المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المثنى بن حارثة


adnan
12-06-2013, 09:47 PM
الأخ / مصطفى آل حمد


الصحابي الجليل :
المثنى بن حارثة
رضي الله تعالى عنه
شعاع من شمس الاسلام
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=142c7d04831b2590&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن سعد بن مرة
بن ذهل بن شيبان الربعي الشيباني.

حال المثنى بن حارثة في الجاهلية :
كان المشهور عن المثنى بن حارثة أنه من أشراف قبيلته وشيخ حربها
ورجاحة عقله وإدارته المتميزة في المعارك.وفي الجاهلية أغار
المثنى بن حارثة الشيباني، وهو ابن أخت عمران بن مرة، على بني
تغلب، وهم عند الفرات، فظفر بهم فقتل من أخذ من مقاتلتهم وغرق منهم
ناسٌ كثير في الفرات وأخذ أموالهم وقسمها بين أصحابه.

قصة إسلام المثنى بن حارثة :
وفد المثنَى بن حارثة بن ضَمضَم الشّيبانيّ إلى الرسول سنة تسع مع وفد
قومه، وكان شهمًا شجاعًا ميمون النقيبة حسن الرأي.

أهم ملامح شخصية المثنى بن حارثة :

- حسن إدارته الشديدة للمعارك :
كانت أنباء هزيمة الجسر ثقيلة على المسلمين؛ حتى إن عمر بن الخطاب
ظل أشهرًا طويلة لا يتكلم في شأن العراق؛ نظرًا لما أصاب المسلمين
هناك، ثم ما لبث أن أعلن النفير العام لقتال الفرس في العراق؛ فتثاقل
الناس عليه، وعندما رأى ذلك قرر أن يسير هو بنفسه للقتال والغزو،
فأشعل سلوكه ذلك الحماسة في قلوب المسلمين، فقدمت عليه بعض
القبائل من الأزد تريد الجهاد في الشام، فرغبهم في الجهاد في العراق،
ورغبهم في غنائم كسرى والفرس، وقدمت عليه قبيلة بجيلة، واشترطوا
أن يقاتلوا في العراق على أن يأخذوا ربع الغنائم التي يحصلون عليها،
فوافق عمر.وبدأت الجموع المجاهدة تتوافد على المثنى، الذي لم يكف
عن ترغيب العرب في الجهاد, واكتملت قوات المسلمين تحت قيادة
المثنى بن حارثة، في مكان يسمى "البويب" (يقع حاليًا قرب مدينة
الكوفة)، وكان نهر الفرات بين الجيشين، وكان يقود الفرس "مهران
الهمداني" الذي أرسل إلى المثنى
يقول له: "إما أن تعبروا إلينا أو أن نعبر إليكم"

فرد عليه المثنى:
"أن اعبروا أنتم إلينا".

وكان ذلك في (14 من رمضان 14هـ = 31 من أكتوبر 1635م) ويرى
بعض المؤرخين أنها وقعت في رمضان سنة 13هـ، إلا أن تتبع ما وقع
من أحداث في العراق يجعل الرأي الأقرب للصواب هو 14هـ. وقد أمر
المثنى المسلمين بالفطر حتى يقووا على القتال، فأفطروا عن آخرهم،
ورأى المثنى أن يجعل لكل قبيلة راية تقاتل تحتها؛ حتى يعرف من أين
يخترق الفرس صفوف المسلمين، وفي هذا تحفيز للمسلمين للصمود
والوقوف في وجه الفرس.وأوصى المثنى المسلمين بالصبر والصمت
والجهاد؛ لأن الفرس عندما عبروا إلى المسلمين كانوا يرفعون أصواتهم
بالأهازيج والأناشيد الحماسية، فرأى المثنى أن ذلك من الفشل وليس من
الشجاعة, وخالط المثنى جيشه مخالطة كبيرة فيما يحبون وفيما يكرهون؛
حتى شعر الجنود أنه واحد منهم، وكانوا يقولون:
"لقد أنصفتنا من نفسك في القول والفعل".
ونظم المثنى جيشه، وأمرهم ألا يقاتلوا حتى يسمعوا تكبيرته الثالثة، ولكن
الفرس لم يمهلوه إلا أن يكبر تكبيرة واحدة حتى أشعلوا القتال، وكان
قتالاً شديدًا عنيفًا، تأخر فيه النصر على المسلمين، فتوجه المثنى إلى
الله تعالى وهو في قلب المعركة بالدعاء أن ينصر المسلمين، ثم انتخب
جماعة من أبطال المسلمين وهجموا بصدق على الفرس فهزموهم،
وعندما استشهد "مسعود بن حارثة" وكان من قادة المسلمين وشجعانهم
وهو أخو المثنى

