adnan
12-12-2013, 09:07 PM
الأخت / بنت الحرمين الشريفين
بيت السعادة
قال تعالى:
{ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا }
[النحل: 80]
نعم، صدقت يا ربنا، فالبيت سكن واستقرار، وراحة واطمئنان
وأمان وسكينة؛ فيه نعيش، وبه نحتمي من حر الصيف وبرد الشتاء
وهو مأوانا بعد دأب النهار وتعبه.
وإذا كان عش العصفور الصغير هو مأواه وسكنه ومقر طمأنينته
فأولى بالإنسان أن يكون بيته مقر سعادته ومصدر سروره. والبيت ليس
مجرد جدران وأثاث ومفروشات، بل هو المحراب والمعهد، ومكان الأنس
والراحة، يعمره الزوجان بالمحبة والمودة، وتظلله السكينة والهدوء
والاستقرار
وفي البيت المسلم يتعانق السكن المادي الحسي بالسكن الروحي النفسي
فتتكامل صورته وتتوازن أركانه، فكما جعل اللَّه البيوت سكنًا لكل زوجين.
فقد جعل الزوج سكنًا لزوجته، والزوجة سكنًا لزوجها
قال تعالى:
{ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
[الروم : 21]
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=142e6f71fc0f1351&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
وهكذا يكون الزواج سكنًا، وتكون البيوت سكنًا، نعمةً من اللَّه
وجب شكرها وصونها والحفاظ عليها.
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=142e6f71fc0f1351&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
يتساءل بعضنا
لماذا البيت المسلم؟
وهل هناك فرق بين بيت مسلم وبيت غير مسلم؟
لا شك في أن البيت المسلم يختلف عن غيره، فأهله يحملون في صدورهم
عقيدة جليلة، تملأ قلوبهم بنور الإيمان، وتَظْهَرُ ظلالُها في كل جوانب
حياتهم، فالمسلم يجب أن يكون قرآنًا يمشي بين الناس، كما كان خلق
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، لذا فإن بيته يجب أن تنطق أركانه
وأثاثاته وطريقة تنظيمه بإسلام صاحبه.
وقد يكون البيت المسلم كوخًا متواضعًا، وقد يكون قصرًا مشيدًا
وفي هذا وذاك تجد الرضا والشكر والقناعة، والعيش في ظلال
القرآن الكريم والسنة الشريفة، فسعادة أهل أي بيت ليست بكثرة الأثاث
ولا بغلاء المفروشات، وإنما سعادتهم نابعة من قلوبهم المؤمنة
ونفوسهم المطمئنة ، ذلك لأنهم رضوا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا
وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً.
وقد كانت بيوت النبي صلى الله عليه وسلم نموذجًا للبيت الإسلامي
وعلى الرغم من صغر حجمها، وتواضع بنائها، فإنها امتلأت بالسعادة
والهناء، وظلت المثل الأعلى لبيوت الصحابة -رضوان الله عليهم
ولكل من أراد أن يقيم لنفسه بيتًا من المسلمين بعد ذلك.
ولقد قامت بيوت النبي صلى الله عليه وسلم على طاعة الله ورضاه
فكانت الصورة المثلى للبيت الإسلامي الحقيقي
قال تعالى:
{ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ
أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ
وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }
[التوبة: 109]
وكانت بيوته صلى الله عليه وسلم متواضعة على قدر حاجته، بسيطة
على قدر معيشته، إلا أنها ملئت سعادة، وتمثل فيها رضا أهلها بقَدر الله
ورزقه، وإيمانهم
بقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم :
( من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده
عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا )
[الترمذي وابن ماجه].
وارتبطت بيوته صلى الله عليه وسلم بالعبادة والطاعة لله، وتمثل فيها
التواضع والبساطة والزهد في متاع الحياة الدنيا، فقد كانت بيوته
صلى الله عليه وسلم كلها حول المسجد، بعضها من جريد مُغَطى بالطين
وبعضها من حجارة مرصوصة بعضها فوق بعض، مُسقَّفة بجريد النخل.
وكان بيت أم المؤمنين عائشة -أحب أمهات المؤمنين إلى النبي صلى الله
عليه وسلم بعد خديجة- حجرة واحدة من اللَّبِن [ الطوب النيِّئ ] والطين
مُلحَقًا بها حجرة من جريد مستورة بمسوح الشعر [ جمع مسح: وهو
كساء من الشعر ]، وكان بمصراع واحد من خشب، وسقفه منخفض
كسائر بيوت النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أثاثه بسيطًا
سرير من خشبات مشدودة بحبال من ليف، عليه وسادة من جلد
حشوها ليف، وقربة للماء، وآنية من فخار لطعامه
ووضوئه صلى الله عليه وسلم
وارتسمت البساطة والقناعة -أيضًا- في بيوت أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم، فقد كان جهاز ابنته فاطمة وهي تزف إلى علي بن أبى طالب
رضي الله عنه- خميلة [ ثوب من قطيفة ]، ووسادة من أدم [ جلد ]
حشوها ليف، ورحا، وسقاء، وجرتين.. ذلك هو جهاز سيدة نساء
أهل الجنة وكريمة سيد الأنبياء، ومن هذا نعلم أن بيوت النبى صلى الله
عليه وسلم وأصحابه كانت نموذجًا للبيت الإسلامي
وإن كانت حال بيوت النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه كما ذكرنا
فلا يعني هذا أن الإسلام يحول بين أن ينعم الإنسان ببيت رحب جميل
بل يرى الإسلام أن هذا رزق من الله للإنسان ونعمة منه وفضل
بيت السعادة
قال تعالى:
{ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا }
[النحل: 80]
نعم، صدقت يا ربنا، فالبيت سكن واستقرار، وراحة واطمئنان
وأمان وسكينة؛ فيه نعيش، وبه نحتمي من حر الصيف وبرد الشتاء
وهو مأوانا بعد دأب النهار وتعبه.
