المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غزوة بني النضير و سورة الحشر


adnan
11-30-2013, 07:43 PM
الأخ / مصطفى آل حمد
غزوة بني النضير و فيها سورة الحشر
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=142a8cef7fed868b&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1

في صحيح البخاري عن ابن عباس‏:‏
أنه كان يسميها سورة بني النضير‏.‏

وحكى البخاري، عن الزهري، عن عروة أنه قال‏:‏
كانت بنو النضير بعد بدر بستة أشهر قبل أحد، وقد أسنده ابن أبي حاتم
في تفسيره‏:‏ عن أبيه، عن عبد الله بن صالح، عن الليث، عن عقيل،
عن الزهري به‏.‏

وهكذا روى حنبل بن إسحاق، عن هلال بن العلاء، عن عبد الله بن جعفر الرقي
عن مطرف بن مازن اليماني، عن معمر، عن الزهري، فذكر غزوة بدر
في سابع عشر رمضان سنة ثنتين‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 4/ 86‏)‏

قال‏:‏
ثم غزا بني النضير، ثم غزا أحداً في شوال سنة ثلاث
، ثم قاتل يوم الخندق في شوال سنة أربع‏.‏

وقال البيهقي‏:‏
وقد كان الزهري يقول‏:‏ هي قبل أحد‏.‏
قال‏:‏ وذهب آخرون إلى أنها بعدها وبعد بئر معونة أيضاً‏.‏

قلت‏:‏
هكذا ذكر ابن إسحاق كما تقدم، فإنه بعد ذكره بئر معونة، ورجوع
عمرو بن أمية وقتله ذينك الرجلين من بني عامر، ولم يشعر بعهدهما
الذي معهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ولهذا قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏

(‏‏ ‏لقد قتلت رجلين لأدينهما‏ ‏‏)‏‏.

قال ابن إسحاق‏:‏
ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير يستعينهم
في دية ذينك القتيلين من بني عامر اللذين قتلهما عمرو بن أمية للعهد
الذي كان صلى الله عليه وسلم أعطاهما، وكان بين بني النضير
وبين بني عامر عهد وحلف، فلما أتاهم صلى الله عليه وسلم
قالوا‏:‏ نعم يا أبا القاسم نعينك على ما أحببت‏.‏

ثم خلا بعضهم ببعض فقالوا‏:‏
إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه - ورسول الله صلى الله
عليه وسلم إلى جنب جداًر من بيوتهم قاعد - فمن رجل يعلو
على هذا البيت فيلقي عليه صخرة ويريحنا منه ‏؟‏

فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب، فقال‏:‏ أنا لذلك، فصعد ليلقي عليه
صخرة كما قال، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه،
فيهم‏:‏ أبو بكر، وعمر، وعلي‏.‏

فأتى رسول الله الخبر من السماء بما أراد القوم، فقام وخرج راجعاً
إلى المدينة، فلما استلبث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، قاموا
في طلبه فلقوا رجلاً مقبلاً من المدينة فسألوه عنه، فقال‏:‏ رأيته داخلاً
المدينة، فأقبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهوا إليه،
فأخبرهم الخبر بما كانت يهود أرادت من الغدر به‏.‏

قال الواقدي‏:‏
فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة يأمرهم بالخروج
من جواره وبلده، فبعث إليهم أهل النفاق يثبتونهم ويحرضونهم
على المقام، ويعدونهم النصر، فقويت عند ذلك نفوسهم، وحمى
حيي بن أحطب وبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم
لا يخرجون، ونابدوه بنقض العهود، فعند ذلك أمر الناس بالخروج إليهم‏.‏

قال الواقدي‏:‏
فحاصروهم خمس عشرة ليلة‏.‏

وقال ابن إسحاق‏:‏
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتهيؤ لحربهم والمسير إليهم‏.‏

قال ابن هشام‏:‏
واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم وذلك في شهر ربيع الأول‏.‏

قال ابن إسحاق‏:‏
فسار حتى نزل بهم فحاصرهم ست ليال، ونزل تحريم الخمر حينئذ،
وتحصنوا في الحصون، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع النخيل
والتحريق فيها، فنادوه‏:‏ أن يا محمد قد كنت تنهى عن الفساد وتعيب
من صنعه، فما بال قطع النخيل وتحريقها ‏؟‏