قال المثنى:
"يا معشر المسلمين لا يرعكم أخي؛ فإن مصارع خياركم هكذا"،

فنشط المسلمون للقتال، حتى هزم الله الفرس.وقاتل مع المثنى في هذه
المعركة أنس بن هلال النمري وكان نصرانيًّا، قاتل حمية للعرب، وكان
صادقًا في قتاله، وتمكن أحد المسلمين من قتل "مهران" قائد الفرس،
فخارت صفوف الفرس، وولوا هاربين، فلحقهم المثنى على الجسر،
وقتل منهم أعدادًا ضخمة، قدرها البعض بمائة ألف، ولكن هذا الرقم
لا يشير إلى العدد الفعلي، ولكنه كناية عن الكثرة فقط.وقد سميت معركة
البويب بـ"يوم الأعشار"؛ لأنه وجد من المسلمين مائة رجل قتل كل منهم
عشرة من الفرس،ورأى المسلمون أن البويب كانت أول وأهم معركة
فاصلة بين المسلمين والفرس، وأنها لا تقل أهمية عن معركة اليرموك
في الشام.ومن روعة المثنى أنه اعترف بخطأ ارتكبه أثناء المعركة رغم
أنه حسم نتيجة المعركة،

فقال:
"عجزت عجزة وقى الله شرها بمسابقتي إياهم إلى الجسر
حتى أحرجتهم؛ فلا تعودوا أيها الناس إلى مثلها؛ فإنها كانت زلة
فلا ينبغي إحراج من لا يقوى على امتناع".

بعض مواقف المثنى بن حارثة مع الصحابة :
عندما أسلم المثنى بن حارثة كان يغِير هو ورجال من قومه على تخوم
ممتلكات فارس، فبلغ ذلك الصديق أبا بكر ، فسأل عن المثنى، فقيل له:
"هذا رجل غير خامل الذكر،
ولا مجهول النسب، ولا ذليل العماد".

ولم يلبث المثنى أن قدم على المدينة المنورة،
وقال للصديق:
"يا خليفة رسول الله استعملني على من أسلم من قومي أقاتل بهم هذه
الأعاجم من أهل فارس"،

فكتب له الصديق عهدًا، ولم يمضِ وقت طويل حتى أسلم قوم المثنى.

أثر المثنى بن حارثة في الآخرين :
وعندما رأى المثنى البطء في الاستجابة للنفير قام خطيبًا في الناس

فقال:
"أيها الناس لا يعظمن عليكم هذا الوجه؛ فإنا قد فتحنا ريف فارس،
وغلبناهم على خير شقي السواد، ونلنا منهم، واجترأنا عليهم،
ولنا إن شاء الله ما بعده".

بعض كلمات المثنى بن حارثة :
وقال المرزباني: كان مخضرمًا وهو الذي يقول:
سألوا البقية والرماح تنوشهم شرقي الأسنة والنحور من الدم
فتركت في نقع العجاجة منهم جزرًا لساغبة ونسـر قشعم

وفاة المثنى بن حارثة :
لمّا ولي عمر بن الخطاب الخلافة سيّر أبا عبيد بن مسعود الثقفي
في جيش إلى المثنى، فاستقبله المثنى واجتمعوا ولقوا الفرس
بـ(قس الناطف) واقتتلوا فاستشهد أبو عبيد، وجُرِحَ المثنى فمات
من جراحته قبل القادسية، رضي الله عنهما.

المراجع :
الإصابة في تمييز الصحابة.
اخوكم بالله مصطفى الحمد