وإذا كان عش العصفور الصغير هو مأواه وسكنه ومقر طمأنينته
فأولى بالإنسان أن يكون بيته مقر سعادته ومصدر سروره. والبيت ليس
مجرد جدران وأثاث ومفروشات، بل هو المحراب والمعهد، ومكان الأنس
والراحة، يعمره الزوجان بالمحبة والمودة، وتظلله السكينة والهدوء
والاستقرار
وفي البيت المسلم يتعانق السكن المادي الحسي بالسكن الروحي النفسي
فتتكامل صورته وتتوازن أركانه، فكما جعل اللَّه البيوت سكنًا لكل زوجين.
فقد جعل الزوج سكنًا لزوجته، والزوجة سكنًا لزوجها
قال تعالى:
{ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
[الروم : 21]
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=142e6f71fc0f1351&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
وهكذا يكون الزواج سكنًا، وتكون البيوت سكنًا، نعمةً من اللَّه
وجب شكرها وصونها والحفاظ عليها.
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=142e6f71fc0f1351&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
يتساءل بعضنا
لماذا البيت المسلم؟
وهل هناك فرق بين بيت مسلم وبيت غير مسلم؟
لا شك في أن البيت المسلم يختلف عن غيره، فأهله يحملون في صدورهم
عقيدة جليلة، تملأ قلوبهم بنور الإيمان، وتَظْهَرُ ظلالُها في كل جوانب
حياتهم، فالمسلم يجب أن يكون قرآنًا يمشي بين الناس، كما كان خلق
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، لذا فإن بيته يجب أن تنطق أركانه
وأثاثاته وطريقة تنظيمه بإسلام صاحبه.
وقد يكون البيت المسلم كوخًا متواضعًا، وقد يكون قصرًا مشيدًا
وفي هذا وذاك تجد الرضا والشكر والقناعة، والعيش في ظلال
القرآن الكريم والسنة الشريفة، فسعادة أهل أي بيت ليست بكثرة الأثاث
ولا بغلاء المفروشات، وإنما سعادتهم نابعة من قلوبهم المؤمنة
ونفوسهم المطمئنة ، ذلك لأنهم رضوا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا
وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً.
وقد كانت بيوت النبي صلى الله عليه وسلم نموذجًا للبيت الإسلامي
وعلى الرغم من صغر حجمها، وتواضع بنائها، فإنها امتلأت بالسعادة
والهناء، وظلت المثل الأعلى لبيوت الصحابة -رضوان الله عليهم
ولكل من أراد أن يقيم لنفسه بيتًا من المسلمين بعد ذلك.
ولقد قامت بيوت النبي صلى الله عليه وسلم على طاعة الله ورضاه
فكانت الصورة المثلى للبيت الإسلامي الحقيقي
قال تعالى:
{ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ
أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ
وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }
[التوبة: 109]
وكانت بيوته صلى الله عليه وسلم متواضعة على قدر حاجته، بسيطة
على قدر معيشته، إلا أنها ملئت سعادة، وتمثل فيها رضا أهلها بقَدر الله
ورزقه، وإيمانهم
بقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم :
( من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده
عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا )
[الترمذي وابن ماجه].
وارتبطت بيوته صلى الله عليه وسلم بالعبادة والطاعة لله، وتمثل فيها
التواضع والبساطة والزهد في متاع الحياة الدنيا، فقد كانت بيوته
صلى الله عليه وسلم كلها حول المسجد، بعضها من جريد مُغَطى بالطين
وبعضها من حجارة مرصوصة بعضها فوق بعض، مُسقَّفة بجريد النخل.
وكان بيت أم المؤمنين عائشة -أحب أمهات المؤمنين إلى النبي صلى الله
عليه وسلم بعد خديجة- حجرة واحدة من اللَّبِن [ الطوب النيِّئ ] والطين
مُلحَقًا بها حجرة من جريد مستورة بمسوح الشعر [ جمع مسح: وهو
كساء من الشعر ]، وكان بمصراع واحد من خشب، وسقفه منخفض
كسائر بيوت النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أثاثه بسيطًا
سرير من خشبات مشدودة بحبال من ليف، عليه وسادة من جلد
حشوها ليف، وقربة للماء، وآنية من فخار لطعامه
ووضوئه صلى الله عليه وسلم
وارتسمت البساطة والقناعة -أيضًا- في بيوت أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم، فقد كان جهاز ابنته فاطمة وهي تزف إلى علي بن أبى طالب
رضي الله عنه- خميلة [ ثوب من قطيفة ]، ووسادة من أدم [ جلد ]
حشوها ليف، ورحا، وسقاء، وجرتين.. ذلك هو جهاز سيدة نساء
أهل الجنة وكريمة سيد الأنبياء، ومن هذا نعلم أن بيوت النبى صلى الله
عليه وسلم وأصحابه كانت نموذجًا للبيت الإسلامي
وإن كانت حال بيوت النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه كما ذكرنا
فلا يعني هذا أن الإسلام يحول بين أن ينعم الإنسان ببيت رحب جميل
بل يرى الإسلام أن هذا رزق من الله للإنسان ونعمة منه وفضل