قال‏:‏
وقد كان رهط من بني عوف بن الخزرج منهم‏:‏ عبد الله بن أبي، ووديعة،
ومالك بن أبي قوقل، وسويد، وداعس قد بعثوا إلى بني النضير أن اثبتوا
وتمنعوا، فإنا لن نسلمكم، إن قوتلتم قاتلنا معكم، وإن أخرجتم خرجنا
معكم، فتربصوا ذلك من نصرهم فلم يفعلوا، وقذف الله في قلوبهم الرعب،
فسألوا رسول الله أن يجليهم ويكف عن دمائهم على أن لهم
ما حملت الإبل من أموالهم إلا الحلقة‏.‏
‏(‏ج/ص‏:‏ 4/ 87‏)‏

وقال العوفي، عن ابن عباس‏:
‏ أعطى كل ثلاثة بعيراً يتعقبونه وسقا‏.‏ رواه البيهقي‏.‏

وروي من طريق يعقوب بن محمد، عن الزهري، عن إبراهيم بن جعفر
بن محمود بن محمد بن مسلمة، عن أبيه، عن جده،
عن محمد بن مسلمة‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعثه إلى بني النضير وأمره أن يؤجلهم في الجلاء ثلاث ليال‏.‏

وروى البيهقي وغيره‏:‏ أنه كانت لهم ديون مؤجلة،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏

‏‏(‏ ضعوا وتعجلوا‏ )‏
وفي صحته نظر، والله أعلم‏.‏


قال ابن إسحاق‏:‏
فاحتملوا من أموالهم ما استقلت به الإبل، فكان الرجل منهم يهدم بيته
عن نجاف بابه، فيضعه على ظهر بعيره فينطلق به، فخرجوا إلى خيبر،
ومنهم من سار إلى الشام‏.‏

فكان من أشراف من ذهب منهم إلى خيبر‏:‏ سلام بن أبي الحقيق،
وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق، وحيي بن أخطب،
فلما نزلوها دان لهم أهلها‏.‏

فحدثني عبد الله بن أبي بكر أنه حدث أنهم استقبلوا بالنساء والأبناء
والأموال، معهم الدفوف والمزامير والقيان، يعزفن خلفهم بزهاء
وفخر ما رؤي مثله لحي من الناس في زمانهم‏.‏

قال‏:‏
وخلوا الأموال لرسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني النخيل والمزارع –
فكانت له خاصة يضعها حيث شاء، فقسمها على المهاجرين الأولين دون
الأنصار، إلا أن سهل بن حنيف وأبا دجانة ذكرا فقراً فأعطاهما،
وأضاف بعضهم إليهما الحارث بن الصمة‏.‏ حكاه السهيلي‏.‏

قال ابن إسحاق‏:
‏ ولم يسلم من بني النضير إلا رجلان وهما‏:‏ يامين بن عمير بن كعب
بن عم عمرو بن جحاش، وأبو سعد بن وهب، فأحرزا أموالهما‏.‏

قال ابن إسحاق‏:‏
وقد حدثني بعض آل يامين‏:‏
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليامين‏:‏ ‏

(‏‏ ‏ألم تر ما لقيت من ابن عمك
وما هم به من شأني ‏؟‏‏ )‏

فجعل يامين لرجل جعلاً على أن يقتل عمرو بن جحاش، فقتله لعنه الله‏.

قال ابن إسحاق‏:
‏ فأنزل الله فيهم سورة الحشر بكمالها، يذكر فيها ما أصابهم
به من نقمته، وما سلط عليهم به رسوله، وما عمل به فيهم‏.‏
ثم شرع ابن إسحاق يفسرها، وقد تكلمنا عليها بطولها مبسوطة
في كتابنا التفسير، ولله الحمد‏.‏

adnan
11-30-2013, 07:44 PM
قال الله تعالى‏:‏

‏{ ‏سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *
هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ
مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ
اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ
بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ * وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ
اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ *
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ
فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ * مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا
قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ‏ }‏
‏[‏الحشر‏:‏ 1-5‏]‏‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 4/ 88‏)‏

