاقي في شخصية الحسن بن علي
بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه من الكثرة بمكان، لكن أهم ما يميّزه،
وأبرز ما يظهر في معاملاته وسلوكياته، هو هذا الملمح العظيم
في شخصيته، وهو الحرص الواضح والدائم على حقن دماء المسلمين
ووحدتهم، ويكسو هذا الحرص حياة الحسن رضي الله عنه طولًا وعرضًا،
ويؤكد ذلك المواقف الكثيرة التي عاشها الحسن رضي الله عنه
وتعايش معها انطلاقًا من هذا المبدأ العظيم.
وهذا مشهد من معركة الجمل:
رُويَ عن محمد بن حاطب أنه قال:
لما فرغنا من القتال يوم الجمل قام علي بن أبي طالب والحسن
وعمّار بن ياسر وصعصعة بن صوحان والأشتر ومحمد بن أبي بكر
يطوفون في القتلى فأبصر الحسن بن علي قتيلا مكبوبا على وجهه
فرده على قفاه وقال: "إنا لله وإنا إليه راجعون" هذا فرع قريش والله!
فقال أبوه : من هو يا بني قال : محمد بن طلحة!
قال : "إنا لله وإنا إليه راجعون" إن كان من علمته لشابا صالحا.
ثم قعد كئيبا حزينا فقال الحسن يا أبت كنت أنهاك عن هذا المسير
فغلبك على رأيك فلان وفلان!
قال: قد كان ذلك يا بني ولوددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة.
فهذا الموقف يدل على أن الحسن رضي الله عنه كان قد أشار على أبيه
بعدم الخروج إلى هذه الموقعة حقنًا لدماء المسلمين.
ولما اجتمع الناس إلى الحسن بن علي بالمدائن بعد قتل علي عليه السلام
فخطبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال
أما بعد أن كل ما هو آت قريب وإن أمر الله واقع أذلا له، وإن كره الناس،
وإني والله ما أحببت أن ألي من أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم
بما يزن مثقال حبة خردل يهراق فيها محجمة من دم منذ عقلت
ما ينفعني مما يضرني، فالحقوا بمطيتكم.
وتنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان
رضي الله عنه حقنًا لدماء المسلمين:
وعن مجالد بن سعيد عن الشعبي قال: خطبنا الحسن بن علي بالنخلة
حين صالح معاوية فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال
إن أكيس الكيس التقي وإن أعجز العجز الفجور وإن هذا الأمر الذي
اختلفت فيه أنا ومعاوية حق لامرئ وكان أحق بحقه مني أو حق لي
فتركته لمعاوية إرادة استضلاع المسلمين وحقن دمائهم وإن أدري لعله
فتنة لكم ومتاع إلى حين أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
لقد كان تنازل الحسن رضي الله عنه عن الخلافة وإبرامه الصلح
مع معاوية رضي الله عنه بعد بضعة أشهر من مبايعته ـ أي الحسن ـ
فاتحة خير على المسلمين إذ توحدت جهودهم، وسمي ذلك العام 41 هـ
عام الجماعة، وعاد المسلمون للجهاد والفتوحات...
فهذه المواقف من حياته رضي الله عنه تدل دلالة واضحة على عمق
هذا الأمر في نفسه، وتضحيته رضي الله عنه بكل ما يستطيع بُغية
حقن الدماء ووحدة الكلمة بين المسلمين.