المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : } قصص رواها النبي ( 8 ) - القصة الأربعون


adnan
12-04-2013, 08:57 PM
الأخت / الملكة نـــور


قصص رواها النبي صلى الله عليه و سلم (8)

بقلم الدكتور عثمان قدري مكانسي

القصة الأربعون

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=142bd789b81c7313&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)



أبونا آدم عليه السلام

هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وحوله أصحابه

يسألونه عن الأنبياء الكرام وصفاتهم الخُلُقية والخَلْقية ، وعن أقوامهم ،

ومن صدّقهم ، ومن كذ بهم ... ورسول الله صلى الله عليه وسلم يجيبهم ،

ويزيدهم ما ينفعهم ، ويشحذ قرائحهم ، ويقوّي الإيمان في نفوسهم ،

ويُطَيـّبها . قال عليه الصلاة والسلام : خُلِق آدم وطوله ستون ذراعاً ..

إنها قامة فارعة ، تسامق الأشجار العالية طولاً ،

وتسمو على الحصون والقلاع ارتفاعاً .

قالوا : يا رسول الله ؛ فما بالنا أقصر منه بكثير ؟. قال عليه الصلاة والسلام :

لم يزل الخلق ينقصون جيلاً بعد جيل حتى وصلنا إلى ما نحن عليه .

قالوا: فكيف يكون المؤمنون في الجنة إزاءه عليه السلام والأجيال السابقة ؟

قال عليه الصلاة والسلام : كل من يدخل الجنة يدخلها على صورة أبيه آدم .

ثم أردف قائلاً : لما خلق الله تعالى آدم نفخ فيه الروح فعطس ،

فألهمه الله تعالى حمده ، فقال : الحمد لله . فقال له ربه : يرحمك الله .

فذهب الحمد والرحمة أدباً عالياً يعيشه المسلمون في مجتمعاتهم ،

فيكون حمد الله ورحمته شعارهم ومآلهم ، فإذا عطس أحدكم ،

فحمد الله فشمّتوه ، واطلبوا له الرحمة والهداية ، فهذا من سنّتي .

قال عليه الصلاة والسلام : ثم قال الله تعالى لآدم :

اذهب فسلم على أولئك الجلوس من الملائكة ، وقل لهم : السلام عليكم .

فذهب فسلم عليهم ( السلام عليكم ) ، فقالوا له : وعليك السلام ورحمة الله .

قال تعالى : يا آدم ؛ أوَعَيْت ردّهم ؟ قال آدم : نعم ؛ يا رب .

قال تعالى : فإنها تحيتك وتحية ذرّيتك .... إنك سلمتَ عليهم ،

فردّوا عليك السلام ، وزادوك إكراماً ، فسألوني أن أرحمك ، فلك ذلك .



وقرأ الرسول صلى الله عليه وسلم :



{ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا }

[ النساء : 86 ]



قال عليه الصلاة والسلام : بعد أن رأى أصحابه منتبهين ،

يتلقَّون كل كلمة بأُذُن واعية وقلب محبّ .

ثم إن الله تعالى مسح على ظهر آدم ،

فسقط من ظهره كلُّ نَسَمة هو خالقها من ذريّة آدم إلى يوم القيامة ،

وجعل بين عينَيْ كل إنسان منهم بصيصاً من نور ، ثم قبضها بيده سبحانه .

قالوا : وكيف يقبض سبحانه الأمورَ بيده ؟.

قال عليه الصلاة والسلام : إن الله تعالى يقبض الأشياء كيف شاء ،

متى شاء ، من غير تكييف ولا تمثيل – سبحانه – ليس كمثله شيئ ،

وهو السميع البصير .

قالوا : آمنّا بالله سبحانه ، وتعالى ربنا عن الشبيه والمثيل،

ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .

قال عليه الصلاة والسلام : فقال الله ويداه مبسوطتان : اختر أيهما شئت .

قال آدم بأدب جم علمه إياه ربه : اخترتُ يمين ربي ،

وكلتا يدي ربي يمين مباركة .

فيبسط الله تعالى يده ، فإذا فيها آدم وذريته ....

قال آدم : أيْ ربّ ؛ ما هؤلاء ؟ قال تعالى : هؤلاء ذريتك .

وينظر آدم عليه السلام إلى ذريته ، فإذا كل إنسان مكتوب عمُره بين عينيه .

ويلوح له فيهم رجل من أضوئهم ، فيخفق له قلب آدم حباً ،

فيقول : يا ربّ ؛ من هذا ؟

فيقول الله عز وجلّ : هذا ابنك داود ، قد كتبت له عمُر ستين سنة .

فيقول آدم : ربّ ؛ زد في عمُره ؟ فيقول الله تعالى : هذا ما كتبت له ، وقدّرت.

فيقول آدم : كم كتبت لي من العمر ؛ يا رب ؟ فيقول الله تعالى : ألف سنة .

فيقول آدم : أيْ ربِّ ، فإني قد جعلت له من عمري أربعين سنة .

فيقول الله تعالى : قد أجزت لك ذلك . فيًقدّر لداود مئة عام .

كل شيء مقدّر ومكتوب ... صُنع الله الذي خلق كل شيء ، فأحسن خلْقه ،

وأبدعه وقدّره ، وهو يفعل ما يشاء ... يمحو الله ما يشاء ويُثبت ،

وعنده أمّ الكتاب .

قال عليه الصلاة والسلام : ويسكن آدم وزوجه الجنة ما شاء الله ....

ويشاء الله أن يبتليه بعد ذلك ، فيأكل وحواء من الشجرة المحرّمة ،

ثم يهبطان منها . فكان آدم عليه السلام يَعُدّ لنفسه عمرها ......

فلما أتاه ملك الموت يريد استيفاء روحه قال له آدم : قد عجلتَ ؛

قد كُتب لي ألف سنة ، فها أنت تأتي قبل أربعين سنة .

يقول له ملك الموت : بلى ،

ولكنك جعلت لابنك داود أربعين سنة ، فصارتْ إليه .

فجحد آدم ما جعله لداود ، وكان جحوده نسياناً ، وورث أبناؤه صفات أبيهم ،

فجحدوا كما جحد ، ونسوا كما نسي ، فأمر الله تعالى بالكتابة والشهود

ليواجه بها جحود الجاحدين ونسيان الناسين .



المراجع :

1- البخاري المجلد الثاني الجزء (4)

كتاب : بدء الخلق



باب قوله تعالى



{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ }

[ البقرة : 30 ]



2- سنن الترمذي ج 3 - ص 52