سبح سبحانه وتعالى نفسه الكريمة، وأخبر أنه يسبح له جميع مخلوقاته
العلوية والسفلية، وأنه العزيز وهو منيع الجناب، فلا ترام عظمته
وكبرياؤه، وأنه الحكيم في جميع ما خلق وجميع ما قدر وشرع،
فمن ذلك تقديره وتدبيره وتيسيره لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وعباده المؤمنين في ظفرهم بأعدائهم اليهود الذين شاقوا الله ورسوله،
وجانبوا رسوله وشرعه، وما كان من السبب المفضي لقتالهم كما تقدم،
حتى حاصرهم المؤيد بالرعب والرهب مسيرة شهر‏.‏

ومع هذا فأسرهم بالمحاصرة بجنوده ونفسه الشريفة ست ليال،
فذهب بهم الرعب كل مذهب، حتى صانعوا وصالحوا على حقن دمائهم
وأن يأخذوا من أموالهم ما استقلت به ركابهم، على أنهم لا يصحبون شيئاً
من السلاح إهانة لهم واحتقارا، فجعلوا يخربون بيوتهم بأيديهم
وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار‏.‏

ثم ذكر تعالى أنه لو لم يصبهم الجلاء‏:‏
وهو التسيير والنفي من جوار الرسول من المدينة لأصابهم
ما هو أشد منه من العذاب الدنيوي وهو القتل، مع ما ادخر لهم
في الآخرة من العذاب الأليم المقدر لهم‏.‏

ثم ذكر تعالى حكمة ما وقع من تحريق نخلهم، وترك ما بقي لهم،
وإن ذلك كله سائغ فقال‏:‏ ما قطعتم من لينة - وهو جيد الثمر –
أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله، إن الجميع قد أذن فيه
شرعاً وقدراً فلا حرج عليكم فيه، ولنعم ما رأيتم من ذلك، وليس
هو بفساد كما قاله شرار العباد إنما هو إظهار للقوة،
وإخزاء للكفرة الفجرة‏.‏

وقد روى البخاري ومسلم جميعاً، عن قتيبة، عن الليث، عن نافع، ع
ن ابن عمر‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق نخل بني النضير،
وقطع وهي بالبويرة،
فأنزل الله‏:‏
} مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا
قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ‏ }‏
وعند البخاري، من طريق جويرية بن أسماء، عن نافع، عن ابن عمر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق نخل بني النضير وقطع
وهي البويرة،

ولها يقول حسان بن ثابت‏:‏
وهان على سراة بني لؤي حريق بالبويـرة iiمستطيـر
‏(‏ج/ص‏:‏ 4/ 89‏)‏

فأجابه أبو سفيان بن الحارث يقول‏:‏
أدام الله ذلــك مــن iiصنـيـع وحرق في نواحيها السعير
ستعلـم أيـنـا منـهـا iiبسـتـر وتعلـم أي أرضينـا iiنضـيـر

قال ابن إسحاق‏:‏
وقال كعب بن مالك يذكر إجلاء بني النضير،
وقتل كعب بن الأشرف، فالله أعلم‏:‏

لقد خزيت بغدرتهـا iiالحبـور كذاك الدهر ذو صرف iiيـدور
وذلــك أنـهـم كـفـروا iiبــرب عظـيـم أمـــره أمـــر iiكـبـيـر
وقد أوتوا معاً فهمـاً iiوعلمـاً وجـاءهـم مـــن الله الـنـذيـر
نـذيــر صـــادق أدى iiكـتـابـاً وآيـــــات مـبـيـنــة iiتـنــيــر
فقالوا ما أتيت بأمـر iiصـدق وأنــت بمنـكـر مـنـا iiجـديــر
فقـال بلـى لـقـد أديــت حـقـاً يصدقنـي بـه الفهـم iiالخبيـر
فمـن يتبعـه يهـد لكـل iiرشـد ومن يكفر بـه يخـزَ iiالكفـور
فلمـا أشربـوا غـدراً iiوكـفـراً وجد بهم عن الحـق iiالنفـور
أرى الله النبي بـرأي iiصـدق وكــان الله يحـكـم لا iiيـجـور
فـأيــده وسـلـطــه iiعـلـيـهـم وكـان نصيـره نعـم النصيـر
فغـودر منهـم كعـب iiصريعـاً فذلت بعد مصرعـه iiالنضيـر
علـى الكفيـن ثـم وقـد علتـه بأيـديـنـا مـشـهــرة ذكــــور
بـأمـر مـحـمـد إذ دس لـيــلاً إلـى كعـب أخـا كعـب iiيسيـر
فـمـاكــره فـأنـزلــه iiبـمـكــر ومحمـود أخـو ثقـة iiجسـور
فتلك بنو النضير بدار iiسوء أبارهم بما اجترمـوا iiالمبيـر
غداة أتاهم في الزحف iiرهواً رسول الله وهو بهـم iiبصيـر
وغسـان الحمـاة iiمــؤازروه على الأعداء وهو لهم وزير
فقال السلـم ويحكـم iiفصـدوا وخالـف أمرهـم كـذب وزور
فذاقـوا غــب أمـرهـم iiوبــالاً لـكـل ثـلاثــة مـنـهـم iiبـعـيـر
وأجـلـوا عامـديـن iiلقينـقـاع وغـودر منـهـم نـخـل iiودور
‏(‏ج/ص‏:‏ 4/ 90‏)‏

