المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل أدبت أهل زوجك ؟


adnan
12-14-2013, 09:25 PM
الأخت الزميلة / أملي الجنة
هل أدبت أهل زوجك ؟

تقول: تزوجت أختي التي تكبرني ، وعانت مشاكل مع أهل زوجها، فعقدت
العزم على ألا يتكرر معي الأمر نفسه، وفعلا رزقني الله زوجا حنونا،
ولم ألبث إلا وتعرضت لنفس المشاكل، فاستخدمت كل ما أملك من دهاء
وذكاء لأبرر لزوجي الأسباب الوجيهة والدامغة كي أقاطع أهله، وبعد
سنوات وسنوات من الجهد الحثيث اقتنع، بل إنه هو الذي بدأ يتضايق
من زيارتهم، ويراها هما وكابوسا، والحمد لله تكللت جهودي بالنجاح
ولم أكتف بذلك بل غرست في نفس أولادي كره أهلهم وبينت لهم كل قبيح
وكل ميزة سيئة بهم وضخمتها في عقولهم ولم أذكرهم بخير قط، وزينت
لهم كل جميل لأهلي وأخفيت عنهم كل سيئة عنهم، فأصبحوا يسعدون
لوصل أهلي ويتضايقون لوصل أهلهم، وبدا لي ذلك ذكاء عاطفيا وعبقرية
ونجاحا وتفوقا.

وماذا بعد ذلك ؟هل كان الانتصار كاملا ؟
في جلسة مصارحة مع النفس ومع أختي :
أنا أفضل منك لقد أوقفت أهل زوجي وقمت بتأديبهم .بل اسمحي لي،
أنا أفضل منك، كل زوجة في العالم تعاني من أهل زوجها،

فالقطيعة ليست حلا، وغرس الحقد
في قلب الزوج والأبناء ليس نصرا .

نعم آذاني أهل زوجي، ولكن موقف زوجي كان أفضل من موقف زوجك،
وقف بجانبي وقال اصبري واحتسبي وتحملي ولا تيأسي واستمررت
بالإحسان لهم رغم كل الإساءات، وبالفعل تزوج إخوته، وجربوا غيري
، وثبت لهم كم كنت أصيلة وطيبةنعم أعترف لك في السنوات الأولى
من زواجي كنت أذهب مغلوبة على أمري، ولكني كنت ألح على الله
بالدعاء أن يحتسب الأمر لي ويثبتني، حتى سخرهم الله لي، الآن ولله
الحمد أفرح لزياراتهم ويفرحون بزياراتي ويتمنون خطبة أبنائي والأهم
من ذلك أن أولادي ينتظرون يوم زيارة أهلهم بفارغ الصبر .
أنت قوية ولديك قدرة هائلة على التحمل لا يا أختي أنت أدرى الناس
بضعفي كنت ​ا​تألم للإساءة مثلما تتألمين، وكنت أحاول أن أبلعها غصة
من وراء زوجي ولا أزعجه بالشكوى، فإن كانت الغصة فوق التحمل
وخانني ضعفي البشري أو غلبني الشيطان،

شكوت لزوجي، فيصبرني ويقول : احتسبي .

اسمحي لي أختي أنا المنتصرة ولست أنت
أنا من يحبني زوجي في بري بأهله، بينما زوجك يبغض أهله، أنا من
أعطيت دروسا عملية لأبنائي كيف يتعاملون مع حياتهم الزوجية. ولكنك
أنت زرعت أحقادا لزوجك ولأبنائك، كنت تحسبين بالمليمتر أخطاءهم،
ولم تفكري يوما ماذا قدمت لهم؟ ولم يكن همك يوما كيف تكسبين ودهم،
وكان لضعف زوجك دور في هذا.

والآن بظنك ما الحل ؟
الحل بيدك، بمثل الذكاء الذي استخدمته في البعد عنهم، استخدميه في
القرب منهم، ولكن أعانك الله، سنوات طويلة من الحقد، تحتاج إلى
سنوات طويلة من الجهد والصبروأظنك مدينة بالاعتذار ليس لزوجك،
ولا لأهل زوجك، أنت مدينة بالاعتذار ﻷبنائك الذين كانوا على الفطرة،
وأنت شوهت فطرتهم، عليك من جديد أن تبيني لهم أن كل أهل في العالم
لهم أخطاء وأننا يجب أن نستمتع بالحسن منهم ونتجاوز عن سيئاتهم
كي يسعدوا في حياتهم الزوجية القادمة.

تنهدت تنهيدة حارة وطويلة
نعم مهمة شاقة لكنها تستحق المحاولة
سأدعو الله لك بالتوفيق .