المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخلاقنا الإسلامية 310 / 09.02.1435


adnan
12-11-2013, 08:35 PM
310 الحلقة 08 من الجزء الثانى و العشرين



الشهامة

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=142e1343e8093c0d&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)


نماذج في الشهامة
نماذج من الصحابة رضي الله عنهم في الشهامة

عن عبد الرحمن بن عوف قال:

[ إنِّي لفي الصف يوم بدر، إذ التفت فإذا عن يميني وعن يساري
فَتَيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما،
إذ قال لي أحدهما سرًّا من صاحبه: يا عم أرني أبا جهل
فقلت: يا ابن أخي، وما تصنع به ؟
قال: عاهدت الله إن رأيته أن أقتله، أو أموت دونه.
فقال لي الآخر سرًّا من صاحبه مثله، فما سرني أني بين رجلين مكانهما،
فأشرت لهما إليه، فشدا عليه مثل الصقرين حتى ضرباه، وهما ابنا عفراء ]
قال ابن حجر:

[ قوله الصقرين.. شبههما به لما اشتهر عنه من الشَّجَاعَة،
والشهامة، والإقدام على الصيد، ولأنه إذا تشبث بشيء لم يفارقه حتى يأخذه ]
وعن أسلم، مولى عمر قال:

[ خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى السوق،
فلحقت عمر امرأة شابة،
فقالت: يا أمير المؤمنين، هلك زوجي وترك صبية صغارًا،
والله ما ينضجون كراعًا، ولا لهم زرع ولا ضرع، وخشيت أن تأكلهم الضبع،
وأنا بنت خفاف بن إيماء الغفاري،
وقد شهد أبي الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم.
فوقف معها عمر ولم يمض،
ثم قال: مرحبًا بنسب قريب، ثم انصرف إلى بعير ظهير كان مربوطًا
في الدار، فحمل عليه غرارتين ملأهما طعامًا، وحمل بينهما نفقة وثيابًا،
ثم ناولها بخطامه،
ثم قال: اقتاديه، فلن يفنى حتى يأتيكم الله بخير،
فقال رجل: يا أمير المؤمنين، أكثرت لها؟
قال عمر: ثكلتك أمك، والله إني لأرى أبا هذه وأخاها،
قد حاصرا حصنًا زمانًا فافتتحاه، ثم أصبحنا نستفيء سهمانهما فيه ]
وعن سلمة بن الأكوع قال:

( بعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بظهرِه
مع رباحٍ غلامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . وأنا معه
وخرجتُ معه بفرسِ طلحةَ . أنديه مع الظهرِ .
فلما أصبحْنا إذا عبدُالرحمنِ الفزاريُّ قد أغار على ظهرِ
رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فاستاقه أجمعَ وقتل راعِيَه
قال فقلتُ : يا رَباحُ ! خُذْ هذا الفرسَ فأبلِغْه طلحةَ بنَ عُبيدِاللهِ
وأَخبِرْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ المشركين
قد أغاروا على سَرحِه .
قال : ثم قمتُ على أَكَمَةٍ فاستقبلتُ المدينةَ
فناديتُ ثلاثًا : يا صباحاهْ ! ثم خرجت في آثارِ القومِ أَرميهم بالنَّبلِ
وأرتجزُ أقول : أنا ابنُ الأكوعِ * واليومَ يومَ الرُّضَّعِ .
فألحق رجلًا منهم . فأصكُّ سهمًا في رَحلِه .
حتى خلص نصلُ السَّهمِ إلى كتفِه .
قال قلتً : خُذْها . وأنا ابنُ الأكوعِ * واليومَ يومُ الرُّضَّعِ .
قال : فواللهِ ! ما زلتُ أَرمِيهم وأعقرُ بهم .
فإذا رجع إليَّ فارسٌ أتيتُ شجرةً فجلستُ في أصلِها ثم رميتُه
فعقرتُ به حتى إذا تضايقَ الجبلُ دخلوا في تضايُقِه ، علوتُ الجبلَ
فجعلتُ أردِيهم بالحجارةِ .
قال : فما زلتُ كذلك أتبعُهم حتى ما خلق اللهُ من بعيرٍ
من ظهرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلا خلَّفتُه وراءَ ظَهري
وخلُّوا بيني وبينه ثم اتبعتُهم أرميهم .
حتى ألقَوا أكثرَ من ثلاثين بردةً وثلاثين رمحًا يستخفون
ولا يطرحون شيئًا إلا جعلتُ عليه آرامًا من الحجارةِ .
يعرفُها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابُه .
حتى إذا أتوا مُتضايَقًا من ثَنِيَّةٍ فإذا هم قد أتاهم فلانُ بنُ بدرٍ الفَزَاريُّ
فجلسوا يتضحُّون ( يعني يتغدُّون ) وجلستُ على رأسِ قرنٍ
قال الفزاريُّ : ما هذا الذي أرى ؟
قالوا : لقِينا ، من هذا البرحِ . واللهِ ! ما فارقَنا منذُ غلَسٍ يرمينا
حتى انتزع كلَّ شيءٍ في أيدينا .
قال : فلْيَقُمْ إليه نفرٌ منكم ، أربعةٌ .
قال : فصعِدَ إليَّ منهم أربعةٌ في الجبلِ .
قال : فلما أمكنوني من الكلامِ
قال قلتُ : هل تعرفوني ؟
قالوا : لا . ومن أنتَ ؟
قال قلتُ : أنا سلمةُ ابنُ الأكوعِ .
والذي كرَّم وجهَ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ !
لا أطلب رجلًا منكم إلا أدركتُه ولا يطلبُني رجلٌ منكم فيدركُني
قال أحدُهم : أنا أظنُّ .
قال : فرجعوا فما برحتُ مكاني حتى رأيتُ فوارسَ
رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يتخلَّلونَ الشجرَ .
قال : فإذا أولُهم الأخرمُ الأسديُّ على أثرِه أبو قتادةَ الأنصاريُّ
وعلى أثرِه المقدادُ بنُ الأسودِ الكنَديُّ
قال : فأخذتُ بعَنانِ الأخرمِ .
قال : فولُّوا مُدبِرينَ .
قلتُ : يا أخرمُ ! احذَرْهم . لا يقتطعوك حتى يلحقَ
رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابُه .
قال : يا سلمةُ ! إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخرِ ،
وتعلم أنَّ الجنَّةَ حقٌّ والنارَ حقٌّ ، فلا تَحُل بيني وبينَ الشهادةِ .
قال : فخلَّيتُه . فالتقى هو وعبدُالرحمنِ .
قال : فعقَر بعبدِالرحمنِ فرسُه . وطعنَه عبدُالرحمنِ فقتلَه
وتحوَّل على فرسِه ولحق أبو قتادةَ ،
فارسُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعبدِالرحمنِ فطعنَه فقتلَه
فوالذي كرَّم وجهَ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ !
اتبعتُهم أعدو على رِجلي . حتى ما أرى ورائي ،
من أصحابِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولا غبارَهم ، شيئا .
حتى يعدِلوا قبلَ غروبِ الشمسِ إلى شِعبٍ فيه ماءٌ يقال له ذا قَردٍ
ليشربوا منه وهم عطاشٌ
قال : فنظروا إليَّ أعدو وراءَهم . فحلَّيتُهم عنه ( يعني أجليتُهم عنه )
فما ذاقوا منه قطرةً قال : ويخرجون فيشتدُّون في ثنِيَّةٍ
قال : فأعدوا فألحقُ رجلًا منهم . فأصكُّه بسهمٍ في نغضِ كتِفِه
قال قلتُ : خُذْها وأنا ابنُ الأكوعِ . واليومَ يومُ الرُّضَّعِ .
قال : يا ثَكِلَتْه أمُّه ! أكوعه بكرةً .
قال قلتُ : نعم . يا عدوَّ نفسِه ! أكوعك بكرةً .
قال : وأردوا فرسَينِ على ثنيَّةٍ .
قال : فجئتُ بهما أسوقهما إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
قال : ولحقَني عامرٌ بسطيحةٍ فيها مذقةٌ من لبنٍ وسطيحةٌ فيها ماءٌ
فتوضأتُ وشربت ثم أتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
وهو على الماءِ الذي حلأْتُهم منه فإذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
قد أخذ تلك الإبلَ . وكلَّ شيءٍ استنقذتُه من المشركين .
وكلَّ رمحٍ وبردةٍ وإذا بلالٌ نحر ناقةً من الإبلِ الذي استنقذتُ من القومِ
وإذا هو يشوي لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من كبدِها وسنامِها
قال قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! خلِّني فأنتخبْ من القومِ مائةَ رجلٍ .
فأتبع القومَ فلا يبقى منهم مخبرٌ إلا قتلتُه .
قال : فضحك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
حتى بدَت نواجذُه في ضوءِ النارِ
فقال ( يا سلمةُ ! أتراك كنتَ فاعلًا ؟ )
قلتُ : نعم . والذي أكرمَك !
فقال ( إنهم الآن لَيَقرونَ في أرضِ غطفانَ )
قال : فجاء رجلٌ من غطفانَ .
فقال : نحر لهم جزورًا . فلما كشفوا جلدَها رأوا غبارًا .
فقالوا : أتاكم القومُ . فخرجوا هاربين .
فلما أصبحْنا قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
( كان خيرُ فَرسانِنا اليومَ أبو قتادةَ . وخيرُ رجَّالتِنا سلمةُ )
قال : ثم أعطاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سهمَينِ :
سهمَ الفارسِ وسهمَ الراجلِ . فجمعهما لي جميعًا .
ثم أردَفني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وراءَه على العَضباءِ .
راجعِين إلى المدينةِ )