وقد ذكر ابن إسحاق جوابها لسمال اليهودي فتركناها قصداً‏.‏

قال ابن إسحاق‏:‏
وكان مما قيل في بني النضير قول ابن لقيم العبسي،
ويقال‏:‏ قالها قيس بن بحر بن طريف الأشجعي‏:‏

أهلـي فـداء لامــرئ غـيـر iiهـالـك أحــل اليـهـود بالحـسـي iiالمـزنـم
يقيلون في خمـر العضـاه وبدلـوا أهيضـب عـودا بـالـودي iiالمكـمـم
فـإن يــك ظـنـي صـادقـاً iiبمحـمـد تـروا خيلـه بيـن الضـلا iiويرمـرم
يـؤم بهـا عمـرو بـن بهثـة iiإنهـم عـدو ومـا حـي صـديـق iiكمـجـرم
عليهن أبطال مساعير في الوغى يهزون أطـراف الوشيـج iiالمقـوم
وكــل رقـيـق الشفـرتـيـن iiمـهـنـد توورثن من أزمـان عـاد وجرهـم
فمـن مبلـغ عنـي قريشـاً iiرسـالـة فهل بعدهم في المجد مـن iiمتكـرم
بــأن أخـاهــم فاعـلـمـن iiمـحـمـداً تليد الندى بيـن الحجـون وزمـزم
فدينوا له بالحـق تجسـم iiأموركـم وتسمو من الدنيا إلـى كـل معظـم
نـبــي تـلافـتـه مـــن الله iiرحـمــة ولا تسـألـوه أمــر غـيـب iiمـرجـم
فقـد كـان فـي بـدر لعمـري iiعبـرة لكـم يـا قريـش والقليـب iiالملـمـم
غـداة أتـى فـي الخزرجيـة iiعامـداً إليـكـم مطيـعـاً للعظـيـم iiالـمـكـرم
معاناً بروح القـدس ينكـى iiعـدوه رسـولاً مـن الرحمـن حقـاً iiبمعلـم
رسولاً مـن الرحمـن يتلـو iiكتابـه فلـمـا أنــار الـحــق لـــم iiيتلـعـثـم

أرى أمره يزداد في كل موطن علـواً لأمـر جـعـل الله iiمحـكـم

قال ابن إسحاق‏:‏
وقال علي بن أبي طالب، وقال ابن هشام‏:‏ قالها رجل من المسلمين،
ولم أر أحداً يعرفها لعلي‏:‏

adnan
11-30-2013, 07:45 PM
عرفت ومن يعتـدل iiيعـرف وأيقنـت حقـاً ولـم أصـدف


عن الكلم المحكم اللاء من لدى الله ذي الرأفة iiالأراف
‏(‏ج/ص‏:‏ 4/ 91‏)‏

رسائل تدرسُ فـي iiالمؤمنيـن بهن اصطفى أحمد المصطفى

فأصبـح أحـمـد فيـنـا iiعـزيـزاً عـزيـز المـقـامـة iiوالـمـوقـف

فيـا أيهـا المـوعـدوه iiسفـاهـاً ولـم يـأت جـوراً ولـم iiيعـنـف

ألستم تخافـون أدنـى iiالعـذاب ومـــا أمـــن الله iiكــالأخــوف

وإن تصرعـوا تحـت iiأسيافـه كمصرع كعـب أبـي iiالأشـرف

غــــــداة رأى الله iiطـغـيــانــه وأعــرض كالجـمـل الأجـنـف

فـأنـزل جـبـريـل فـــي iiقـتـلـه بـوحـي إلــى عـبـده iiمـلـطـف

فــدس الـرسـول رســولاً لــه بـأبـيـض ذي هـبــة iiمـرهــف

فباتـت عـيـون لــه iiمـعـولات متـى ينـع كعـب لـهـا iiتــذرف

وقـلـن لأحـمــد ذرنـــا قـلـيـلاً فإنـا مـن النـوح لــم iiنشـتـف

فخـلاهـم ثـــم قـــال iiاظـعـنـوا دحــوراً عـلـى رغــم iiالأنـــف

وأجلـى النضيـر إلــى iiغـربـة وكـانـوا بــدار ذوي زخـــرف

إلــى أذرعــات ردافـــاً وهـــم عـلـى كــل ذي دبــر iiأعـجـف

وتركنا جوابها أيضاً من سماك اليهودي قصداً‏.‏
ثم ذكر تعالى حكم الفيء، وأنه حكم بأموال بني النضير لرسول
الله صلى الله عليه وسلم وملكها له، فوضعها رسول الله
صلى الله عليه وسلم حيث أراه الله تعالى، كما ثبت
في الصحيحين عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أنه قال‏:‏
كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف المسلمون
عليه بخيل ولا ركاب، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة،
فكان يعزل نفقة أهل سنة، ثم يجعل ما بقي في الكراع والسلاح
عدة في سبيل الله عز وجل‏.‏

ثم بين تعالى حكم الفيء وأنه للمهاجرين، والأنصار، والتابعين لهم
بإحسان على منوالهم وطريقتهم، ولذي القربى، واليتامى، والمساكين،
وابن السبيل، كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم، وما آتاكم الرسول
فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا، واتقوا الله إن الله شديد العقاب‏.‏
‏(‏ج/ص‏:‏ 4/ 92‏)‏

قال الإمام أحمد‏:
‏ حدثنا عارم وعفان، قالا‏:‏ حدثنا معتمر سمعت أبي يقول‏:‏ حدثنا
أنس بن مالك عن نبي الله صلى الله عليه وسلم أن الرجل كان يجعل
له من ماله النخلات، أو كما شاء الله، حتى فتحت عليه قريظة والنضير‏.‏
قال‏:‏ فجعل يرد بعد ذلك‏.‏ قال‏:‏ وإن أهلي أمروني أن آتي نبي الله
صلى الله عليه وسلم فأسأله الذي كان أهله أعطوه، أو بعضه،
وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم أعطاه أم أيمن، أو كما شاء الله‏.‏
قال‏:‏ فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فأعطانيهن، فجاءت أم أيمن
فجعلت الثوب في عنقي، وجعلت تقول‏:‏ كلا والله الذي لا إله إلا هو
لا أعطيكهن وقد أعطانيهن، أو كما قالت‏.‏
فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏ ‏لك كذا وكذا‏ ‏‏)‏‏.‏

وتقول‏:‏ كلا والله‏.‏
قال‏:‏ ويقول‏:

‏ ‏(‏‏ ‏لك كذا وكذا‏ ‏‏)‏‏.‏

وتقول‏:‏ كلا والله‏.‏
قال‏:‏

‏(‏‏ ويقول لك كذا وكذا‏ )‏

حتى أعطاها، حسبت أنه قال‏:‏ عشرة أمثاله، أو قال‏:‏ قريباً من
عشرة أمثاله، أو كما أخرجاه بنحوه من طرق عن معتمر به‏.‏
ثم قال تعالى ذاماً للمنافقين الذين مالوا إلى بني النضير في الباطن،
كما تقدم ووعدوهم النصر فلم يكن من ذلك شيء، بل خذلوهم أحوج
ما كانوا إليهم، وغروهم من أنفسهم فقال‏:‏

‏{ ‏أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ
وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا
لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ ‏}‏
‏[‏الحشر‏:‏ 11-12‏]‏

ثم ذمهم تعالى على جبنهم، وقلة علمهم، وخفة عقلهم النافع، ثم ضرب
لهم مثلاً قبيحاً شنيعاً بالشيطان حين قال للإنسان اكفر، فلما كفر
قال إني بريء منك، إني أخاف الله رب العالمين، فكان عاقبتهما
أنهما في النار خالدين فيها، وذلك جزاء الظالمين‏.‏

البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله
في الله اخوكم مصطفى الحمد