حادثة تبين لنا شهامة عثمان بن طلحة رضي الله عنه،
تقول أمُّ سلمة رضي الله عنها:

[.. وانطلق زوجي أبو سلمة إلى المدينة،
قالت: ففرَّق بيني وبين زوجي وبين ابني.
قالت: فكنت أخرج كلَّ غداة فأجلس بالأبطح،
فما أزال أبكي حتى أمسي سنة أو قريبًا منها،
حتى مرَّ بي رجل من بني عمي أحد بني المغيرة، فرأى ما بي فرحمني،
فقال لبني المغيرة: ألا تخرجون هذه المسكينة،
فرَّقتم بينها وبين زوجها وبين ولدها،
قالت: فقالوا: الحقي بزوجك إن شئت.
قالت: وردَّ بنو عبد الأسد إليَّ عند ذلك ابني،
قالت: فارتحلت بعيري ثم أخذت ابني فوضعته في حجري
ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة،
قالت: وما معي أحد من خلق الله،
قالت: قلت: أتبلغ بمن لقيت حتى أقدم على زوجي حتى إذا كنت بالتنعيم
لقيت عثمان بن طلحة بن أبي طلحة أخا بني عبد الدار،
فقال: أين يا بنت أبي أمية؟
قالت: أريد زوجي بالمدينة،
قال: أو ما معك أحد؟
قلت: لا والله إلا الله وابني هذا،
قال: والله ما لك من مترك، فأخذ بخطام البعير فانطلق معي يهوي به،
فوالله ما صحبت رجلًا من العرب قط أرى أنه كان أكرم منه،
كان إذا بلغ المنزل أناخ بي ثم استأخر عني،
حتى إذا نزلنا استأخر ببعيري فحطَّ عنه، ثم قيَّده في الشجرة،
ثم تنحَّى إلى شجرة فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري
فقدمه فرحله ثم استأخر عني،
فقال: اركبي، فإذا ركبت فاستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه
فقاد بي حتى ينزل بي، فلم يزل يصنع ذلك بي حتى أقدمني المدينة،
فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء
قال: زوجك في هذه القرية - وكان أبو سلمة بها نازلًا –
فادخليها على بركة الله، ثم انصرف راجعًا إلى مكة،
قال: وكانت تقول: ما أعلم أهل بيت في الإسلام أصابهم ما أصاب أبو سلمة،
وما رأيت صاحبًا قط كان أكرم من عثمان بن طلحة ]